سقوط أهم معاقل الحوثيين في الجوف.. وخلافات تهدد تحالف "صالح الحوثي"

الخميس 31/مارس/2016 - 08:32 م
طباعة سقوط أهم معاقل الحوثيين
 
واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية، اليوم، في اليمن، وقصفت مواقع متفرقة لمسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فيما أكدت الحكومة استعدادها لجولة المفاوضات اليمنية برعاية المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الكويت، فيما يواصل التحالف العربي وقوات الامن اليمنية عمليات تطهير عدن من الإرهاب.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تلقت ميليشيا الحوثي الانقلابية ضربة موجعة بسقوط ثاني أهم معاقلهم الاستراتيجية في اليمن - بعد صعدة - بيد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. ووفقا لمصادر ميدانية وعسكرية فقد سقطت منطقة الصفراء بمحافظة الجوف من قبضة الحوثيين بعد خمسة أعوام من إحكام سيطرتهم عليها.
وبحسب المصادر فإن منطقة الصفراء تعد ثاني منطقة سيطر عليها الحوثيون بعد محافظة صعدة في العام 2011 وتمثل الحاضنة الفكرية للحوثيين على مدى خمسة أعوام ومنها انطلق مسلحو الحوثي لشن حربهم على مديريات محافظتي مأرب الجوف.
وجاءت السيطرة على منطقة الصفراء ضمن عملية أفضت إلى تحرير عدة مواقع أخرى محيطة بها وتكمن أهمية تلك المواقع المحررة - بحسب المصادر – في أنها كانت تمثل حماية وأمن لخطوط إمداد الحوثيين وقوات صالح القادمة من نهم بمحافظة صنعاء إلى الجوف، بالإضافة إلى أنها مناطق وسطية بين مأرب والجوف.
كما يمثل السيطرة على تلك المواقع مدخلا لفتح الحصار المفروض على محافظة الجوف ليسهل عملية الانتقال عبر الخط الأسفلتي من وإلى الجوف والمحافظات الأخرى التي كانت هناك صعوبة في الانتقال إليها عبر الخطوط الرئيسية نتيجة انتشار الحوثيين وقوات صالح في مختلف تلك الخطوط خاصة أن الانتقال من وإلى الجوف خلال المرحلة الماضية كانت عبر الطرق الصحراوية غير المعبدة.
ومن حيث الأهمية العسكرية تكمن أهميتها أنها كانت من أهم خطوط إمداد الحوثيين وقوات صالح باتجاه مديرية مجزر بمحافظة مأرب، وكون الحوثيين خاضوا حربا خلال العام 2014 باتجاه محافظة مأرب كانت انطلاقتهم من الصفراء واستمرت إلى ما قبل اقتحام الحوثيين لصنعاء في سبتمبر 2014 .
كما واصل التحالف العربي، الأربعاء، استهداف مواقع لتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت، مستهدفا معسكرات في مدينتي المكلا والشحر. واستهدفت الغارات اللواء ٢٧ ميكانيكي ومعسكر الدفاع الجوي ومحيط مطار الريان ومقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية شرقي المكلا.
كما قصفت مقاتلات التحالف موقعا للقاعدة في محيط ميناء الضبة في مدينة الشحر.
من جهة أخرى، نقلت وكالة فرانس برس عن شهود وسكان محليون قولهم إن أربعة يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة قتلوا عندما قصفت طائرات نقطة تفتيش عند مدخل مدينة عزان في محافظة شبوة جنوبي اليمن.
إلى ذلك، جددت ميليشيات الحوثي وصالح قصفها العشوائي لأحياء سكنية في مدينة تعز. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية، لكن إحدى القذائف أصاب سيارة في منطقة صينة.
وفي سياق اخري، ذكرت مصادر أمنية ، اليوم الخميس، أن عملية لتبادل جثث القتلى تمت عبر الهلال الأحمر اليمني بين قوات الشرعية وميليشيا الحوثي وصالح في جبهة بيحان محافظة شبوة التي تشهد مواجهات منذ أسبوعين.
وأعلن قائد اللواء 21 ميكا العميد ركن، جحدل حنش، عن عملية التبادل التي تضمنت انتشال 3 جثث لميليشيا الحوثي مقابل 4 جثث لقوات الشرعية.
وتأتي هذه العملية بعد تبادل للأسرى بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة إب وسط اليمن.

شحنة أسلحة ايرانية :

شحنة أسلحة ايرانية
كما أعلنت السلطات الفرنسية، اليوم الأربعاء، مصادرة شحنة كبيرة من الأسلحة في سفينة كانت متجهة إلى الصومال في 20 مارس، وهي ثاني مرة يتم فيها مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة في تلك المنطقة هذا الشهر.
وفقاً لشبكة CNN الأمريكية،  صرح المتحدث باسم أسطول الولايات المتحدة الخامس، كيفن ستيفنز أنه "وفقاً لتقييم واشنطن، فإن الأسلحة المصادرة في الآونة الأخيرة كان مصدرها إيران، ووجهتها النهائية المحتملة هي اليمن".
وانضم "ستيفنز" إلى تقييم الملازم مع البحرية الأمريكية، إيان ماكونوهي، الذي أكّد أن شحنة الأسلحة التي صادرتها السلطات الأسترالية في وقت سابق من الشهر الحالي، كان مصدرها إيران ووجهتها اليمن.
ورصدت القوات الفرنسية السفينة التي كانت تحمل أسلحة كجزء من المراقبة الروتينية في شمال المحيط الهندي، ووجدت على متن السفينة عدة مئات من رشاشات AK-47، والمدافع الرشاشة والأسلحة المضادة للدبابات، وفقاً للبيان الصحفي الصادر عن القوات البحرية المشتركة في 28 من مارس (آذار) الجاري

