بلجيكا تواصل ملاحقة المتورطين في الجرائم الإرهابية.. ودعوات لملاحقة الجهاديين

الأربعاء 23/مارس/2016 - 12:05 ص
طباعة بلجيكا تواصل ملاحقة
 
لا تزال المدن الأوروبية على كامل استنفارها تحسبا لوقوع جرائم إرهابية جديدة، كما وقعت في بروكسل صباح اليوم، وفى الوقت نفسه تقوم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بتبادل المعلومات بشأن المشتبه بهم للتوصل إلى المتورطين في هذه الجريمة، منعا للهرب من منطقة اليورو، والبحث عن معلومات مهمة تساعد الأجهزة الأمنية في القبض على المتورطين في الجريمة.

بلجيكا تواصل ملاحقة
ويري محللون وخبراء مكافحة الإرهاب في بلجيكا ضرورة تجفيف ضاحية مولنبيك  من الارهابيين والمتطرفين، خاصة وأن هذه الضاحية أصبحت مرتعا للحركات الجهادية، ففيها سكن الشخص الذي اعتقل في قطار مسافر من أمستردام قاصدا باريس، في أغسطس الماضي وهو يحمل بندقية آلية محاولا أن يفتح نيرانها على ركاب القطار المسالمين العزل، كذلك عثر على بصمات أصابع صلاح عبد السلام وعلى 3 أحزمة ناسفة في مداهم لشقة في محلة شاييربيك في بروكسل، في حينها أشارت السلطات البلجيكية إلى أن الشقة كانت مصنعا للعبوات والقنابل والأحزمة الناسفة التي استخدمت في هجمات باريس، كما اتخذها صلاح عبد السلام مخبأ له لبعض الوقت،
وفيها سكن القتلة الأربعة الذين هاجموا المعبد اليهودي في بروكسل عام 2014 ، كما سكن في مولنبيك عناصر خلية فيرفيه التي ألقي القبض على أفرادها في يناير 2015.
 كما أن أحد منفذي تفجيرات قطار مدريد عام 2004 التي أسفرت عن مصرع 191 مسافرا بريئا، كان أحد سكان هذه المحلة، حسبما نقل تقرير لصحيفة "يو أس أي توداي" الأمريكية.
وسمحت موجة الاعتقالات الأخيرة في بلجيكا في إطار التحقيق في اعتداءات باريس في نوفمبر (130 قتيلا) بتفكيك قسم كبير من الشبكة التي أرسلها تنظيم "داعش" من سوريا لكن بعض المشتبه بهم لا يزالون فارين، وأثبت منفذو اعتداءات الثلاثاء أنهم قادرون على التحرك.
من جانبه اعتبر توماس هيجهامر الخبير في مؤسسة "نورويجن دفانس ريسترش استابليشمنت" أن اعتداءات بروكسل "تثبت أنهم على جاهزية كاملة، لا أحد يستطيع التخطيط لعملية من هذا النوع في 48 ساعة ، وأن هذه الهجمات مرتبطة نوعا ما باعتداءات باريس، إنها المرة الأولى التي تتمكن الشبكة نفسها من الضرب مرتين بهذا الحجم". 
وكشف الخبراء أن الحقائق التي كشفت عنها التحقيقات في هجمات باريس 2015 دفعت وزير داخلية بلجيكا جان جامبون إلى القول بصراحة " لابد من تنظيف مولنبيك".
وبدأت السلطات البلجيكية في التوصل إلى خيوط المتورطين فى الحادث الارهابي، وقال المدعي العام البلجيكي، فريدريك فان لييو، إن التفجيرين الذين استهدفا المطار في العاصمة البلجيكية بروكسيل نفذهما انتحاريان، لافتا إلى وجود شخص ثالث فار صدرت بحقه مذكرة توقيف.
وقال المدعي العام: "اثنان منهم نفذا الهجومين الانتحاريين، والشخص الثالث الذي يظهر بقبعة داكنة اللون ومعطف خفيف يجري البحث عنه بشدة."
وفي السياق ذاته أعلن رئيس الوزراء البلجيكي، تشارلز ميشيل، الحداد الوطني لثلاثة أيام بعد تفجيرات بروكسيل.
بلجيكا تواصل ملاحقة
وماتزال تفاصيل التحقيق مع صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس تصنع الحدث، فبعد تصريحات المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولنس التي أفادت أن "صلاح عبد السلام كان ينوي تفجير نفسه لكنه غير رأيه"، أبرزت تصريحات أخرى هذه المرة على لسان وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز أن صلاح عبد السلام كان يعد لشيء ما من بروكسل .
أضاف وزير الخارجية البلجيكي  بقوله"  كان مستعدا للبدء من جديد في شيء ما، وربما تكون تلك حقيقة، لأنني قلت إننا عثرنا على الكثير من الأسلحة ، أسلحة ثقيلة في التحقيقات الأولى، ولقد رأينا شبكة من الأشخاص حوله “صلاح عبد السلام” في بروكسل".
وكانت مسألة التطرق إلى تفاصيل التحقيق مع صلاح عبد السلام قد دفعت في وقت سابق ،سفن ماري، محامي صلاح عبد السلام إلى اتهام المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولنس بانتهاك سرية التحقيق على خلفية تطرقه إلى بعض التفاصيل المتعلقة بالتحقيق، موضحا أنه سيرفع دعوى ضد المدعي العام الفرنسي.
يأتي هذا في الوقت الذي تنتظر فيه فرنسا تسليمها صلاح عبد السلام و في هذا السياق كان محامي صلاح عبد السلام قد صرح أن سيرفض تسليمه على خلفية استكمال مجريات التحقيق في بلجيكا.
بلجيكا تواصل ملاحقة
وبالرغم من عمليات المداهمة المستمرة لملاحقة الجناة والمتورطين فى أحداث باريس، إلا ان أصابع الاتهام وجهت إلى السلطات البلجيكية لتسامحها فى الوصول إلى المتطرفين، حيث انه وفقا للمعلومات المتاحة فإن الزعيم المفترض للمجموعة التي نفذت اعتداءات باريس عبد الحميد اباعود أكد لأقارب له أنه دخل فرنسا "دون وثائق رسمية" مع 90 رجلا آخر، هم سوريون وعراقيون وفرنسيون وألمان وبريطانيون".
كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول فرنسي كبير رفض الكشف عن اسمه القول "الأمر الذي يثير قلقا كبيرا هو أن اعتداءات الثلاثاء تثبت أن لديهم انتحاريين يتحركون على الفور، وحتى أن الدوريات العسكرية غير كافية، ويري الخبراء أن ستكون ضربة حظ أن نشاهد رجلا يحمل حقيبة يثير الشبهات فنفتشه ونكشف المخطط. لكن في مطار في ساعة ذروة يمكنكم التصور أن هذا الأمر مستحيل.
من جانبه دعا أوليفر مالخوف  رئيس نقابة "جي دي بي" للشرطة في ألمانيا الاتحاد الأوروبي لتبني استراتيجية مشتركة ضد الهجمات الإرهابية، مؤكدا انه على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي أن تفهم شيئا فشيئا أنه لن تجدي سوى سياسة داخلية وقضائية وأمنية مشتركة، تبادل غير مقيد للبيانات وتعاون شرطي لا تحده حدود لحماية الناس في أوروبا بشكل أفضل من الإرهاب وخاصة الإرهاب الإسلامي .
أوضح أن هناك الكثير من المبررات على ضرورة إقامة مركز أوروبي مشترك لمكافحة الإرهاب على غرار المركز الألماني الذي يضم الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب

