عميد كلية الدعوة.. السلفيون يدعون الإصلاح باسم الإفساد والتعمير باسم التخريب
الثلاثاء 22/مارس/2016 - 03:05 م
طباعة

قال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، فى أول حوار له عقب اتهام أحد أبناء الكلية بالاشتراك في اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، حيث أكد أن هذا الطالب فاشل وكان لا يحضر للكلية، مضيفا في حواره لليوم السابع، أن شيخ الأزهر اجتمع بعمداء الكليات وطالب كل من يرى في نفسه عدم الكفاءة أن يترك منصبه، لافتا إلى أن السلفيين يدخلون أبنائهم الأزهر على أمل أن ينشروا فكرهم.
وفي رده على كل من يهاجم الأزهر ويشكك في مناهجه بأنها تخرج متطرفين وإرهابيين قال عميد كلية الدعوة: "قضية الهجوم على الأزهر الشريف تتجدد كل فترة، يمكن أن تضعف أو تزيد أو تقوى بحسب عوامل كثيرة لكن المقرر أو المعلوم لدى الجميع أن الأزهر رمز الوسيطة والفكر المعتدل، والدليل على ذلك أننا لا نأتي بادعاءات من هنا أو هناك، ولكن الواقع على مدى القرون الطويلة وإقبال العالم الإسلامي من مشارق الأرض ومن مغاربها أن الأزهر في مقدمة المدارس العلمية الكبرى، وهذا الادعاء لو كان صحيحا ما كان الأزهر بقى إلى اليوم وما حمل الراية أو حفظ مكان الصدارة والواقع يكذب هذه الادعاءات. والتطرف ليس في الأزهر، فالمناهج لها مراحل تاريخية ومدارس تعتمد على التعددية الفكرية والخلاف المذهبي، والمقارنة والفرق والمذاهب، بعيداً عن التعصب لفكر معين، بينما نجد هناك جامعات معينة تتبنى فكر أو منهج معين لدرجة أنها تحظر تماماً على الرأي الآخر حتى مجرد ذكره حتى لو لإبطاله أو الرد عليه، فمثلا في بعض الجامعات الأخرى تعتبر قسم التصوف كأنه من المحرمات والمخدرات وممنوع الاقتراب منه لأنه شيء من التلوث ولأنه شيء ضار، لكن في الأزهر ليس لدينا هذا وندرس آراء الشيعة وآراء الخوارج والمعتزلة والفرق والتيارات القديمة والمعاصرة ونكون منها رؤية علمية تتناسب مع الواقع والأصالة والمعاصرة وهذا هو الأزهر. والتطرف جاء من خلال الإعارات، ففي بداية الأمر لم يكن هناك إعارات وكانت الوفود تأتى للأزهر، ولكن البعض ممن هم غير مكونين علميا حصلوا على إعارات للخارج ووجدوا الفارق المادي الكبير، ودرسوا مناهج مختلفة من أجل مطامح شخصية أو مادية، فمثلا الفكر الوهابي الذى انتشر في الجماعة التي تسمى أنفسها أنصار السنة بالدعم المالي والمطبوعات الفخمة.. فهؤلاء حملوا شهادات من الأزهر ودرسوا بالأزهر ووصلوا إلى رؤساء أقسام ولهم تلاميذهم لكنهم يلتزموا بتدريس بمنهج الأزهر وبالنسبة لهم عبارة عن امتحان فقط، لكن بلا ثقافة أو معايشة ولو استطاعوا تغيير منهج الأزهر لفعلوا، وبالفعل فقد أرادوا ذلك في الثورة الدينية الجديدة وسعوا لإلغاء المنهج بادعاء أنهم يريدون تأليف العقيدة دون أدلة المتكلمين بل على الكتاب والسنة، وهذا المدخل شعار لأنه لا يوجد أحد يرفض الكتاب والسنة، لكنهم يريدون أن يضعوا آرائهم ومناهجهم تحت هذا الشعار وكأنهم يضعون السم في العسل فتجد هذا الأمر مقبول شكليا أو ظاهرياً.. ومن هنا فقد جعلونا أمام دائرتين، وهما الكتاب والسنة والمتكلمين، بالرغم من أنهما دائرة واحدة، وأذكر أنه في الآونة الأخيرة جامعة الزيتون رفضت تدريس كتاب فقه السنة بحجة أنه مذهب خامس وكأنه طعن في المذاهب الفقهية على أنها ليس على السنة.. الاشكالية ليست في المناهج بل في الغزو الثقافي الفكري الذى جاء من جهات معينة معروفة للجميع بسبب الحالة المادية أو الاقتصادية أو غيرها.
