بلجيكا تعلن الحداد.. والتحقيقات تكشف المتورطين في جريمة الثلاثاء الدامي
الأربعاء 23/مارس/2016 - 11:45 م
طباعة

تداعيات أحداث بروكسل الدامية لا تزال مستمرة، فى ضوء ردود الأفعال الغاضبة من جراء هذه الحادثة التى خلفت عشرات القتلى والمصابين، فى الوقت الذى تواصل فيه السلطات البلجيكية الكشف عن المتورطين، إلى جانب التواصل مع السلطات من مختلف الدول الأوربية لملاحقة الجناة والمعدين لهذه الجرائم.

حداد فى بروكسل
ودخلت بلجيكا فترة حداد لثلاثة أيام ووقف البلجيكيون دقيقة صمت في منتصف اليوم في ذكرى ضحايا الاعتداءات التي هزت العاصمة بروكسل أمس وقعة قرابة 30 قتيلا و250 جريحا.
وتجمع آلاف الأشخاص في وسط المدينة ووقفوا دقيقة صمت قطعتها هتافات "فلتحيا بلجيكا" وتبعها تصفيق الحاضرين، كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وشارك في تجمع آخر أمام مقر الاتحاد الأوروبي ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلد وكذلك رئيس الوزراء شارل ميشال ونظيره الفرنسي مانويل فالس ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
يأتي ذلك فى الوقت الذى يعقد فيه غدا الخميس وزراء العدل والأمن بدول الاتحاد اجتماعا طارئا في بروكسل، وأعلنت السلطات الهولندية التى ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا "بعد هجمات بروكسل، يدعو الاتحاد إلى اجتماع غدا لوزراء العدل والداخلية في دول الاتحاد الأوروبي".
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير قد قال في تعقيب على هجمات بروكسل، إنه يتعين على الدول الأوروبية أن تحسن من طرق ربط وتبادل البيانات التي يتم جمعها من قبل السلطات الوطنية.
أوضح أن مكاتب تسجيل الأجانب وسلطات إصدار التأشيرات والشرطة وأجهزة الاستخبارات لا تزال تحتفظ بمجموعات وقواعد بياناتها بصورة منفصلة، مضيفا بقوله "أهم أداة للوقاية هي المعلومات، يتعين علينا تبادل المعلومات التي لدينا فيما بيننا".

وقفة للتضمن مع ضحايا بروكسل
من جانبها كشفت السلطات البلجيكية عن هوية انتحاريين في هجمات بروكسل، وقالت إنهما الإخوان خالد وإبراهيم البكراوي، اللذان يحملان الجنسية البلجيكية، وقال المدعي العام إن إبراهيم كان طرفا في تفجيرات مطار زافنتام، الذي أسفر عن مقتل 11 شخصا، بينما فجر خالد نفسه في محطة قطار أنفاق مالبيك، وهو ما أدى إلى مقتل 20 شخصا، وأصيب 260 شخصا بجروح في الهجومين، بينما لا تزال الشرطة تتعقب رجلا ثالثا ظهر في صور كاميرات المراقبة.
وشنت شرطة مكافحة الإرهاب عملية دهم في منطقة أندرلخت، واعتقلت خلالها شخصا واحدا.
ونفى المدعي العام الفيدرالي، فريديريك لوف، ما تناقلته وسائل الإعلام بأن الشخص المعتقل هو المطلوب لدى الشرطة نجم العشراوي، ولم يكشف عن هوية المعتقل.
وقال لوف إن الأخوين كانا معروفين لدى الشرطة ولهما سوابق إجرامية، ولكنها غير مرتبطة بالإرهاب، وإن تحليل الحمض النووي سمح بتحديد هويتهما، وأضاف أن إبراهيم البكراوي ترك رسالة يقول فيها إنهم يبحثون عنه في كل مكان، وإنه لو سلم نفسه، لذهب إلى السجن.
ونقلت القناة التليفزيونية البلجيكية الناطقة بالفرنسية عن مصدر في الشرطة إن خالد البكراوي أجر شقة باسم مستعار في منطقة فورست في بروكسل، حيث قتلت الشرطة مسلحا في تبادل لإطلاق النار، الأسبوع الماضي، وفي تلك الشقة عثرت الشرطة على بصمات صلاح عبد السلام، المشتبه فيه في الهجمات التي ضربت باريس يوم 13 نوفمبر، قد اعتقل الجمعة الماضي في مداهمة في بروكسل، ويتوقع أن يمثل أمام المحكمة الأربعاء.
وصرح النائب العام البلجيكي، فريدريك فان لي أن القنبلة التي لم تنفجر خلال الهجمات التي استهدفت مطار بروكسل أمس كانت أقوى قنبلة تم إعدادها لاستخدامها في الهجوم، وكان المشتبه به، الذي مازال طليقا قد ترك القنبلة في المطار.
وقال فان لي "حقيبته احتوت على أقوى شحنة ناسفة" وأضاف "بعد فترة قصيرة من وصول فرقة تفكيك القنابل التابعة للجيش، انفجرت هذه الحقيبة لأن المتفجرات كانت غير مستقرة، "موضحا" لحسن الحظ، لم يصب أحد بفضل احترافية القائمين على تفكيك القنبلة "

الشموع والزوهور فى مواقع الأحداث
وتواصل الصحف الأجنبية متابعة تطورات أحداث بروكسل، والقاء الضوء على تطورات الأزمة، من جانبها أكدت الفاينانشال تايمز في افتتاحيتها تحت عنوان "هجوم على بروكسل، وعلى القيم الأوروبية"، أكدت على أن الهجمات في بروكسل هي بمثابة تذكير، إن كان هناك حاجة إلى تذكير بعد هجمات الجهاديين الأخيرة على باريس، كم هو سهل على الخلايا الإرهابية الهجوم على عصب المدن الأوروبية وشلها".
أضافت الصحيفة بقولها" ما ظهر على مواقع تنظيم "داعش" يشير إلى أن الهجمات الأخيرة هي من صنعه، والتأكيد على أن هذه الهجمات تأتى بعد أيام من اعتقال صلاح عبدالسلام في إحدى ضواحي بروكسل، والذي كان مطلوبا بسبب الاشتباه بمشاركته في هجمات باريس في شهر نوفمبر الماضي.
اوضحت أن بروكسل ليست عاصمة بلجيكا فحسب بل هي عاصمة الاتحاد الأوروبي، الذي وضع أمام تحد ليثبت أنه قادر ولديه المرونة على الصمود في وجه داعش.
بينما اعتبرت التليجراف أنه ليس من السهل تحديد وقت بدء هجمات "الإرهاب الإسلامي" على أهداف غربية، قد تكون البداية الهجوم على مترو باريس عام 1995، أو الهجوم على سفارات واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998، لكن الأكيد أن الحرب طويلة، وتستمر فترة أطول من الحربين العالميتين معا.
أشارت إلى أن الهجمات في بروكسل تذكرنا أن لا نهاية قريبة تلوح في الأفق، معتبرة أن هجمات بروكسل تلفت الانتباه إلى أن أجزاء العالم متصلة ببعضها البعض، حيث يتنقل الأشخاص والأفكار بنفس السهولة ، سواء كان هناك اتحاد أو لم يكن، وبالتالي ليس هناك مبرر لاستخدام هذه الهجمات لدعم فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي أو العكس.