تواصل المعارك بين الجيش السوري وداعش.. والمعارضة ترفض حلول الأسد

السبت 02/أبريل/2016 - 07:50 م
طباعة تواصل المعارك بين
 
تواصل القوات السورية إخلاء مواقع تدمر بعد تحريرها من أيدى تنظيم  داعش، وسط الكشف عن متفجرات ومقابر جماعية، وسط أنباء عن  العثور على 45 جثة في مقبرة جماعية بمدينة تدمر، بعد طرد  داعش عبر ضربات جوية روسية مكثفة مسلحي داعش من مدينة تدمر الأحد الماضي موجهة ما وصفها الجيش بضربة قاصمة للمتشددين الذين نسفوا معابد أثرية بالمدينة.
مقابر جماعية فى تدمر
مقابر جماعية فى تدمر
قالت المصادر أن المقبرة الجماعية التي عثر عليها في الطرف الشمالي الشرقي من تدمر هي الوحيدة التي اكتشفتها القوات السورية حتى الآن في المدينة. وتضم المقبرة جثثا لمدنيين وجنودا في الجيش السوري احتجزتهم داعش، والمقبرة ضمت جثث الكثير من النساء والأطفال وكانت بعض الجثث مقطوعة الرأس.
وسبق أن كشفت تقارير العام الماضي أن  400 شخص قتلوا على الأقل في أول أربعة أيام من سيطرة داعش على المدينة،  ودفنهم على مشارف المدينة.
يأتي ذلك في الوقت الذى تجدد فيه القتال بين الجيش السوري وداعش حول مدينة القريتين إلى الغرب من تدمر، وأن ضربات جوية سورية وروسية نفذت في ذات المنطقة وإلى الشرق من تدمر حول مدينة السخنة.
من جانبه أكد الرئيس السوري بشار الأسد إن هجمات الجيش  السوري على مواقع داعش في محيط تدمر تهدف إلى التحرك شرقا عبر الصحراء نحو دير الزور الخاضعة لسيطرة داعش  قرب الحدود مع العراق.
قال الأسد إنه يعتقد أن محادثات جنيف يمكن أن تسفر عن تشكيل حكومة سورية جديدة تضم شخصيات من المعارضة ومستقلين وموالين لكنه رفض بشكل واضح فكرة هيئة الحكم الانتقالية.
الحرب فى سوريا
الحرب فى سوريا
وعلى صعيد محادثات السلام السورية، قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن المعارضة السورية ليست متفائلة بشأن محادثات السلام المقرر إجراؤها في جنيف لعدم وجود إرادة دولية للانتقال السياسي، وسط تأكيد المعارضة السورية إنها ترغب في وقف الهجمات على المدنيين وتريد أن تسفر محادثات جنيف عن هيئة حكم انتقالية لا تشمل الرئيس بشار الأسد.
أضاف حجاب "ليس هناك إرادة دولية وخاصة من الجانب الأمريكي وأنا لا أتوقع من المفاوضات أن ينتج عنها شيء، وأن الهيئة العليا للمفاوضات ستحضر الجولة القادمة من المحادثات المقرر أن تبدأ في التاسع من أبريل الجاري،  وسنذهب إلى مفاوضات جنيف في جولة المفاوضات المقبلة لتمثيل القضية العادلة للشعب السوري."
قال حجاب "نحن لا نخشى التقارب الأمريكي الروسي ولكن ما نخشاه الغموض. هناك عدم وضوح وعدم شفافية ولا نعلم ما هي الاتفاقات التي تمت بكل الأحوال، وما يحدث في سوريا هي حرب وكالة، نحن ذهبنا إلى جنيف من أجل مطالب السوريين وفضح النظام وداعميه، نحن ذهبنا إلى جنيف ونحن نعلم أنه لا يوجد هناك إرادة دولية لفرض انتقال سياسي."
في الوقت الذى كشفت فيه الوكالة الإيطالية للأنباء "آكي"، بترجيحات أوساط سورية متطلعة أن يتم تغيير بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف، وتكليف شخص آخر بمهامه، وأن فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري، هو المرشح لمتابعة المفاوضات كرئيس للوفد بدلا من الجعفري.
ووفق المصادر نفسها، فإن المقداد "أعلى منصبا من الجعفري وأكثر قبولا من الأطراف الدولية ومن المبعوث الأممي لسورية وحتى من أطراف المعارضة السورية، وأقل التصاقا بإيران"، وفق قولها.
