الجيش السوري يسيطر على تدمر.. والأمم المتحدة تقدر 500 ألف قتيل حصيلة الأزمة السورية

السبت 26/مارس/2016 - 06:40 م
طباعة الجيش السوري يسيطر
 
يواصل الجيش السوري تقدمه على حساب تنظيم داعش، وإحكام السيطرة على بلدة العامرية بمحيط مدينة تدمر بعد معارك عنيفة مع إرهابيي داعش، بعد قتال عنيف على مداخل المدينة وتقدم للجيش في منطقتي البساتين والمطار.
سيطرة الجيش السوري
سيطرة الجيش السوري على تدمر
وقال محللون أن وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فرضت سيطرتها المطلقة على أحياء المتقاعدين والعامرية والجمعيات الغربية بمدينة تدمر بعد دحر آخر وجود لإرهابيي تنظيم داعش فيها، وقام مسلحو التنظيم بزراعة عشرات العبوات الناسفة والألغام داخل حي العامرية في محاولة لوقف تقدم الجيش ومجموعات الدفاع الشعبي باتجاه المدينة.
وتخوض وحدات الجيش السوري قتالًا عنيفًا مع مسلحي "داعش" في الحيين الغربي والشمالي لمدينة تدمر، ونفذت وحدات من الجيش عمليات مكثفة باتجاه البساتين الجنوبية حققت خلالها تقدما كبيرا باتجاه المدينة"، كما تجري اشتباكات ضارية في محيط مطار تدمر بالجهة الشرقية للمدينة.

