بحاح يرفض الإقالة... والبحرية الأمريكية تضبط شحنة أسلحة متجهة للحوثيين

الثلاثاء 05/أبريل/2016 - 05:02 م
طباعة بحاح يرفض الإقالة...
 
في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لإطلاق مفاوضات الكويت التي تجمع أطراف الصراع اليمني في 18 أبريل الجاري، بهدف التوصّل إلى اتفاقٍ سياسي، يضع حدًا للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام، وأدت إلى تدخلٍ عسكري إقليمي لإجهاض محاولات الحوثيين الاستيلاء على السلطة، أعلن رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح رفضه لإقالته من قبل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، فيما واصل الجيش اليمني والمقاومة تقدمهما في الجبهات، مع إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن ضبط شحنة أسلحة متجهة للحوثيين.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني، قصفت طائرات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، مخازن للذخيرة تابعة لميليشيات الحوثي وصالح جنوبي مدينة تعز، جنوب غربي اليمن.
ويأتي ذلك في وقت اندلعت فيه اشتباكات بين القوات الشرعية وميليشيات الحوثي وصالح شرقي مدينة تعز، إذ سمع دوي انفجارات عنيفة بسبب قصف المتمردين الحوثيين للمنطقة.
كما سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، على مواقع جديدة كانت في قبضة الحوثيين بمحافظة الجوف شمال شرق صنعاء.
وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في محافظة الجوف عبدالله الأشرف: إن "قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرت على سلسلة جبلية في منطقة العقبة بمحافظة الجوف، كما سيطرت على موقع الزلاق العسكري الذي كان يتمركز فيه الحوثيون قرب هذه المنطقة، وذلك بعد مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين".
وأضاف الأشرف أن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين دون أن تتضح حصيلتهم، في حين تمكنت قوات الجيش والمقاومة من أسر أحد المسلحين الحوثيين، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتدور مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة ثانية، في عدة جبهات بمحافظة الجوف منذ عدة أشهر، تمكنت فيها القوات الموالية لهادي من السيطرة على أغلب مناطق المحافظة.
وتزامن ذلك مع قصف طائرات التحالف العربي مواقع للمتمردين في الوازعية والضباب غربي تعز، التي تشهد منذ أشهر حصاراً خانقاً يفرضه الحوثيين على المدينة.
وأغارت طائرات التحالف على أهداف للحوثيين وصالح بمنطقة الزاهر في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة، كما قصفت معاقل للمتمردين في منطقة نهم شرقي صنعاء.
فيما كشف العميد جحدل العولقي، الذي يخوض معارك تحرير مديريات بيحان بمحافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، إلى جانب قوات اللواء 19 والمقاومة الجنوبية، عن أن "ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح تستعين بعناصر من حزب الله اللبناني الإرهابي في جبهات بيحان بشبوة"، مؤكداً أن "قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية في الطريق إلى تحرير كامل مديريات بيحان، وتطهيرها من القوى الانقلابية".
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط نقلاً عن العولقي، قائد اللواء 21 ميكا، فإن "هناك تقدماً ملحوظاً لقوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية في جبهات مديريات بيحان، وتمكنت من تكبيد ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات"، مؤكداً أن "عناصر ميليشيات الحوثيين وقوات صالح أصبحت محصورة ومرصودة في مواقع محددة وفي حالة ضعف".
وعن أسباب تأخير الحسم السريع وتحرير مديريات بيحان من ميليشيا وقوات تحالف صالح والحوثي، أرجع العميد العولقي ذلك إلى كثير من الصعوبات والمعوقات التي تواجههم، وقال إنه "سيتم التغلب عليها في القريب العاجل، ومن أبرز تلك المعوقات الزرع العشوائي للألغام في مناطق العمليات القتالية وما حولها".

