بعد تأسيسه كتيبة نسائية في الحسكة.. دوافع ومبررات "داعش" في التعامل مع النساء
الإثنين 29/فبراير/2016 - 11:14 م
طباعة

في خطوة جديدة تعكس مدى استغلال تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر حالياً على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية، لجميع العناصر البشرية المُتاحة والقادرة على حمل السلاح، قام التنظيم بتأسيس كتيبة نسائية في مدينة الحسكة السورية، وغير معلوم حتى وقتنا هذا الهدف من تأسيس تلك الكتيبة أو نوعية المهام المنوط لها القيام بها.
وأوضحت وسائل إعلام عربية أن امرأة تدعى نادية القحطاني، سوف تترأس هذه الكتيبة، وينبغي أن يكون هذا التشكيل فرعًا من الكتيبة النسائية، التي تعمل في الرقة، حيث تتوفر معلومات قليلة عن نادية القحطاني.
كان تنظيم "داعش" أسس أول مجموعة نسائية له في صيف عام 2014، في مدينة الرقة السورية، وكانت وظيفة تلك المجموعة مُراقبة احترام النساء واتباعهن للشريعة.
وسائل داعش في تجنيد النساء

وقد نشرت "العربية نت" تقريراً عن وسائل "داعش" في تجنيد النساء، تضمنت اعتماد عناصره على وسائل "الحب والغراميات" وتحقيق أمنيات بالزواج، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتمد التقرير على ما كشفت عنه حسابات مختلفة من مقاتلي "داعش" وتبعا لما أورده أحدهم: "يا أنصاريات لا تستزلكن العواطف والأمنيات ومن يترقق لكن بالكلام خبيث خبيث فاتقين الله واحذرن الفتنة"، مستدلا بما أورده على شواهد مثبتة لديه قائلا: "الموضوع به إحراج لهن ويسبب لهن مشاكل وخاصة أنهن بنات كان كتبت لك أسماء بعضهم".
واعتبر خبراء أن الحب والرومانسية، وسيلة مهمة لتجنيد الشباب والفتيات في صفوف الجماعات المقاتلة، فجميع الجماعات المتطرفة تستغل الجانب العاطفي وهو الجانب الرئيسي في استقطاب الفتيات.
مأزق "داعش" من تجنيد النساء جاء عقب فشل عدد منهن بالالتحاق بصفوف التنظيم وكشف مخططات عدد منهن وإفشالها من قبل أجهزة أمنية مختلفة، وبحسب اعتراف حساب آخر قائلا :"قرابة الخمسين أخت وقعن في الأسر في الآونة الأخيرة فمن بعثهن؟ ومن الذي نسق لهن؟".
الأمر ذاته كان ما حذر منه المتحدث الإعلامي لتنظيم "البغدادي" والمدعو ترجمان الأساورتي، قائلا: "لا يوجد منسق للنفير في تويتر وإني أحذر أخواتي أولا أن يتقين الله وأن لا يقعن في شباك المخابرات ثم أحذر كل أخ من أن يتساهل في أمنياته"، حتى اتخذ التنظيم خطوة الاعتماد على منسق عام وجند له على مواقع التواصل.

وحذر صاحب الحساب "أبو عقيل" من سماهم بـ"الأنصار" من "الغزل والتغزل" بالنساء المؤيدات الإلكترونيات لتنظيم "داعش" بعد مشاهداته لتبسط النساء مع عناصر تنظيم "داعش" عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا: "أوصل بكم الأمر لهذا الحد تغازلون وتتغزلون وتفسقون وتفجرون أف لكم ولما تفعلون فما فرقكم عن أهل الفسوق والمجون أتشيعون الفاحشة وبالدين تتسترون".
حجية "داعش في التعامل مع النساء

وللتعرف على حجة "داعش" في التعامل مع النساء يمكن الاعتماد على وثيقة منسوبة للتنظيم تتضمن الإجابة على عدة أسئلة بينها، هل يجوز للمسلمين سبي واحتجاز النساء والأطفال من غير المسلمين؟.. فكانت الإجابة "نعم"، بحسب منشور جديد وزعه مسلحو تنظيم "داعش" على عدد من المساجد بمدينة الموصل، شمال العراق.
وهل يمكن "وطء" النساء والفتيات من غير المسلمات، حتى وإن كن مازلن في مرحلة الطفولة؟.. الإجابة أيضاً كانت "نعم"، وهل يمكن بيعهن أو منحهن كهدايا للغير؟.. لا تختلف إجابة هذا السؤال عن غيره من الأسئلة، التي تضمنها المنشور.
ما يؤكد صحة المنشور أنه تم بثه على أحد المواقع التابعة للتنظيم، ورجّح مراقبون أن التنظيم كان بحاجة إلى مُبرر شرعي لسياسات خطف واغتصاب وبيع النساء خاصة المسيحيات والإزيدييات.

ويبدأ داعش منشوره بسؤال: "ما هو السبي؟"، ليجيب بأنه "ما أخذه المسلمون من نساء أهل الحرب"، وأكد في الإجابة على سؤال آخر "جواز سبي الكافرات كفراً أصلياً، كالكتابيات والوثنيات"، إلا أنه لفت إلى اختلاف العلماء في "سبي المرتدة"، أي التي ارتدت عن الإسلام.
وعن شروط "وطء السبية"، أو "الأمة"، من قبل مالكها، ذكر المنشور، المنسوب لداعش، أنه "إذا كانت بكراً فله أن يطأها مباشرةً، أما إذا كانت ثيباً فلابد من استبراء رحمها"، أي الانتظار عليها حتى تحيض مرة واحدة على الأقل، وذلك للتأكد من أنها غير حامل.

وفي سؤال آخر: "هل يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم؟"، جاءت الإجابة: "يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم إن كانت صالحة للوطء، أما إذا كانت غير صالحة للوطء، فيكتفي بالاستمتاع بها دون الوطء"، إلا أن المنشور لم يتضمن معايير تبين كيف يمكن أن تكون الطفلة صالحة أو غير صالحة لمواقعتها جنسياً.
كما جاء في الإجابة على سؤال آخر، أنه "يجوز الجمع بين الأختين، وبين الأمة وعمتها، والأمة وخالتها في ملك اليمين، ولكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء، من وطأ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى، لعموم النهي عن ذلك."
نماذج لاستخدام "داعش" للنساء

وبدا أن سياسة "داعش" في استخدام النساء في المعارك لم تقتصر على سورية، حيث نشرت صحيفة التايمز اللندنية تصريحات لمسؤولين أمنيين ليبيين تفيد أن تنظيم "داعش" قام للمرة الأولى بتجنيد النساء واستخدامهن في عملياته أخيراً، ولاسيما لتنفيذ هجمات انتحارية غرب ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس العسكري لمدينة صبراتة، طاهر الغرابلي، قوله إن السلطات اعتقلت سبع نساء من التنظيم، وتمكنت من قتل ثلاث أخريات خلال الأسبوع الماضي في المدينة.
وكشف الغرابلي عن أن امرأة من "داعش" حاولت تفجير نفسها بواسطة حزام ناسف، وهذه هي المرة الأولى التي يتم التأكد فيها من استخدام التنظيم لنساء في عملياته القتالية. فيما يعمد عادة في سوريا والعراق إلى إيكال مهام غير قتالية للنساء والفتيات في صفوفه.
ووفقاً لمحافظ صبراتة حسين ثوادي، فإن النساء في "داعش" ليبيا غالباً ما تقمن بالإعداد اللوجستي للمعارك، إلا أنهن يشاركن في القتال كذلك.