المعارضة المسلحة تزيد من عملياتها ضد الجيش السوري.. ودعوات رحيل الأسد تتصاعد
الثلاثاء 05/أبريل/2016 - 08:55 م
طباعة

اشتدت حدة المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية على الأراضي السورية، في الوقت الذي كشف فيه محللون ومتابعون أن مقاتلي المعارضة السورية يقتربون من بلدة واقعة تحت سيطرة تنظيم داعش قرب الحدود التركية بعد انتزاع عدد من القرى في المنطقة من التنظيم.
وتظهر جماعات المعارضة المشاركة في الهجوم فصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر الذي تم تزويده بأسلحة ودعم آخر عبر تركيا، وتتقدم قوات المعارضة تجاه بلدة الراعي الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، ومن شأن تقدم المقاتلين بشكل مستقر قرب الحدود التركية أن يقوض آخر موطئ قدم للدولة الإسلامية في منطقة تقول الولايات المتحدة إنها تشكل أولوية في المعركة ضد التنظيم.
وقال متابعون أن المقاتلين الذين وجدوا صعوبة في السابق في تحقيق مكاسب مستقرة أمام تنظيم داعش إنهم حشدوا عدة آلاف من المقاتلين للهجوم، ونقلت وكالات الأنباء عن أبو ياسر وهو قيادي في فيلق الشام "المعارك مستمرة، استطعنا بتكاتف الفصائل تحرير عدة قرى بشكل سريع من عصابات داعش وبإذن الله سنطهر ريف حلب الشمالي من رجسهم."
وأكد متابعون انه تضاءلت المساحة التي يسيطر عليها تنظيم داعش عند الحدود التركية العام الماضي بسبب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي انتزعت أراضي من التنظيم إلى الشرق، إلا أن وحدات حماية الشعب والمسلحين غارقون في صراعهم الخاص لاسيما قرب مدينة حلب.
وتشعر تركيا وهي راع رئيسي للجماعات التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بالقلق من مكاسب وحدات حماية الشعب قرب الحدود السورية التركية.
يأتي ذلك في الوقت الذى أسقط فيه مقاتلو المعارضة ثاني طائرة حربية سورية خلال أقل من شهر، ووردت أنباء عن أسر طيارها في منطقة قريبة من حلب حيث دار قتال عنيف في الأيام القليلة الماضية على الرغم من اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وقال الجيش السوري إن الطائرة أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات وهو نفس السلاح الذي قال إنه استخدم لإسقاط طائرة حربية أخرى في غرب سوريا في مارس، لكن مقاتلي المعارضة اتهموا دمشق بتزييف الحقائق وقالوا إن الطائرة أسقطت بمدافع مضادة للطائرات.

من جانبها طالبت قوات المعارضة المدعومة من الخارج لفترة طويلة بأسلحة مضادة للطائرات للتصدي للضربات الجوية المدمرة التي تنفذها القوات الحكومية السورية والقوات الروسية التي انضمت لها في سبتمبر الماضي، لكن داعميها بما في ذلك الغرب والدول السنية في المنطقة يشعرون بالقلق من تقديم هذه الأسلحة خشية سقوطها في أيدي جماعات متشددة.
وأكدت تقارير إعلامية أن الطائرة سقطت في منطقة تلة العيس جنوبي مدينة حلب حيث يتعرض مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة لقصف عنيف من الطائرات السورية والروسية منذ سيطرتهم على المنطقة في الأيام القليلة الماضية، والاشارة إلى أن مقاتلين من جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا أسروا الطيار حيا واصطحبوه إلى أحد مقارهم بالمنطقة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على حسابات مؤيدة للمعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي حطام الطائرة المشتعلة على ما يبدو في منطقة مفتوحة وقد أحاط بها مسلحون، ونشر بعض المستخدمين بشكل منفصل صورة لرجل قالوا إنه الطيار.

