القوى الدولية تراقب تنفيذ الهدنة في سوريا.. والأكراد يحدون من توغل داعش
الأحد 28/فبراير/2016 - 10:01 م
طباعة

تواصل الأطراف الكبرى متابعتها لاستمرار تطبيق هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، وانجاح المحاولات الدولية لوقف القتال، واستمرار وصول المساعدات الانسانية إلى المحاصرين، وتقديم كل أشكال الدعم لكل الأطراف المعنية
من جانبه أعلن الفريق سيرجي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا أن وقف إطلاق النار في هذا البلد لا يزال صامدا بشكل عام، لكنه تم رصد 9 حالات لخرقه خلال 24 ساعة، موضحا أن مركز التنسيق الروسي في سوريا تلقى قائمة من الولايات المتحدة بأسماء 69 جماعة معارضة مسلحة وافقت على شروط وقف الأعمال القتالية في سوريا.
شدد على انه من بين هذه الحالات قصف بلدة الكبانة في ريف اللاذقية، وكذلك اختراق الحدود السورية من قبل مجموعة من المسلحين قوامها نحو 100 فرد من ناحية تركيا، موضحًا أن المقاتلين الأكراد تمكنوا من طرد المسلحين من البلدة.
نوه إلى أن المركز الروسي للمصالحة اتصل بالمركز الأمريكي للمصالحة السورية في العاصمة الأردنية عمان للاستفسار حول القصف الذي سجل من الجانب التركي، نظرا لأن تركيا عضو في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، مشيرا إلى أن سقوط قتلى وجرحى بين مقاتلين ومدنيين جراء قصف مسلحي "جبهة النصرة" فرع من تنظيم القاعدة لوحدات الدفاع الوطني في ريف اللاذقية.

ويري محللون أن القوات الحكومية السورية لم ترد على قصف دمشق من جوبر والغوطة الشرقية أمس السبت وذلك استجابة لطلب من مركز المصالحة الروسي.
وأكد المركز الروسي أنه تلقى حتى ظهر اليوم موافقة 17 مجموعة مسلحة من فصائل المعارضة السورية المعتدلة على شروط وقف أعمال القتال، كما قام المركز بالتوسط في عقد اتفاقات مصالحة مع أعيان 35 بلدة، مما أسفر عن انسحاب مسلحين متشددين من هذه البلدات وتشكيل فصائل للدفاع الذاتي من الآخرين، والاشارة إلى أن البلدات المذكورة تشهد تشكيل أجهزة للحكم الذاتي وإعادة تأهيل البنى التحتية والمواصلات، إضافة إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى أهاليها.
وقدمت الولايات المتحدة قائمة تضم 69 مجموعة معارضة مسلحة أكدت سواء عبر الهيئة العليا للمفاوضات أو في اتصالها مع الولايات المتحدة مباشرة، موافقتها على شروط وقف الأعمال القتالية في سوريا.
من جانبه قال المتحدث باسم المعارضة السورية سالم المسلط إن وقف الأعمال العدائية في سوريا انتهك 15 مرة من قبل القوات السورية وحلفائها في اليوم الأول من دخول الهدنة حيز التنفيذ، موضحا انه تم توثيق اليوم الأول للهدنة 15 خرقا من قبل القوات السورية من بينها اثنان من مسلحي حزب الله اللبناني في الزبداني، غرب دمشق.
أكد سالم المسلط أن المعارضة ستلتزم بوقف القتال رغم وقوع 15 انتهاكا على الأقل لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الهيئة سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة والدول التي تدعم عملية السلام، والتأكيد على أن المعارضة تنتظر إجابات بشأن طريقة مراقبة الهدنة التي بدأت.

