تقدم الجيش اليمني بصنعاء.. والسعودية تتوقع انفراجه بالأزمة بعد المفاوضات

الأحد 27/مارس/2016 - 03:39 م
طباعة تقدم الجيش اليمني
 
واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية، اليوم، في اليمن، وقصفت مواقع مفترضة لمسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، شرق صنعاء ومحافظات أخرى، فيما أعلنت هيئة التدريس في جامعة صنعاء تعليق الدراسة لمدة أسبوع، احتجاجاً على قرارات الحوثيين، كما توقع السفير السعودي بواشنطن حدوث انفراجة بالأزمة اليمنية خلال المفاوضات المقبلة.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وقد قصفت مقاتلات التحالف اليوم، بالعديد من الغارات، أهدافاً في محيط مقر اللواء العاشر بمنطقة "باجل" في مدينة الحديدة، غربي البلاد. وفي عمران نفذت مقاتلات التحالف ثلاث غارات جوية في مديرية "خمر"، الواقعة في الطريق بين صنعاء وصعدة، ولم ترد أنباء عن آثار الضربات.
وقال مصدر عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الخامسة: "إن قوات الجيش الوطني استعادت مدينة ميدي من ميليشيات الحوثي وصالح، وسيطرت على مناطق جديدة". 
وأضاف العميد ركن عمر سجاف أركان حرب المنطقة العسكرية الخامسة في تصريح صحفي قبل قليل أن قوات الجيش الوطني سيطرت بشكل كامل على مدينة ميدي ومزارع محيطة بها، موضحًا أن ميدي والمزارع المحيطة بها تم تطهيرها من ميليشيا الحوثي وصالح، عقب هجوم عسكري، ومستمر منذ صباح اليوم.
مصادر مطلعة قالت: "إن قوات من الجيش الوطني سيطرت على مواقع تتمركز فيها ميليشيا الحوثي وقوات صالح في "المخازن، والمداحشة، ومزارع نسيم"، غرب مدينة حرض".
 وفي مأرب، أعلن الحوثيون أن قتيلاً سقط وأصيب ثلاثة آخرون جراء غارة للتحالف قالوا إنها استهدفت منزلاً ومحلاً تجارياً في مديرية "صرواح"، آخر أهم مناطق المحافظة التي تسيطر الجماعة وحلفاؤها على أجزاء منها. ولم ترد تفاصيل من جهة أخرى.
كما استهدفت قذائف حوثية قادمة من الأراضي اليمنية منطقة الطوال بجازان بجنوب السعودية، وقد أصابت عائلة يمنية كان لديها مراجعات وثبوتات تريد إنهاءها، ولم تتوفر معلومات كاملة عن عدد المصابين والوفيات.
من جانب آخر تواردت أنباء غير مؤكدة رسمياً حتى اللحظة تفيد باشتباكات في الحثيرة من جهة الموسم، كما وردت أنباء عن سقوط وفيات وجرحى في صفوف الميليشيات والمقاومة.
فيما قال سكان: "إن هجمات نفذتها طائرات دون طيار قتلت 8 رجال يشتبه في أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن الليلة الماضية"، فيما تتواصل الحملة الأمريكية ضد التنظيم المتشدد في البلد الذي يشهد حرباً أهلية.
وقال سكان من محافظة أبين الساحلية الجنوبية لرويترز عبر الهاتف: "إن صاروخين أصابا المقاتلين الذين تجمعوا في ساحات قريتي الحضن ونقيل الحيالة بالمحافظة".
واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الحرب بين قوات الحوثي المتحالفة مع إيران والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي للسيطرة على أراض والعمل بحرية.
ونفذت القاعدة هجمات تستهدف الدولة اليمنية على مدار سنوات وخططت لتفجير طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة، وأعلنت المسئولية عن هجوم وقع في باريس في يناير عام 2015 استهدف صحيفة فرنسية وأسفر عن مقتل 12 شخصاً.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، توقفت الدراسة في جميع كليات جامعة صنعاء، كبرى الجامعة اليمنية، وذلك نتيجة إضراب شامل بدأه أساتذة وموظفو الجامعة بالتوقف الكامل عن العمل بدءاً من اليوم الأحد احتجاجاً على اقتحام ميليشيات الحوثي للجامعة، وفرض رئيس جديد لها وعمداء للكليات من أنصارهم والموالين لهم.
وأعلنت نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم ونقابة الموظفين في جامعة صنعاء، تعليق العملية التعليمية والإدارية في الجامعة لمدة أسبوع. وقال بيان عن النقابتين: "إن القرار جاء رداً على جملة الانتهاكات الجديدة والتهم والاستفزازات تجاه منتسبي الجامعة"، وانتهاء مهلة سابقة منحتها، عقب إصدار الحوثيين قرارا بتغيير قيادة الجامعة. 
