بعد الكشف عن أبرز قادتها.. 5 رسائل لـ"جبهة النصرة" في إصدار "ورثة المجد-2"

الأحد 20/مارس/2016 - 01:07 م
طباعة بعد الكشف عن أبرز
 
أصدرت جبهة النصرة فيلمًا وثائقيًّا تحت مسمى "ورثة المجد-2"، في الذكرى السنوية الخامسة لانطلاقة الثورة السورية، ويظهر فيه عددٌ من الشخصيات والقياديين لأول مرة على وسائل الإعلام.
وتحدث في الإصدار، الذي امتد نحو 40 دقيقة، أعضاء في التنظيم وكتّاب عرب، ويظهر فيه لأول مرة الشيخ عبد الرحمن عطون (أبو عبد الرحمن الشامي)، وهو عضو مجلس الشورى، بالإضافة إلى قيادي آخر يعتبر من أبرز القياديين في "جبهة النصرة" وعضو مجلس الشورى، أحمد سلامة مبروك (أبو الفرج المصري). 
كما تضمّن اقتباس لقطات من كلمات لأكاديميين غربيين، منهم المفكر والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، إذ استعان الإصدار بمقابلة لتشومسكي، الذي تحدث خلالها عن دور القوى المؤثرة في العالم، وقال: "عادة ينتهجون النهج نفسه عندما يقع الديكتاتور الذي يدعمونه في ورطة"، والدكتور سميح الشيخ علي من جامعة إدلب.
الإصدار الجديد الذي تميّز عن سابقاته، يشبه التقارير الإخبارية المتقنة المبنية على جمع أرشيف الأخبار ومجموعة من المقابلات، بالإضافة إلى تفنيد كل المعلومات المذكورة عبر تصميمات "غرافيكس" خاصة، استعان بها منتجو الفيديو لتسليط الضوء على أبرز الوقائع.

أبو عبد الله الشامي

أبو عبد الله الشامي
ونشرت شبكة مراسلي المنارة البيضاء، الرسمية والتابعة لتنظيم القاعدة، التسجيل، مساء الجمعة 18 مارس، ويظهر فيه لأول مرة الشيخ عبد الرحمن عطون (أبو عبد الرحمن الشامي)، وهو شرعي في جبهة النصرة وعضو مجلس الشورى ومن أبرز قيادي الفصيل.
ينظّر "الشامي" عمّا وصفه بدور الغرب في وأد ثورات الربيع العربي ودعم الثورات المضادة، ضمن المنظومة الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، الذي يضم 5 دولٍ تحمل الفيتو، وصندوق النقد الدولي.
واعتبر أن هذا النظام بشكله الحالي "لم يقم إلا بعد إسقاط الخلافة الإسلامية، وتقسيم العالم الإسلامي إلى أكثر من 50 دولة، وزرع الكيان اليهودي في قلب العالم الإسلامي في فلسطين، وبإزاء ذلك قام النظام الدولي بوضع حكام مستبدين على رأس هذه الدول المقسمة".

أبو الفرج المصري

أبو الفرج المصري
كما ظهر ولأول مرة أيضاً أحمد سلامة مبروك "أبو الفرج المصري" عضو مجلس شورى جبهة النصرة ولجنة المتابعة التي اقترحها زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وهو قيادي سابق في جماعة الجهاد المصرية وصديق مقرب من الظواهري، سجن في مصر وخرج في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وجاء إلى سوريا بعد ثورة 30 يونيو 2013، ومن ثم انتسب لتنظيم القاعدة.
ويظهر الإصدار للمرة الأولى، أحد أهم قيادي جبهة النصرة وعضو مجلس الشورى، أحمد سلامة مبروك (أبو الفرج المصري)، وينتقد بدوره الديمقراطية التي أوصلت الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وانقلب الغرب عليها.
ويستدل المصري والشامي بأمثلة من دول الربيع العربي، للحديث عن ضرورة انتقال الثورة من السلمية إلى "الجهاد المسلح"، للتغلب على الأمن والجيش اللذين يقعان تحت يد الطائفة "النصيرية"، بحسب تعبير أبو عبد الله الشامي.

أبو مالك التلي

أبو مالك التلي
ويظهر الإصدار أيضًا الشيخ جمال حسين زيدية (أبو مالك الشامي أو التلي)، وهو أمير جبهة النصرة في منطقة القلمون، وأكد بدوره أن "الجهاد الشامي مدرسة يتربى فيها المؤمنون الصادقون"، معتبرًا أن "الشيء الثابت فيه (الجهاد) أن أصحابه لا يهينون ولا يستكينون فهم يستمدون قوتهم من كتاب ربهم".
ويعتبر أبو مالك من أكثر الشخصيات الإشكالية في القلمون، ولعب دورًا بارزًا في قضية المحتجزين العسكريين اللبنانيين في القلمون، الذين أفرجت النصرة عنهم في ديسمبر 2015، مقابل عددٍ من الأسرى في لبنان، بينهم سجى الدليمي، زوجة أبو بكر البغدادي السابقة، وشقيقة أبو مالك التلي.

