تساؤلات حول قدرة مصر على تنفيذ مقترحاتها في اجتماع "الساحل والصحراء"

السبت 26/مارس/2016 - 06:58 م
طباعة تساؤلات حول قدرة
 
بدا أن القاهرة مُصرة على استنفار كافة جهود دول المنطقة الإقليمية، ودول القارة السمراء "أفريقيا"، لمواجهة الإرهاب، حيث اختتم وزراء دفاع دول تجمع "الساحل والصحراء" اجتماعهم الخامس الذي عقد خلال الفترة من 22 إلى 25 مارس في مدينة شرم الشيخ، بالتأكيد على مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود في المنطقة، وإنشاء مركز تجمع لمكافحة الإرهاب يكون مقره مصر، فضلاً عن تشكيل كيان عسكري يتم استخدامه لحماية الدول الأفريقية دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وعبر مراقبون عن تخوفهم من أن تكون الإمكانيات المادية حجر عسرة أمام تطبيق المشروع كون المُقترح المصري يحتاج إلى إمكانيات كبيرة، كي تمكن القاهرة من تنفيذ تلك الالتزامات، لأن خلق الظاهرة ثم لا تستطيع استكمال التزاماتها فإن ذلك يضعف الموقف إلى حد كبير.
وتحرص مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، على تشكيل مظلة إقليمية لإنشاء قوة لمُكافحة الإرهاب، إذ اقترحت في اجتماع الجامعة العربية مارس 2015 إحياء فكرة القوة العربية المُشتركة، لكن يبدو أن الفكرة تعسرت بسبب ملاحظات دول مثل السعودية، على الرغم من تأكيد الخارجية المصرية في أكثر من موضع إن الفكرة لا زالت قابلة للتنفيذ.
تساؤلات حول قدرة
وعكست الخطوات الأخيرة للقاهرة أنها بدأت فعلياً تستعيد دورها الأفريقي، خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بتمثيل القارة الأفريقية في قمة المناخ التي عقدت في باريس، وعلى مدار الأيام القليلة الماضية استقبلت مباحثات وزراء دفاع 27 دولة أفريقية والتي تمثل أغلبية دول القارة السمراء تأثيراً في المنطقة.
البيان الختامي لمؤتمر الساحل والصحراء، تضمن موافقة الحضور على مشروع البروتوكول بشأن إنشاء وتسيير المجلس الدائم للسلم والأمن الخاص بالتجمع، وتعزيز أمن الحدود بين الدول الأعضاء وتسيير دوريات مشتركة في المناطق الحدودية بين الدول التي تشهد اضطرابات بما يساهم في التصدي بحزم لتهديد الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، إلى جانب تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب من خلال التعاون العسكري والأمني، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
تساؤلات حول قدرة
كان السيسي التقى عدد من وزراء الدفاع المشاركين في الاجتماع، وأكد الأهمية الخاصة التي يكتسبها مؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء في ضوء التطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، لاسيما في أعقاب العمليات الإرهابية التي شهدتها العديد من الدول، والتي باتت تهدد أمن واستقرار دول العالم كافة، مشيراً إلى مساهمة تجمع "الساحل والصحراء" في جهود حفظ السلم والأمن بالقارة الأفريقية، ومعرباً عن أهمية العمل على التوصل لحلول سياسية للنزاعات القائمة بالقارة الإفريقية بما يفسح المجال لتحقيق التنمية ويلبى طموحات الشعوب الإفريقية.
وقد أرجع مراقبون أهمية الاجتماع أنه وافق على أن تكون القاهرة مقرا لمركز مكافحة الإرهاب في دول المجموعة، إلى جانب عدد من القرارات الأخرى مثل التعاون بين 27 دولة عضو في التجمع، والموافقة على تشكيل دوريات مشتركة، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأن تنفيذ هذه القرارات يساعد في حفظ الأمن والاستقرار في القاهرة الإفريقية.
تساؤلات حول قدرة
وفسرت تقارير أمنية فكرة التعاون بين دول التجمع، بأنها تتركز أنه في حال تعرضت إحدى هذه الدول لتهديد تقوم الدول الأخرى بمدها بما تحتاج من سلاح ومعدات وأفراد لمواجهة هذا الخطر والتهديد، فضلا عن ضبط الحدود وتسليم المجرمين، واعتبرت تقارير أن دعوة مصر تعتبر خطوة أولى لتشكيل قوة أفريقية لمحاربة الإرهاب، تتعامل فيما بينها وتقدم المساعدة للدول الأخرى عند طلبها، وهذا من شأنه مساعدة الدول الضعيفة التي ليس لها قدرة على مواجهة الإرهاب وتساعد على ضبط الأمن وتحقيق الاستقرار.
واهتمام مصر بالقاهرة الإفريقية بدأ سياسياً باستعادة مصر عضويتها في الاتحاد الإفريقي، ثم مجلس السلم والأمن الأفريقي، واقتصادياً باستضافة اجتماع تجمع "الكوميسا" والتكتلات الاقتصادية الأفريقية الأخرى، ثم جاء اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في تجمع "الساحل والصحراء" لتكتمل منظومة الحضور المصري في أفريقيا.

شارك