صالح يطالب بخروج آمن.. وتوقع بإعلان هدنة خلال أيام
الأحد 20/مارس/2016 - 03:57 م
طباعة

مع استمرار المعارك في عدة محافظات، كشفت الرئاسية اليمنية عن مطالب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بالخروج الأمن، وسط أنباء عن إعلان هدنة جديدة في البلاد.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، هزت انفجارات عنيفة، العاصمة صنعاء، منتصف ليلة أمس السبت لصباح الأحد بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران وبشكل غير طبيعي.
فيما أعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن، بسط نفوذهما على أجزاء واسعة من مدينة حريب بمحافظة مأرب، بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وأوضح مصدر عسكري يمني، أن الجيش الوطني والمقاومة وبإسناد من قوات التحالف العربي، تمكنا من استعادة عدد من المواقع بمأرب، من بينها معسكر الوسيعة وإدارة أمن حريب وموقع القلعة المطلة على المدينة وجزء من منطقة الحشفا.
وأكد المصدر أن المعارك ما تزال مستمرة، وأن الجيش يتقدم بقوة في وقت تفر فيه الميليشيا الانقلابية باتجاه منطقة شقير.
كما نجحت قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية في إحراز تقدم في مديريتي عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، إثر مواجهات عنيفة اندلعت صباح أمس السبت بين القوات الموالية للسلطة الشرعية وميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح المتمركزة في مواقع في بيحان وعسيلان.
وقالت مصادر محلية في محافظة شبوة لـ«الشرق الأوسط»: إن قوات الجيش والمقاومة مهدت معركة أمس بقصف مدفعي كثيف على مواقع الميليشيات المسلحة موقعة فيها خسائر كبيرة في السلاح والأفراد، لافتة إلى أن طيران التحالف شارك في المعركة المحتدمة، إذ أغارت على تجمعات ومواقع تابعة للميليشيات في المنطقتين. وأضافت أن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على مواقع عدة في بيحان
شمال مركز محافظة عتق، بعد معركة تمكنت خلالها القوات الموالية للشرعية من استعادة المواقع، منوهة إلى أن قوات الجيش والمقاومة كانت كبيرة ومكونة من وحدات نظامية إلى جانب فصائل المقاومة الجنوبية.
وأكدت سقوط منطقة السليم الواقعة إلى الشرق من مديرية بيحان بمحافظة شبوة بيد المقاومة والجيش الوطني.
وأضافت أن مديرية بيحان تضاهي مساحتها نصف مساحة تعز وتعادل مساحة محافظتي ريمة والمحويت وسط اليمن، مشيرة بهذا السياق إلى أن مساحتها الشاسعة، وأنها تعد منفذا رئيسيًّا لمرور السلاح والمشتقات النفطية من المناطق الساحلية في محافظتي شبوة وحضرموت شرقي البلاد إلى محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
وكشفت عن أن مئات مقاتلي المقاومة الجنوبية وكذا قوات الجيش الوطني تم تدريبها خلال الفترة المنصرمة من قبل قوات التحالف لخوض معركة التحرير التي انطلقت فجر أمس، مؤكدة تقدم الجيش والمقاومة في صحراء مديريتي عسيلان وبيحان، وسيطرة هذه القوات على مناطق كانت تحت سيطرة الميليشيات، ومنها مفرق الحمى والجعفية في عسيلان.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، عاد جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد اليمني خاصة في مدينة تعز؛ حيث أثار منشور مقتضب نشره رئيس حزب التجمع اليمني الإصلاح "إخوان اليمن" على صفحته في "الفيس بوك" أمس السبت بشأن تعز موجة من الردود الغاضبة من متابعيه وأعضاء حزبه.
ونشر اليدومي كلمة واحدة «تعز» واتبعها بعلامات استفهام وتعجب.
وفيما يتساءل الشارع اليمني، وفي مقدمتهم كوادر حزب الإصلاح الذين يشكلون كتلة قوية في مواجهة ميليشيات الانقلاب، عن موقف الحكومة الشرعية الغامض والمتخاذل تجاه تعز، يفاجئون بتساؤلات أكثر غموضاً تأتي ممن يفترض بهم تقديم توضيحات؛ ما جعلهم يعتبرون هذا المنشور هروباً من الإفصاح عن حقيقة خذلان الأطراف المعنية للمدينة التي تتعرض للحرب والحصار منذ عام.
وطالب المعلقون اليدومي بمغادرة مربع الصمت والتخلي عن استعمال الرموز وتقديم إجابات لليمنيين عن الأسئلة التي تدور في أذهانهم بدلاً من تقديم ألغاز تضاعف من حالة الحيرة والضبابية السائدة.
وذهبت كثير من التعليقات إلى السخرية من هذا المنشور واعتباره يكشف حالة العجز والتغييب التي تعيشها النخب اليمنية وفي مقدمتها قادة الأحزاب السياسية.
