جدل مستمر حول مستقبل الأسد في سوريا.. وغارات جديدة ضد الإرهابيين
الأربعاء 30/مارس/2016 - 10:45 م
طباعة

بعد طرد عناصر داعش من تدمر الأثرية، واستمرار محادثات السلام السورية في جينيف، تعالت الأصوات بضرورة رحيل بشار الأسد من السلطة، وسط توافق واشنطن مه مطالب المعارضة السورية، وعدم الموافقة على بقاءه في السلطة بالرغم من المحاولات الروسية والايرانية، في الوقت الذى جدد فيه الأسد رفضه للنظام الفيدرالي، والتأكيد على أن المجتمع السوري ضد فكرة الفدرالية.

الاسد
أكد الأسد أن مسألة فيدرالية سوريا، وفي حال طرحت للتصويت عليها، فهي لن تحظى بموافقة الشعب السوري، مشيرا إلى أن البلاد أصغر من أن تكون فيدرالية، مؤكدا في حوار لوكالتي "نوفوستي" و"سبوتنيك" الروسيتين للأنباء إن فكرة وجود فيدرالية ليست طرحا عاما في سوريا، لذلك لا أعتقد أن هذا الطرح، في حال طرح ليتم التصويت عليه، سيحظى بموافقة الشعب السوري".
أشار الرئيس السوري إلى ضرورة عدم الخلط بين بعض الأكراد الذين يريدون النظام الفيدرالي في البلاد، وكافة الأكراد في سوريا، لكون معظم أكراد البلاد، يرغبون بالعيش في ظل دولة سورية موحدة، مؤكدا على أهمية صياغة الدستور السوري الجديد خلال أسابيع، موضحا أن صياغة الدستور السوري الجديد ربما ستكون جاهزة خلال أسابيع ،وأن "الخبراء موجودون، وهناك مقترحات جاهزة يمكن جمعها، فيما الأمر الذي يتطلب الحيز الأكبر من الوقت، هو مناقشة المواد الدستورية، والأمر الأهم لا يكمن في عامل الوقت، وإنما في العملية السياسية التي سيتم تطبيقها بموجب الدستور".

معلقًا على تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي اعتبر شهر أغسطس موعدا ملائما للانتهاء من صياغة الدستور في سوريا، قال: "أرى أن المدة المتبقية حتى الشهر المذكور، كافية"، مشددا على ضرورة تبلور طابع موحد يسم المعارضة السورية بما يتيح لنا التفاوض معها، أمامنا حتى شهر اغسطس ما يكفي من الوقت".
أشار إلى وجود الكثير من المسائل التفصيلية التي لابد من أن تخضع للنقاش بين أطراف المفاوضات في جنيف، معتبرا أن هذه القضايا غير معقدة، وقابلة للحل بمجملها، مقدرا الأضرار التي لحقت بسوريا جراء الحرب بأكثر من 200 مليار دولار.
شدد على أن إعادة الإعمار، عملية رابحة بجميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها، ولا سيما إذا ما استطاعت هذه الشركات الحصول على قروض من الدول المانحة، مضيفا بقوله " نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سوريا خلال هذه الأزمة، وهي روسيا والصين وإيران، لكنني لا أرجح انخراط الدول التي وقفت ضد سوريا، وأعني الغربية بالدرجة الأولى، التي ستحاول إرسال شركاتها لتكون جزءاً من هذه العملية، إلا أنه، وبالنسبة إلينا في سوريا، ما من أدنى شك لدينا في أن التوجّه الأساسي على هذا الصعيد سيشمل الدول الصديقة. أرى أن المجال سيكون واسعاً جداً أمام جميع الشركات الروسية للمساهمة في إعادة إعمار بلادنا".
من ناحية أخرى اعتبر البيت الأبيض أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب ألا يكون جزءا من أي حكومة وحدة وطنية انتقالية، مؤكدا بذلك آراء المعارضة السورية، وفي رد على مقابلة قال فيها الأسد إن نظامه يجب أن يكون جزءا من الحكومة الانتقالية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن مشاركة الأسد "أمر غير مطروح للنقاش".
وأبدت المعارضة السورية رفضها تصريحات الرئيس بشار الأسد حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرة أنه لا يمكن للأسد البقاء في الحكم عند بدء الانتقال السياسي، وفق ما أكد رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف.

