بروكسل تحت صدمة الثلاثاء الدامي.. وتنسيق أوروبي حول الخطوة المقبلة
الخميس 24/مارس/2016 - 11:41 م
طباعة

تداعيات الثلاثاء الدامي في بروكسل مستمرة، بعد ان تقدم وزير الداخلية البلجيكي استقالته من منصبه بسبب الفشل في تعقب أحد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية، كانت تركيا قد طردته العام الماضي ففجر نفسه في مطار بروكسل.

وقال وزير الداخلية جان جامبون "أشعر أنه في ظل هذه الظروف من الصواب أن أتحمل المسؤولية السياسية وعرضت استقالتي على رئيس الوزراء"، وأضاف الوزير أن رئيس الوزراء شارل ميشيل طلب منه البقاء في منصبه. وكانت تركيا قد قالت أمس الأربعاء إن أنقرة طردت إبراهيم البكراوي وأعادته إلى أوروبا في العام الماضي وحذرت بلجيكا من أنه متشدد.
من جانبها قالت صحيفة "دي. إتش" البلجيكية إن المهاجمين الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في بروكسل كانوا يفكرون في البداية في الهجوم على موقع نووي في بلجيكا، ونقلت الصحيفة عن مصدر بالشرطة قوله إن الاعتقالات ربما اضطرت المهاجمين للاتجاه لأهداف في بروكسل ليركزوا على المطار والمترو وأضاف "لا شك أنهم سارعوا بتنفيذ عملياتهم لأنهم شعروا بأنهم تحت ضغط."
وقال الادعاء البلجيكي إن خالد البكراوي، أحد الذين نفذوا هجمات بروكسل الانتحارية كان مطلوبا القبض عليه لصلته بهجمات باريس التي وقعت في نوفمبر الماضي.

كانت مذكرة اعتقال دولية أصدرت بحق البكراوي في 11 ديسمبر الماضي، للاشتباه بأنه استأجر منزلا بهوية مزورة في بلدة شارل روا جنوبي بلجيكا، ويعتقد أن المنزل كان يستخدم كمخبأ لمنفذي هجمات باريس، ولقي البكراوي 27 عامًا مصرعه بينما كان يساعد في تنفيذ تفجير انتحاري في محطة مترو أنفاق وسط بروكسل.
وحسب الأرقام الرسمية أسفرت هجمات الثلاثاء الماضي عن سقوط 31 قتيلا على الأقل و300 مصاب، فيما تعرض المطار ومحطة مترو أنفاق مالبيك إلى أضرار جسيمة.
وتعيش بلجيكا ثلاثة أيام من الحداد الوطني. وعقد البرلمان البلجيكي اليوم الخميس، جلسة لتحية ضحايا الهجمات، شهدت دقيقة صمت وطني.
وقال رئيس الوزراء شارل ميشيل أمام البرلمان "نحن لن نستسلم للهمجية"، وأضاف " لن نستسلم للكراهية. وسنبقى معا، متحدين."

من جانبه قال مطار بروكسل إنه لن تكون هناك أي رحلات ركاب قادمة أو مغادرة من المطار حتى الأحد المقبل. وسمحت سلطات المطار باستعادة الأمتعة، الخاصة بالركاب الذين كانوا سيستقلون بعض الطائرات التي كانت على مدرج المطار عندما وقعت الهجمات الإرهابية. ودعت الشركة المشغلة لمطار "بروكسل- زافنتم" الزبائن إلى الاتصال بشركات سفرهم، لا سيما مع اقتراب عطلة الفصح المدرسية التي تستمر أسبوعين في بلجيكا.
وعلى صعيد التنسيق الأوروبي، اجتمع وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي على بعد مئات الأمتار من محطة مترو استهدفها انتحاري الثلاثاء الماضي، بهدف إبداء تضامن الدول الأعضاء مع بلجيكا إضافة الى تحسين سبل التعاون الاوروبي ضد الإرهاب.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير "علينا استخلاص العبر" من اعتداءات الثلاثاء، مطالبا "بتحسين تبادل المعلومات في أوروبا" بين أجهزة الاستخبارات، بينما أكد نظيره الفرنسي برنار كازانوف "ضرورة المراجعة المنهجية لنظام شنجن للمعلومات وإمداده بالمعلومات بشكل متجانس من دول الاتحاد الأوروبي كافة، وهذا لا يجري حاليا"، كما طالب الوزيران بالإسراع في تبني البرلمان الأوروبي لأداة أخرى لمشاركة البيانات، هي سجل أسماء الركاب، الذي أصبح عاملا أساسيًا في مكافحة الإرهاب.
وكان يفترض بالنواب الأوربيين إقرار هذا السجل لبيانات المسافرين جوا في مارس، علما بأنه موضع نقاش منذ سنوات، لكن التصويت أرجئ نظرا لسعي كتل برلمانية إلى إقراره بالتزامن مع نص حول حماية البيانات الشخصية.

من جانبه قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس إن اجتماع الخميس الوزاري "فرصة لتحسين التعاون بين أجهزة الاستخبارات".، كما دعا المفوض الأوروبي لشؤون الإرهاب ديمتريس افراموبولوس دول الاتحاد إلى "الانتقال من القول إلى الفعل"، خصوصا عبر تسريع تبني إجراءات لتشديد ضبط الحدود الخارجية للاتحاد تطبق كذلك على مواطني دول فضاء شنجن.
من ناحية اخري وعلى صعيد الاهتمام الإعلامي بالتفجيرات الأخيرة في بروكسل، أكدت صحيفة "إل موندو"، ثاني أكبر الصحف اليومية في إسبانيا، أن قوى اليمين المتطرف استغلت في العديد من الدول الأوربية هجمات بروكسل لتشن حملة ضد فكرة الحدود المفتوحة بين الدول الأوربية. إن رد الإرهاب الجهادي إلى سياسة اللجوء فكرة خاطئة وفي غير محلها.
أكدت الصحيفة إن إرهابيي بروكسل مواطنون أوروبيون معروفون من قبل الشرطة، ولا علاقة لهم باللاجئين الفارين من ويلات الحروب في بلدانهم، كما يتوجب على الاتحاد الأوروبي ممارسة مزيد من الضغط على حلفائه كالسعودية وتركيا ليأخذوا مكافحة الجهاديين على محمل الجد".

في حين أكدت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية أنه في الوقت الذي يتزايد فيه خطر الإرهاب في أوروبا، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" في حالة تراجع في معاقله الأساسية في العراق وسوريا، إذ تقول: "من الواضح أن مرحلة الانتصارات، التي سجلها التنظيم في بداية ظهوره، أصبحت الآن من الماضي.
شددت على أن التنظيم في سوريا والعراق تراجع بفعل الضربات الجوية المستمرة للتحالف والهجمات على الأرض للميلشيات الكردية والشيعية والسنية".، والاشارة إلى أن مصادر التنظيم المالية بدأت في التناقص.
أكدت الصحيفة أن الضربات الجوية للتحالف قللت من عمليات الاتجار بالنفط المنهوب في سوريا والعراق، بشكل كبير، بعد ان أدرك قادة التنظيم أنفسهم أن الوضع يمكن أن يكون مهدداً `للخلافة´ في سوريا والعراق، حيث يُعتقد أن بعض قادتهم قد غادروا فعلا إلى لبيبا، التي غدت مدينة سرت فيها معقلاً للتنظيم في هذا البلد الشمال إفريقي، فليبيا مناسبة `للخلافة´ كما هي الحال في سوريا والعراق".