صعده هدف جديد للجيش اليمني.. والتحالف يؤكد استهداف القاعدة
الأربعاء 02/مارس/2016 - 06:42 م
طباعة

تواصلت المعارك التي تخوضها القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ضد الانقلابيين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم في مناطق نهم وجبهات تعز والجوف ومأرب وحجة وشمال الضالع والعاصمة صنعاء.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، جدد طيران التحالف العربي ضرب مواقع المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومعسكراتهم في صنعاء ومحافظات تعز وإب وعمران ومأرب.
وأفادت مصادر محلية بأن مقاتلات التحالف العربي واصلت قصفها مواقع الحوثيين والمخلوع في المحافظتين والمناطق المحيطة بهما، وسط تأهب لتحرير محافظتي صنعاء وصعدة.
ووفقاً لصحيفة الوطن السعودية، أشارت المصادر إلى أن 12 غارة استهدفت تجمعات وآليات للمليشيات المتمردة في المعهد التقني بمنطقة الورك بعمران، أسفرت عن احتراق مدرعة، بينما سمع دوي انفجارات في المكان ذاته.
وأضافت المصادر أن مقاتلات التحالف شنت أمس الأول غارات مكثفة على مديريتي خولان وبني حشيش في محافظة صنعاء، مؤكدة أن ثلاثا من الضربات الجوية استهدفت دبابات وعربات عسكرية كانت في "وادي أعصم"، القريب من قرية أسناف، بالمديرية نفسها.
كما استهدفت غارات أخرى معسكر الجميمة في بني حشيش، ومواقع في حريب بمديرية نهم شرق العاصمة.
وكان القيادي بالمقاومة الشعبية في محافظة الجوف، عبدالله الأشرف، أعلن في وقت سابق، أن المقاومة والجيش يتجهان إلى صعدة وعمران وصنعاء، عقب استكمال تحرير المحافظة، بعد السيطرة على منطقتي المتون وسوق الاثنين، وتطهيرها من الميليشيات المتمردة.
من جهته، قال المتحدث باسم المقاومة بصنعاء، عبدالله الشندقي "إن قوات الجيش والمقاومة تحرز تقدماً جديداً شرق صنعاء، مع وصول أسلحة حديثة لقوات الشرعية في نهم".
ويأتي ذلك، فيما قصفت طائرات التحالف بقيادة السعودية، قافلة تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين وميليشيات المخلوع في مديرية نهم شمال شرقي العاصمة صنعاء.
فيما أكد الناطق باسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري قصف التحالف لمخازن أسلحة في حضرموت، شرقي اليمن.
وقال عسيري إن الغارات استهدفت مخازن كانت تحوي أسلحة متوسطة وثقيلة. وكان "المصدر أونلاين" نشر عصر الأحد خبرا بقصف التحالف في حضرموت، وهو ما أكده عسيري.
ويسيطر تنظيم القاعدة على مدينة "المكلا" عاصمة محافظة حضرموت.
وأضاف عسيري ان التحالف لا يفرق بين قوات صالح وتنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي. ويعتبر استهداف التحالف للقاعدة تحولا مهماً في مسار الحرب التي يشرف عليها التحالف لإعادة شرعية الدولة الى اليمن، لتشمل كل الجماعات المتطرفة.
وتنتشر الجماعات المتطرفة في الجنوب، خصوصا بعد تحرير عدن ولحج وأبين من ميليشيا الحوثي وصالح منتصف العام الماضي.
كما أن استهداف القاعدة في حضرموت مؤشر على اعتزام التحالف توسيع معركته مع كل الجماعات التي تعيق عمل الدولة وسلطتها في البلاد.
وعلي الصعيد الامني، اغتال مسلحون عضواً في البرلمان اليمني في محافظة الحديدة غربي اليمن، فيما اغتال آخرون ضابطاً في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، وواصلت مقاتلات "التحالف العربي" غاراتها في عدة محافظات.
وأفادت مصادر محلية في محافظة الحديدة، بأن "مسلحين مجهولين أقدموا على اغتيال عضو مجلس النواب، عن مديرية التحيتا، الشيخ عبدالله أهيف، وذلك أثناء تواجده في مدينة زبيد بالمحافظة"، ولم تعلن أية جهة على الفور مسؤوليتها عن الحادث.
وفي الحديدة، أيضاً، جددت مقاتلات "التحالف العربي"، غاراتها الجوية ضد أهداف للحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بمديرية الخوخة الساحلية، ولم ترد تفاصيل حول آثار الضربات.
في حضرموت، أقدم مسلحون على اغتيال ضابط متقاعد برتبة عقيد ويدعى، عيظة الدقيل، قرب منزله في مدينة القطن، مما أدى إلى مقتله على الفور، فيما لاذ المسلحون بالفرار.