أبو المقداد الكندي

أبو المقداد الكندي
كما شارك خالد بن عمر باطرفي المعروف باسم أبوالمقداد الكندي المتحدث الرسمي باسم تنظيم القاعدة في اليمن في الفيلم، فقال: "انتهج النظام الغربي باحتواء ووأد الثورات العربية فيما يسمى بالربيع العربي، وذلك أولًا بامتصاص غضب هذه الشعوب والانقلاب على وكلائهم أثناء تلك الثورات، وثانيًا السماح للنخب الإسلامية الضعيفة بتولي الحكم لتكون مخرجًا مؤقتًا للغرب ريثما يرتب خططه..".

منفذو تفجيرات دمشق

منفذو تفجيرات دمشق
كما يظهر منفذا أول "عمليتين استشهاديتين" في دمشق، بحسب النصرة، ثم يستعرض التسجيل عددًا من العمليات في دمشق وحلب وإدلب ودرعا.
وقال ناشطون سوريون: إن العنصرين هما زياد عيد الحسين (أبو طارق)، ولؤي الزيد (أبو ياسر) من البصيرة من دير الزور، الأمر الذي أكدته مجموعة "تحرير سوري" وتضم مجموعة من الناشطين والصحفيين.
وبدأت تفجيرات دمشق باستهداف مقرين أمنيين في كفرسوسة والجمارك، في 23 ديسمبر 2011، وأسفرا عن مقتل 44 وإصابة أكثر من 150 بينهم مدنيون، آنذاك، ثم بتفجير وصف بالـ "الانتحاري" في حي الميدان، في 6 يناير 2012، وأدى إلى مقتل 26 أغلبهم مدنييون.

انتقاد الحل السياسي

انتقاد الحل السياسي
وينسب الإصدار السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، منتصف ديسمبر 2014، إلى "المجاهدين"، معتبرًا أن التحركات السياسية التي تزامنت مع تقدم النظام على الأرض بدعم روسي مطلع العام الجاري، تهدف لـ "فرض حلول استسلامية على بعض الفصائل".
وانتقد التسجيل مؤتمر الرياض والهيئة العليا للتفاوض في المعارضة، معتبرًا أن أصحابها "كانوا يشغلون مفاصل حساسة في هيكل النظام النصيري، ليتكلموا باسم شعب ذاق العزة بحمل السلاح"، عارضًا صورًا للمنسق العام الهيئة العليا، رياض حجاب، والناطق باسمها، رياض نعسان آغا.
وأضاف أبو عبد الله الشامي: "لم تكن معارضة الخارج سوى أداة اعتمد عليها الغرب في تمرير مشروع الحل السياسي عبر المفاوضات، وقد أجبرت هذه المعارضة على الحضور إلى جنيف، ولما انتهت المسرحية بتقدم النظام النصيري، استبعدت المعارضة تمامًا عن المشهد، واتفق الروس والأمريكان على هدنة قسرية".

الهجوم على "داعش"

الهجوم على داعش
كما اعتبر أبو عبد الشامي، أن ظهور تنظيم "داعش" أو الخوارج كما يصفهم ضربة لما سماه الجهاد في أرض الشام، مضيفًا أن ظهور تنظيم الدولة أدى إلى التقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتحقيق انتصارات في عدة مناطق، خاصة في حمص وحماه.

قراءة في"ورثة المجد-2"

قراءة فيورثة المجد-2
يأتي الإصدار في وقت تواجه فيه جبهة النصرة، ليكون رسالة لقواعدها في سوريا والوطن العربي: 
أولاً: فشل خيار الديمقراطية في مصر وتونس لإقامة الدولة الإسلامية.
ثانيًا: أن الجهاد هو الخيار الوحيد والطريق الأساسي؛ من أجل إقامة الخلافة الإسلامية.
ثالثًا: أن الحل السياسي هو مجرد وسيلة للقضاء علي الجهاد، لافتًا إلى أن المعارضة السياسية هي أداة اعتمد عليها الغرب في تمرير مشروع الحل السياسي عبر المفاوضات، وقد أجبرت هذه المعارضة على الحضور إلى جنيف، ولما انتهت المسرحية بتقدم النظام النصيري، استبعدت المعارضة تمامًا عن المشهد، واتفق الروس والأمريكان على هدنة قسرية.
رابعًا: جددت "جبهة النصرة" التأكيد على الفرق بينها وبين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بأن الأخيرة هي دولة الخوارج، وكانت أحد أسباب ضرب الجهاد في الشام وبقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
خامسا: أكدت "جبهة النصرة" على أنها باقية في الميدان السوري وعلى جميع الأطراف أن يدركوا مكانة وقيمة "جبهة النصرة" في الساحة السورية.

شارك