من جانبه جددت مصر ترحيبها بالهدنة، وضرورة تطبيق الهدنة في سوريا، وأهمية تقيد جميع الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار، وأكد أحمد أبو زيد بقوله "أهمية الهدنة في سوريا تكمن في أنها تفتح الطريق أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وفي تهيئة المناخ تمهيدا للمفاوضات وتحقيق الحل السياسي للأزمة السورية.
بينما أكد مرتضى سرمدي نائب وزير الخارجية الإيراني على استمرار دعم بلاده للجهود المبذولة للتهدئة في سوريا معربا عن ثقته التامة بأن الهدنة ستخدم الحل السياسي هناك، مؤكدا أن وقف إطلاق النار في سوريا منعطف جيد سيساعد في الحل السياسي وفي النأي به عن الوسائل العسكرية، لقد لعبت بلادنا دورا إيجابيا.
اعتبر سرمدي أن "التهدئة ستمثل فرصة سانحة للعمل على معالجة المسائل الإنسانية المعقدة وإيصال المساعدات إلى محتاجيها في سوريا".، منوها بقوله " الجيش السوري وحلفاؤه أكدوا تمسكهم بالهدنة، فيما يمكن للزمر المسلحة خرقها، وأعني هنا المجاميع المرتبطة بالدول التي تتصرف كما يحلو لها".
على الجانب الاخر قال محللون أن وحدات الحماية الكردية استعادت جميع النقاط التي سيطر عليها مقاتلو تنظيم داعش في بلدة تل أبيض في محافظة الرقة شمال سوريا، بعد أن سبق وشن تنظيم "داعش" هجوما على تل أبيض التي تقع على الحدود مع تركيا، والتي سيطر عليها المقاتلون الأكراد، مما دفع التحالف الذي تقوده واشنطن إلى شن غارات لإجبار المسلحين على التراجع.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية " إن عناصر التنظيم هاجموا بلدة تل أبيض الخاضعة لسيطرة الوحدات والواقعة على الحدود مع تركيا وبلدة سلوك القريبة منها، مشيرا إلى أن وحدات حماية الشعب وقوات الأمن الداخلي الكردية تمكنت من دحر هذا الهجوم ومحاصرة المهاجمين وتطويقهم في نقاط محدودة من دون أن يعلن عن حصيلة محددة للضحايا.
بينما أكد رودي عثمان، ممثل أكراد سوريا لدى موسكو، أن أنقرة لا نية لديها للالتزام بقرار 2268 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والاشارة إلى أن هجوم مسلحي داعش على مدينة تل أبيض تزامن مع مواصلة تركيا قصفها لمناطق سورية حدودية يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، مضيفا أن "على المجتمع الدولي إدانة هذا البلد".
وأكد محللون أن العسكريين الأتراك هم الذين خططوا لهجوم مسلحي داعش على تل أبيض بل وشاركوا فيه بصورة مباشرة.
يأتي ذلك في الوقت الذى يرى فيه محللون أن السلطات التركية وقعت في الفخ الذي نصبته في سوريا ولم تعد قادرة على التعامل مع العديد من المناطق الرمادية في السياستين الداخلية والخارجية، والتأكيد على أن أنقرة فقدت كل المزايا والأفضليات في الساحة الدولية وباتت مجريات الوضع في سوريا تسير لغير مصلحتها.

وأكدت صحيفة "مونيتور" أن سياسة تركيا في سوريا تبدو يائسة وفاشلة ولم تعد المسالك القديمة تساعدها، والاشارة إلى أن خطط وآمال أنقرة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وفرض نظام المتطرفين الإسلاميين في دمشق فشلت واندثرت منذ فترة طويلة وأخذت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا تفقد مواقعها بالتدريج في المواجهات مع الجيش السوري المدعوم من قبل روسيا ووحدات الدفاع الشعبي الكردية".
أوضحت الصحيفة انه في ظل الجدل مع الولايات المتحدة سقطت فكرة التدخل العسكري الخارجي ولم يبق لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو أي خيارات لمواصلة دفع الخط التركي المعتمد في سوريا، كما راهنت على الفصائل المسلحة الإسلامية وأقرت بتأييدها علنا ورمت بثقلها من أجل إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا وما يجري حاليا في السياسة الخارجية التركية يعني أن حزب العدالة والتنمية الحاكم تعرض للفشل الذريع في هذا المجال.
شدد تقرير الصحيفة على أن تركيا أخذت تركز وتعتمد بشكل كبير على النظرة الإسلامية نحو العالم وهذا التحول أدى إلى تقلص إمكانياتها بشكل كبير في الساحة الدولية، وتركيا في الوقت الراهن تتمسك "بمنهج الانتقام" المكشوف وتسير على مبدأ " من ليس معنا فهو ضدنا" في الساحتين الداخلية والخارجية".
نوهت الصحيفة أنقرة باتت عاجزة عن التعامل والسيطرة على المناطق الرمادية، وأن هذه المناطق تتمثل في الفوارق والاختلافات السياسية والإثنية والطائفية القوية التي تسود في داخل تركيا وكذلك في تدهور الموقف التركي في الأزمة السورية.