استمرار الهدنة السورية وتقدم في محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة
السبت 19/مارس/2016 - 10:19 م
طباعة

بالرغم من الانسحاب الجزئي الروسي من الأراضي السورية، تتواصل أجهزة الرصد الروسية لمتابعة تنفيذ هدنة وقف إطلاق النار، في ضوء تأكيد المركز الروسي بقاعدة حميميم باللاذقية للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا انه لم يتم رصد أي انتهاك كبير للهدنة في سوريا خلال الـ 24 ساعة الماضية.

من جانبه أكد سيرغي كورولينكو مدير المركز الروسي داخل قاعدة حميميم في اللاذقية للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، يعمل على مدار 24 ساعة في اليوم من أجل ضبط اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا"، مشيرا، إلى أنه على الأغلب، فإن الطرفين ملتزمان بالاتفاق، مشيرًا إلى أن المركز الروسي شهد، خلال الأيام الماضية، عقد المصالحة مع شيوخ القرى في محافظة دمشق، مؤكدا استمرار المحادثات مع ممثلي ثلاث قرى في محافظتي إدلب وحمص، وكذلك مع بعض المجموعات المسلحة للانضمام إلى وثيقة وقف الأعمال القتالية والمصالحة، والعودة لممارسة أنشطتهم المدنية.
أوضح أن مجموعتي "أسد الحق" و"أحرار الشام"، قصفتا مرتين نقاط تمركز الجيش السوري في محافظة حمص، الأمر الذي أدى إلى مقتل جندي سوري، والاشارة إلى أن ضباط المركز الروسي موجودون في المحافظات، وما يسمى على الأرض لمعرفة من يخرق الهدنة، وهم يقومون بتوثيق خروقات وقف إطلاق النار من قبل بعض الفصائل المسلحة باتجاه المناطق السكانية، حيث يعيش مواطنون أبرياء، من جانبها فإن قوات الجيش السوري، الملتزمة بالاتفاق، لم ترد على هذه النيران".
وتمت الإشارة إلى أنه منذ الـ 27 من فبراير العام الجاري، وفي محافظة حلب وحدها، سقط أكثر من 67 قتيلا وجرح 65 آخرون من المواطنين بينهم نساء وأطفال، نتيجة قصف المسلحين للمدينة، كما قام المركز الروسي في مدينة حرستا بإيصال طنين من المساعدات الإنسانية، والتي تضمنت مواد غذائية والمياه الصالحة للشرب، كما يجري التحضير لقافلة مساعدات لإرسالها إلى محافظة حمص.

على الجانب الأخر زعم المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الروسية شنت عشرات الضربات الجوية على مدينة تدمر التاريخية وحولها، وأن أكثر من 70 غارة ضربت المدينة وحولها مع عدم ورود تقارير فورية عن عدد القتلى والمصابين. ويسيطر تنظيم داعش على تدمر منذ الاستيلاء عليها في مايو أيار.
يأتى ذلك في الوقت الذى تحاول فيه قوات الحكومة السورية وحلفاؤها استعادة المدينة، في ضوء تأكيد موسكو على أن الظروف مواتية لهزيمة كاملة للدولة الإسلامية في تدمر وإنها ستواصل الضربات الجوية على أهداف التنظيم على الرغم من البدء في سحب قواتها من البلاد.
ودخل وقف للأعمال القتالية في سوريا حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع مما قلل من أعمال العنف لكنه لم يوقف القتال خلال محادثات السلام في جنيف. ولا يشمل اتفاق وقف إطلاق النار تنظيم القاعدة ولا داعش التي تتخذ من الرقة عاصمة لها في سوريا.

