مشاركة الحشد الشعبي في تحرير نينوي.. دور حقيقي أم ترضية سياسية؟

الخميس 24/مارس/2016 - 01:44 م
طباعة مشاركة الحشد الشعبي
 
عقب رفض بعض القوى السنية مشاركة قوات "الحشد الشعبي" الذي يغلب على تكوينه مليشيات شيعية، أكدت كشفت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الخميس، عن مشاركة الحشد الشعبي في عملية "الفتح" التي أطلقت على عملية تحرير نينوي.

مشاركة الحشد الشعبي

مشاركة الحشد الشعبي
بدأت القوات العراقيّة مدعومة بقوات العشائر وطيران التحالف الدولي، اليوم الخميس، عمليات عسكريّة تمهيديّة لتحرير محافظة نينوي من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش). 
وكشفت قيادة العمليات المشتركة عن مشاركة الحشد الشعبي في عملية "الفتح" التي أطلقت على عملية تحرير نينوي، وفيما دعت المواطنين في كل من الأنبار والموصل، إلى الابتعاد عن مقرات تنظيم داعش، عزت السبب إلى أنها ستكون أهدافًا للقوات الأمنية خلال الساعات المقبلة.
وذكرت خلية الإعلام الحربي، في بيان لها "يا أبناء شعبنا الكريم.. إنها نينوي التي طال انتظار أَهلها، إنها إراده العراق في الخلاص من هذه عصابات داعش الإرهابية، إنها معركة التحرير وتطهير الأرض العراقية المقدسة من دنس شذاذ الآفاق ومن يقف خلفهم".
وأضاف البيان: "على بركة الله باشرت قواتكم المسلحة ضمن قاطع عمليات تحرير نينوي والقطعات الملحقة بها وقوات الحشد الشعبي ومن ثلاثة محاور في تنفيذ الصفحة الأولى من عمليات الفتح؛ حيث يخوض أبناؤكم في هذه الساعات عمليات عسكرية من ثلاثة محاور، وهي ماضية باتجاه الأهداف المخطط لها ضمن الصفحة الأولى".
وتابع: "وقد بدأت بشائر النصر حيث تم تحرير قرية النصر ورفع العلم العراقي فيها وتحرير قرية كرمندى ورفرف علم العراق عليها، كما تم تحرير قرية كذيلة وخربردان ورفع العلم العراقي فوقهما، وقد فجرت القطعات المسلحة عجلتين مفخختين وما زالت تتقدم".

رفض المشاركة

رفض المشاركة
جاء إعلان مشاركة الحشد الشعبي من قبل خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي ومجلس نينوي، لتكون ردًّا علي تصريحات قادة سياسيين وعشائر سنية رفضت مشاركة الحشد الشعبي، فقد أكد رئيس حركة العدل والإصلاح في نينوي الشيخ عبد الله الياور، منذ أيام على رفضه مشاركة الحشد الشعبي في تحرير نينوي، قائلا: "الياور: الاستعدادات العسكرية بدأت جيدًا ولكننا نطمح إلى المزيد وإلى تطوع أبناء نينوي لتحرير مدينتهم وأن يكون تولي إدارة  الأرض بعد التحرير لأهالي نينوي والجيش العراقي، وقوات البيشمركة، أما بالنسبة للحشد الشعبي فقد كان خطابنا للحكومة واضحًا بعدم مشاركته؛ لأنه سيؤثر سلبًا على عمليات تحرير نينوي، ونعتقد بأن تنظيم داعش سوف يستغل هذا الأمر، وإن لم يكن حاليًا فسيكون في المستقبل".
كما أكد رئيس ائتلاف متحدون أسامة النجيفي، الأحد، أن وجود الحشد الشعبي بمعركة نينوي سيعرقل عملية تحريرها، عازيًا سبب ذلك إلى الأخطاء التي ارتكبها بعض المنضوين تحت لواء الحشد في مناطق عديدة من العراق.
وشدد أحد القيادات السنية في العراق، على "أهمية تحشيد الطاقات من أجل قهر داعش"، مؤكدًا أن "أهل الموصل ممثلين بالحشد الوطني، وأبناء العشائر والجيش العراقي وقوات البيشمركة والتحالف الدولي، هم من سيحررون نينوي ويكسرون ظهر الإرهاب".
وتابع بالقول: "أما بخصوص مشاركة الحشد الشعبي فقد تم توضيح الموقف أكثر من مرة، وخلاصته أننا حريصون على عدم منح داعش فرصة للتجييش الطائفي"، مؤكداً أن "أهل الموصل ينبغي أن يدعموا القوات المهاجمة، ووجود الحشد يعرقل العملية؛ بسبب أخطاء ارتكبها بعض المنضوين تحت لوائه في مناطق عديدة من العراق".
وكان مجلس محافظة نينوي قد قرّر بالأغلبية المطلقة رفضه «مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير نينوي»، وذلك في جلسةٍ استثنائية عقدها بتاريخ 29 فبراير. وأوضح المجلس أنّ قراره يأتي تجنباً للانتهاكات التي حصلت من «بعض المدسوسين» في الحشد الشعبي في محافظات ديالي وصلاح الدين، حسب بيان المجلس. 
وطالب المجلس الحكومة العراقية والتحالف الدولي بقبول «تطوع أبناء عشائر نينوي من كافة المكونات وتجهيزهم وتسليحهم».
وطالبَ بتشكيل «حشد شعبي من أبناء نينوي يضم العرب، والأكراد، والتركمان، والإيزيدية، والسُنّة والشيعة والمسيحيين»، وقال إنها رسالة واضحة «أنّنا بعيدون عن الطائفية».
وأكد على عدم ممانعة أبناء المحافظة «دخول قوات الجيش العراقي والبيشمركة؛ لأنهم أبناء العراق وأبناء مؤسسة رسمية عريقة، وهم منضبطون بلوائح وتعليمات».