أسعد الزعبي
من جانبه قال أسعد الزعبي رئيس الوفد المفاوض "كل القرارات الدولية تتحدث عن انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس" مشددا على أنه "لا يمكن للأسد أن يبقى ولو ساعة واحدة بعد تشكيل" هذه الهيئة.
اعتبر الزعبي أن "هذا الكلام يعبر عن أحلام وأحلام يقظة فقط" معتبرا أن "بشار الأسد ورموز حكمه خارج الواقع وهم يعيشون على كوكب آخر".
وعلى صعيد آخر أعلن نائب وزير الدفاع الأمريكي روبرت وورك أن العسكريين الروس أظهروا في سوريا كفاءاتهم القتالية العالية، لا سيما في استخدام الوسائل النارية والاستخبارات.
شدد وورك أن وزارته لا تزال في بداية تحليل المعلومات بشأن أداء القوات الروسية في سوريا، لكن ما يتوفر منها يسمح باستنتاج أن القوات الروسية أظهرت مستوى عاليا في استخدام الوسائل النارية مثل الصواريخ المجنحة والقاذفات بعيدة المدى، "وهو ما لم يظهر في مسارح الحرب من قبل".
شدد على أن الأحداث في سوريا أثبتت من جديد جودة أداء العسكريين الروس التقليدية" في استخدامهم للمدفعية، وقيم وورك عاليا قدرات القوات الروسية في النشاط الاستخباري، بما في ذلك استخدام الوسائل الإلكترونية للكشف عن الأهداف وإصابتها، ولفت النظر إلى إمكانيات العسكريين الروس في الفضاء الحاسوبي، بما في ذلك اختراق الشبكات الإلكترونية.

مقاتلة تم استهدافها
واتهم نائب الوزير الأمريكي مجددا القوات الروسية باستخدام أسلحة عشوائية الأثر، قائلا إن ذلك أدى إلى خسائر بشرية بين المدنيين يفوق عددها عدد القتلى جراء الضربات الأمريكية المماثلة.
يذكر انه منذ بداية العملية الجوية الروسية في سوريا، تواجه موسكو اتهامات غربية باستهداف مواقع للمعارضة السورية المعتدلة ومنشآت مدنية، بدلا من مسلحي "داعش"، ونفت موسكو مرارا هذه الاتهامات، مشيرة إلى أنها عارية عن أي أساس ودليل، معلنة أن أهداف سلاح الجو الروسي في سوريا هي مواقع للإرهابيين فقط.

المعارضة ترفض بقاء الاسد
وبالرغم من استمرار هدنة وقف اطلاق النار بالتزامن مع استمرار محادثات السلام، نفذ سلاح الجو الروسي خلال الساعات الـ24 الماضية 23 طلعة ضد مواقع للإرهابيين في سوريا، قتل خلالها أكثر من 60 منهم، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن مركز التنسيق للمصالحة بين أطراف النزاع السوري، والذي يتخذ قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية مقرا له، شهد أن الغارات استهدفت 54 موقعا للإرهابيين، وأسفرت عن تدمير 4 مراكز قيادة لهم، و6 مدافع، و3 مستودعات للذخائر، وخزانين للوقود، و18 عربة رباعية الدفع مزودة بالأسلحة، ومنظومة للدفاع الجوي.
أوضحت الوزارة أن الطائرات الروسية لم تستهدف مواقع للمجموعات المسلحة التي انضمت إلى وقف الأعمال القتالية في سوريا، مع الاشارة إلى أن جميع أطراف النزاع في سوريا تؤكد وجود تراجع ملحوظ لوتيرة الأعمال القتالية في البلاد، مع انخفاض عدد الخروقات المسجلة للهدنة من 12-15 في يوم واحد في بداية مارس ، إلى 5-7 في نهايته.
ذكر المركز أنه خلال الساعات الـ24 الماضية تم تسجيل 5 خروقات لنظام وقف القتال في ريف حلب، وخرق واحد في ريف اللاذقية.