وأكد الجيش السوري أن طائرة كانت في مهمة استطلاعية سقطت بعد قصفها بصاروخ أرض-جو. وأضاف أن الطيار نجا وتجري محاولات لإنقاذه.
وكانت المعارضة نجحت من قبل فى اسقاط طائرة حربية سورية في محافظة حماة بغرب البلاد يوم 12 مارس ونفوا وقتئذ أيضا تقرير وزارة الدفاع الروسية بأنهم استخدموا صاروخا مضادا للطائرات.
وعلى صعيد التطورات السياسية قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ينبغي أن يقرره الشعب السوري ويجب تهيئة الظروف الملائمة لهذا القرار، جاءت تصريحات بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال بشأن ما إذا كان ينبغي تأجيل المناقشات بخصوص مستقبل الأسد.
في حين أكد جون تيفت، السفير الأمريكي لدى موسكو أن الولايات المتحدة تنتظر من الرئيس السوري اتخاذ قرار بترك المنصب الذي يشغله حاليا، وقال السفير:" من جانبنا، قلنا إن مستقبل سوريا يجب أن يشمل بشار الأسد. ونحن نتوقع أن يعلن الأسد عاجلا أم أجلا، عن استعداده لترك منصبه لكي تبدأ المرحلة الانتقالية التي يجري بحثها في مفاوضات جنيف".

ذكر السفير أن " هذا الشخص لطخ نفسه بدماء عشرات الآلاف من القتلى. وبالتالي، فإننا نعتقد بأنه لا يملك الحق في البقاء في سدة الحكم في هذه الدولة".
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل بدء جولة جديدة من المفاوضات في جنيف إن محادثات السلام المرتقبة بشأن الانتقال السياسي في سوريا ستختبر ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه التفاوض بنية حسنة أم لا.
وقال كيري "الأساس الآن هو مدى قدرة الأسد على التفاوض بنية حسنة ولابد أن نختبر ذلك."
أوضح كيري الذي يعمل مع روسيا من أجل إقناع الأسد بالتنحي إنه لا يوجد طريقة لإنهاء الأزمة السورية في ظل بقاء الأسد في السلطة، مضيفا "لا أرى أي طريقة ممكنة لبقاء الأسد لأنه لا توجد طريقة لإنهاء الحرب مع بقائه في السلطة ولا توجد طريقة لإنهاء العنف ولا توجد طريقة يمكنه أن يوحد البلاد بها، لذلك لابد أن تقر إيران وروسيا وغيرهم بأنهم إذا أرادوا تحقيق السلام لابد أن يرحل الأسد."
من ناحية أخرى وعلى صعيد متابعة تنفيذ الهدنة في سوريا، أكد مركز المصالحة الروسي في قاعدة "حميميم" بريف اللاذقية أنه تم إبرام اتفاقية مصالحة مع بلدة جديدة في محافظة دمشق. وبذلك يبلغ عدد البلدات التي انضمت إلى الهدنة 58، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار مع قادة فصيلين مسلحين في ريف دمشق، يصل عدد أفرادها الإجمالي إلى 250 من المقاتلين.
وحسب الأرقام الرسمية، يبلغ عدد المجموعات المسلحة المعلنة عن التزامها وقبولها شروط وقف الأعمال القتالية47 مجموعة، وبشكل عام، هناك التزام بوقف إطلاق النار في غالبية محافظات سوريا.

أكد المركز انه بالرغم من تسجيل 5 انتهاكات لوقف النار يوم أمس، 4 أبريل ، بما في ذلك مرتين في اللاذقية ومرة في كل من درعا ودمشق وحمص، واستمر القصف بالهاون على مواقع الجيش السوري في المراكز السكنية، في ساندران ومزرعة عمرو من جانب جامعات مسلحة لم تحدد بعد.
وفي درعا، قصف مسلحو الجيش السوري الحر بالرشاشات الثقيلة مواقع الجيش الحكومي في منطقة المحطة.
وعلى طريق سيارات حمص– حماة، قصف المسلحون المركز السكني "دار الكبرى" في محافظة حمص وتسبب ذلك بتدمير سيارة ركاب خفيفة، وفي ريف دمشق، قام مسلحو جيش الإسلام، من موقعهم في حزرمة، بإطلاق قذائف هاون على قرية مرج السلطان ونجم عن ذلك جرح مدني.
ويبقى الوضع متوترا في حلب وضواحيها، فخلال الأسبوعين الماضيين تعرضت أحياء المدينة للقصف من جانب المسلحين ونجم عن ذلك مقتل 26 شخصا وأصيب 38 آخرين من المدنيين بجروح.