تواصل القتال بين الجيش اليمني والحوثيين.. والمبعوث الأممي يصل صنعاء
السبت 19/مارس/2016 - 07:13 م
طباعة

وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء اليوم السبت، المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد ساعات من لقائه بالرئيس عبدربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض، في إطار التحضيرات لإعلان موعد ومكان انعقاد جولة جديدة من المحادثات تسعى الأمم المتحدة لإقامتها قبل نهاية مارس الحالي، وسط استمرار الحرب في البلاد.
الوضع الميداني:

على صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عدة غارات على عدد من المواقع والتجمعات الحوثية في كلاً من مديرية حريب التابعة لمحافظة مارب ومديريتي بيحان وعسيلان التابعتين لمحافظة شبوة .
وعاود الطيران الحربي التحليق في سماء هذه المديريات على علو منخفض مستهدف عدد من المواقع وهي ((قلعة حريب التاريخية - إدارة أمن مديرية حريب - الضاحة - ومبلقة - الصفراء - وقصفت تجمعات للحوثيين في القنذوع - وتأتي هذه الغارات لقوات التحالف العربي في ضل استعداد المقاومة الشعبية والجيش الوطني لتحرير باقي مديريات محافظة مارب وشبوة من المليشيا المسلحة .
ومن جهة اخرى يستعد اللواء 26 مشاة بقيادة العميد الركن مفرح بحيبح لانطلاق ساعة الصفر لتحرير باقي المديريات من جماعة الحوثي ومليشيا صالح .
في الوقت التي تشهد جبهة مديرية عسيلان تقدم للواء 19 مشاه بقيادة مسفر الحارثي والمقاومة الشعبية باتجاه موقع بلبوم وحيد بن عقيل .
وقد شوهد فرار جماعي لمليشيا الحوثي وصالح من المنطقة عبر القنذوع الطريق المؤدي الى محافظة البيضاء .
وفي تطورات ميدانية قُتل سبعةَ عشر حوثيا وجُرح العشرات في مواجهاتٍ بتعز، حيث تصدّى الجيش الوطني والمقاومة لهجومٍ على عدد من أحياء المدينة، كما جرت اشتباكاتٌ عنيفة في جبهات سامع الجنوبية.
تعز ما زالت ساحة معارك طاحنة، حيث يسعى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى استكمال فك الحصار بالكامل عن المدينة وتطهيرها بصورة شاملة من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
قوات الجيش الوطني والمقاومة تصدت لهجمات الميليشيات على أحياء كلابة والأربعين والزنوج وثعبات، وجرت مواجهات عنيفة في جبهات سامع جنوب المدينة، الاشتباكات خلفت عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات.
الميليشيات واصلت قصفها العشوائي على بعض الأحياء السكنية ما خلف قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء، مع استمرار حصار المدينة من مداخلها الشرقية والشمالية.
وفي محافظة البيضاء قتل وجرح العشرات من الحوثيين في كمين نصبته المقاومة لعربة عسكرية تتبعهم في منطقة العوسج بالقرب من ذي ناعم، ما أدى إلى إحراق العربة وقتل من عليها.
كما شن طيران التحالف غارات على مواقع عدة للمتمردين، حيث تم قصف جبل النهدين في صنعاء، واستهداف معسكر الصمع في مديرية أرحب.
فيما تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اختراق الحدود السعودية اليمنية وخرق التهدئة في عملية إجهاض واضحة للالتزام المتفق عليه. وسقطت قذائف عسكرية من الأراضي اليمنية في مناطق سعودية عدة أحدثت أضرارًا بالممتلكات.
ففي خرق للتهدئة المتفقة عليها بإيقاف العمليات العسكرية على الحدود، عادت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح باستهداف الأحياء السكنية والإضرار بممتلكاتهم.
حيا الروحة والركوبة بمحافظة صامطة تعرضا لسقوط عدة قذائف أصابت إحداها مسجداً أثناء خطبة الجمعة، وتناثرت شظاياها بين المصلين مخترقة النوافذ والأبواب، كما تعرضت المنازل المجاورة لخسائر مادية.