وكانت مدينة القطن قد شهدت قبل أيام حادثة اغتيال طاولت جندياً برصاص مسلحين مجهولين يُعتقد بارتباطهم بتنظيم "القاعدة"، الذي ينشط بالمناطق الشرقية من البلاد.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، عقد الرئيس عبدربه منصور هادي، الاربعاء، في الرياض، اجتماعاً استثنائياً للفريق السياسي الذي يضم هيئة المستشارين والوزراء المعنيين بحضور نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر.
وأكد هادي على أهمية تمتين وتعزيز علاقات المنظومة السياسية كاملة على قاعدة الهدف الأساسي في هذه المرحلة لاستعادة الدولة و مرجعياتها وفي ذلك المبادرة الخليجية و مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور و القرار الاممي 2216 وإعلان الرياض.
وأشار هادي إلى أهمية تفعيل عمل الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار واستحضار مخرجاته.
ورحب الاجتماع بمواقف المجتمع الدولي الداعمة لليمن وشرعيتها الدستورية من خلال القرارات الأممية ذات الصلة وآخرها القرار 2266 .
كما قال الرئيس هادي إنه لو قيام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بعملية عاصفة الحزم "لسقط اليمن وأصبح إيرانيا"، داعياً الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله أن يكون "عربياً" قبل "أن تكون إيرانياَ".
وحذر الرئيس اليمني في مقابلة خاصة مع صحيفة "عكاظ" نشرتها اليوم الأربعاء من أن "إيران تهدف لابتلاع الجزيرة العربية كلها".
وقال هادي إن إيران "لديها استراتيجية، وتريد أن تدخل اليمن في حرب أهلية للوصول إلى باب المندب، والسيطرة على المنافذ البحرية"، مضيفا :"إننا طالبانا الإيرانيين بوقف قنوات (المسيرة والعالم والمنار والميادين) التابعة لحزب الله الإيراني وطهران والتي تبث ليلاً ونهاراً وتتدخل في الشأن اليمني" .
ومن ناحية أخرى ، قال هادي "إن علاقة سلفه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالسعودية كانت علاقة ابتزاز سياسي بنسبة 100 % وسلم المدن للقاعدة".
واتهم هادي الرئيس المخلوع بأنه "جنى من غسل الأموال ثروة بالمليارات"، كما اتهمه بمحاولة اغتياله أثناء توليه منصب نائب الرئيس.
ووصف هادي سلفه بأنه "اللاعب الأساسي في سقوط صنعاء والتحالف مع الحوثيين في مقابل منح الحوثي المرجعية الدينية في اليمن، ومنح المرجعية السياسية لنجل المخلوع أحمد علي عبدالله صالح، ومحاولة اغتيال هادي لتغييب المبادرة الخليجية، واعتماد التجربة الإيرانية لحكم اليمن، في مقابل قيام إيران بدعم الاقتصاد اليمني". وقال هادي إن (زعيم الحوثيين) عبدالملك الحوثي حي".
ووصف الرئيس هادي علاقته مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنها "أرقى علاقة"، وبأنها "قوية جدا منذ نصبت رئيساً".
وأكد أنه على "تواصل ممتاز" مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية، وحدة الموقف الدولي تجاه الوضع في بلاده التي تواجه انقلابا على الشرعية الدستورية من قبل جماعة الحوثي والمخلوع صالح منذ الـ21 من شهر سبتمبر للعام 2015م.
وقال المخلافي لدى لقائه الليلة الماضية في مدينة الرياض السفير البريطاني لدى اليمن "لقد كان الموقف الدولي موحدا تجاه اليمن من قبل وتجسدت وحدته الآن في قرار مجلس الأمن رقم 2266 الذي صدر مؤخرا بشأن تجديد العقوبات المفروضة على قيادة الانقلاب".
وبحث وزير الخارجية اليمني، مع السفير البريطاني، جهود المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، المتعلقة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 واستئناف المشاورات السياسية مع الميليشيا الانقلابية بهدف العودة للعملية السياسية المبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأثنى نائب رئيس الوزراء اليمني، على الموقف الدولي الموحد بشأن اليمن والداعم للشرعية ولجهود رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، من أجل استعادة الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني, مؤكدا ضرورة استمرار الضغط على الانقلابيين لإلزامهم بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بما يحقن دماء اليمنيين وإحلال السلام واستعادة الدولة ونزع سلاح الميليشيات.
من جانبه، أكد السفير البريطاني لدى اليمن، دعم حكومة بلاده لجهود الرئيس هادي والحكومة اليمنية وحرص بريطانيا وتأكيدها على ضرورة التزام الانقلابيين، بقرارات مجلس الأمن والقرارات ذات الصلة وبما يضمن تحقيق السلام في البلاد.
المشهد اليمني:
استمرار المعارك على الأرض مع تراجع فرص الحل السياسي، يشير إلى أن الحسم العسكري سيكون الخيار الأول في البلاد، والتي تدخل حربًا تقترب من نهاية عامها الأول، وسط تردي الوضع الاقتصادي والإنساني.