الحوثي ينسحب ويسلم السلاح.. اليمن نحو الحل السلمي مجددًا
الخميس 24/مارس/2016 - 08:02 م
طباعة

تبدو الظروف نحو بدء مسار جدي نحو مخرج سلمي للأزمة اليمنية مهيأة أكثر من أي وقت مضى، في ظل أوضاع ميدانية جعلت المتمرّدين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح على وشك الانسياق لهزيمة عسكرية مدوية، وسط اتفاق علي وقف اطلاق النار يوم 18 أبريل المقبل، ووجود خرطية حل من 5 نقاط رئيسة تتمثل في الانسحاب من العاصمة صنعاء والمدن وتسليم الأسلحة الثقيلة.
المسار التفاوضي:

أعلن إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي لليمن، أن أطراف النزاع اليمني وافقوا على هدنة لوقف إطلاق النار في اليمن، تبدأ من منتصف ليلة العاشر من الشهر المقبل، واستئناف المفاوضات الثالثة، بين طرفي الشرعية والانقلابيين، بعد ثمانية أيام من الهدنة، في الكويت، والتي تهدف إلى الانسحاب من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستئناف الترتيبات الأمنية في البلاد، واستعادة الدولة، واستئناف الحوار السياسي في صنعاء، وإنشاء لجنة للسجناء بين الطرفين.
وأوضح إسماعيل ولد الشيخ، خلال مؤتمر صحافي في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك أمس، أنه أجرى محادثات نشطة مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ووفد «أنصار الله» في صنعاء، وأعلن أن أطراف النزاع في اليمن، اتفقت على وقف الاعتداءات في اليمن بداية من منتصف ليلة العاشر من الشهر المقبل، ويلي ذلك جولة من المفاوضات في 18 أبريل في الكويت.
وقال المبعوث الأممي لليمن، إن المفاوضات الجديدة في النصف الثاني من الشهر المقبل، تهدف إلى التوصل إلى اتفاقية مكثفة من النزاع واستئناف الحوار السياسي الشامل استنادًا إلى القرار الأممي 2216. وهذه المفاوضات ستكون مباشرة وجها لوجه بين الطرفين، وتوفر الآلية للتوصل إلى الانتقال السلمي الوطني، وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وأشار ولد الشيخ إلى أن أطراف النزاع اتفقوا على لجنة وقف إطلاق النار. وتتركز حول 5 مجالات أساسية، تتضمن انسحاب الميليشيات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، والترتيبات الأمنية في المرحلة المقبلة، والحل السياسي في استعادة الدولة واستئناف الحوار السياسي في صنعاء، وتأسيس لجنة خاصة للسجناء، من الطرفين، تضمن تبادل كشوف بأسماء وصور، الموقوفين.
وذكر المبعوث الأممي أنه اليوم أكثر تفاؤلا، حيث إن الكثير اشتكى من التأخر في حل النزاع.. «ونحن نريد أن نضمن مشاركة كافة الأطراف، وأنا أؤمن بأن ما يحصل من التهدئة على الحدود السعودية خطوة إيجابية ونحن نشجعها، وهذا سيكون بناءً، وحصلنا على تأكيدات من السعودية».
وأضاف: «المفاوضات المقبلة ستكون واحدة من الفرص الأخيرة لإنهاء الحرب في اليمن، وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل نجاحها أقرب من أي وقت سابق».
من جهته, قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن الحوثيين قبلوا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2216»، وذلك في رسالة حملها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، خلال عودته من صنعاء، حيث التقى بهم هناك، إلى الرياض.
وأوضح الرئيس هادي خلال اجتماع استثنائي لـ«سفراء الدول الـ18» بالرياض، أمس، أن المساعي والجهود الدبلوماسية التي يقوم بها المجتمع الدولي، ومنها جهود إسماعيل ولد الشيخ، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، ترمي إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار «2216»، حيث أبلغه ولد الشيخ بقبول الحوثيين تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي «2216».
وعبر هادي عن التعاطي الإيجابي والترحيب من قبل الدولة بكل ما من شأنه العمل على إنهاء الحرب والتمرد وتسليم الأسلحة وإطلاق الأسرى ومؤسسات الدولة وغيرها من إجراءات بناء الثقة، وكذلك تنفيذ النقاط التي أكد عليها القرار «2216»، واستئناف استحقاقات العملية السياسية وخطواتها المتبعة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، تستعد الأحزاب والقوى السياسية اليمنية المؤيدة للحكومة الشرعية، للإعلان عن تحالف سياسي وطني يؤطر جهودها، بالتزامن مع إعلان مبعوث الأمين العام إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء أمس، عن اتفاق على وقف لإطلاق النار يبدأ منتصف ليل العاشر من أبريل المقبل، على أن تتبعه محادثات في الكويت، بتاريخ 18 من الشهر نفسه.
وذكر تقارير اعلامية يمنية أن هذا التحالف يتكون من 13 مكوناً وحزباً سياسياً، أبرزها حزب "التنظيم الوحدوي الناصري" والحزب "الاشتراكي" اليمني وحزب "الرشاد" السلفي وحزب "العدالة والبناء"، والجزء المنشق من حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين حزب "التجمع اليمني للإصلاح"
الوضع الميداني:

وعلي الصعيد الميداني، فادت مصادر قناة "العربية في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، بأن بوارج حربية وطائرات التحالف قصفت صباح اليوم الأربعاء مخازن أسلحة وآليات عسكرية في مزرعة تابعة للمخلوع صالح في منطقة الجر بمديرية عبس غرب محافظة حجة. كما استهدف القصف مواقع أخرى في مديرية حيران المجاورة، وأدى إلى مقتل العشرات من عناصر الميليشيات وتدمير مخازن أسلحة وآليات عسكرية مختلفة.
وفي محافظة صعدة، شمال اليمن، شنت طائرات التحالف عدة غارات استهدفت بها معسكر الصيفي ومنطقة العند في مديرية سحار ومواقع أخرى في مديريات رازح، ودمرت مخازن أسلحة للميليشيات في مناطق القمع والمخروق وأبرق التابعة لمديرية كتاف وفي مديريات شدا ومنبه وباقم والصفراء.
وفي صنعاء، استهدفت طائرات التحالف تجمعا للميليشيات في منطقة بني يوسف بمديرية الحيمة الداخلية غرب محافظة صنعاء، مخلفةً عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات، كما قصفت مواقع تابعة لمعسكر العرقوب في منطقة خولان شرق صنعاء.
وفي محافظة تعز، استهدفت طائرات التحالف قوات للميليشيات تتمركز في جبل هان ومنطقة المقهاية في جبهة الضباب غرب مدينة تعز، وتحاول إعادة قطع الطريق الرابط بين تعز وعدن. كما قصفت مواقع عسكرية في جبل العلاء بضاحية الحوبان شرق المدينة.
تأتي هذه الغارات بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات التحالف إلى جبهة نهم شمال شرقي العاصمة صنعاء استعداداً لدحر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من مديريتي أرحب وبني حشيش المجاورتين لنهم وذلك بعد أن رفضت القبائل في هاتين المديريتين الوقوف أو القتال مع الميليشيات.
وأوضحت مصادر قبلية أن أسلحة ثقيلة وصلت الثلاثاء إلى منطقة نهم في إطار التحضير لعملية عسكرية واسعة تهدف إلى استعادة سيطرة الشرعية على عدة مديريات محيطة بالعاصمة صنعاء بالتنسيق مع معظم القبائل التي أبدت موافقتها على الوقوف إلى جانب الشرعية ودعم قوات الجيش الوطني.
المشهد اليمني:

ويبدو المسار السلمي الذي يوشك على الانطلاق في اليمن أكثر جدّية من جولات سابقة يتهم المتمرّدون الحوثيون بتفجيرها بتعنتهم، غير أن حالة لإرهاق الشديد الذي طال آلتهم الحربية، وساهم في تقليص مساحة سيطرتهم على الأرض لمصلحة الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، دفعهم إلى الاستجابة لدعوات السلام.
وعبّروا عن توجّههم الجديد من خلال مدّ اليد للمملكة العربية السعودية والتواصل معها بشأن وقف للقتال على الحدود بين المملكة واليمن وإنجاز تبادل محدود للأسرى، فهل ستنتهي مغامرة الحوثي في صنعاء ويعود الي صعدة وتضع الحرب اوزارها ويعد السلام الي اليمن.