مصادرة أسلحة

مصادرة أسلحة
وفي سياق آخر أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الاثنين، عن قيام قواتها البحرية الأسبوع الماضي بمصادرة قوارب لا ترفع أعلاماً في بحر العرب محملة بشحنات من الأسلحة، تعتقد أنها من إيران وكانت في طريقها إلى اليمن.
وقال بيان صادر عن قيادة عمليات البحرية الأمريكية في المنطقة الوسطى، الاثنين: "إنّ الشحنة غير المشروعة احتوت على (1500 رشاش نوع أي كي 47 كلاشنكوف) و200 قاذف صاروخي (آر بي جي)، ومدافع رشاشة (عيار 21.50ملم)، لم يحدد عددها".
وتابع البيان، أنّ "الأسلحة الآن في حيازة الولايات المتحدة حتى يتم إتلافها".
وأشار إلى أن القوراب وطواقمها قد تم إخلاء سبيلهم بعد مصادرة الشحنة "بحسب قوانين الاشتباك"، التي تمنع البحرية الأمريكية في تلك المنطقة من اعتقال أي طواقم يتم مصادرة شحناتها غير المشروعة ما لم تعرض إحدى حكومات المنطقة تقديمهم للمحاكمة في بلادها.
البحرية الأمريكية، أكّد كذلك على أن عملية ضبط القوارب المذكورة هي الثالثة من نوعها التي وقعت في هذه المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، والتي "تقدر الولايات المتحدة بأنها تنطلق من إيران باتجاه اليمن".
وتتّهم الولايات المتحدة والتحالف العربي إيران بتقديم دعم عسكري ومالي لمسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن التي تخوض حرباً ضد قوات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة بقوات التحالف العربي المشكل لتقديم ذلك الدعم.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، رفض خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة المقال، اليوم الثلاثاء، التغييرات التي أجراها الرئيس عبد ربه منصور هادي، بإعفائه من منصبه، وتعيين الفريق علي محس الأحمر نائبًا لرئيس الجمهورية، وتكليف أحمد عبيد بن دغر برئاسة الوزراء.
وقال بحاح في بيان: "إن القبول بهذه القرارات يعتبر تخليا صريحا عن كل المرجعيات الحاكمة للفترة الانتقالية، ومخالفة لأحكام الدستور".
وأضاف أن "هذه القرارات سوف توفر مبرراً للانقلابيين، للتشكيك بشرعية الحكومة والمطالبة بالمساواة معها، كطرف ندي لها في كل الإجراءات والتدابير التي ستتخذ سواء لتنفيذ قرارات مجلس الأمن أم بقية الاستحقاقات اللاحقة".
وأكد بيان بحاح على أن "قبول القوى السياسية بهذا التعيين سيضعها في موقف متناقض مع تمسكها بالمرجعيات، على الأقل المبادرة الخليجية وآليتها ووثيقة الضمانات ومرجعية الدستور".
وقال بحاح إنه "وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار فإن المرحلة الانتقالية وعملية الانتقال السياسي مبنيتان على الشراكة والتوافق، وبموجبه فإن المفترض أن يكون هناك توافق على رئيس الحكومة أو العودة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتشكيل الحكومة وفقًا لها".
وشدد بحاح في بيانه على أن "قرار مجلس الأمن 2216 يتحدث عن الالتزام بمرجعية المبادرة والآلية والمخرجات وعن عودة الحكومة الشرعية، أي الحكومة التي شُكلت ومُنحت الثقة، وفق تلك المرجعيات التي يجب أن تعود لممارسة مهامها الدستورية والقانونية، ما يعني مخالفة صريحة لقرار مجلس الأمن".
فيما قال مستشار الرئيس اليمني، ياسين مكاوي: إن "القرارات التي أصدرها الرئيس، عبد ربه منصور هادي، أول من أمس، والتي نصت على تعيين الفريق الركن على محسن الأحمر، نائباً لرئيس الجمهورية، والدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيساً للوزراء، بعد إعفاء المهندس خالد محفوظ بحاح، من مهامه في المنصبين، تأخرت، وإنه كان يفترض أن تتخذ منذ وقت مبكر".

واعتبر مكاوي، أن "القرارات الرئاسية جاءت لتعزيز دور التشاور وتحسين الوضع التفاوضي بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، في إشارة إلى جولة المفاوضات المرتقبة في دولة الكويت في الـ18 من الشهر الحالي، وبأنها تمثل خطوة باتجاه ردم الهوة التي اختلقت، خلال الفترة الماضية، بين السلطة الشرعية والمواطن"، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

ورداً على بعض الأصوات التي تحدثت عن صلات سابقة كانت تربط بين الأحمر وبن دغر، والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قال مكاوي: إن "علينا أن لا نتحدث عن الأفراد، وإنما عن منظومة الشرعية التي تستعيد اليوم دورها الموحد والتوافقي في مواجهة الانقلاب، ومن أجل إنهاء هذا الانقلاب والتمرد واستعادة الدولة المنهوبة".

