موسكو تواصل دعم دمشق سياسيًا وعسكريًا.. وتقدم للجيش السوري في تدمر
الأربعاء 23/مارس/2016 - 09:51 م
طباعة


مباحثات سياسية مستمرة حول سوريا
بالرغم من استمرار هدنة وقف إطلاق النار في سوريا والانسحاب الجزئي الروسي من الأراضي السورية، تقوم موسكو بمتابعة تنفيذ الهدنة، ومدى التزام الأطراف بوقف اطلاق النار، وتسجيل الخروقات التي يجري ارتكابها، في الوقت الذى تم الكشف فيه عن وجود وحدة قوات خاصة في سوريا تقوم بأعمال الاستطلاع و"مهام خاصة أخرى".
وقال الكسندر دفورنيكوف قائد الفرقة العسكرية الروسية في سوريا قوله "لن أخفي حقيقة وجود وحدة لقواتنا للعمليات الخاصة على الأرض في سوريا، حيث يقومون بعمليات استطلاع تكميلية لأهداف لمساعدة الطائرات الروسية ويشاركون في إرشاد الطائرات لأهداف في المناطق النائية ويقومون بمهام خاصة أخرى."
وفى هذا الإطار رصد مركز المصالحة الروسية في قاعدة حميميم بريف اللاذقية خلال الـ24 ساعة الأخيرة 6 مباحثات مع ممثلي المجتمع والأوساط السياسية ورجال الأعمال في أرياف دمشق واللاذقية ودرعا حول مسائل الهدنة وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنه تم التوصل إلى اتفاقيات مبدئية حول الهدنة مع مخاتير بلدتين في ريف حماة، حيث ارتفع عدد البلدات التي تم التوصل مع رؤسائها إلى اتفاق حول المصالحة إلى 51 بلدة.
فيما بقي عدد المجموعات المسلحة التي أعلنت عن التزامها بتنفيذ وقبول شروط وقف الأعمال القتالية بلا تغيير، وهو 43 مجموعة.

مشوارات امريكية روسية مستمرة
وذكر البيان أنه يتم عموما الالتزام بالهدنة في سوريا، مشيرا في الوقت نفسه إلى رصد 5 خروقات خلال الـ24 ساعة الأخيرة في ريفي اللاذقية وحمص.
أكدت الدفاع الروسية أن القوات الفضائية الجوية الروسية وسلاح الجو السوري لم تشن غارات على المجموعات المعارضة المسلحة التي أعلنت عن وقف الأعمال القتالية وأطلعت المركز الروسي أو الأمريكي في عمان على مناطق تمركزها.
على الجانب الأخر حقق الجيش السوري تقدما جديدا في منطقة تدمر على مختلف محاور الاشتباك مع إرهابيي تنظيم داعش، بحيث بات على بعد أقل من كيلومتر عن المدينة التاريخية، متوقعا استعادتها في غضون ساعات.
ونقل التليفزيون السوري عن مصدر عسكري من محيط مدينة تدمر أن القوات الحكومية تقف على بعد أقل من كيلومتر واحد من المدينة وتأمل في استعادتها خلال ساعات من قبضة مسلحي تنظيم داعش، وكشفت مصادر عسكرية أن القوات على بعد 850 مترا من تدمر وأنها ستعلن خلال ساعات تأمين المدينة بالكامل.
وأحكمت وحدات الجيش بالتعاون مع القوى المؤازرة سيطرتها على منطقة مثلث تدمر الاستراتيجية وجميع الهيئات الأرضية الحاكمة المشرفة على مدينة تدمر من الجهتين الغربية والجنوبية الغربية، بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم داعش الإرهابي فيها، وتقوم وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية "بالسيطرة الكاملة على السفوح الشمالية والغربية لجبل الطار غرب قلعة تدمر بنحو 3 كم، بعد تكبيد تنظيم داعش خسائر فادحة بالعتاد والإرهابيين".
وفى الوقت نفسه استهدف الطيران الحربي السوري أرتال آليات لتنظيم داعش على طريق تدمر السخنة "أسفرت عن تدمير العشرات منها وسقوط العديد من القتلى والمصابين بين صفوف التنظيم في منطقة سد وادي أبيض وغرب حقل شاعر بريف تدمر وفي قرية أم صهيريج" شرق مدينة حمص بنحو 70 كم، كما وجه الطيران الحربي السوري ضربات مكثفة على بؤر ومقرات وآليات لإرهابيي تنظيم داعش في مدينة القريتين بالريف الجنوبي الشرقي ما أدى إلى تدميرها.
وكان الجيش السوري تمكن من استعادة السيطرة على جبل الهيال المطل على مدينة تدمر، وتدمير تجمعات لمسلحي تنظيم "داعش" بريف درعا، ونفذت قوات الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية عمليات "سيطرت خلالها بشكل كامل على جبل الهيال المطل على مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بريف حمص الشرقي بعد تدمير آخر تحصينات تنظيم داعش عليه".

