محاولات مستمرة لإنجاح الهدنة السورية.. وجولة سياسية جديدة في 9 مارس الجاري

الثلاثاء 01/مارس/2016 - 07:50 م
طباعة محاولات مستمرة لإنجاح
 
مع تزايد محاولات خرق هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، تحاول القوى الدولية متابعة الموقف، ومنع كسر الهدنة بالرغم من المحاولات التي تقوم بها المعارضة المسلحة والجيش السوري كما نقلت بعض وكالات الأنباء، وهو ما أشار له الرئيس السوري بشار الأسد بالإشارة إلى أن الجيش السوري يمتنع عن الرد على انتهاكات الهدنة من أجل إعطاء فرصة للاتفاق.
أكد الأسد خلال لقاء إعلامي اليوم  أن الإرهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الأولى، موضحا بقوله "نحن كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الآخر".
من جانبها حذرت روسيا من تنامي خطر استخدام تنظيم داعش وجماعات أخرى للأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط ودعت لمفاوضات دولية للتوصل إلى اتفاق جديد بهدف التصدي لما وصفته بأنه "واقع خطير في زماننا."

محاولات مستمرة لإنجاح
وأكد وزير الخارجية سيرجي لافروف أمام مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف" لكن ما زلنا نواجه فجوات كبيرة لاسيما في استخدام المواد الكيماوية للأغراض الإرهابية، أصبح هذا الخطر ملحًا بشكل بالغ الآن في ضوء حقائق تكشفت في الآونة الأخيرة تظهر استخداما متكررا ليس للكيماويات الصناعية السامة وحسب بل ولعناصر حرب كيماوية كاملة من جانب داعش وجماعات إرهابية أخرى في سوريا والعراق."
أضاف لافروف في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "لهذا الغرض يجب غلق الحدود السورية التركية لأن هذه العصابات تتلقى الأسلحة عبر هذه الحدود ويشمل ذلك دخولها مع القوافل الإنسانية."
وقال لافروف "لا مكان للإرهابيين والمتطرفين" في اتفاق وقف الأعمال القتالية أو تسوية سياسية.
ودعت روسيا إلى إغلاق الحدود التركية السورية قائلة إن أسلحة يجري إخفاؤها في قوافل المساعدات الإنسانية وتنقل لعناصر تنظيم داعش وحلفائهم، واتهمت موسكو تركيا مرارا بالتخطيط للتدخل عسكريا في سوريا عبر الحدود. 
ويرى متابعون أن المفاوضات في جينيف ستحيي مؤتمر نزع السلاح الذي يضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة. 
من ناحية أخرى قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا إنه يجب على الولايات المتحدة وروسيا العمل على نجاح اتفاق وقف الاقتتال في سوريا وإلا سيكون من الضروري تأجيل استئناف محادثات السلام.

محاولات مستمرة لإنجاح
أوضح دي ميستورا إنه إذا لم يحدث تقدم بشأن وقف الاقتتال وبشأن وصول المساعدات الإنسانية فقد يؤجل الجولة التالية من محادثات السلام "قليلا". وتقرر مبدئيا استئناف المحادثات في التاسع من مارس، والقرار بشأن ما إذا كانت ستجرى في هذا الموعد أو بعد ذلك بفترة قصيرة سيتخذ في الأيام القليلة القادمة بناء على التطورات على الأرض."
أضاف "لا نريد أن تكون المناقشات في جنيف محادثات بشأن انتهاكات لوقف إطلاق النار، نود أن تتصدى فعليا لجوهر كل شيء."
يأتي ذلك في الوقت الذى سجلت فيه موسكو 15 انتهاكا للاتفاق في سوريا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية لكن طائراتها تمتنع عن قصف المناطق التي يحترم فيها الاتفاق من قبل "المعارضة المعتدلة".
حيث أكد المركز الروسي الخاص بالمصالحة أن  الجيش السوري والقوات الكردية والأحياء السكنية في شمال غرب مدينة حلب تعرضت للقصف بالهاون والأسلحة الخفيفة 5 مرات، وفي دمشق شنت تنظيمات إرهابية  منتمية تحت لواء "جبهة النصرة" 3 عمليات قصف على عدرا ومخيم الوافدين ومحيط السجن المركزي، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 3 آخرين، وفي منطقة مرج السلطان شنت مجموعة إرهابيين قصفا على مواقع الجيش السوري، ومن ثم حاولت اختراق دفاعات الجيش في هذه المنقطة.
كما سجل المركز في ريف اللاذقية سجلت عمليات قصف نفذتها الفصائل التابعة لجبهة النصرة والتي تسيطر على بلدتي كبانة في ريف اللاذقية وبداما في ريف إدلب ومناطق أخرى، باتجاه مواقع الجيش، 
وفي ريف حمص شن إرهابيون هجومين على مواقع الجيش ووحدات الدفاع المدني في محيط حرب نفسة.