دعم مشاركة الحشد

دعم مشاركة الحشد
مقابل رفض ساسة ورؤساء عشائر، أكد رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، أن إشراك الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل، يدخل ضمن مساعي العراق لاستثمار كل الطاقات لمواجهة الإرهاب، لكنه في الوقت ذاته، ابدى دعمه لوجهة نظر "أهالي" نينوي فيما يتعلق بعملية تحرير المحافظة.
وقال أحد أهم القيادات السنية بالعراق، في حوار مع صحيفة الوطن السعودية: إن "الإرهاب واجه كل مكونات الشعب العراقي من سنة وشيعة وأكراد وأقليات تركمانية وغيرها، والمتطوعون من أبناء العشائر والمحافظات كان لهم دور مقاوم إلى جانب القوات العسكرية والتحالف الدولي"، مبينًا أن "البرلمان لا يريد تجزئة الفعاليات العسكرية إلى عناوين طائفية (سنة وشيعة)، بل يريد جيش مؤسسات تحمل جميع الأطياف، وتحافظ على فئات المجتمع العراقي كافة".
وأضاف الجبوري بالقول: "أما موضوع الحشد الشعبي فهو واضح ومفهوم، وخصوصاً في ضوء العمليات العسكرية التي حدثت في محافظتي صلاح الدين وديالى، وإشراكه في تحرير محافظة نينوي يدخل ضمن مساعي العراق لاستثمار كل الطاقات لمواجهة الإرهاب"، مؤكدا أن مجلس النواب يدعم وجهة نظر أهالي نينوي فيما يتعلق بتحرير المحافظة.
من جانبه دعا رئيس كتلة ائتلاف العراق النيابية أحمد الجبوري أهالي نينوي إلى الثورة ضد داعش، مؤكدًا أن عمليات التحرير ستستمر ولن تتوقف إلى حين تحرير كل المناطق.
ورحب الجبوري بكل العراقيين من الحشد الشعبي وقوات البيشمركة للمشاركة بتحرير نينوي.

مشاركة رمزية

مشاركة رمزية
مع إعلان تأكيد الخلية الإعلام الحربي مشاركة الحشد الشعبي، رغم اعتراض قوى سياسية سنية وموافقة أخرى، كشف مجلس نينوي عن حجم المشاركة لقوات الحشد الشعبي في تحرير المحافظة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
حيث أعلن مجلس محافظة نينوي، الخميس 24 مارس، عن مشاركة الحشد العشائري المرتبط بهيئة الحشد الشعبي ببغداد في عمليات تحرير المحافظة، لافتًا إلى أن عدد مقاتلي الحشد المشاركين بالعملية يبلغ نحو ألف مقاتل.
إعلان مجلس نينوي يشير إلى أن مشاركة الحشد الشعبي هي مشاركة سياسية رمزية وليس مشاركة فعلية، مع نفي متحدث الأمني باسم هيئة الحشد الشعبي يوسف الكلابي، الخميس، عن عدم مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير نينوي التي انطلقت صباح هذا اليوم، مؤكدًا أن قوات لحشد الشعبي على أهبة الاستعداد لدعم القوات الأمنية حين يطلب منها ذلك.

المشهد العراقي

المشهد العراقي
تصريحات خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي وإعلان مشاركة الحشد الشعبي في تحرير نينوي، مع دعم رئيس البرلمان العراقي والذي أبرز السياسيون والمسئولين السنة في العراق، للمشاركة الحشد رغم رفض قوي سنية يأتي في إطار توحيد الجهود لتحرير الموصول، فمشاركة ألف مقاتل تعتبر مشاركة رمزية وسياسية ليست مشاركة فعالية وهو في سبيلة ترضية الأطراف العراقية؛ من أجل تحرير نينوي.
مشاركة الحشد الرمزية هي سياسية لترضية الحشد الشعبي وأيضًا عدم إثارة غضب الرافضين لوجوده ضمن قوات التحرير، وهو ما يؤكد على معركة التحرير جاءت لترضية جميع في سبيل القضاء على "داعش".

شارك