اللاجئون السوريون في لبنان.. معاناة مستمرة ودعم أوروبي متأخر

الإثنين 21/مارس/2016 - 10:15 م
طباعة اللاجئون السوريون
 
بعد طول تأخير في مساعدة لبنان بعد تنامي أعداد اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى الأراضي اللبنانية يوميًا، أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أثناء زيارتها للبنان على أهمية العمل المشترك لمواجهة الإرهاب. 
أوضحت موجيريني بعد لقائها رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام "اتفقنا أن الاتحاد الأوروبي سيزيد دعمه إلى لبنان والذي كان أصلا كبيرا إلى الآن"، في ما يتعلق بأزمة اللاجئين، نعمل معا على إدارة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية إن لم تكن الأسوأ"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي ومنذ البداية كان "المانح الأول" للبنان لحماية ودعم اللاجئين السوريين.
أشارت المسؤولة الأوربية إلى أن الاتفاق مع تركيا حول تقديم ثلاثة مليارات يورو، ينص على أن المبلغ "ليس للحكومة التركية، إنّما للمنظمات الدولية وللمنظمات غير الحكومية الدولية لدعم اللاجئين والمجتمعات المحلية"، "فعلنا شيئا مشابها جدا في لبنان ومستعدون لأن نقوم بما هو أكثر".

اللاجئون السوريون
أضافت "ليس من باب الصدفة وجودي هنا في لبنان، حتى لو لم نُخطّط لذلك، بعد أيام عدّة على توقيع الاتفاق مع تركيا، لكي نشرح أنّ عملنا مع اللاجئين السوريين، لا يحدث فقط في تركيا إنّما أيضاً مع لبنان والأردن"، نحن شركاء مع هذه الدول، وقد عملنا على هذا الموضوع في الماضي، وسوف نواصل العمل معها على مشاريع مستدامة".
يأتي ذلك في الوقت الذى يستضيف لبنان الذي يعاني من محدودية الموارد، والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، أكثر من مليون لاجئ سوري يعيش معظمهم في ظروف مأسوية.
من ناحية أخري رصد باحثون وحقوقيين شكوى النساء السوريات من فقدان الخصوصية داخل الخيمة ومن الشوق الشديد للعيش في منزل له جدران، حيث يمكن للسيدة أن تكون ملكة منزلها. 
وقالت احدى السوريات "يأتي الصحفيون يصوروننا ويذهبون، حبذا لو طبعت لنا الصور لنعلقها في الخيمة، نشتاق إلى تفاصيل لم يعد بإمكاننا فعلها"، وتضيف زميلتها "نحتمل برد الشتاء، فيأتي الصيف ليلهبنا بناره، معاناة عمرها سنوات"، أخريات يجدن المخيم سجناً كبيراً يحلمن بمغادرته، ومنهن من وصل كرهها للمخيم حد الندم على خروجها من سوريا.
تعمل النساء على تنظيف الخيمة وترتيبها والاهتمام بالأطفال، وقد يصادف الزائر مزهرية بورود بلاستكية أو أحواضا معدنية زرعتها النساء بالبقدونس أو النعنع أو الورد، ولكن في ظل ضعف البنية الأساسية تكمن معاناة اللاجئات، ليشكل الذهاب إلى الحمام مثلا لقضاء الحاجة والاستحمام تحدياً حقيقياً.
اللاجئون السوريون
بينما تقول لميس، وهي من حماة ومستقرة منذ أربع سنوات في هذا المخيم: "ليس من السهل الاستحمام هنا، فالحمامات في الخارج، وعلينا أخذ الكثير من الاحتياطات، إنه أمر محرج، إضافة لعدم وجود الكهرباء أو انقطاعها أغلب الوقت.
من جهة أخرى، فإن النساء اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب، يعانين معاناة حقيقية لتأمين لقمة العيش لأطفالهن أو معالجتهم من الجروح والإعاقات، التي ألمت بهم خلال الحرب.
وفى أحد الأبنية المهجورة الذي تسكنه شابة سورية مع ثلاث فتيات صغيرات، الصغرى منهن تعاني من إصابة خطيرة في رأسها وتحتاج إلى أدوية وتحاليل بشكل مستمر، السيدة تقول "وجدت هذا المنزل المهدوم فاختبأت به، ينتابني رعب حقيقي ليلاً، فالمنزل مهجور والنوافذ مخلعة، قد أكون أنا وأطفالي عرضة لكل خطر، عدا صعوبة الوضع الصحي للأطفال، والطبابة في لبنان مكلفة للغاية". 
هذا واشتكت الكثيرات من تناقص الدعم المقدم من الجمعيات الخيرية، ففي الماضي كانت تصل سلل غذائية كبيرة للعائلات السورية ومع الوقت أصبحت تشح حتى انقطعت عن كثيرين.
وهو بناء مكون من ست شقق، تجتمع فيه نساء فقدن أزواجهن في الحرب ولا معيل لهن غير المتبرعين، حيث تقطن أم علي مع ابنها في هذا البناء، توضح أنه يشتكي من الطعام ويقول لها "مللت أكل العدس، العدس بكل أشكاله"، وتضيف "يبقى العدس المادة الأساسية في الطبخ. أجرب أن أطبخ شوربة العدس أو عدس مع الأرز وأحياناً عدس مع السلطة وتمر أيام لا نجد حتى العدس لطبخه".
كثير من النساء اللواتي فقدن أزواجهن ولا معيل لهن، يطالبن بفرص عمل وكثيرات يحاولن العمل فعلاً، ولكن العمل في لبنان حسب قولهن، فيه الكثير من الصعوبات والتحديات خاصة بالنسبة للاجئات.

