قبل تنفيذ اتفاق اللاجئين غدًا رسميًا.. اليونان في ورطة وتركيا تناور

الأحد 03/أبريل/2016 - 10:05 م
طباعة قبل تنفيذ اتفاق اللاجئين
 
يبدأ غدا الاثنين رسميًا بدء العمل بالاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لإعادة المهاجرين الذين من غير المحتمل أن يحصلوا على وضع لاجئين من جزيرتي ليسبوس وخيوس إلى تركيا، وسط توقعات بعدم قدرة السلطات المعنية على نجاح الاتفاق ى ضوء التهديدات والعقبات الشديدة الموضوعة، وسط تدفق اللاجئين المتزايد.
اللاجئون ورحلةالفرار
اللاجئون ورحلةالفرار
وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطريق مخالف للقانون من تركيا، وسيتم إعادة اللاجئين على سفينتي ركاب تركيتين استأجرتهما وكالة حماية حدود الاتحاد الأوروبي فرونتكس، وستبحر السفينتان من ليسبوس إلى مدينة ديكيلي الساحلية في تركيا.
وقبل أقل من 24 ساعة على الموعد المقرر أن تبدأ فيه اليونان إعادة المهاجرين إلى تركيا، لم تظهر أي بوادر واضحة على الاستعداد لذلك في جزيرة ليسبوس التي تدفق عبرها مئات الآلاف على أوروبا منذ العام الماضي. وقد تم تسجيل أكثر من 5600 مهاجر على الجزر اليونانية منذ 20 مارس وهو التاريخ الذي بدأ فيه سريان الاتفاق الأوروبي التركي.
وكشفت الإدارة اليونانية المعنية بأزمة اللاجئين إن عدد المهاجرين الذين وصلوا أمس السبت إلى اليونان من تركيا بلغ 556 وأمس الأول الجمعة بلغ 339 والخميس الماضي بلغ 377، والاشارة إلى أنه كان هناك أكثر من 52 ألف لاجئ وغيرهم من المهاجرين قد تقطعت بهم السبل في اليونان أمس بعدما جرى إغلاق الحدود من قبل الدول الأخرى الواقعة على طول ما يسمى طريق البلقان إلى شمال وغرب أوروبا أمام الأشخاص الذين لا يحملون وثائق سارية.
استمرار تدفق اللاجئين
استمرار تدفق اللاجئين
ويري متابعون أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يعد أكبر إنجاز حققته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في أزمة اللاجئين التي تشهدها ألمانيا. لكن خلال تطبيق بنود هذا الاتفاق تتراكم عدة الصعوبات، فبحسب الوضع الحالي يُطرح السؤال حول إن كانت تركيا ستستقبل المهاجرين غير النظاميين من اليونان بحسب اتفاق قمة 18 مارس 2016، وفي المقابل إن كان سيُوَّزع حوالي 72 ألف لاجئ سوري متواجدين في الأراضي التركية على دول الاتحاد الأوروبي.
وتعرف التحضيرات لتطبيق الاتفاق الكثير من التذبذب والتردد خاصة من الجانب اليوناني، وذلك في الوقت الذي يتزايد فيه عدد اللاجئين المقيمين على الأراضي اليونانية. فالمفوضية الأوروبية بحسب بعض المصادر تنتظر أن تعلن أثينا تركيا كدولة تحمي اللاجئين من العنف والاضطهاد الذين تعرضوا له في وطنهم. باختصار أن تعلن اليونان تركيا كدولة آمنة، ومن المنظور الأوروبي هذا شرط قانوني، حتى تتمكن اليونان من إبعاد المهاجرين غير النظاميين، غير أن الحكومة اليونانية اليسارية القومية ترفض سلك هذا الطريق على ما يبدو. فعلى الأقل يبحث المرء دون جدوى عن قانون واضح يحدد الدولة الآمنة في مقترح الحكومة اليونانية لقانون لجوء جديد يبت فيه البرلمان اليوناني. أثينا تبرر موقفها بأن الدول التي تطبق اتفاق جنيف الخاص بوضع اللاجئين، هي دول آمنة، وليس هناك حاجة لتغيير القوانين الجارية.
