دى ميستورا يعلن عن ورقة مبادئ أساسية لحل الأزمة السورية.. وكيري في موسكو

الخميس 24/مارس/2016 - 11:33 م
طباعة دى ميستورا يعلن عن
 
تفاءل المهتمون بالملف السوري فى ضوء إعلان المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دى ميستورا لـ"ورقة مبادئ أساسية" لحل سياسي في سوريا، متوقعًا  التركيز على الانتقال السياسي خلال الجولة القادمة من المفاوضات، التي حدد لها موعدًا في التاسع من الشهر القادم.
وفد الهيئة العليا
وفد الهيئة العليا للمفاوضات
واختتم اليوم الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الجولة الراهنة من المحادثات غير المباشرة حول سوريا في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وأعلن أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستعقد بدءا من التاسع من أبريل المقبل، على الرغم من طلب دمشق تأجيلها حتى إنجاز انتخابات مجلس الشعب المقررة في الـ13 من الشهر ذاته، وسلّم دي ميستورا طرفي المحادثات في جنيف ورقة مؤلفة من 12 بندا، تشكل "عناصر أساسية" للحل السياسي، لا تتطرق إلى مصير الأسد أو تشكيل هيئة حكم انتقالي.
من جانبه أكد الوفد الحكومي السوري ووفد الهيئة العليا للمفاوضات تسلمهما هذه الورقة، التي تحمل عنوان "مبادئ أساسية لحل سياسي في سوريا"، ووصفت الهيئة العليا للمفوضات الورقة بأنها "بناءة"، بينما أعلن بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي أنه سيدرسها بعد عودته إلى دمشق على أن يحمل الإجابات معه في جولة المفاوضات الشهر المقبل.
وقال دي ميستورا أن المحادثات والاجتماعات ستبدأ في الموعد الذي حددناه بأنفسنا، والذي لا يمكن أن يتأخر عن التاسع أو العاشر من أبريل"، مضيفا أن بإمكان الوفود التي لن يصل بعضها حتى منتصف الشهر المقبل أن تنضم تباعا، وردا على سؤال حول طلب دمشق تأخير استئناف المفاوضات حتى إنجاز الانتخابات التشريعية في 13 أبريل: "الانتخابات الوحيدة التي أشعر أنني مخول بالتعليق عليها، هي تلك الانتخابات التي ستشرف عليها الأمم المتحدة، وأي انتخابات أخرى لن أعلق عليها".
دى ميستورا
دى ميستورا
وقال دي ميستورا: "أتوقع وآمل، ألا تركز الجولة التالية من المحادثات على المبادئ مرة أخرى- أجرينا ما يكفي من ذلك- يوجد كثير من النقاط الصالحة، لكن يجب أن نبدأ التركيز على العملية السياسية."
 وأضاف أنه أعد وثيقة (ورقة) تتضمن مبادئ توجيهية مشتركة لتعزيز المحادثات ولم يرفضها أي من الطرفين.
وأفادت مقدمة ورقة المبادئ أن المشاركين في المباحثات السورية يوافقون على أن القرار الدولي 2254 بكافة بنوده وبيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا وبيان جنيف هي "الأساس الذي تقوم عليه عملية انتقال سياسي" لإنهاء الأزمة في سوريا، ويحدد القرار الدولي رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن خارطة طريق تتضمن مفاوضات بين النظام والمعارضة ووقفا لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا، ولا يتطرق القرار إلى مصير الأسد.
من ناحية أخرى حذر وفد الهيئة العليا للمفاوضات من فشل محادثات جنيف في حال لم تمارس روسيا ضغوطا على دمشق للانخراط في بحث الانتقال السياسي في الجولة المقبلة، وقالت بسمة قضماني، المتحدثة باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات إثر اجتماع مع الموفد الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا "إنها لحظة فريدة من نوعها ونأمل أن تغتنمها روسيا للضغط" على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واعتبرت أنه "من دون هذا الضغط على النظام لا آمال كبيرة لدينا بإمكان تحقيق أمر ما".
وأكدت قضماني: "نخرج من هذين الأسبوعين ولدينا شعور بأننا وضعنا على الأرجح الأساس لمحادثات جوهرية في الجولة التالية." وأضافت "لم نعقد مثل هذه المحادثات الجوهرية". وتابعت تقول إن دي ميستورا قدم وثيقة "بناءة" تتضمن فهمه لنقاط الالتقاء بين كل الأطراف.
كان الوفد الحكومي السوري قد حضر اجتماعا ختاميا مع دي ميستورا وفريقه، قبل أن يغادروا دون الإدلاء بتصريحات، في ختام جولة من المحادثات غير المباشرة مع ممثلين عن الحكومة والمعارضة انطلقت في 14 مارس في جنيف، ويتزامن اختتام الجولة الراهنة من المفاوضات في جنيف مع بدء محادثات وزير الخارجية الأمريكي مع مسؤولين روس بهدف تقريب مواقف البلدين من تسوية النزاع السوري ومستقبل الرئيس بشار الأسد.
كيري ولافروف
كيري ولافروف
من جانبه اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم لبحث تداعيات الأزمة السورية، مرجعين الفضل في تحقيق بعض النجاح في جهود تسوية الصراع السوري إلى التعاون بين البلدين. 
قال كيري في موسكو إن الولايات المتحدة تتطلع قدما لتحقيق تقدم في محادثات السلام في جنيف وبدء "العمل الجاد والشاق" الخاص بالانتقال السياسي في سوريا، وقال كيري لبوتين "النهج الجاد الذي تمكنا من التعاون بشأنه كان له تأثير على حياة الناس في سوريا وعلى إمكانية إحراز تقدم بشأن السلام"، مضيفا بقوله "شعب سوريا وشعوب المنطقة لمسوا - نتيجة لذلك- إمكانيات ما يعنيه الخفض الشديد في العنف وتقديم المساعدة الإنسانية."
ويشكل مستقبل الأسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف، إذ تطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما يصر الوفد الحكومي على أنه لم يأت إلى جنيف لبحث "مقام الرئاسة".
وأكد كيري لنظيره الروسي سيرجي لافروف "حصل تراجع هش لكن مهم للعنف، لكننا نعلم أنه يجب بذل المزيد لخفض هذا العنف، معتبرا بقوله "أعتقد أنه من الإنصاف القول إنه قبل بضعة أسابيع، لم يكن كثيرون يتوقعون أن وقف الأعمال الحربية ممكن في سوريا" فيما تم التوصل إلى هدنة بإشراف موسكو واشنطن وهي سارية منذ 27 فبراير الماضي.

شارك