الجيش السوري يواصل تحرير المدن من "داعش".. وأمريكا تزيد من قواتها

الأحد 03/أبريل/2016 - 08:54 م
طباعة الجيش السوري يواصل
 
عناصر الجيش السوري
عناصر الجيش السوري
يواصل الجيش السوري معاركه ضد تنظيم داعش والجماعات الارهابية، ومواصلة تنقية تدمر من الالغام التي زرعها التنظيم قبل هروبه، واليوم تم أجبار عناصر داعش على الفرار من بلدتين بعد معارك موسعة شنها الجيش السوري بدعم من الضربات الجوية الروسية بعد أن حاصروها على مدى الأيام القليلة الماضية.
تقع القريتين على بعد مئة كيلومتر غربي مدينة تدمر التي انتزعتها القوات الحكومية من قبضة داعش الأحد الماضي وتحيط بها التلال، وسبق أن سيطر التنظيم على بلدة القريتين أواخر أغسطس الماضي، وتحاول القوات السورية حاليا  استعادة البلدة وجيوب أخرى تحت سيطرة التنظيم لتقليل قدرته على إبراز قوته العسكرية في منطقة غرب سوريا شديدة الكثافة السكانية حيث تقع دمشق ومدن رئيسية أخرى.
وسيطر الجيش السوري والقوى المؤازرة له على مدينة القريتين بالكامل، عن مصدر ميداني أن وحدات الجيش بالتعاون مع القوى المؤازرة أعادت الأمن إلى مدينة القريتين بالكامل.
الجيش الأمريكي يعزز
الجيش الأمريكي يعزز وجوده
وكانت وحدات الجيش تقدمت في وقت سابق اليوم داخل مدينة القريتين بريف حمص من أكثر من محور بعد تفكيك العديد من العبوات الناسفة التي زرعها إرهابيو "داعش" على مشارف المدينة الواقعة جنوب شرق حمص بنحو 85 كم، وتحدثت المصادر عن حالة انهيار كبير في صفوف تنظيم "داعش" بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها في مختلف أنحاء المدينة، وسيطر الجيش خلال الساعات القليلة الماضية على منطقتي المزارع والخروبي الكبير شمال غرب مدينة القريتين وقام بتمشيطها وتأمينها بعد تفكيك عشرات العبوات الناسفة والألغام التي زرعت فيها.
ونفذ الطيران الحربي السوري صباح اليوم غارات على مواقع "داعش" شرق وجنوب مدينة القريتين ومرملة القريتين.
كما  سيطر الجيش أمس على مناطق مهمة في محيط مدينة القريتين منها منطقتا مقتل الوسادي وجبل الرميلة وتلة ثنية حمص وقضت على مجموعات إرهابية من تنظيم "داعش" تسللت إلى جبل جبيل والنقطة 861، وفي الريف الشرقي تابع سلاح الجو السوري ضرباته المركزة على محاور تحرك وتجمعات وإمداد التنظيم الإرهابي شمال وشرق مدينة تدمر وشمال قرية البصيري وجنوبها.
استمررا المعارك فى
استمررا المعارك فى سوريا
ويري متابعون أن تقدم قوات المشاة جرى تحت غطاء القصف المدفعي وبدعم من الطيران المروحي السوري. وقد تمكنت الوحدات من تدمير آليات لـ"داعش" في المرابض عند مدخل المدينة، وجرت أكثر المعارك شراسة على المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي للمدينة، وحاولت مجموعات من المسلحين الإرهابيين الهرب من المدينة إلى الجبال.
وكشف التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش وحلفاءه أعادوا "الأمن والاستقرار إلى مدينة القريتين بالكامل بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي داعش فيها"، كما ذكرت القيادة العامة للجيش أن أهمية هذا الإنجاز "تنبع من الموقع الاستراتيجي للمدينة "بلدة القريتين" الذي يعد نقطة وصل بين ريف دمشق الشمالي الشرقي وريف حمص الشرقي ويؤمن خطوط النفط والغاز في المنطقة ويقطع خطوط إمداد تنظيم داعش من البادية باتجاه القلمون."
يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام رسمية سورية أن القوات الحكومية دخلت البلدة من عدة اتجاهات، وأن الجيش السوري قام بتطهير مناطق شمال غرب البلدة من المتفجرات التي زرعها التنظيم الإرهابي، بعد أن زرع مقاتلو التنظيم الفارون من تدمر آلاف الألغام التي يعمل الجيش السوري حاليا على إزالتها قبل عودة المدنيين.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه المتابعين للأزمة السورية أن الهدنة الهشة بشأن وقف العمليات القتالية في سوريا منذ أكثر من شهر لا تزال سارية في الوقت الذي يحاول فيه طرفا الصراع التفاوض لإنهاء الحرب الدائرة هناك، في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الجوية والبرية للقوات السورية والمقاتلين المتحالفين معها في أجزاء من سوريا تقول الحكومة إن مقاتلي الجماعتين موجودون بها.