وعلى وقع القذائف كان الدفاع المدني حاضراً.. أجهزة الكشف والاحتياطات الأولية كانت تعمل بشكل جيد في مواكبة الأحداث وقطع إمدادات الكهرباء مؤقتاً وإعادتها في الحال لحين التأكد من سلامة الموقع.
كما تلقت قرية الجاضع شرق محافظة صامطة هي الأخرى قذيفة سقطت في أرض فضاء.
فيما أكد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية أن الحكومة شكّلت لجنة لـلتحقيق في القصف الذي تعرض له سوق "مَستبا" الشعبي في محافظة حجة. وقال المصدر إن تشكيل لجنة الـتحقيق تم بالتعاون مع قيادة التحالف العربي.
وأضاف المصدر أن الفريق سيبحث الحقائق على أرض الواقع من خلال شهادات المدنيين، وما إذا كان القصف ناتجاً عن غارات التحالف أم أنه كان من قبل الميليشيات الحوثية التي تـتعمد ارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين وتحميل مسؤوليتها كالعادة لـلجيش الوطني والمقاومة والتحالف.
المشهد السياسي:

رفض عدد من أعضاء الحكومية اليمنية العودة إلى محافظة مأرب والجوف للقيام بمهام الحكومة وإدارة المناطق المحررة من المليشيات.
وقال مصدر حكومي رفيع لـ"المشهد اليمني" أن عدد من الوزراء وفي مقدمتهم نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدينة ووزير الكهرباء والإعلام والأشغال العامة رفضوا توجيهات عاجلة لنائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء " خالد بحاح " أصدرها قبل خمسة أيام بسرعة توجه الوزراء إلى مأرب والجوف.
وقال المصدر أن التوجيه العاجل خاطب الوزراء بالأسماء بسرعة النزول إلى تلك المحافظات لإدارة العمليات الحكومية، ودعم السلطة المحلية في أدائها لمهامها، ومسح احتياجات المحافظتين وتعزيز استجابة العمليات الحكومية لاحتياجات المواطنين والوفاء بها.
واضاف المصدر أن رئيس الوزراء قد يكشف خلال الأيام القادمة التقاعس الذي يمارسه عدد من وزراء الحكومة الذين يقبعون في مدينة " الرياض" دون أي تحرك يدعم المناطق المحررة رغم استجابة دول التحالف بمعالجة القضايا الاقتصادية والصحية في تلك المناطق
وفي سياق اخر، فرّ عدد من قيادات ما يعرف بـ«أنصار الله» المتمردين على الشرعية في اليمن وضباط من الحرس الجمهوري، إلى العاصمة الإيرانية «طهران» وإحدى الدول الخليجية التي لم يفصح عنها مسؤول بارز في الحكومة اليمنية، حفاظا على العلاقات السياسية والأخوية مع هذه الدولة الشقيقة.
وقال المسؤول اليمني أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه القيادات تعدّ من رموز ميليشيا الحوثيين، التي أدركت في الأشهر الأخيرة مع تقدم الجيش الوطني على جميع الجبهات وخاصة مركز القيادة للميليشيا في العاصمة اليمنية صنعاء صعوبة الموقف وضرورة خروجهم من البلاد لضمان سلامتهم قبل السقوط في قبضة الجيش الوطني كأسرى حرب.
وعمدت قيادات الحوثي، وفقًا للمسؤول اليمني، على ترتيب عملية الخروج من خلال التواصل مع عدد من المهربين في الداخل لتأمين وصولهم إلى إحدى الدول الأفريقية ومن ثم الانتقال إلى الدولة المراد الوصول إليها، مقابل مبالغ مالية كبيرة، فيما تعمل بعض القيادات للتواصل مع وسطاء للتواصل مع الحكومة اليمنية للانضمام إلى الشرعية.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، وصل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء في إطار جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية، وسيجري مشاورات مع قيادات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وعبّر ولد الشيخ عن أمله بعقد جولة مباحثات أواخر الشهر الجاري.