اللاجئون السوريون
من ناحيةٍ أخرى صدر مؤخرًا التقرير الاسبوعي عن مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين والذي تناول أبرز المستجدات المتصلة بأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، وتم التأكيد فيه على انه يتم تنسيق الدعم المقدم في مجال الإيواء وتقديمه بالشركة مع مختلف منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الشريكة في سائر أنحاء لبنان من أجل استهداف الأسر الأكثر عرضة للخطر، المقيمة في مساكن وملاجئ متدنية المستوى. 
وتمت الإشارة  إلى أن منظمة "كونسيرن" العالمية قدمت المساعدة إلى ست عائلات من النازحين المعرضين للخطر 30 شخصاً، وذلك في المخيمات العشوائية في وادي جاموس والقليعات في عكار، كما وفرت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية مجموعات لوازم لتجهيز المساكن لمقاومة العوامل المناخية لأكثر من 200 أسرة من النازحين الأكثر حاجة الذين يعيشون في الهيشة وقنية ورجم ومشتى وخربة داوود والبيرة في عكار، في حين تستهدف عمليات التوزيع المستمرة حالياً 100 أسرة ضعيفة في جبل لبنان.
ورصد التقرير قيام المجلس الدانماركي للاجئين بأعمال إعادة تأهيل وحدات الإيواء الصغيرة والمساكن في مختلف أنحاء عكار، مع استهداف 13 أسرة ضعيفة حوالى 65 شخصاً تعيش في خربة داوود والعتيقة والمحطة والرامة في عكار.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية اللاجئين التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع تركيا دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من أمس الأحد.
 وتنص الاتفاقية على استعادة تركيا لجميع اللاجئين الذين انتقلوا بداية من أمس الأحد من هناك إلى اليونان بصورة غير شرعية، وذلك اعتباراً من مطلع أبريل المقبل. 
وبموجب الاتفاقية، سيكون فقط للاجئين الذين وصلوا إلى اليونان قبل يوم أمس الحق بأن يتم مراجعة وضعهم في اليونان، وسيسمح فقط لمن يثبت أنه يتعرض للملاحقة في تركيا البقاء في اليونان، ووصل اليوم الاثنين مسؤولون أتراك إلى جزيرة ليسبوس اليونانية الاثنين للمساعدة على تنفيذ الاتفاقية.

شارك