في الوقت  الذى تخوض فيه وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية اشتباكات عنيفة في محيط مطار تدمر بالجهة الشرقية للمدينة، تكبد خلالها تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد".
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر معارضة أن قوات الحكومة السورية دخلت مدينة تدمر من عدة جبهات بدعم من ضربات جوية ونيران المدفعية، وأن القتال هو الأعنف حتى الآن في الحملة التي يشنها الجيش منذ ثلاثة أسابيع لانتزاع السيطرة على المدينة الصحراوية من مسلحي "داعش".
حيث سيطر جنود سوريين وقوات متحالفة معهم، على أحياء في الأجزاء الغربية والشمالية من المدينة، وأظهرت تغطية تليفزيونية حية تفجيرات متكررة ودخانا يتصاعد من عدد من المباني.
يذكر أنه في مايو 2015، سيطر مسلحو داعش على العامرية وأعدموا 23 مدنيا، بينهم تسعة أطفال وأفراد عائلات موظفين حكوميين، وفقا لنشطاء معارضين سوريين، ويسعى الجيش السوري، بدعم من قبل القوى الحليفة له، إلى محاصرة مدينة تدمر لاستعادتها من عناصر داعش.
تدمر
تدمر
وكانت وحدات الجيش قد سيطرت خلال اليومين الماضيين على قلعة تدمر الأثرية ووادي القبور وجبال القصور والقصر القطري وجميع التلال الواقعة في محيط المدينة، وأعلنت السلطات السورية أنها تعول على أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" ستساعدها على إعادة إعمار مدينة تدمر الأثرية بعد تحريرها من تنظيم "داعش".
من جانبه قال المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم، في مقابلة مع صحيفة "فيجارو" على ضرورة أن تقوم الـ"يونيسكو" بدور رئيسي في عملية إعادة إعمار تدمر، مشيرا إلى تدمير كثير من الآثار الثقافية في تدمر منذ بسط عناصر تنظيم "داعش" سيطرتهم عليها في مايو 2015، وأوضح أن الإرهابيين قاموا بتفجير معبدي بعل وبعلشمين، وكذلك قوس النصر الأثري، بالإضافة إلى نهبهم المتحف المحلي ومقابر كبيرة قديمة.
أكد عبد الكريم أن السلطات السورية فعلت كل ما كان ممكنا من أجل إخراج عدد كبير من القيم الأثرية من تدمر، لكنها اضطرت إلى إبقاء كثير منها هناك بسبب الأعمال القتالية.
ووفقا لتعداد سكاني أُجري في المدينة قبل أكثر من عشر سنوات يبلغ عدد سكان تدمر 50 ألفا، وزاد هذا العدد بشكل كبير جراء تدفق النازحين بسبب الصراع السوري الذي اندلع في عام 2011 ولكن معظمهم فر عندما سيطر تنظيم داعش على المدينة.
ويري محللون أن استعادة المدينة سيفتح شرق سوريا أمام الجيش حيث يسيطر تنظيم داعش على معظم محافظتي دير الزور والرقة.   
 وقال جندي للتليفزيون السوري من عند القلعة المطلة على آثار في المدينة "تواصل قواتنا الباسلة التقدم من أجل تحرير كل شبر من أرض الوطن الطاهر."
وقال مسؤولون سوريون العام الماضي إنهم نقلوا المئات من التماثيل الأثرية إلى أماكن آمنة قبل أن يسيطر تنظيم داعش على المدينة.
بان كى مون
بان كى مون
يأتي ذلك في الوقت الذى خرجت فيه واشنطن لتعرب عن عدم ترحيبها بما يجري، حيث يري خبراء أن واشنطن أيضا كانت تستنكر بشكل مأساوي ما كان يجري طوال الأشهر العشرة الماضية، عندما كانت عصابات داعش تقوم بهدم الآثار التاريخية وتدمير الحضارة الإنسانية في هذه المنطقة. 
ويرى مراقبون أن ما يجري حاليا لا يعفي دمشق من المسؤولية عن العنف ضد شعبها، وأن واشنطن تنطلق من أن استبدال الهمجية التي يمثلها داعش باستبداد الأسد ليس حلا جيدا"، وذلك وفقا لتعبيرات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، وأدلى بهذه التصريحات في الوقت الذي كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يجري مباحثات مهمة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين. 
وهذه المباحثات استغرقت 8 ساعات، ما يعني أن الطرفين الروسي والأمريكي كان لديهما الكثير من المقترحات والخلافات والتوافقات، ولكن الأهم أنهما اتفقا على ضرورة التعجيل بعملية الانتقال السياسي ووضع دستور لسوريا. 
ومع ذلك قام تونر بالإدلاء بمثل هذا التصريح الغريب الذي يعطي انطباعا بأن واشنطن تماطل أو تساوم لأسباب غير مفهومة. وربما تكون مفهومة فقط للأمريكيين.
من ناحية أخرى أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن ما لا يقل عن 255 ألف شخص قتلوا في النزاع السوري، لكن بعض المصادر تدل على أن حصيلة الضحايا قد تتجاوز 500 ألف قتيل، مشيرا إلى دور روسيا والولايات المتحدة في الجهود الرامية إلى إحلال السلام في البلاد.
وصف الأمين العام للمنظمة الدولية نتائج الحرب في سوريا بـ"الموجعة للقلوب"، قائلا إن عدد السوريين المشردين بلغ أربعة ملايين شخص، أما اثنا عشرة مليون منهم يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، إلى جانب تدمير أكثر من 50% من البنى التحتية في البلاد.
استمرار المعارك بين
استمرار المعارك بين الجيش السوري والمسلحين
شدد على أن المنظمة الدولية ستبذل ما في وسعها من الجهود لتسوية النزاع، قائلا إنه إذا ما لم تتم تسويته عبر الحوار، فإن تداعيات هذا النزاع ستؤثر سلبا على الأوضاع في العالم بأسره.
هذا وأعرب بان كي مون عن قناعته بأن الأولوية يجب إعطاءها لمكافحة الإرهاب، مشيدا الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال.
وبحسب الأمين العام، فإن إنشاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، في العام الماضي، أسهمت في تنشيط التعاون بين دول العالم لإنهاء العنف في البلاد، مضيفا: "من بالغ الأهمية أن الولايات المتحدة وروسيا، كالعضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي، تعملان بجدية في هذا المسار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والمبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا. ومع أننا لم نستطع حتى الآن حمل الطرفين (الحكومة السورية والمعارضة) إلى التقارب، إلا أن ذلك يتطلب وقتا ونحن نجهد دائبين".
وفي 24 مارس/آذار اختتمت في جنيف الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين طرفي النزاع السوري، والتي جرت بوساطة ستيفان دي ميستورا. ومن المقرر أن تستأنف المشاورات في النصف الأول من الشهر المقبل.

شارك