على الجانب الآخر يتواصل قتال عنيف اندلع في مطلع الأسبوع جنوبي حلب قرب الطريق السريع الرئيسي الذي يربط المدينة بالعاصمة دمشق، وبدأ القتال عندما شن مقاتلو المعارضة المسلحة وجبهة النصرة هجوما على القوات الحكومية.
عملات داعش
عملات داعش
يأتي ذلك في الوقت الذى كشف فيه مسؤولون أمريكيون أن الإدارة الأمريكية تدرس خطة لزيادة عدد القوات الخاصة التي أُرسلت إلى سوريا بشكل كبير، ويرى محللون أنها ليست مفاجأة  فمسألة زيادة القوات الخاصة في سوريا والعراق أمر وارد طالما أن قرار إرسال القوات اتُخذ في ديسمبر ، حين أعلنت واشنطن وبشكل مفاجئ آنذاك أنها أرسلت خمسين عنصرا من الوحدات الخاصة لتدريب القوات التي تدعمها الولايات المتحدة والإشراف عليها، وخاصة "قوات سوريا الديمقراطية"، التي شُكلت في 12 أكتوبر، و"جيش سوريا الجديد"، الذي شُكل في منتصف نوفمبر ، وكليهما بدعم أمريكي، ويرى المحللون أن الزيادة في عديد القوات الخاصة الأمريكية ستكون كبيرة، بحسب ما ألمح إليه مسؤول أمريكي: "ستصبح وحدة عمليات القوات الخاصة الأمريكية أكبر عدة مرات من حجم القوة الموجودة حاليا في سوريا".
ويرى مراقبون أن هناك أسبابًا عديدة لهذه التصريحات، ومنها الهدنة العسكرية التي حددت معادلة الصراع، وحددت معها العدو المتمثل في تنظيم "داعش"؛ حيث لم تعد هناك معارك جانبية أو خطوط تماس متعددة، كذلك النجاحات التي حققتها القوات المدعومة من قبل واشنطن، ولا سيما "قوات سوريا الديمقراطية" في محافظة الحسكة وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، وفي بعض المناطق الشمالية من محافظة الرقة، إلى جانب زيادة المهمات الملقاة على عاتق هذه القوات مع اقتراب موعد معركتي الرقة ودير الزور، اللتين تشكلان معقلا مهما وقويا لتنظيم الدولة، خاصة أن معركة الرقة تتطلب إعدادا وتدريبا لقوات عربية بسبب خصوصية المنطقة.
كانت معركة الرقة قد تأخرت في أحد أسبابها لعدم وجود قوات عربية كافية ومدربة لخوض المعركة ضد التنظيم؛ إذ إن القوات الكردية رفضت الدخول في معركة ضد "داعش" في المحافظة، خشية استفزاز العشائر العربية بعد سيطرة "وحدات حماية الشعب الكردي" على مدينة تل أبيض ذات الغالبية العربية، والمشكلة التي تواجهها الإدارة الأمريكية في الشمال، هي القوات العربية ذات الأعداد الأقل، مقارنة بالقوات الكردية، وذات الخبرة القتالية الأقل والتنظيم الأضعف.
وفى سياق أخر كشفت تقارير إعلامية أن تنظيم داعش أعدم 15 من عناصره في أكبر عملية من نوعها تنفذها قوات الأمن التابعة له في سوريا، مؤكدًا أن عمليات الإعدام أعقبت قيام التنظيم باعتقال 35 من أعضائه يوم السبت في الرقة، كما أن  عمليات الإعدام ذات صلة باغتيال أبو الهيجاء التونسي القيادي البارز في التنظيم والذي قتل في غارة جوية مؤخرا.
في حين كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تنظيم داعش يعاني من صعوبات مادية بسبب القصف الذي تلقاه في مناطق استخراج النفط ما أدى إلى إيقاف دفع رواتب مقاتليه البسطاء، بعد أن أصبح المقاتلون الجدد في صفوف داعش في العراق وسوريا يحصلون على رواتب أقل بمرتين من السابق، وعلاوة على ذلك، لم تحصل عدد من الوحدات على "مستحقاتها" منذ عدة أشهر، وكشفت الصحيفة عن مصادر في جهاز مكافحة الإرهاب الأمريكي قولهم إن المدنيين العاملين تحت سيطرة التنظيم أيضا لا يحصلون على رواتبهم.
يذكر أن إنتاج النفط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش انخفض بمقدار الثلث في الأشهر الأخيرة فيما انخفضت إيراداته العامة من تجارة النفط بمقدار النصف بسبب انخفاض أسعار النفط عالميًا.

شارك