وعن البعثات ومدى تأثيرها على إدخال بعض المناهج المخالفة أو الجديدة على الأزهر قال: "أنا كمبعوث الأزهر أدرس منهج الأزهر ولو اعترضوا عليه سأعود فورا، لكن لا يصح أن أذهب باسم الأزهر وعمامته وشهادته وأدرس منهج مخالف.. أنا أذهب كمبعوث للأزهر.. أنا الذى أفرض وأنا من يطاع وليس يفرض عليا.

الشيخ محمد حسان
وعن حقيقة حصول الشيخ محمد حسان على درجة الدكتوراه من كلية الدعوة بجامعة الأزهر في عهد الإخوان كما ذكر في الإعلام وروج أتباعه هذا الأمر جاء رد الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية قاطعا: " محمد حسان ليس أزهرياً ولم يحصل على دكتوراه من الأزهر، وما حدث مجرد خدعه قام بها بعض المنتسبين للسلفية وأصحاب الفكر السلفي، والشهادة تتبع الجامعة الامريكية المفتوحة وهو استغل المكان والرسالة ليست في الكلية، ولكن كان يشرف عليها عميد الكلية السابق، وكان المناقش وزير الأوقاف السابق والشيخ عبد العليم العدوى وهو أزهري لكنه كان يحمل الفكر السلفي حيث عاش في السعودية لفترة طويلة.. وهنا نجد أن المناقشة كانت من قبل عميد الكلية المشرف واثنين من الأزهر، وتناقش في كلية الدعوة بجامعة الأزهر فيأتي الانطباع لدى الكل أن هذه الرسالة مأخوذة من كلية الدعوة رغم أنها ليست تابعة لكلية الدعوة أو الجامعة أساسا، ولكنهم أخذوا هذا المكان وكان من الممكن أن يناقشوها في قاعة أو فندق أو أي مكان آخر. وتفسيري أن ما حدث خدعة واستغلال وأنا أرى في محمد حسان ريبة لأنه هناك مواقف لا يصرح فيها بحقيقة رائيه.. هذا الكلام ربما يحدث في السياسة لكن لا يصح هذا الكلام أو التدليس وهو عالم دين، فقد سأله الإعلامي عمرو الليثي وقال له مبروك يا فضيلة الشيخ حصولك على الدكتوراه من كلية الدعوة، فلم ينفى ذلك وسكت وهذا يعتبر تدليساً، لأنه أقره وكان المفترض أن يقول له لا، وينفى هذا ويقول له أنه كان استئجار قاعة ومكان ولكنه سكت وهذا يعتبر تدليساً، وفى هذا الشأن أحيي مواقف مهمة لمشايخنا وخاصة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ المقارئ المصرية حيث قال له أحد المذيعين في قطر، فضيلة الدكتور عبد الحكيم فرد عليه بأنه ليس حاصلا على الدكتوراه. ولذا ما حدث كان استغلالاً لأسم الأزهر وهذا يعنى أنهم يعرفون مكانة الجامعة ويريدون أن يقال أنه حصل على الدكتوراه من الأزهر وهذا هو المقصود، ولكن محمد حسان لا يستطيع الحصول على الدكتوراه من الأزهر لأنه مبنى على مناهج علمية قوية ولو ذهب لكلية أصول الدين أو كلية أخرى أو الدعوة لن يستطيع على مناهجه ولذا لجأ إلى جامعه أخرى.. طيب كان ناقشها في جامعة أخرى أو أي مكان آخر. وكان على المسئولين في الجامعة منع ذلك، لأن محمد حسان أوهمهم بأن شيخ الأزهر سيحضر الرسالة وكذلك الأوقاف ولكن كان المفروض العودة إلى المشيخة أو القيادة إذا كانوا اذنوا لهذا الرجل أو لا، ولكن حسان لم يحصل على الدكتوراه من الكلية أو الأزهر عموماً.
