هل تحسم الوحدات الخاصة الإيرانية ما لم يحسمه الحرس الثوري في الصراع السوري؟

الإثنين 04/أبريل/2016 - 02:08 م
طباعة هل تحسم الوحدات الخاصة
 
 يبدو أن إيران لا تريد فقط التواجد في سوريا ودعم النظام من خلال ضباط وجنود الحرس الثوري المتواجدين بكثافة هناك، ولكنها تريد احتلال الدولة بالكامل من خلال نشر قوات الجيش الإيراني في الداخل السوري ليحتل الأراضي التي يحررها من يد المعارضة المسلحة. 
هل تحسم الوحدات الخاصة
ففي تطور جديد أعلنت طهران عن إرسال وحدات خاصة من قواتها البرية في الجيش الإيراني إلى سوريا للقتال ضد المعارضة، وقال أمير علي آراسته مساعد التنسيق في القوة البرية للجيش الإيراني، "أرسلنا اللواء 65 التابع للقوة البرية للجيش الإيراني ووحدات أخرى للعمل الاستشاري في سوريا وإنهم حاليًا هناك مع قوات أخرى".
كما نشر موقع للقوات المسلحة الإيرانية، صورًا لوحدة قناصة من ميليشيات "فاطميون" الأفغانية، وقال: إن الحرس الثوري يقوم بتدريبهم في سوريا لتنفيذ عمليات ضد المعارضة، وذلك بعد أن قتل عددًا من الضباط والجنود الإيرانيين خلال اليومين الماضيين بمعارك ريف حلب في سوريا، بينهم العقيد ما شاء الله شمسية، قائد المجموعة 24 بالحرس الثوري، ومحسن إلهي، وهو من ضباط الحرس بمدينة اسطبهان بمحافظة فارس، بالإضافة إلى سعيد مسافر وجمال رضي من منتسبي الحرس الثوري بمحافظة غيلان، شمال إيران.
هل تحسم الوحدات الخاصة
 وهنا نتساءل: هل تحسم الوحدات الخاصة الإيرانية ما لم يحسمه الحرس الثوري في الصراع السوري؟ وكانت المعارضة الإيرانية قد كشفت في وقت سابق عن التفاصيل الكاملة للتشكيلات الإيرانية في سوريا والتي تضم حوالي 5000 عنصر من الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والعراقية والباكستانية، بالإضافة إلى عناصر "حزب الله" اللبناني.
وبحسب البيان الصادر عن "لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب" في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقد تلقت قوات الحرس الثوري الإيراني خسائر جسيمة عقب إصابة قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي كان يشرف على العمليات في ريف حلب، كما أرسلت إيران خلال الأشهر الماضية- إضافة إلى قاسم سليماني- عددًا من كبار قادة قوات القدس وقوات الحرس إلى سوريا وضاعف الحرس الثوري قواته في سوريا منذ أشهر؛ من أجل الهجوم البري الواسع بموازاة الغارات الروسية مع بداية شهر أكتوبر الماضي، كما أرسلت قوات الحرس إلى سوريا وحدات مدفعية وطيران الجيش والهندسة والطائرات بلا طيار وقادة استخبارات وعمليات، إضافة إلى وحدات قتالية.
هل تحسم الوحدات الخاصة
 ومن بين هذه الوحدات للحرس الثوري المتواجدة حاليًا في سوريا ما يلي: 
1- أفواج فيلق أنصار المهدي ويسمى أيضًا فيلق "ولي الأمر"، ومهمة هذا الفيلق هو حماية المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وقادة النظام.. موقع انتشارهم جنوبي حلب.. عبدالله باقري رجل حماية أحمدي نجاد كان من أفراد هذا الفيلق الذي قتل مؤخرًا في سوريا. إنهم من النخبة المتميزة للنظام من ناحية التمرّس والوثوق. وفي الآونة الأخيرة تم إعادة فوج منهم باسم "فاتحين" من سوريا إلى إيران بسبب تكبده خسائر فادحة. آمر الفوج هو حاج علي فرجي وموقع انتشاره في "يافت آباد" في طهران.
2- أفواج اللواء "صابرين" وحدات القوات الخاصة لقوات الحرس.
3- أفواج من الفرقة 5 "نصر" من محافظة خراسان رضوي.
4- وحدات من اللواء المدرع المستقل 21 (الإمام الرضا). 
5- وحدات من الفرقة 17 (علي بن ابي طالب) من قم.
6- وحدات من الفرقة 14 (الإمام الحسين) من أصفهان.