بلجيكا تواصل ملاحقة
واتفق معه  راينر فيندت، رئيس نقابة الشرطة الألمانية، مؤكدا على ضرورة أت يعتمد الاتحاد الأوروبي هيكل أمني أوروبي جديد، مضيفا بقوله "علينا أن نكون أكثر فعالية في مكافحة خطر الجريمة والإرهاب، ومن بين الإجراءات الواجب اتخاذها بشكل محدد تعزيز قدرات الشرطة الأوروبية المشتركة "يوروبول" ماليا وبشريا.
شدد على أن أوروبا بحاجة لمزيد من المعلومات الأساسية عن الشبكات الإرهابية والإجرامية والهياكل الإجرامية العابرة للحدود
فى حين أكد إلمر تيفيسن، الخبير الألمانى في الجماعات الإرهابية أن أجهزة الأمن الألمانية قد أجرت عدة اجتماعات لتبادل المعلومات، خاصة وأن بعض المتهمين والمخططين لهجمات باريس، كانوا قد قضوا ليلة في سبتمبر الماضي في أحد الفنادق الألمانية بصحبة صلاح عبد السلام، الذي تم إلقاء القبض عليه يوم الجمعة من قبل السلطات البلجيكية، وذلك بعد مرورهم من المجر والنمسا وألمانيا. 
تساءل بقوله " هل هناك إرهابيين آخرين جاؤوا عبر هنغاريا ثم النمسا وألمانيا، وشاركوا في الهجمات التي عاشتها بروكسل اليوم؟".

شارك