وعن كيفية مواجهة الفصيل السلفي وتغلغله في كلية الدعوة من بعض أعضاء هيئة التدريس الذين نقلوا فكرهم لبعض الطلبة قال: " المسئولية كانت ثقيلة وصعبة ولو كنت أعلم أن هناك من يستطيع أداء المهمة غيرى كان رحمة من ربنا أن ابتعد، لكن وجدت أن معالم الفكر الأزهري والمنهج غائبة عن كثير من الناس، وكل واحد يشكل الأزهر بحسب ثقافته والكل يتشدق وأتباع المذهب السلفي يرفعون راية الأزهر ولكنهم يريدون رفع فكرهم ومناهجهم من خلال الأزهر لأن الناس لن تقبلهم لو قالوا أن هذا فكرهم وسلفيتهم وكأنهم يفرغون الأزهر ويصبون فيه ما يريدون.. والأزهر ليس شهادة أو عمامة بل منهج وفكر وعملية تعليمية لها أبعاد معينة.. وكنت في الجامعة اعتبر أنى أمثل صوت المعارضة في الكلية وكنت أكاد أشعر بأنني مثل من يقول أنه "ما بقى على الأرض مسلم غيرى"، وشعرت أنه لا يوجد أزهري صحيح غير الفقير مثلى، لأن الباقي كان لديه مشكلة وكان لديهم فكر معين يفرضونه على الكلية والبقية على الحياد يرون الصوت العالي وهؤلاء هم المشكلة لأنهم استطاعوا بصمتهم وسلبيتهم أن يكونوا مع أي فريق.. والفكر الخطأ يمثل 5% سواء إخوان أو سلفي، والسلبيين بصمتهم يصلون بالـ 5% إلى 90% مثلما حدث مع مرسى. الأزهر اسم له تاريخ وماركة قوية مسجلة، وهؤلاء مهما كانت مدارسهم وانتمائهم لن تكون بجوار الأزهر أي شيء، ولذا كانوا يأتون بمناهجهم وسلفيتهم وتطرفهم ويضعونه في الأزهر..

الشيخ محمد حسين يعقوب
وأذكر أنه خلال إحدى الامتحانات بمسجد النور التقينا بابن الشيخ محمد حسين يعقوب، واعترف أن والده ليس من العلماء.. هؤلاء دخلوا الأزهر بحجة تطهيره وإعادته إلى المذهب الصحيح هم يدعون الإصلاح باسم الإفساد والتعمير باسم التخريب. ولذا طالب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بتحديد هوية الأزهر، وقلت لهم هناك ثلاثة معالم تحدد ما هو الأزهر الشريف، أولها عقيدة أهل السنة والجماعة، وهذا يجب تحديده لأنه يوجد لدينا الآن سلفية ووهابية ومعتزلة وأفكار كثيرة.. وهذا في الجانب العقائدي، ثانيا وفى الجانب الفقهي إتباع المذاهب الفقهية الأربعة، إلى جانب السلوك والتزكية الذى يشمل أتباع التصوف المبنى على أساس الكتاب والسنة، ومن يتحقق لديه شعبة واحدة من الثلاثة السابق ذكرهم فهو يحمل شيء من الأزهرية، أما من اكتملت فيه الثلاثة شروط فهو هو الأزهري، وهذا هو المقياس.
وعن تضمين الشهادة الجامعية العقيدة والمذهب قال عميد كلية الدعوة: " يجب أن يكتب المذهب داخل الشهادات، سواء حنفي أو أشعري، أو شافعي أو مالكي ويمكن أن نضيف الطريقة الصوفية، حتى نكشف عن كل شيء، ولا يمكن أن تكون أزهريا ولا تنتمى لأى من هذه المذاهب.. كل هذه الأمور اختفت بسبب الغزو الفكري الخارجي.