وأشار مستشار هادي إلى أن "انعدام التناغم، خلال الفترة الماضية، كان سيتسبب في ضعف أداء فريق المفاوضات للحكومة، وبالتالي وبهذه القرارات التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي، أعيد زمام الأمور إلى فريق التفاوض، في ضوء وحدة الصف المواجه للانقلاب والتمرد، وفي ضوء توفير الإمكانيات التي ستحقق الانتصارات على الأرض". 
واعتبرت بعض الأوساط اليمنية أن "قرار تعيين الفريق الأحمر نائباً للرئيس، إلى جانب منصبه كنائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، يشير إلى تمسك القيادة اليمنية الشرعية بخيار الحرب والحسم العسكري"، لكن ياسين مكاوي، مستشار الرئيس هادي قال: "إنهم في الحكومة الشرعية متمسكون بالسلام وجادون في اتجاه إرساء الخطوات اللازمة لتحقيق السلام، من خلال الشروع في تنفيذ قرار 2216، وكذلك تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل".

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أعلن مسئول في الرئاسة اليمنية أن لجنة التهدئة والتواصلِ الحكومية المعنيّة بمراقبة وقف إطلاق النار وصلت إلى الكويت للبدء في بعض الترتيباتِ اللوجستية والفنية، للتحضير لـلمباحثات المرتقبة في 18 أبريل الجاري.
وأوضح عبدالله العليمي نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمني أن الفريقَ الحكومي سلّم مسوّدة ملاحظاته حول الورقة المقدمة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة والمتعلقة بترتيباتِ وقف إطلاق النار.
وأكد العليمي أن الفريق الحكومي سيقدم رؤيته للأجواء الملائمة لانطلاق المشاورات، معبرًا عن تطلعات الحكومة للتوصل إلى السلام، خصوصاً إذا أظهرت ميليشيات الحوثي نوايا صادقة في المباحثات.
وأكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، رغبة الدولة في تحقيق السلام الذي يستحقه ويتطلع إليه أبناء الشعب اليمني، والذي يؤسس لبناء مستقبل آمن للأجيال القادمة، المرتكز على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار رقم 2216 للعام 2015. 
وقال هادي، خلال لقائه، اليوم الثلاثاء، سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، ومبعوث الأمين العام إلى اليمن: "إن السلام هو خيارنا الذي تحمّلنا الكثير من المصاعب والتحديات لبلوغه"، مشيداً بدور دول مجلس التعاون الداعمة والمساندة لليمن.
وأشار هادي إلى أن عاصفة الحزم غيّرت مجرى الأحداث في اليمن، على وجه التحديد، وعلى العالم بشكل عام، وأسست واقعًا عربيًّا جديدًا يحمي اللحمة الواحدة والمصالح الأخوية المشتركة. 
ومن ناحية أخرى التقى خالد سليمان الجارالله- نائب وزير الخارجية الكويتي اليوم بميخائيل باغدانوف- مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وتم اللقاء في وزارة الخارجية بمناسبة زيارته للبلاد الثامنة بتوقيت غرينتش اليوم.
وقال الجار الله: "إن الكويت تعمل على استضافة اجتماع الأطراف اليمنية الذي يأمل إلى وضع حد للصراع الدموي". وأعرب عن تفاؤله بأن يتمخض الاجتماع عن نتائج إيجابية.
وقال المبعوث الروسي: "إن اختيار الكويت كمكان لعقد الاجتماع ما هو إلا تعبير عن ثقة الشعب اليمني بدور الكويت الفعال في حل هذه الأزمة".
المشهد اليمني
بات الفرقاء في اليمن أكثر قناعةً بالحل السلمي مع فشل الصراع المستمر لأكثر من عام، وبات الجميع مستسلمًا للحل السياسي عبر الأمم المتحدة، حيث ستبدأ أولى جلسات الحوار في 18 أبريل الجاري.. فهل ستشهد الكويت محطة النهاية للأزمة اليمنية؟

شارك