بين محاكمة بديع وانقسام الجماعة
الأحد 03/أبريل/2016 - 12:10 م
طباعة

تستكمل محكمة جنايات الإسماعيلية، اليوم الأحد 3 أبريل 2016، محاكمة 105 متهمين من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، يتقدمهم محمد بديع المرشد العام للجماعة؛ وذلك لارتكابهم أحداث العنف بالإسماعيلية.
وتعود وقائع القضية لأحداث 5 يوليو 2013، عندما وقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وأجهزة الأمن أمام مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية، لفض اعتصام أنصار مرسي، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى والعشرات من المصابين.
وأسندت النيابة للمتهمين عدة تهم، أبرزها تدبير التجمهر أمام ديوان عام الإسماعيلية، وتعريض السلم العام للخطر، وأن الغرض من التجمع كان لارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والقتل والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء أعمالهم بالقوة والعنف.

محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان
وليست هذه القضية الاولى والأخيرة التي يقف أمامها المرشد العام لجماعة الإخوان أمام القضاء المصري هو وعدد غير قليل من قيادات الصف الأول والثاني داخل صفوف الجماعة، وفي نفس الوقت تشهد الجماعة في الخارج والداخل صراعات داخلية بين القيادات بعضها البعض من جهة، وبين القيادات والشباب من جهة أخرى، مما أسفر عن تكهن البعض بالتحلل الذاتي للجماعة نتيجة هذه الصراعات؛ حيث زادت القرارات الأخيرة التي اتخذها محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، من الأزمة الداخلية للجماعة، لتعد أول رد رسمي على مبادرة "المكاتب الإدارية" التي صدرت خلال الساعات الماضية وطالبت بحل عاجل لأزمة جماعة الإخوان؛ حيث عقد اجتماع لمجلس شورى الإخوان، اتخذ بناء عليه قرار بحل اللجنة الإدارية العليا التي يسيطر عليها محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، وتدشين لجنة جديدة. وأصدر محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان بيانًا، أعلن فيه انتخاب مكتب إداري جديد للجماعة بديلًا للمكتب الحالي، للتعجيل من إجراء الانتخابات الداخلية للجماعة. وقال عزت في بيان الإخوان منذ قليل: "إن جماعة الإخوان المسلمين (مرشدها العام والهيئات الشورية والإدارية وجميع أعضائها) يؤكدون على المضي في طريق الدعوة- على حد قوله – مشيرًا إلى أنهم ملتزمين برؤية ومنهج حسن البنا". وأضاف عزت في بيانه، أنه قد انتهى انعقاد الشورى العام للجماعة بانتخاب لجنة جديدة مؤقته لتسيير الأعمال وثلاث لجان أخرى: الأولى لتقديم مشروع رؤية جديدة لمجلس الشورى العام، والثانية لاستكمال انتخابات الهيئات الشورية والإدارية، والثالثة لاستكمال التحقيقات. وأحدثت هذه القرارات انقسامًا واسعًا؛ حيث اعتبره بعض كوادر الجماعة، تصعيدًا جديدًا من عزت ومجموعته ضد إدارة القيادة الجديدة، من خلال الإطاحة بشكل كامل باللجنة الإدارية العليا التي تم انتخابها داخل الجماعة خلال انتخابات فبراير 2015. من جانها قالت مواقع إخوانية: "إن هذا الاجتماع يعد هو المرة الرابعة التي ينعقد فيها مجلس الشورى العام للجماعة، والذي يبلغ عدد أعضائه 120 بعد عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013؛ حيث اجتمع لأول مرة أثناء اعتصام رابعة العدوية، والثانية فبراير 2014، والثالثة يونيو 2015 والتي اعترف فيها محمود عزت بأن هذا الاجتماع كان خاطئًا.

عز الدين دويدار، القيادي الإخواني
من جانبه هاجم عز الدين دويدار، القيادي الإخواني، قرارات محمود عزت، واصفًا إياها بأنها تُسهم في تعقيد الأزمة الداخلية للجماعة، وتقف أمام أي محاولات لتصحيح مسار الجماعة الداخلي. وقال دويدار في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "كله يرجع لورا خطوة محتاجين تغيير وتصحيح حالًا، هذا ما نقوله وهذا ما سعت له اللجنة الإدارية العليا، وهذا ما يمنعه ويحاربه محمود عزت ومن يعاونوه، وهذا هو سبب أزمة الإخوان بشكل كامل". وتابع: "الناس اللي بتسأل محمود عزت عمل أيه النهارده، هو قرر ينسف آخر أمل في لم الشمل، ودعا أنصاره فقط من أعضاء الشورى لاجتماع شورى عام عددهم 21 من أصل 110 ودعا ناس من الشارع ملهمش صفه ومضاهم على تفويض له بإدارة الجماعة منفردا، وقرر تشكيل لجنه إدارية جديدة وكام لجنة كمان لزوم الديكور المؤسساتي".
وحذرت في وقت سابق، لجنة التوثيق الداخلية التابعة لجماعة الإخوان، من قرارات ستتخذها مجموعة محمود عزت، تتضمن مخالفات ستؤدي لتعميق الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان، مشيرة إلى أن كافة محاولات التصالح بين أطراف الأزمة باءت بالفشل. وطالب عدد من نشطاء جماعة الإخوان، اللجنة الإدارية العليا للجماعة باتخاذ رد مناسب على قرارات محمود عزت، وإقصائه لجبهة محمد كمال ولجنتها المشكلة بشكل كامل. في المقابل احتفى بدر محمد بدر، المستشار الإعلامي للمرشد العام السابق للجماعة، محمد مهدي عاكف بتلك الإجراءات، ووصفها بأنها البيان الختامي لانعقاد مجلس شورى عام جماعة الإخوان المسلمين".

أمير بسام، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان
كان أمير بسام، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، قال: "إن مبادرة المكاتب الإدارية لجماعة الإخوان لحل الأزمة الداخلية تعتبر هي الخامسة لنفس الموضوع، بعد مبادرة محمد أحمد الراشد والبرلمانيين الإخوان ويوسف القرضاوي وقادة الأحزاب الإسلامية"، وأضاف في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك" أن كل المبادرات لاقت شبه رفض من طرف وقبول من الطرف الآخر، موجها رسالته لقواعد الإخوان، قائلًا: "أعود وأذكر إخواني أن مفتاح الحل الآن في صف منضبط يقف على الحياد ويجبر الطرفين على قبول أي من المبادرات المطروحة". من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادي المنشق بجماعة الإخوان: "إن قرارات محمود عزت الأخيرة تعني أن القائم بأعمال مرشد الإخوان استغنى عن نصف أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة الذين كانوا أعضاء باللجنة الإدارية العليا، وهو ما يجعل جميع قرارات هذه اللجنة بلا قيمة". وأضاف أن اللجنة الجديدة التي شكلها محمود عزت، ستضم معظم رجال القائم بأعمال المرشد والذين يطيعون أوامره، في محاولة من جبهة عواجيز الإخوان للسيطرة على جميع مفاصل الجماعة.