الهدنة السورية ومحاولات التفعيل.. والمبعوث الأممى يرفض تعجيل المفاوضات

الأربعاء 02/مارس/2016 - 09:09 م
طباعة الهدنة السورية ومحاولات
 
تتوالى المحاولات الروسية لإنجاح الهدنة السورية لوقف اطلاق النار، وافساح المجال للحلول السياسية بالرغم من الخروقات التي يتم تسجيلها من مختلف الأطراف، في الوقت الذى أعلنت فيه موسكو رصد 21 خرقا للهدنة من قبل الإرهابيين خلال 24 ساعة معظمها في درعا ودمشق وحلب وحماة
على الجانب الآخر لاتزال الأطراف المعنية بالأزمة السورية تهتم بتصريحات المبعوث الأممى للازمة السورية ستيفان دي ميستورا حول تأجيل الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف-3"، في ظل الهدنة العسكرية، التي ما زالت مهددة بالانهيار في أي لحظة، ويري متابعون أن أسباب التأجيل ليست جوهرية وأن استمرار انعدام الثقة بين المعارضة ودمشق، لا يلغيان الإنجاز الكبير المتحقق بوقف "الأعمال العدائية"، والذي دخل يومه الخامس، إلا أن دي ميستورا لن يخاطر بعقد جولة مفاوضات جديدة من دون تثبيت الواقع الميداني على الأرض، وضمان ألا يكون نقطة تفجير للمفاوضات السياسية، والعودة إلى المربع الأول.
لذا طلب دي ميستورا من موسكو، واشنطن العمل على إنجاح اتفاق وقف الاقتتال في سوريا، بالرغم من اصرار المعارضة، بموجب المادتين 12 و 13 من القرار الدولي 2254، على قيام الحكومة السورية بإجراءات بناء الثقة مثل إطلاق سراح معتقلين ولا سيما النساء والأطفال والشيوخ، وفك الحصار عن المدن المحاصرة.

الهدنة السورية ومحاولات
وتعتمد خطة دي ميستورا على تحييد النقاش العسكري في جنيف، ووقف الأعمال العدائية سيستمر،  فليس المطلوب دوليا انتصار كاسح لدمشق ولا انتصار كاسح للمعارضة، وهذا ما قالته موسكو صراحة للقيادة السورية، من أن هدف عمليتها العسكرية ليس من أجل تحقيق انتصار كاسح لدمشق، بل لتدعيم موقفها العسكري من أجل تدعيم موقفها السياسي.
من جانبه أكد رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات أنه لا يمكن بدء مناقشات جادة قبل إطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار المفروض على عدد من المناطق.
ويتوقع محللون انه لن تشهد الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف-3" ذلك الجدل البيزنطي، الذي استمر طوال العامين الماضيين: أيهما له الأولية؛ المستوى العسكري أم المستوى السياسي؟، لذا يصر المبعوث الأممي على إنهاء أي مشكلة تواجه الهدنة العسكرية وتهددها، قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعبر هذه الطريقة سيتم سحب البساط من تحت أقدام الحكومة السورية والمعارضة، بحيث أن الفشل السياسي لا يمكن تعويضه في ساحة القتال، التي أُقفلت، بل إن حل القضايا العالقة يتم عبر الحوار والتفاهمات الدولية-الإقليمية.
من ناحية أخري نصبت القوات الروسية في قاعدة حميميم الجوية منظومة جديدة محطات للرادار وظيفتها مراقبة صمود نظام وقف الأعمال العدائية في سوريا، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية انه تم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة نشر ثلاث منظومات حديثة مع طائرات بدون طيار، وكذلك محطتي للرادار خاصتين بالكشف عن أهداف صغيرة الحجم، قادرة على رصد حوادث استخدام المدفعية من قبل الإرهابيين، ويرى خبراء عسكريون أن هذه المنظومات من نوع "زووبارك-1"، هي نفسها التي تلقتها القوات البرية الروسية عام 2007.
تعمل هذه المنظومات لرصد مواقع العدو عن طريق تحديد خطوط سير الصواريخ والقذائف التي تم رصدها بواسطة جهاز الرادار، وكذلك لتصحيح نيران المدفعية، كما يمكن لـ"زووبارك-1" مراقبة الأجواء وطائرات بلا طيار، وتستطيع منظومات "زووبارك" تحديد ما يصل إلى 70 موقعا خلال دقيقة واحدة، بالتزامن مع استهداف 12 هدفا.

الهدنة السورية ومحاولات
وتبادلت الحكومة والمعارضة اتهامات بانتهاك الهدنة التي بدأ سريانها يوم السبت. ولا يشمل اتفاق وقف العمليات القتالية تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا والتي لها وجود كبير في شمال غرب سوريا، ويطل التل على بلدة جسر الشغور التي تسيطر عليها قوات المعارضة في محافظة إدلب المجاورة وسهل الغاب الذي اعتبر تقدم المعارضة فيه العام الماضي بمثابة تهديد متزايد للرئيس بشار الأسد.
يأتى ذلك في الوقت الذى أشاد فيه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بتقيد الأطراف المعنية في سوريا بوقف إطلاق النار، مطالبا بصياغة استراتيجية لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في سوريا، ودعا الأطراف المعنية إلى استئناف مفاوضات جنيف للتسوية هناك في أقرب وقت ممكن.
بينما رصدت وزارة الخارجية الأمريكية وجود انخفاض ملحوظ في غارات الطيران الروسي في سوريا، على خلفية التراجع العام لوتيرة العنف في البلاد، واكد المتحدث باسم الوزارة جون كيربي "لقد رأينا انخفاضا ملحوظا لوتيرة العنف في سوريا، وبالطبع انخفض عدد الضربات الجوية الروسية في سوريا، وهو أمر غير مشكوك فيه وتثبته الحسابات".
أضاف: "أما فيما يتعلق بالضربات الحالية، ومن هم الذين تستهدفهم غارات الطائرات الروسية أو التابعة إلى النظام السوري، فهذا أمر لم يتم تقييمه بعد".

الهدنة السورية ومحاولات
بينما قال فادي أحمد المتحدث باسم الفرقة الأولى الساحلية وهي جماعة تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر إن قوات الحكومة وقوات أخرى تحاول الإغارة على التل تحت غطاء جوي روسي كثيف ونيران المدفعية.
وقال قائد لقوات المعارضة في شمال سوريا "المعارك مستمرة في مناطق حيوية يريدها النظام ولم تطبق فيها الهدنة من الأساس. هناك معارك وقصف"، وأضاف إن هذا هو اليوم الخامس من الهدنة ولم يحدث أي تغيير في المنطقة مشيرا إلى محافظات اللاذقية وحمص وحماة.
ورصدت تقارير حقوقية مقتل 18 مسلحا من المعارضة قتلوا في تفجير سيارة ملغومة استهدف جماعة للمعارضة بمحافظة القنيطرة في جنوب سوريا وقال مصدر من المعارضة إن الهجوم نفذه على الأرجح إسلاميون متشددون، ووقع  التفجير الذي وقع في قرية العشة استهدف قاعدة تابعة لجبهة ثوار سوريا التابعة للجيش السوري الحر.
وقال صهيب الرحيل المتحدث باسم ألوية الفرقان التي تعمل في المنطقة إن الهجوم نفذته على الأرجح "خلايا نائمة تابعة لداعش" في إشارة لتنظيم داعش.

شارك