بعد اغتيال "البنتاجون" لـ"حسن طوري".. تساؤلات حول مستقبل حركة الشباب في الصومال

السبت 02/أبريل/2016 - 01:35 م
طباعة بعد اغتيال البنتاجون
 
شنت القوات الأمريكية غارات علي حركة الشباب الإسلامية- التي تتبنى فكر تنظيم القاعدة في الصومال- استهدفت من خلالها أهم قيادات الحركة ويُدعى "حسن طوري محمد".. كان متورطًا في هجومين في مقديشو منذ أكثر من عام، قتل فيهما أمريكيين، يأتي ذلك مع التوسع في استخدام الضربات الجوية لمواجهة التنظيم المتطرف بالقرن الإفريقي.

مقتل حسن طوري

مقتل حسن طوري
بمقتل حسن طوري محمد قائد "أمنيات" حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، بغارة أمريكية استهدفته مساء الجمعة، يصل عدد القادة في الحركة قتلوا عبر غارات أمريكية لأكثر من 150 قيادة.
واستهدفت الغارة معسكر راسو، وهو مركز تدريبي للحركة يبعد 190 كلم شمال مقديشو، بعد ورود معلومات للمخابرات الأمريكية عن استعداد الحركة لشن هجوم واسع النطاق.
وقال مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): إن الضربة نفذت باستخدام طائرات دون طيار وأخرى يقودها طيارون، واستهدفت المعسكر الذي تمت مراقبته لأسابيع قبل شن الغارة وجمع معلومات، بينها ما يتعلق بتهديد وشيك يشكله المتدربون فيه.
وقال البنتاجون: إن طوري لعب دورًا مباشرا في هجوم نفذته حركة الشباب مطلع عام 2014 على مطار مقديشو وقتل فيه أمريكي ضمن آخرين وهجوم آخر على فندق بمقديشو في 2015 أسفر عن سقوط 15 قتيلًا، بينهم شخص يحمل الجنسيتين الصومالية والأمريكية.
وتابع بيان الدفاع الأمريكية "القضاء على طوري سيمثل ضربة مهمة للتخطيط الميداني في حركة الشباب وقدرتها على شن هجمات ضد حكومة الصومال ومواطنيه وضد شركاء الولايات المتحدة بالمنطقة وضد أمريكيين بالخارج".
وتتزامن تصريحات البنتاجون مع وقت قال رئيس أركان الجيش الصومالي الجنرال علي باشا محمد إن قوات الصاعقة الحكومية نفذت عملية خاصة في محافظة شبيلى السفلى وقتلت حسن علي طوري قائد "أمنيات" حركة الشباب.
كما أكدت الحكومة الفيدرالية في الصومال مقتل قائد "أمنيات" حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في عملية عسكرية خاصة في محافظة شبيلى السفلى جنوب البلاد.
وقال رئيس أركان الجيش الجنرال علي باشا محمد: إن قوات الصاعقة الحكومية نفذت عملية خاصة في محافظة شبيلى السفلى وقتلت حسن علي طوري قائد "أمنيات" حركة الشباب. وأضاف أن قوات الحكومة كانت بملاحقة قائد "أمنيات" حركة الشباب فترة من الزمن.
وتعهدت الحكومة الفيدرالية سابقًا بتقديم مكافئة مالية- لم يكشف عن قدرها- لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل أو اعتقال حسن علي طوري قائد أمنيات حركة الشباب.

قيادة جديدة

قيادة جديدة
في بداية شهر مارس انفجرت سيارة مفخخة خارج مطعم مزدحم في مدينة بيداوة الواقعة جنوب غرب الصومال (على بعد 220 جنوب غرب مقديشو) وبعد لحظات فجر انتحاري نفسه وسط الناجين من الانفجار، وقد أسفر الهجوم عن مقتل 30 شخصًا على الأقل.
 وهو يعتبر ضمن سلسة هجمات حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة التي تتحدى التوقعات المتكررة لزوالها، وقبل يومين من تفجيرات بيداوة قتل 14 شخصًا عندما انفجرت قنبلتان خارج فندق وحديقة عامة في العاصمة مقديشو، وهو ما يشير إلى سياسة الزعيم الجديد للحركة في التعامل مع القوات الحكومة وقوة الاتحاد الإفريقي "أميصوم" معرضة للهجوم من قبل الزعيم الجديد لحركة الشباب.
فقد كانت إحدى الخطوات الأولى لزعيم حركة الشباب أحمد ديري عندما تولى قيادة الحركة في عام 2014 إعادة تأكيد التزام حركة الشباب ولاءها لتنظيم القاعدة. ومع بروز أصوات تمرد تدعو إلى تحويل الولاء للدولة الإسلامية "داعش" لكن تمت مواجهتها بالسحق، وأصبحت التوقعات بتحويل تعاونها إلى الدولة الإسلامية مثل بوكو حرام في غرب إفريقيا غير قابلة للتصديق.
ومع تولي ديري القيادة، اتبع مقاتلو حركة الشباب تكتيكًا جديدًا في طرق قتالهم بتخليهم عن المعارك التقليدية والتركيز على حروب العصابات، خاصة مع التفوق الكبير علي القوات النظامية.
وقد اكتسبت الحركة تحت قيادة ديريه زخمًا جديدًا، وتوسعت نطاق عملياتها إقليميًّا وعالميًّا، وهذا يفند توقعات الكثيرين الذين تفاءلوا بنهايتها.