فيما أكد محلل سياسي يمني أن جماعة الإخوان المسلمين في اليمن هي من أربكت جهود الحكومة الشرعية والتحالف في تأمين المناطق المحررة وتحرير باقي المناطق اليمنية.
وقال ياسر اليافعي في تصريح لـموقع "24 الإماراتي": إن "هناك عوامل كثيرة أدت إلى تأخر الحسم في جبهات القتال بشمال اليمن وكذلك في عدم استقرار الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة"، مؤكداً أن "أحد أهم هذه العوامل هم قيادات وساسة حزب الإصلاح (إخوان) المتواجدون في الخارج وتحديداً في تركيا، الذين دأبوا في خطابهم الإعلامي على التحريض المستمر ضد التحالف والمقاومة وكل من خالف حزبهم أربك المشهد وأسهم في حصول إشكاليات كثيرة".
ودأب ساسة من إخوان اليمن على مهاجمة دول الحالف العربي، عقب كشف ساسة في التحالف عدم الوقوف الجدي للحزب مع الشرعية اليمنية.
واتهمت الحكومة اليمنية حزب الإخوان المسلمين بمحاولة التكسب سياسياً ومالياً على حساب دماء الشعب اليمني.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، كشف ياسين مكاوي مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لـ«الشرق الأوسط» عن أن «معظم مطالب الحوثيين تصب باتجاه وقف الضربات الجوية، في حين يطالب الرئيس السابق علي عبد الله صالح فقط بمخرج آمن من اليمن»، مشيرًا إلى عدم جدية الانقلابيين «في أي وقت من الأوقات؛ بدليل الحشود الكبيرة التي ترسل إلى تعز، منذ أيام، إضافة إلى الحشود حول صنعاء».
وكان الرئيس هادي، الذي يجتمع مع القيادة اليمنية اليوم من أجل التحضير لجولة المفاوضات المقبلة، في نهاية الشهر الحالي، قد استقبل في مقر إقامته المؤقت أمس، المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ بالرياض، وأكد أن السلام الدائم هو ما سيجنب اليمن ويلات أي صراعات مقبلة.
وتؤكد المصادر السياسية اليمنية أن المبعوث الأممي يحمل جملة من المقترحات إلى الحوثيين وأنصار صالح، تتعلق بالذهاب إلى جولة مشاورات جديدة نهاية الشهر الحالي؛ حيث يقترح ولد الشيخ نقل المشاورات إلى دولة عربية، وفي هذا الصدد رجح مكاوي أن تكون الكويت مكان جولة المباحثات المقبلة؛ لأنهم يريدون حصر الموضوع في المنطقة، ولأن الكويت كان لها دور إيجابي في تسوية صراعات سابقة بين شمال اليمن وجنوبه.
فيما قالت مصادر موثقة لقناة "الميادين" اللبنانية: إن الحوار بين السعوديين وحركة أنصار الله "يتجاوز الخطوات الإنسانية المتبادلة".
وأكدت أن اللقاءات بين حركة الحوثيين "أنصار الله" اليمنية والسعوديين تبحث أساساً وقف الحرب وإحياء العملية السياسية. وتعتبر أنصار الله الحوار المباشر مع السعوديين خطوة صحيحة باعتبارها المعنية بالأمر، وفق مصادر الميادين.
وتعمل اللجان الميدانية تعمل على التهدئة ومتابعة ملف الجثامين.
وسبق ذلك تصريحات للناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام للميادين، قال فيها: "إن التفاهمات مع الرياض قائمة على أساس بدء الخطوات وبناء الثقة لوقف الحرب مع السعودية بشكل كامل".
من ناحية أخرى قالت صحيفة "عكاظ " السعودية: "إن مصدر رسمي يمني توقع الإعلان خلال أيام عن هدنة جديدة يعقبها تحديد موعد لمشاورات بين الحكومة الشرعية وقيادات الانقلابيين".
وأضاف المصدر لصحيفة أن الاتفاق على الهدنة الجديدة يتوقف على نتائج لقاءات يجريها الرئيس عبدربه منصور هادي، في مقر إقامته في الرياض مع الهيئة الاستشارية والأحزاب السياسية لتدارس الملفات التي ستطرح في المشاورات التي يرجح إجراؤها نهاية شهر مارس الجاري أو مطلع شهر أبريل القادم.
ووفقًا للمصدر نفسه فإن الرئيس هادي يناقش مع الهيئة الاستشارية والأحزاب السياسية مكان وزمان موعد الحوار الوطني والبرنامج الزمني للمشاورات، وذلك بعد أن جدد موقف السلطات الشرعية المتمسك بتطبيق سلام دائم وشامل في البلاد، وفقًا للمرجعيات الدولية.
المشهد اليمني
مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وخروج تسريبات عن وجود هدنة خلال أيام، في ظل إعلان جماعة الحوثي عن وجود مرحلة "بناء ثقة" مع المملكة العربية السعودية، تؤكد إلى التهدئة والحل السياسي يقترب وسط تفاؤل بإنهاء الحرب.