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي الصعيد السياسي،  كشفت تقارير اعلامية عن وجود خلافات بين الحوثيين والرئيس المي علي عبد الله صالح في اليمن حول رؤية تشكيل حكومة مشتركة  واعادة مجلس الشعب.
فقد رد رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين "محمد علي الحوثي " على خبر نشرته "قناة اليمن اليوم "التابعة لحزب "صالح" زعيم المؤتمر .
وقال "محمد الحوثي" رداً على خبر نقلته القناة "أن اجتماعاً ضم قيادات المؤتمر والحوثيين بالقصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء بشأن تشكيل حكومة وطنية بقيادة الطرفين بهدف التنسيق الأمر الذي سيؤدي إلى إلغاء الإعلان الدستوري للحوثيين واللجنة الثورية ,وهو الخبر الذي نفاه "محمد الحوثي بقوله "هذا لم يحصل إلا إذا كانت رؤيا في المنام "كما كتب ذلك بصفحته الرسمية على "الفيسبوك"   
وبحسب ما أوردته قناة اليمن اليوم، فإن صالح قدم مقترحاً بتشكيل حكومة شراكة مع الحوثيين  مشترطاً على الجماعة إلغاء الإعلان الدستوري، وعودة انعقاد مجلس النواب الذي يسيطر عليه غالبية مؤتمرية موالية لصالح، لاستمرار الشراكة بين الجانبين.
وكان صالح عقد اجتماعاً استثنائياً بقيادات حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه، بعد ساعات من إعلان قوات التحالف والحوثيين إتمام صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين الطرفين، في مؤشر إلى تصاعد أزمة الثقة بين صالح وحلفائه الحوثيين الذين ذهبوا إلى لقاءات منفردة مع السعودية.
وظهرت أولى بوادر انقسام إلى العلن بين الحليفين مع ذهاب الحوثيين إلى اجتماعات سرية الشهر الماضي، أفضت إلى اتفاق للتهدئة على الجبهة الحدودية، وبدا الانقسام واضحاً في التحضيرات لاستقبال الحشود التي دعا إليها الطرفان إلى ساحات منفصلة.
وفي سياق اخر شاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالدور الذي تقوم به قوات التحالف العربي في دعم ومساندة عمل القوات الأمنية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدن، وإسهامها الفاعل في إعادة بناء الأجهزة الأمنية.

وأكد هادي خلال اتصال هاتفي أجراه اليوم الأربعاء، بمدير أمن محافظة عدن اللواء شلال علي شائع، ضرورة مواصلة العمل والتنفيذ الكامل للخطة الأمنية بمختلف مراحلها، وتطهير مديريات المحافظة كافة من الجماعات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون، لما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة في المحافظة.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية اليوم، أن الرئيس هادي بارك للسلطات الأمنية في عدن، النجاحات التي تحققت في تنفيذ الخطة الأمنية في مرحلتها الثانية وتأمين مديرية المنصورة.
وقال هادي، إن "تحقيق الأمن والاستقرار هو البداية الأولى لعملية إعادة البناء، واعمار ما خلفته مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من دمار وخراب طالت البنى التحتية".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
على صعيد المسار التفاوضي، عكف الأطراف اليمنية على إعداد تصوراتها الخاصة بعناوين القضايا الرئيسية لمحادثات السلام المقرر أن تعقد بالكويت في 18 أبريل ، برعاية الأمم المتحدة، في وقت لم تصل فيه التحضيرات بعد إلى اتفاق حول جدول أعمال واضح للمفاوضات والتفاصيل المتعلقة بالنقاشات.
 وأوضحت مصادر يمنية مقربة من الشرعية أن الطرف الحكومي بدأ منذ أيام إعداد تصوراته حول القضايا الرئيسية لمحادثات الكويت، فيما وصل نائب الرئيس، رئيس الوزراء، خالد بحاح، أمس الأربعاء، إلى الرياض آتياً من عدن، لإجراء مشاورات مع الرئيس عبدربه منصور هادي حول عدد من الملفات السياسية والعسكرية والاقتصادية. 
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تديرها الشرعية أن زيارة بحاح، الذي يتواجد بشكل دائم في عدن منذ مطلع شهر مارس الحالي، قد تستمر لأيام "كونها تأتي لبحث مستجدات الوضع الراهن في اليمن ومواصلة المباحثات مع قيادات التحالف فيما يتصل بسبل تعزيز السلام، والعمل على تحريك العملية السياسية". وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد طلب أخيراً من طرفي المفاوضات تقديم تصوراتهم حول آلية نقاش وحل خمسة مواضيع ستركز المحادثات على نقاشها تتمثل في "انسحاب المليشيات والمجموعات المسلحة"، و"تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة"، و"إجراءات أمنية مؤقتة"، و"إعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع"، بالإضافة إلى إنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين. ومن المقرر أن يقدم طرفا المشاورات تصوراتهما للقضايا المذكورة في الثالث من أبريل.

المشهد اليمين:

إعلان الحكومة اليمنية استعدادها للتفاوض مع تجديد الكويت ترحيبها باستضافة العملية السياسية في الوقت الذي تشهد فيه جبهات القتال تقدمًا للجيش الوطني والمقاومة على جماعة الحوثيين، يعطي مؤشرًا على اقتراب انتهاء الأزمة في اليمن.

شارك