معارك مستمرة
واستمرت المعارك حتى فجر الأربعاء بين قوات الجيش والقوى المؤازرة له من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر في ريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، وسط تقدم للجيش في جبال الهيال وسيطرتها على معظم الجبل، بعد مساندة مكثفة من الطائرات الحربية السورية والروسية، لتصبح قوات الجيش بذلك على مشارف مدينة تدمر.
وفي درعا، نفذت وحدة من الجيش والقوات المسلحة عملية مركزة على تجمعات لعناصر "داعش"، في ريف درعا الشمالي الغربي، وكبدتهم خسائر بالعتاد الحربي والأفراد، حيث يسعى ما يسمى بـ "لواء شهداء اليرموك" التابع لـ"داعش" إلى توسيع نطاق سيطرته في الريف الغربي لدرعا، بعد سيطرته خلال الـ 48 ساعة الفائتة على بلدة تسيل، من خلال معارك ضد فصائل مسلحة معارضة.
بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن استعادة تدمر سيفتح الطريق نحو الرقة ودير الزور ويهيئ الظروف للسيطرة على الحدود مع العراق.
وعلى صعيد المباحثات السياسية، توقع أن يضغط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق برؤية بلاده للانتقال السياسي في مستقبل سوريا ومصير رئيسها بشار الأسد.
وفى الوقت الذى تريد فيه الولايات المتحدة للأسد أن يتنحى عن السلطة تقول روسيا إن للشعب السوري وحده أن يقرر مصير الرجل في صناديق الاقتراع ووقفت في وجه أي حديث عن تغيير النظام.
ومن المنتظر أن يعقد كيري مباحثات مع بوتين في الكرملين غدا الخميس في اجتماع رتب له بعد إعلان مفاجئ من الزعيم الروسي في الرابع عشر من مارس الجاري بسحب جزئي لقواته من سوريا.
وقالت تقارير إعلامية نقلا عن مسئول أمريكي أن كيري يريد أن ينصت الآن لأفكار الرئيس بوتين.. عن الانتقال السياسي" في سوريا، وبالتأكيد ما نتطلع إليه وما سعينا له هو الطريقة التي سيتم بها الانتقال بسوريا من حكم الأسد."
وقال المسؤول بالخارجية الأمريكية إن الاجتماعات مع بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف ستركز على تقييم حالة الهدنة وستحاول "الوصول لاتفاق" بشأن إنهاء أعمال العنف وزيادة المساعدات الإنسانية.
يأتي ذلك فى الوقت الذى هددت فيه روسيا بتحرك منفرد ضد من ينتهكون اتفاق الهدنة ما لم يتم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لتحديد طرق لرصد المخالفات للهدنة ومنعها.

السلام سيد الموقف فى الازمة السورية
وفي جنيف حيث مضى على طرفي الصراع أسبوع من المباحثات الرامية لإنهاء العنف رفض المسؤولون الحكوميون أي حديث عن مصير الأسد الذي يصر قادة المعارضة على ضرورة رحيله في إطار أي عملية انتقالية.
من جانبه قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن مباحثات السلام السورية ستكون طويلة وشاقة وإن من المبكر جدا الحديث عن نفاد صبر أي من طرفيها.
بينما اكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيافان دي ميستورا إنه يأمل في أن يمنح الاجتماع الأمريكي الروسي قوة دفع لمباحثات السلام التي يعرقل تقدمها الخلاف على قضية الانتقال السياسي.
بينما قال الناشط السوري جهاد المقدسي عن المباحثات إن دي ميستورا ينوي إصدار ورقة تتضمن "رؤية مشتركة محتملة."
لكن الأمم المتحدة قالت إن الحكومة السورية قدمت تطمينات شفهية باستمرار قوافل المساعدات في الدخول إلى ثلاث أو أربع مناطق تحاصرها القوات الحكومية.
على الجانب الأخر قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة حصلت على الضوء الأخضر لدخول ثماني أو تسع مناطق من 11 منطقة طلبت توصيل مساعدات لها من بينها ثلاث أو أربع مناطق محاصرة، لكن هذه المناطق لا تشمل بلدة داريا -حيث قال برنامج الأغذية العالمي إن بعض السكان يأكلون العشب- أو بلدة دوما، والبلدتان قريبتان من دمشق.