الكويت تستضيف الحوار اليمني.. ونقل آخر يهود اليمن إلى إسرائيل
الإثنين 21/مارس/2016 - 07:39 م
طباعة

وسط تفاؤل بإجراء جولة جديدة من الحوار "اليمني- اليمني"، الذي من المتوقع ان تستضيف دولة الكويت، يواصل التحالف العربي غاراته ضد معاقل تحالف "الحوثي-صالح"، مع نقل آخر يهود اليمن إلى إسرائيل عبر عملية سرية بدعم امريكي.
الوضع الميداني:

وواصلت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية اليوم غاراتها الجوية في صنعاء، إذ استهدفت بغارتين جبل نقم شرق العاصمة، كما استهدفت جسوراً في محافظة إب يستخدمها الحوثيون لتسيير تعزيزات، وفي محافظة مأرب، قصفت مقاتلات التحالف بالعديد من الغارات آليات ومواقع يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم غرب المحافظة.
وفي تعز، تواصلت المعارك المسلحة، حيث شنت قوات الجيش الموالية للشرعية والمقاومة هجوماً على مواقع الحوثيين في جبهة "الضباب" غرب المدينة، وتقدمت في بعض المواقع.
وحسب مصادر المقاومة، فقد قتل المصور الصحافي، محمد اليمني، وأصيب ناشطان إعلاميان إلى جانبه، وهما هيكل العريقي وعبدالحكيم مغلس، بنيران الحوثيين، وذلك أثناء تغطيتهم المواجهات في جبهة الضباب.
وفي محافظة الجوف، شمال البلاد، أفادت مصادر تابعة للحوثيين بسقوط 11 قتيلاً على إثر غارات جوية، قالت مصادر الجماعة إنها استهدفت معهد الداهوق، في مديرية المتون بالمحافظة، ولم ترد على الفور تفاصيل من مصادر مستقلة.
في محافظة شبوة، جنوب البلاد، أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال مسؤول عسكري، وهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بمحافظة أبين، العيد طلال مرصع الكازمي، إلى جانب اثنين من مرافقيه.
وحسب مصادر محلية، فقد اغتيل الكازمي في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، فيما لاذ المسلحون بالفرار، ولم تعلن على الفور أي جهة مسؤوليتها عن العملية.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، رحب وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار لله باستضافة بلاده لمحادثات السلام اليمنية القادمة. وأكد استعداد بلاده الكامل لتسهيل هذه المحادثات على أمل حقن الدماء بين الأشقاء.
من جانبه، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس أن الفرقاء اليمنيين وافقوا على عقد محادثات بينهم في الكويت، وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن هناك «مؤشرات تدل على توافق يمني - يمني على أن تكون الكويت وجهة المفاوضات المقبلة».
وذكر ولد الشيخ بعد زيارة قام بها إلى صنعاء أن هناك «تباشير مهمة تلوح في الأفق السياسي، هذه المرة»، مضيفًا أنها «معززة بمباركات الداخل والخارج".
من جانبها، أكدت الرئاسة اليمنية أنه لا مشكلة لديها في مكان انعقاد جولة المشاورات المقبلة.
وقال مصدر رئاسي لـ«الشرق الأوسط»، طلب عدم ذكر اسمه، إن «المشكلة ليست في المكان، وإنما في مدى التزام الميليشيات بتنفيذ القرار الدولي 2216 والبدء بتنفيذ أسس بناء الثقة ومنها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين».
وأشار المصدر إلى أن «الميليشيات الانقلابية مهزومة داخليا والشقاق بين صالح والحوثي واضح وكل طرف منهم يقدم تنازلات»، مدللا على ذلك بـ«الهجوم الحاد من قبل أتباع صالح على الحوثيين من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وأيضا دخول الحوثيين في تهدئة مع السعودية من دون تنسيق مع صالح».
فيما قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن جماعة الحوثيين اليمنية، وافقت على الانسحاب من العاصمة صنعاء، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وإن الحركة أبلغت مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أثناء مباحثات أجراها في العاصمة اليمنية مع قيادات التمرد.
وجاء في نبأ الوكالة الأميركية حسب ما نشرته "نيويورك تايمز"، أن الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، اتفقا على بدء وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع أو اثنين، قبل جولة المفاوضات المقبلة التي تقرر أن تبدأ في أبريل/نيسان المقبل، وهو ما يعني أن انسحاب الحوثيين، من المدينة لن يكون فورياً.
ولم يشر الخبر إلى موقف أنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وما إذا كانوا طرفاً في الاتفاق المزعوم أم لا، كم لم يوضح النبأ مصير تحالف الحوثي وصالح القائم منذ بدء الانقلاب على الحكومة الشرعية واقتحام صنعاء في فبراير. من العام الماضي. -
بينما أكد الناطق الرسمي باسم جماعة "أنصار الله"، في اليمن، تمسك الحوثيين برفض أي حوار في ظل استمرار الحرب، معتبراً أن مسار السلام، برعاية الأمم المتحدة، ينتظر ما تقرره الدول الكبرى بشأن الحرب والسلم. وأوضح محمد عبدالسلام، في تصريح نقلته صحيفة "صدى المسيرة"، التابعة للجماعة، في عددها اليوم الاثنين، أن زيارة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، هي "لمناقشة المسار السياسي"، وأن "أنصار الله قد أكدوا على موقفهم الثابت أن أي حوار في ظل مسارات الحرب وتحشيد العدوان لا ثمرة منه.
يهود اليمن في إسرائيل:

وفي سياق آخر، ذكرت الصحف الإسرائيلية، صباح الاثنين، أنّ إسرائيل استغلت الحرب الدائرة في اليمن لتهجير ما تبقى من اليهود فيها وجلبهم إلى فلسطين في حملة سريّة تم إنجازها نهائياً الليلة الماضية.
وأفاد موقع "معاريف"، بأنه تم جلب 19 يهودياً يعيشون في اليمن، ويرغبون بالهجرة إلى إسرائيل، مضيفاً أنّ الوكالة اليهودية أعلنت بذلك عن إغلاق باب الهجرة اليهودية من اليمن.
وبحسب الموقع العبري، فقد قامت الوكالة اليهودية في الأعوام الأخيرة بجلب 200 يهودي كانوا يعيشون في اليمن، مستغلة عدم استقرار الوضع هناك، وظروف الحرب الدائرة فيها ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ونقل الموقع عن الوكالة اليهودية، أنّ "50 يمنيا آخرين من أصول يهودية، قرّروا البقاء في وطنهم وعدم الهجرة إلى إسرائيل".
ووفقاً لتقديرات إسرائيلية مختلفة، فإنّ نحو 51 ألف يمني من أبناء الديانة اليهودية تم جلبهم إلى إسرائيل بعد عام 1948، عبر حملة سرية أطلق عليها اسم "بساط الريح" بين عامي 1949- 1950. ووُطِّن غالبية هؤلاء في بيوت عربية لفلسطينيين رحّلوا من قراهم (مثل راس العين، والعفولة)، وقسم آخر في معسكرات للمهاجرين أطلق عليها اسم "معبروت" أي معسكرات انتقالية.
المشهد اليمني:
يبدو أن المسار التفاوضي والحل السياسي أصبح الخيار الإجباري لتحالف "الحوثي- صالح"، مع ارتفاع خسائرهما الميدانية واقتراب الجيش اليمني الداعم لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء بدعم من التحالف، يشير إلى أن حكومة هادي تقترب من مفاتيح صنعاء وسط ترقب بإنهاء الصراع.. فهل ستكون جولة الكويت بداية النهاية للحرب في اليمن؟