الضربات الجوية

الضربات الجوية
ومع سقوط 150 قياديًّا أبرزهم زعيم الحركة السابق أحمد عبدي، والمعروف بـ"مختار أبو الزبير"، والمُكنى بـ"جودان"، عبر الضربات الجوية المركزة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومع تقليل النفقات لبعثة الاتحاد الإفريقي (أميصوم)، وفي ظل اتباع أسلوب العصابات من قبل حركة الشباب الصومالية، وتنفيذ أكبر قدر من العمليات خلال عامي 2014 و2015، قررت "أميصوم"، أن تركز على الضربات الجوية أكثر بدل الهجمات البرية في حربها ضد مسلحي حركة الشباب؛ لتقليل النفقات، بعد إعلان الجهة المانحة لخفض التمويل.
وفي فبراير 2016 أعلن مفوض الاتحاد الإفريقي للسلام والأمن إسماعيل جيركو، عن قبول كينيا وإثيوبيا استخدام طائراتها لزيادة الهجمات على الإرهابيين إشارة إلى حركة الشباب في الصومال.
وقال جيركو وهو دبلوماسي جزائري "يجري حاليًا وضع اللمسات الأخيرة مع الأمم المتحدة لتفاصيل مروحيات من إثيوبيا وكينيا مقدمة لقوات أميصوم كخطة بديلة" تحت قرار مجلس الأمن رقم 2036 (2012م) يمكن لأميصوم الحصول على ما يصل ثلاث طائرات هليكوبتر هجومية، وعادة من البلدان المساهمة بقوات مثل كينيا وإثيوبيا وأوغندا أو بوروندي. ثم يتم التعويض من قبل الأمم المتحدة لكل بلد على أساس المعدات المستخدمة.

مستقبل الحركة

مستقبل الحركة
ورغم الخسائر التي تتعرض لها الحركة بفعل العجمات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية عبر الضربات الجوية تبقي الحكرة قوية جهادية بها ثقلها ليس في صومال فقط ولكن في منطقة القرن الإفريقي.
ويرى محللون رغم الخسائر التي منيت بها الحركة وأهما هزيمتها ودحرها من العاصمة مقديشيو في أغسطس 2001 وخسارتها لأكثر من 150 قياديًّا بفعل الهجمات الأمريكية- أن التنظيم قادر على البقاء والمواجهة، ويقول سيدريك بارنر Cedric Barnes وهو مدير قسم إفريقيا في منظمة أبحاث مجموعة الأزمات الدولية: إن الرسالة واضحة تقول حركة الشباب: "لا يوجد شيء طبيعي، لا أمن، وليست الصومال في حالة تعافي وصعود".
وأشار بارنز إلى أنه مع حلول تغيير متوقع في الحكومة في وقت لاحق من هذا العام، فإن وتيرة هجمات الشباب آخذة في الارتفاع في محاولة لتقويض شرعيتها المهزوزة أصلًا، وإعاقة العملية السياسية الجارية.
وقال كين منخوس Ken Menkhaus وهو أستاذ في كلية ديفيدسون في الولايات المتحدة: "إن نمط الهجمات بدأ يتحول شيئًا فشيئًا". مؤكدًا أن هجمات الشبات باتت أكثر إرعابًا وتبحث عن الحد الأقصى للتأثير ولفت الأنظار.
وحسب مدير مركز SAHAN للبحوث الذي يتخذ مقرًّا في نيروبي، فإن حركة الشباب هي أوسع من حيث العضوية والانتشار مما سبق، وتنشط عمليًّا في ست دول على الأقل في المنطقة، مضيفًا هي أضعف وأكثر خطورة في الوقت نفسه.
وأكد الخبير في الجماعات الجهادية أن الشباب حاليًا لم تعد تدير أراضي كبيرة، ولكن أصبحت تتكيف مع الظروف بسرعة، وهي أبعد من الهزيمة بل إنها تولد من جديد- حسب منخوس مؤكدًا أنه ليس صحيحًا ما يقال: إن حركة الشباب يائسة، بل إنها تعيد تنظيم صفوفها من جديد. وأضاف: "القول بأن حركة الشباب آيلة للانهيار مجرد هراء".
يبدو أن الصومال أمامها تحد كبير في ظل وجود جماعة متطرفة كحركة الشباب الصومالية التي تهدد مستقبل البلاد، وفي ظل وجود رافد قوي لبقاء الجماعة من تمويل.

شارك