محاولات مستمرة لإنجاح
أوضح المركز أن العدد الإجمالي لاتفاقات المصالحة التي تم عقدها في سوريا بلغ 38 اتفاقا، وكشف عن عقد 4 اتفاقات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية مع قادة فصائل المعارضة المعتدلة التي تسيطر على منطقة الضمير بريف دمشق، كما رصد موافقة 842 مسلحا من فصائل "جيش الإسلام" و"الجيش السوري الحر" و"كتائب اليرموك" على وقف الأعمال القتالية بعد مفاوضات مصالحة جرت بوساطة روسية بين ممثلي السلطات المحلية في ريف درعا وسكان بلدات المسمية والصنمين ونوى وصيدا وناحتة.
أضاف المركز أن عدد فصائل المعارضة التي انضمت إلى الهدنة بلغ 130 فصيلا، موضحا أن الجانب الأمريكي سلم موسكو قائمة بـ61 فصيلا بالإضافة إلى القائمة الأولى التي كانت تضم 69 فصيلا للمعارضة التي يشملها وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت الماضي.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نشر مزيد من الطائرات بلا طيار ومحطتي رادار في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، وأكدت أن منظومة الاستطلاع التي أنشأها الجيش الروسي في سوريا تسمح بالرقابة على الوضع الميداني في سوريا بشكل تام.
أوضحت الوزارة انه من أجل زيادة فعالية الرقابة على نظام وقف الأعمال العدائية في أراضي سوريا، أنشأت القوات المسلحة الروسية منظومة تسمح برصد التطورات في منطقة النزاع بالكامل، ومن أجل تكثيف الرقابة، يتم الاعتماد على طائرات بدون طيار ومجموعات أقمار اصطناعية ووسائل تقنية أخرى للاستطلاع".
شددت على أن الرقابة على المجال الجوي السوري تنفذ بواسطة الرادارات التابعة لمنظومات الدفاع الجوي الروسية المنشورة في حميميم والدفاع الجوي السوري، والطائرات الاستطلاع التابعة لمجموعة الطائرات الروسية في سوريا، كما انها أرسلت خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى سوريا 3 منظومات استطلاع مطورة مع طائرات بلا طيار، ومحطتي رادار مخصصتين للكشف عن أهداف صغيرة تسمحان برصد عمليات قصف بالمدفعية ينفذها إرهابيون.
ومن أجل تحديد مواقع مرابض الراجمات الصاروخية ومدافع الهاون التي تستخدم من قبل منتهكي الهدنة، نشرت القوات المسلحة الروسية في سوريا طاقمين من وسائل الاستطلاع الميداني للكشف عن مواقع المدفعية.
يذكر أن وسائل إعلام قد تناقلت أنباء عن نشر طائرة استطلاع روسية حديثة من طراز "تو-214 إر" في سوريا تحمل حزمة من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة.
من ناحية أخرى قالت الولايات المتحدة إن هناك اعتقادا بأن مقاتلي تنظيم داعش مسؤولون عن هجمات بغاز خردل الكبريت في سوريا والعراق العام الماضي، في ضوء الكشف عن تقرير سري لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية خلص إلى أن شخصين على الأقل تعرضا لخردل الكبريت في مدينة مارع الواقعة شمالي حلب في أغسطس الماضي.
وتمت الإشارة إلى أن هناك تقارير عن امتلاك جماعات متشددة وثائق علمية وفنية عن إنتاج الأسلحة الكيماوية وسيطرتها على منشآت كيماوية وأنها "تشرك خبراء أجانب في المساعدة على تركيب مواد كيماوية تستخدم كسلاح".


شارك