إلا أن المفوضية الأوروبية تنظر إلى هذا الأمر بشكل مختلف، لأن تركيا تطبق اتفاق جنيف فقط جزئيا.
سجن ام نقاط تجميع
سجن ام نقاط تجميع اللاجئين
وسبق أن أعلنت  المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مينا أندريفا بشكل حذر: "من المهم أن توفر التغييرات القانونية إطارا لتطبيق مبادئ اللجوء في دولة آمنة أو في دول اللجوء الأولى". 
والمقصود بدولة اللجوء الأولى هي دولة تضمن حماية اللاجئ أيضا، عندما يتم إرساله مرة أخرى من "دولة آمنة"، لأنه من الناحية القانونية البحتة يفقد اللاجئ وضع الحماية عندما يغادر البلد المضيف الأول.
ويري محللون أن اليونان تعاني من مشاكل عملية، ففي الوقت الذي تعتبر فيه المفوضية الأوروبية اتفاقية اللاجئين من مشاريعها الكبرى، فإن بعض الدول الأعضاء لم توفي بكل التزاماتها، فقد جاء إلى اليونان عدد قليل فقط من 2300 خبير أجنبي من المفترض أن يساعدوا اليونان في تسجيل اللاجئين،  كما أن المساعدات المقدمة هي أقل بكثير من الأرقام المتفق عليها في قمة اللاجئين.
وحسب الأرقام الحالية المتوفرة فإن 19 دولة من الاتحاد الأوروبي قدمت فقط 47 خبيرا في تأمين الحدود للفرونتكس -الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي في الحدود الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي-، بالإضافة إلى 492 شرطيا. كما لم يُلتزَم كثيرا بالاتفاق حول البت في طلبات اللجوء: إذ كان من المفترض أن تبعث 16 دولة من الاتحاد الأوروبي إلى اليونان 396 خبيرا في هذا المجال إضافة إلى 22 مترجما. ومع ذلك لم يتم إرسال سوى 170 شخصا، وبدون وجود هؤلاء الخبراء فإنه لا يمكن بدء عملية استبعاد المهاجرين غير النظاميين نحو تركيا، لأن مهمة هؤلاء الخبراء هو التأكد من فحص ملفات اللاجئين بشكل فردي، وهذا الأمر هو فوق طاقة اليونان، فمجموع الموظفين في إدارة اللجوء اليونانية هو 200 وهؤلاء لا يمكن لهم معالجة سوى 100 طلب في اليوم الواحد على أقصى تقدير.
توقعات بفشل اتفاق
توقعات بفشل اتفاق اوروبا وتركيا
ويؤكد المتابعون انه قبل البدء الرسمي في تطبيق اتفاقية بروكسل وأنقرة تعالت الأصوات المنتقدة للاتفاق من منظمات الإغاثة الدولية. إذ سجلت منظمة "أطباء بلا حدود" والمفوضية الأممية للاجئين في عيد الفصح تراجعا واسعا في الخدمات المقدمة للاجئين، وهو ما يعد صفعة للمساندين لاتفاقية اللاجئين، فالمنظمتان الدوليتان تعتبران ضامنتين لتعامل جيد مع اللاجئين، غير أنهما أعلنتا أن موظفيهما لا يستطيعون الوصول إلى المزيد من اللاجئين، وبالتالي إمكانية تقديم المساعدة لهم، بل أكثر من ذلك قالت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية الأممية للاجئين ميليسا فليمينج عن "سجون".
أما سبب هذا التشديد فهو واضح: فبهذه الطريقة سيتم البت في طلبات اللجوء بشكل أسرع، وفي حال تم التغلب على العقبات القانونية بحلول يوم الاثنين، فإنه سيتم نقل اللاجئين إلى البر اليوناني وسيتم ترحيلهم من هناك بالحافلة إلى تركيا، في موازاة ذلك، يمكن أيضًا توزيع أول اللاجئين السوريين من تركيا على دول الاتحاد الأوروبي: ومن المعتزم أن تستقبل ألمانيا وفرنسا وهولندا أولى الدفعات.

شارك