بعد الفوز الأولِى لإصلاحيي إيران.. مخاوف من تمرد "الحرس الثوري"

الإثنين 29/فبراير/2016 - 10:10 م
طباعة بعد الفوز الأولِى
 
عكست النتائج غير الرسمية والأولية للانتخابات الإيرانية، التي جرت يوم الجمعة الماضي، مدى الاحتقان والرفض الشعبي من سياسات التيار المُتشدد، حيث أظهرت النتائج تراجعَ التيار المتشدد، إلى الدرجة التي يمكن اعتباره أنه خسر أغلبية مقاعد مجلس الشورى (البرلمان)، بحصوله على أقل من 50 % من مقاعد المجلس، فضلاً عن خسارته الموجعة في مجلس خبراء القيادة، المنوط به انتخاب خليفة المرشد الحالي علي خامنئي. 
وأوضحت نتائج انتخابات "البرلمان" أن المعتدلين والإصلاحيين المتحالفين في قائمة "أوميد" بالعربية (الأمل) حصلوا على 23 في المئة من الأصوات، في حين حصل المستقلون على 18 في المئة، والمحافظون على 36 في المئة، وفقاً لحسابات وكالة "رويترز" المستندة إلى الإحصاءات الرسمية المنشورة، باستثناء العاصمة طهران التي غنمت "أوميد" مقاعدها الـ30 كلها.
بعد الفوز الأولِى
وفي مجلس خبراء القيادة، المكلف تعيينَ المرشد الأعلى ومراقبة أدائه وعزله، تقلصت فرص التيار المتشدد، المدعوم من المرشد الحالي علي خامنئي، في نيل أحد مقاعد مجلس الخبراء الـ16 عن العاصمة بمرشح واحد فقط هو أحمد جنتي، الذي حل في المركز الخامس عشر في السباق الذي تصدره روحاني وحليفه الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني.
وتسمح عضوية مجلس الخبراء لحائزها بالمنافسة على منصب المرشد، ووجه رفسنجاني، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، رسالة على حسابه على "تويتر" أمس قال فيها، "لا أحد يمكنه مقاومة إرادة أغلبية الشعب، وعلى من لا يريده الشعب أياً كان أن يتنحى جانباً".
ووسط صمت المعسكر المتشدد، قال الحرس الثوري الإيراني أمس في بيان إنه "ما من شك في أن الفائزين في الانتخابات سيبذلون أقصى ما في وسعهم لحماية كرامة إيران وقوتها واستقلالها وحل القضايا الرئيسية للمجتمع والناس وهزيمة الاستكبار العالمي (الولايات المتحدة) بوعيهم وحكمتهم".
بعد الفوز الأولِى
وتشير العديد من التقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يدعم بقوة التيار المُحافظ الذي يترأسه في الوقت الحالي المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، ما يعني أنه في حال اتخذ مجلس الخبراء قراراً بعزل خامنئي لظروفه الصحية فهذا يعني أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من حالات الاحتقان والصراع الخفي بين الجهاز الأمني الأقوى في إيران والمجلس الجديد.   
وبدا أن القرارات الأخيرة التي اتخذها التيار الإصلاحي خلال الفترة الماضية وخاصة فيما هو متعلق بالملف النووي الإيراني لاقى رضا الشعب الإيراني، وهو ما ضاعف فرص نجاحه في انتخابات مجلس الشورى وانتخابات مجلس الخبراء.
بعد الفوز الأولِى
كما أشارت النتائج النهائية إلى أن رئيس مجلس خبراء القيادة محمد يزدي خسر مقعده في الانتخابات كمؤشر على مكاسب الإصلاحيين، كما أظهرت النتائج الأولية التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية، أن مرشحين يحظون بدعم من التيار الإصلاحي في طريقهم للفوز بكل مقاعد مجلس الشورى الإسلامي عن العاصمة طهران وعددها 30 مقعدا.
ويتألف مجلس الشورى الإسلامي (برلمان البلاد) من 290 مقعدا، وبلغ عدد المرشحين في انتخاباته 4844 مرشحا بينهم 586 امرأة، ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشورى الإسلامي لدورته العاشرة ومجلس خبراء القيادة لدورته الخامسة، خلال الأسبوع الجاري.

شارك