فيما اتهم محافظ عدن٬ اللواء عيدروس الزبيدي٬ الرئيس السابق علي عبد الله صالح٬ بوقوفه خلف الاغتيالات والهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن الزبيدي أن تلك الهجمات هدفها تقويض النجاحات التي تحققت في العاصمة المؤقتة عدن بالتعاون مع قوات التحالف العربي ولجهود تطبيع الحياة وعودة الأمن والاستقرار إلى عدن.
وتوعد الزبيدي منفذي الهجمات والداعمين لها بالعقاب الرادع٬ طال الزمن أم قصر٬ لافتا إلى تزامن الهجمات الإرهابية مع الاستعدادات الجارية في عدن للاحتفاء بالذكرى الأولى لانطلاق التحالف العربي. 
وقال الزبيدي: «نعلم جيدًا من يقف خلف تلك التفجيرات والعمليات التي تستهدف المدنيين الأبرياء وعناصر الأمن والمقاومة، التي تسعى لفرض الأمن والاستقرار في العاصمة عدن».
وتابع: «مزامنة هذه العمليات للاستعدادات التي تجريها العاصمة عدن للاحتفال بالذكرى الأولى لانطلاق التحالف العربي وعاصفة الحزم تقطع الشك باليقين بأن من يقف خلف تلك العمليات ليس داعش أو القاعدة أو أي تنظيمات متطرفة٬ فمن يقف خلفها هو داعش المخلوع وقاعدته ومن يتضررون من النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية والمقاومة بالتعاون المشترك مع التحالف، وتحت إشراف ومباركة القيادة السياسية في تطبيع الحياة وعودة الأمن والاستقرار في العاصمة عدن».
وفي سياق آخر توصلت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية المؤيدة للحكومة اليمنية الشرعية، والمناهضة للانقلاب، إلى اتفاق برعاية شاملة من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي مقدمتها السعودية، يقوم على تحالف سياسي واجتماعي وثقافي جديد، لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة من ميليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ووضع اليمن على طريق الدولة المدنية الحديثة بمضمونها المتفق عليه في مخرجات الحوار الوطني، وفقاً لنص دباجة هذا الاتفاق.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال السفير السعودي لدى واشنطن الأمير عبدالله آل سعود: "إن استمرار المفاوضات بشأن اليمن سيؤدي إلى "انفراجة"، وآمل في احترام الحوثيين وحلفائهم لأي نتائج إيجابية لتلك المحادثات".
وأضاف في مقال له، أنه "تفاجأ وكثير بانطلاق عاصفة الحزم ضد المتمردين في اليمن على الرغم من أنه كان في عشاء أسري بحضور الملك سلمان الذي انصرف في هذه الليلة دون أن يودعهم".
وأوضح أن سيطرة الحوثيين على معظم اليمن قبل تدخل المملكة وحلفائها كانت تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي السعودي؛ لأن ميليشيا مسلحة باتت تسيطر على الصواريخ الباليستية وسلاح الجو، مؤكداً حرص السعودية على السلام والاستقرار.
وطالب المجتمع الدولي بضرورة المشاركة في التصدي للحوثيين ومن يدعمونهم، حتى يظهر جلياً أن العالم لن يقف مكتوف الأيدي بينما تحاول ميليشيا السيطرة على دولة بالقوة.
وتحدث على أن الحوثيين بعدما سيطروا على صنعاء سيروا رحلات جوية بين صنعاء وطهران، ووصلت عبر بعض هذه الرحلات أسلحة ومستشارين عسكريين إيرانيين.

المشهد اليمني

يبدو المسار السلمي الذي يوشك على الانطلاق في اليمن أكثر جدّية من جولات سابقة يتهم المتمرّدون الحوثيون بتفجيرها بتعنتهم، غير أن حالة الإرهاق الشديد التي طالت آلتهم الحربية، وأسهمت في تقليص مساحة سيطرتهم على الأرض لمصلحة الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، دفعتهم إلى الاستجابة لدعوات السلام.
وعبّروا عن توجّههم الجديد من خلال مدّ اليد للمملكة العربية السعودية والتواصل معها بشأن وقف للقتال على الحدود بين المملكة واليمن وإنجاز تبادل محدود للأسرى، فهل ستنتهي مغامرة الحوثي في صنعاء ويعود إلى صعدة ويعود السلام إلى اليمن؟!

شارك