يأتي ذلك عقب لقاء عقده ولد الشيخ أحمد في الرياض مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي أكد أن كل الأبواب مفتوحة للتوصل إلى سلام شامل ودائم وفق المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وثمن الرئيس اليمني جهود المبعوث الاممي الرامية الى إحلال السلام والوئام وتحقيق التطلعات التي يستحقها الشعب اليمني لوضع حد لمعاناة الحرب والحصار وتبعاتها المؤلمة.
وقال هادي " نحن مسئولون عن كافة ابناء الشعب اليمني وكل الأبواب مفتوحة للتوصل إلى سلام شامل ودائم وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي".
وأكد الرئيس اليمني أن السلام الدائم هو ما سيجنب اليمن ويلات أي صراعات قادمة ومن هذا المنطلق يجب ان يعمل الجميع على الوصول الى كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار .
من جهته أكد ولد الشيخ مواصلة المشاورات مع الأطراف اليمنية من أجل جولة جديدة من المباحثات يأمل في أن تعقد نهاية مارس الجاري.
وأوضحت الحكومة اليمنية أنها جاهزة للحل السياسي السلمي المستند إلى تنفيذ استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، موضحةً أن التأخير في التنفيذ ناتج عن عدم جاهزية الطرف الآخر فقط.
بدوره، أكد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني هذا الأمر، حيث قال إن الضغط الذي مورس على ميليشيات الحوثي وصالح بدأ يؤتي ثماره، مشيراً إلى أن الأمور باتت على مشارف انتقال هام ومفاوضات وفقاً للقرار رقم 2216.
وقال إن الحكومة اليمنية ستكون قادرة على الذهاب إلى الجولة الجديدة من المفاوضات٬ بفاعلية أكثر وستضع النقاط على الحروف، وشدد على أن الجولة المقبلة ستكون حاسمة٬ وستعمل الحكومة على تنفيذ أجندة المشاورات السابقة.
وساطة ألمانية:

كشف تقرير لأسبوعية دير شبيجل الألمانية أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بدأت جهود وساطة بين السعودية والحوثيين، بهدف الوصول لحل للأزمة اليمنية.
وقالت المجلة في عددها الأسبوعي الصادر اليوم السبت إن "مفوض الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الألمانية ميغيل بيرغر توجه قبل أيام إلى الرياض، بتكليف من رئيس الدبلوماسية الألمانية وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، لإجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين حول النزاع باليمن".-حسب ترجمة الجزيرة نت
وأضافت أن وسطاء ألمانا بدأوا في الوقت نفسه التواصل في اليمن مع الحوثيين الذين سيطروا على الحكومة اليمنية المنتخبة، مما أدى لتدخل الجارة السعودية وقيامها منذ عام بشن هجمات جوية على تحالف الحوثي وصالح بهدف دعم الحكومة الشرعية.
ونقلت المجلة عن مصادر لم تسمها بالخارجية الألمانية أن "جهود الوساطة الألمانية الحالية تسعى لاستكشاف فرص إنهاء النزاع في اليمن، بهدف إعادة مواصلة المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية برعاية مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد".
ولفتت إلى أن شتاينماير التقى أثناء زيارته للرياض في فبراير الماضي مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحثا مسألة الوساطة الألمانية في هذا الشأن.
المشهد اليمني:
حققت الجهود السياسية اختراقاً مهماً الفترة الأخيرة، تمثل بوقف إطلاق النار على الحدود اليمنية السعودية، بالتزامن مع أنباء توجه وفد من الحوثيين إلى المملكة، في إطار تفاهمات غير معلنة، الأمر الذي من المتوقع أن ينعكس إيجابياً على أي محادثات مزمعة.
ومع وصول المبعوث الأممي الي اليمن العاصمة صنعاء، تشير الأمر الي جنوح الفرقاء اليمنيين الي الحل السياسي، ولكن هذا يتوقف علي مدى استعداد الاطراف الي تقبل الطرح الدولي للرؤية انهاء الازمة في اليمن.