الجيش اليمني يتقدم في الجوف.. والمبعوث الأممي يضع 5 نقاط لحوار الكويت
الأربعاء 06/أبريل/2016 - 08:36 م
طباعة

في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لإطلاق مفاوضات الكويت التي تجمع أطراف الصراع اليمني في 18 أبريل الجاري، بهدف التوصّل إلى اتفاقٍ سياسي، يضع حدًا للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام، وأدت إلى تدخلٍ عسكري إقليمي لإجهاض محاولات الحوثيين الاستيلاء على السلطة، حقق الجيش اليمني تقدمًا في تعز مع استمرار هدنة الحدود بين السعودية والحوثيين.
الوضع الميداني:

صدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوماً لمليشيات الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، حاولت خلاله فجر اليوم الأربعاء، استعادة مناطق خسرتها في عدة جبهات في مدينة تعز جنوبي اليمن، خلال معارك سابقة، فيما شهدت جبهات أخرى اشتباكات ومواجهات شرسة بين الطرفين.
وتزامنت المعارك مع غارات لطيران التحالف على مواقع المتمردين في مناطق «هيلان» غرب مأرب، وفي مناطق مديرية نهم شمال شرق صنعاء، وفي مديرية الغيل في محافظة الجوف.
و قتل 5 من قوات الشرعية في اليمن، فيما تم أسر 10 مسلحين حوثيين إثر مواجهات اندلعت بين الطرفين خلال الساعات الماضية، في محافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية، شمالي البلاد، حسب مصدر في المقاومة.
كما جددت مقاتلات التحالف أمس، قصف مواقع مسلحي تنظيم «القاعدة» في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وفي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وأفادت مصادر أمنية بأن الغارات استهدفت معسكر الدفاع الجوي الذي يسيطر عليه التنظيم شرق المكلا، كما طاولت المجمع الحكومي في مدينة زنجبار.
ودكت طائرات التحالف مواقع في صعدة قرب الحدود السعودية، كان يتحصن فيها الحوثيون وجماعة صالح، وأصابت الغارات أهدافها بدقة عالية، وسقط عدد من مقاتلي الحوثيين قتلى نتيجة الغارات. كما ضيّق الجيش الوطني واللجان الشعبية الخناق على عدد من المواقع التابعة لحجة وصعدة. وأعطبت القوات السعودية المرابطة على الحدود عدداً من المعدات العسكرية بعد اكتشاف تحركات وحشود عسكرية.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، كشف وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي عن أن الحكومة ستجري تعديلات في بعض الحقائب في القريب العاجل، وتحدث عن تغيير في الفريق الحكومي المشارك في مشاورات الكويت، حيث سينضم إليه رئيس الوزراء أحمد بن دغر.
المخلافي قال في تصريحات نقلتها صحيفة "الشرق الأوسط" إن التعديلات التي أجراها الرئيس هادي في الحكومة ستعطيها فرصاً أكبر في النجاح، كما ستؤثر بشكل إيجابي على موقف الفريق الرسمي في مشاورات الكويت٬ وتعزز الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية.
فيما اتهم أعضاء المجلس الأعلى لأبناء محافظة "صعده" شمالي اليمن (الموالي للشرعية في البلاد)، الولايات المتحدة بالتساهل مع الحوثيين- الذين يسيطرون على العديد من المناطق والمواقع والمؤسسات الحكومية باليمن - وتجاهل إرهابها.
جاء ذلك في لقاء أعضاء المجلس، مساء أمس الثلاثاء، بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، في العاصمة السعودية الرياض.
ونقل المركز الإعلامي للمقاومة في إقليم أزال، عن محمد شبيبة عضو المجلس، قوله إنه "عرض على السفير الأمريكي عدة نقاط، من بينها تساهل واشنطن مع إرهاب الحوثيين وعدم الجدية في دعم الشرعية، واللعب بورقة الحوثيين من أجل مصالحهم في المنطقة".
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، تتواصل الترتيبات المتصلة بوقف إطلاق النار في اليمن يوم 10 أبريل الجاري، والذي سيسبق جولة أخرى من مفاوضات الحل السياسي التي ستستضيفها الكويت يوم 18 من الشهر الجاري.
لجنة حكومية يمنية معنية بالتهدئة والتواصل مع الأطراف ذات العلاقة وصلت إلى الكويت أمس، وقبلها كانت الحكومة اليمنية قد سلمت ملاحظاتها حول ورقة مقدمة من مبعوث أمين عام الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وفريقه متعلقة بترتيبات وقف إطلاق النار.
هذه الورقة كانت أحد نقاط البحث بين ولد الشيخ أحمد ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، التي شددت على أن دعم أوروبا لعملية السلام سيتخطى القول إلى الفعل من خلال إيفاد خبراء عسكريين إلى اليمن للعمل مع اللجان التي ستشكلها الأطراف اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار.
من جانبها، قالت موغيريني: "نعتقد أن لدينا أسباباً وجيهة للأمل.. لاسيما قبل وقف إطلاق النار اعتبارا من 10 أبريل واستئناف محادثات السلام يوم 18 أبريل في الكويت، ولا نزال بحاجة إلى التأكد من أن هذا سيحدث".
مباحثات الطرفين ربطت بين نزع فتيل الأزمة في اليمن وبين الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب.
وأعلن المبعوث الدولي إلى اليمن أن المحادثات ستركز على خمس نقاط أساسية وأن وقف إطلاق النار يجب أن يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. والخمس نقاط الأساسية هي: 1-سحب الميليشيات والمجموعات المسلحة، 2-تسليم السلاح الثقيل للدولة، 3- ترتيبات أمنية انتقالية، 3-الحفاظ على مؤسسات الدولة وبدء الحوار الشامل السياسي، 4- وجود لجنة للمعتقلين والسجناء.
يذكر أن المباحثات اليمنية المرتقبة في الكويت سبقتها في الرياض مباحثات مع وفد يمثل الحوثيين، هدفها بحسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيجاد مخرج سياسي للأزمة اليمنية.
و كشف المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريح أمس، عن توصل الوفد الحوثي الموجود في السعودية إلى اتفاق مع الجانب السعودي في سياق ما وصفه بـ «التفاهمات الأولية التي تؤدي إلى وقف شامل للأعمال العسكرية في البلاد وفتح آفاق واضحة للدخول في الحوار السياسي اليمني- اليمني المزمع عقده منتصف الشهر الحالي برعاية الأمم المتحدة".
وقال عبدالسلام إنه «تم التوافق على استمرار التهدئة على طول الشريط الحدودي، بما في ذلك جبهة ميدي الحدودية ووقف الأعمال العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية خطوةً أولى ووقف التصعيد العسكري في بقية محاور القتال وصولاً إلى إنهاء الحرب واستكمال ملف المفقودين والأسرى وتجميع بياناتهم وتبادل الكشوفات بشأنهم».
المشهد اليمني:
بات الفرقاء في اليمن أكثر قناعةً بالحل السلمي مع فشل الصراع المستمر لأكثر من عام، وبات الجميع مستسلمًا للحل السياسي عبر الأمم المتحدة، حيث ستبدأ أولى جلسات الحوار في 18 أبريل الجاري.. فهل ستشهد الكويت محطة النهاية للأزمة اليمنية؟