7- وحدات من اللواء الأول (حجت) واللواء الثالث (كرخه) من الفرقة المدرعة 7 (وليعصر) من أهواز.
8- وحدات من اللواء (أنصار الرسول) من الفيلق (نبي أكرم) من محافظة كرمانشاه.
9- وحدات من الفرقة 19 (فجر) واللواء المحمول جوا 33 (المهدي) من محافظة فارس.
10- بعض من وحدات فيلق القدس في جيلان.
11- بعض من وحدات الفرقة 25 كربلاء من محافظة مازندران.
12- بعض من وحدات الفيلق (سيد الشهداء) من محافظة طهران.
13- بعض من وحدات اللواء الأول (نينوي) واللواء المدرع 60 واللواء 45 (جواد الأئمة) من محافظة كولستان.
14- بعض من وحدات الفرقة 41 (ثأر الله) من محافظة كرمان.
15- فوج 161 من الفيلق (أنصار الحسين) وفوج 164 مغاوير (علي أكبر) من محافظة همدان.
16- مجموعة مدفعية 56 (يونس) من محافظة فارس.
هل تحسم الوحدات الخاصة
 وكانت قوات الحرس الثوري قد تلقت هزائم متتالية في سوريا، مما حدا بها أن تلجأ لروسيا التي بدأت تدخلها بغطاء جوي منذ بداية أكتوبر الماضي. كما استقدمت عناصر من "حزب الله" اللبناني والميليشيات العراقية ومرتزقة من الجنسيات الأفغانية والباكستانية؛ بهدف التقدم في ظل غارات الطيران الروسي وبمساعدة بقايا جيش بشار الأسد. لكن رغم مضي شهرين وتواصل الغارات المكثّفة وقتل آلاف المدنيين لم يكسب أي إنجاز ملموس، بل مني بهزائم شديدة في بعض المناطق؛ حيث اضطر إلى الانسحاب.
 كما كان أهم هدف قوات الحرس الاستيلاء على المناطق المحررة في حلب. وكان قاسم سليماني يشرف شخصيًّا في جنوبي حلب على هذه العمليات الإجرامية. وفي الأيام الأولى من الغارات الروسية أوعز سليماني لأفراد الحرس: إذا استطعتم منع استيلاء الجيش الحر على مناطق جديدة، فإن القوات الأخرى ستستولي على حلب خلال ثلاثة أيام. وكانت الخطوة الأولى الاستيلاء على الطريق السريع دمشق – حلب، لكن أفراد الحرس اضطروا إلى الانسحاب بعد تكبدهم خسائر فادحة، وفي إحدى القرى الواقعة في هذه المنطقة لقي 15 من أفراد الحرس مصرعهم خلال الأيام الأخيرة. وينتشر في هذه الجبهة- إضافة إلى أفراد الحرس- عناصر "حزب الشيطان" ومرتزقة النظام من العراقيين والأفغان.
ورأت "لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب" في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنه "نظرا للأهمية التي يوليها نظام الأسد وروسيا للاذقية، انتشر أفراد الحرس هناك حتى يقوموا بالاستيلاء على المنطقة المحررة في الريف الشمالي للاذقية، وذلك بهدف منع سقوط مدينة اللاذقية. وبدأ أفراد الحرس والجيش التابع للأسد هجمات شديدة على المناطق المحررة خلال الأيام الأخيرة بموازاة الغارات الروسية المكثفة إلا أنهم أصيبوا بالفشل. إضافة إلى حلب واللاذقية، ينتشر أفراد الحرس وعملاؤهم في ضواحي دمشق وفي درعا وإدلب أيضاً. ومن أولوياتهم منع تقدم الجيش الحر نحو العاصمة دمشق، ويقاتل عناصر الحرس الثوري أساسا ضد الجيش الحر وجيش الفتح والقوات التابعة لهما ولا يتواجدون في مناطق التماس مع داعش. وأكد قاسم سليماني لأفراد الحرس بصريح العبارة أن القوات المقاتلة أمامكم هم من الجيش الحر ولا علاقة لهم بداعش".
هل تحسم الوحدات الخاصة
مما سبق نستطيع التأكيد على أن  إيران لا تريد فقط التواجد في سوريا ودعم النظام من خلال ضباط وجنود الحرس الثوري المتواجدين بكثافة هناك، ولكنها تريد احتلال الدولة بالكامل من خلال نشر قوات الجيش الإيراني في الداخل السوري ليحتل الأراضي التي يحررها من يد المعارضة المسلحة؛ حتى يصبح التواجد الإيراني أمرً واقعًا لتقوية موقع النظام في المفاوضات مع المعارضة والمجتمع الدولي في جنيف.

شارك