وعن تغيير مناهج الكلية بعدما قيل أنها كانت مختطفة من تيارات معينة خلال السنوات الماضية قال: "لا أملك تغيير المناهج، فالكلية ليست مستقلة ولكنني بدأت التطوير وأدخلت مواد جديدة، ونقر المادة الإعلامية والقواعد الإعلامية ووسائل الدعوة الحديثة بحيث تكون مواكبة لتطورات العصر وهناك تطوير في المواد.
وعن طالب كلية الدعوة المتهم بانتمائه للإخوان والمشاركة في اغتيال النائب العام قال: "هذا طالب فاشل كان لا يحضر، كما كان لا يوجد متابعة حضور أو غياب داخل الجامعة، وكثير من الطلبة منتمى للكلية ولكن فكره ليس له علاقة بالكلية.. الإخوان مثلاً أو السلفية يتحدثون باسم الإسلام ولكن الإسلام غير مسئول عن فكرهم، وهذا انحراف فكرى له عوامل أخرى، فـ"بديع" مثلاً رجل طبيب، ولكن الكلية ليست مسئولة عن تفكيره بل تنظيم الإخوان، ومن هنا فإن الكلية غير مسئولة عن تطرف الطلاب، ولكن ما حدث منهم استغلال لاسم الأزهر كما فعل أبناء الشيخ يعقوب والشيخ اسحاق الحوينى.. وأنا مسئول عن المناهج والدراسة ولكنني غير مسئول عن انتماءات الناس وأفكارهم.. ولذا تكوين الطالب وتربيته وأفكاره ليست مسئولية الكلية.
اما عن أعضاء هيئة التدريس المنتمين للإخوان "عبد الله بركات وعمر عبد العزيز وجمال بعد الستار" وكثيرون هاربون وآخرون مقبوض عليهم والوزير السابق للأوقاف في عهد الإخوان طلعت عفيفي، فهؤلاء تم فصلهم من الجامعة بعد تجاوزهم لمدة الغياب القانونية، حيث لاذ بعضهم بالفرار والبعض الآخر قبض عليه وحاليا في السجون، بينما طلعت عفيفي ملتزم بمناهج الأزهر ولو خرج عن المناهج سيحاسب والمتابعة لم تبين لنا شيء.

وعن توجيهات شيخ الأزهر في اجتماعه مع عمداء الكليات عقب اتهام بعض الطلبة بالانتماء للإخوان قال: "شيخ الأزهر ركز على الشعور بالمسئولية وخطورة الأمانة، وطالب كل من يرى في نفسه عدم الكفاءة بأن يترك منصبة.
ونحاول تغيير فكر طلبة الدعوة الإسلامية الذين يأتون للكلية بالجلباب القصير وينتمون للمنهج السلفي من خلال المنهج الصوفي فمثلا نستدعى في الموسم الثقافي الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث وسندعو الدكتور على جمعة، ومنعت الجلباب وأي لباس آخر إلا اللباس الوطني للوافدين، وتعليمات الأمن واضحة.
وعن حق أي خريج أزهري في ارتداء العمامة والتحدث في الدين مثل الشيخ محمد عبد الله نصر "ميزو" قال: "ميزو يتحدث بأفكاره الشخصية فلماذا يرتدى العمامة طالما هو رافض للأزهر ومنهجه.. هذا هو الغرض الخبيث، حيث يتخذ ويستغل الأزهر كمطية، وميزو شاذ فكرياً وعلمياً وعبارة عن ببغاء يردد كلام.. ولا يليق بأهل العلم أن يخرجوا في مناظره معه، ويجب محاسبه القناة التي تستضيفه، فهو سفيه وكما يقال "لو أن كل كلب قد عوى القمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار"، ومثل هذه الأشكال يجب أن تنبذ ويجب أن يحاكم وما يفعله لا يقل عن جرم ازدراء الأديان وهذا عنوان للشذوذ والتبرج حيث يطعن في الثوابت والبخاري.
وقال عن اسلام بحيري انه لم يحبس من أجل الفكر، لكنه ارتكب بذاءات ومخالفات وهذه أشياء يجرمها القانون وازدراء أديان فعلاً، حيث وجه التهم للإمام أبى حنيفة وطعن في ثوابت الأمة ورموزها وهو يحاسب الآن على التطاول وعدم الأدب وليس الفكر.