على الجانب الآخر أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن روسيا ستوافق على أي بنية لسوريا إذا نالت موافقة كل الأطراف المشاركة في المفاوضات، مشيرا إلى انه توجد مجموعة كبيرة من الوثائق بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحدد مواعيد ومراحل العملية السياسية. وهذه العملية يجب أن تنجز بعد 18 شهرًا، وحينذاك ستوقع الوثائق الختامية حول تسوية الأزمة وإجراء الانتخابات على أساس دستور شعبي تعده حكومة وحدة وطنية.
ركز على تقرير مصير الأكراد في سوريا يبدو ممكنا ولكن يجب أن يذكر ذلك في الدستور الجديد، كما يجب الاتفاق على ذلك مع باقي المشاركين في عملية المفاوضات، والاشارة إلى انه مثل هذه المسائل يجب أن تحل على أساس الإجماع.
وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية بشأن مفاوضات السلام السورية، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه بحث مع وفدي الحكومة السورية والمعارضة ملف المعتقلين، مشيرا إلى أن الخلاف بين الجانبين ما زال كبيرا، موضحا أن ملف المعتقلين سيطرح على الطاولة مع الروس والأمريكيين.
أوضح المبعوث الأممي إلى أن الخلاف بين الحكومة السورية والمعارضة ما زال "كبيرا"، لكنه أكد أنهما اتفقا على الحاجة إلى الحفاظ على وحدة أراضي البلاد والموقف من النظام الاتحادي الفيدرالي، والاشارة إلى انه أجري مناقشات صريحة ومثمرة مع الهيئة العليا للمفاوضات، حول وثيقة الانتقال السياسي في سوريا.
أضاف بقوله " سندرس الورقة بعناية ونحن معجبون بتحضيرهم العميق، وبهذا الوضوح الكبير للمرة الأولى وآمل أن أحصل على قدر مماثل من الوضوح من الوفد الحكومي، وآن الأوان لخوض نقاشات أعمق".
وأعلن المبعوث الدولي أنه لن يلتقي خلال اليومين المقبلين مع أي من المشاركين في المفاوضات السورية في جنيف، مضيفا بقوله يوجد لدى طرفي المفاوضات حاليا ما يكفي من المواد للعمل بشكل منفرد".
شدد المبعوث الأمم الخاص إلى سوريا على أهمية اللقاء المرتقب بين الوزيرين سيرجي لافروف وجون كيري "لأنه سيساعد على التقدم إلى مرحلة جديدة".

بينما أكد أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف على أن هناك انطباعا بالارتياح تجاه النقاط التي تم مناقشتها بعد الاجتماع مع المبعوث الأممي دي ميستورا، مشددا بقوله "نتعهد بخوض المعركة السياسية للوصول بالثورة إلى حل وإلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات والسلطات".
بينما ذكرت عضوة الوفد المعارض بسمة قضماني عقب اللقاء بدي ميستورا، أن المعارضة حريصة على التحرك بسرعة لتطبيق خطة الأمم المتحدة بشأن الانتقال السياسي في سوريا خلال 6 أشهر، وأفادت قضماني بأن وفد المعارضة قدم مذكرة تفصيلية إلى المبعوث الأممي بشأن رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية وتشكيل هيئة انتقالية.
في حين أصر وفد الحكومة السورية إلى محادثات جنيف على ضرورة إقرار ورقة المبادئ الأساسية التي قدمتها دمشق، لتصبح أساسا لحوار سوري-سوري جاد، وأكد رئيس الوفد بشار الجعفري أن إقرار تلك المبادئ التي تسميها دمشق العناصر الأساسية سيؤدي إلى حوار سوري-سوري جاد يسهم في بناء مستقبل سوريا، وأكد على أن هذه المبادئ المسجلة في الورقة التي قدمها الوفد لـ دي ميستورا خلال اللقاء السابق، من شأنها أن تفتح الباب على حوار جدي بين السوريين بقيادة سوريا ودون تدخل خارجي أو طرح شروط مسبقة.
وصف الجعفري جلسة المحادثات مع دي ميستورا بأنها كانت مفيدة إذ جرى التركيز على ورقة العناصر الأساسية لحل الأزمة في سوريا.