يأتي ذلك في الوقت الذى تختلف روسيا والولايات المتحدة على مصير الأسد لكنهما ضغطتا معا على الحكومة السورية والمعارضة لحضور المحادثات غير المباشرة في جنيف والتي يتوسط فيها مبعوث الأمم المتحدة.
بشار الجعفري
بشار الجعفري
وكشفت تقارير إعلامية أن الإدارة الأمريكية تدرس خطة لزيادة عدد القوات الخاصة الأمريكية التي أُرسلت إلى سوريا بشكل كبير مع تطلعها للتعجيل بالمكاسب التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم داعش، وامتنع المسؤولون الذين على علم مباشر بتفاصيل الاقتراح عن كشف النقاب عن الزيادة التي يجري دراستها على وجه الدقة. ولكن أحدهم قال إنها ستجعل وحدة عمليات القوات الخاصة الأمريكية أكبر عدة مرات من حجم القوة الموجودة حاليا في سوريا والمؤلفة من نحو 50 جنديًا حيث يعملون إلى حد كبير كمستشارين بعيدا عن خطوط المواجهة.
ويعد هذا الاقتراح أحد خيارات عسكرية يجري إعدادها للرئيس باراك أوباما الذي يدرس أيضا زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق. وامتنعت متحدثة باسم البيت الأبيض عن التعليق، ويري محللون أن هذا الاقتراح أحدث علامة على تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة داخل سوريا والعراق على استعادة الأراضي من تنظيم داعش.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنه منذ أن استعادت القوات المدعومة من الولايات المتحدة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية في أواخر فبراير عرض عدد متزايد من المقاتلين العرب في سوريا الانضمام إلى القتال ضد تنظيم داعش.
وحققت القوات الأمريكية أيضا نجاحا متزايدا في التخلص من كبار قيادات تنظيم داعش. وأدت غارات جوية في الأسابيع الأخيرة إلى قتل قيادي كبير اسمه عبد الرحمن مصطفى القادولي وقيادي بتنظيم داعش وُصف بأنه "وزير الحرب" بالتنظيم واسمه أبو عمر الشيشاني.
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة تواصل حربها
من ناحية أخرى كشف مركز المصالحة الروسي في قاعدة "حميميم" في ريف اللاذقية بأنه رصد انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار خلال الأيام القليلة الماضية، وأن عددا من الجماعات المسلحة، بما في ذلك تلك التي تعتبر نفسها من المعارضة "المعتدلة"، شنت هجمات ضد القوات الحكومية، والإشارة إلى أن جماعة "أحرار الشام" قصفت بقاذفات الصواريخ منطقة الشيخ مقصود في حلب، وبعد معركة دامت ساعتين تراجع المهاجمون إلى مواقعهم السابقة، مشيرًا إلى مصرع مقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية وإصابة اثنين من المدنيين.
وفي مدينة حلب أكد مركز "حميميم" أنه تم تسجيل ارتفاع حدة التوتر على مدى الأسبوعين الماضيين، حيث قتل 12 شخصا وأصيب 21 مدنيا في هجمات للمسلحين خلال تلك الفترة، وتعرضت قوات الجيش السوري الحكومية في مناطق العيس وأبو رويل وخان طومان في محافظة حلب، إلى قصفت مدفعي شنته جماعة "جبهة النصرة" الإرهابية لمدة نصف ساعة، ما أجبر القوات الحكومية، التي لديها أوامر بعدم الرد على الاستفزازات، إلى ترك مواقعها في منطقة العيس والتحرك شمالا.
أضاف أنه "جبهة النصرة تمكنت من فرض السيطرة تماما على المجموعات التي اعتبرت سابقا في صفوف المعارضة في مناطق جنوب وغرب حلب، وهو ما أبلغناه مرارا للجانب الأمريكي".، وأكد المركز أنه أبلغ نائب رئيس مركز التنسيق الأمريكي في العاصمة الأردنية عمان بتلك المعلومات.

شارك