خبير ألماني: "حزب البديل من أجل ألمانيا" يعيد النظر في القيم الديمقراطية
الخميس 07/أبريل/2016 - 04:04 م
طباعة

اعتبر الباحث في علم الاجتماع السياسي بمعهد دوسلدورف، والذي تتركز أبحاثه على دراسة اليمين المتطرف والنازية الجديدة. والخبير في قضايا التطرف والإرهاب أليكساندر هويسلر في حوار مع دويتشه فيله أن "حزب البديل من أجل ألمانيا" يتلاعب بعواطف الناخبين وتخوفاتهم، كما أكد على وجود مواقف متطرفة ومنبوذة في مشروع برنامجه الحزبي.
نص الحوار
يقدم كل حزب عادة برنامجه ثم يبدأ في استقطاب الناخبين. يبدو الأمر مختلفا مع حزب البديل من أجل ألمانيا: فقد حصل بداية على تأييد من خلال صناديق الاقتراع ثم قام بعرض برنامجه لاحقا. لماذا الأمر كذلك؟
أليكساندر هويسلر: إنها من خصوصيات الأحزاب الشعبوية اليمينية، فهي أحزاب لا تريد أساسا تقديم مطالب موضوعية، بل تريد التلاعب بمخاوف الناس. في البداية كان الحديث عن أزمة اليورو والآن يتم التلاعب سياسيا بأزمة اللاجئين كموضوع أساسي، بهدف الحصول على أصوات عبر صناديق الاقتراع. وهذا ما يفعله حزب البديل من أجل ألمانيا والذي يجد صعوبة في تقديم برنامج سياسي مكتمل. والجدل القائم حاليا داخل الحزب يشير ولا شك إلى عدم وجود تصورات موحدة بداخله.
مشروع البرنامج الذي عرضه حزب البديل لألمانيا أخيرا في 45 صفحة ينصب في موضوع واحد، هو العداء للإسلام. فهو يطالب ب "منع بناء المساجد واستخدامها" في حين أن دستورنا الأساسي في ألمانيا يضمن الحق في حرية ممارسة العقيدة. فكيف يمكن تصور هذا المنع؟
هذا غير ممكن بالتأكيد. إن حزب البديل لألمانيا ينهج تقاليد غيره من الأحزاب اليمينية الشعبوية، مثل اتحاد المواطنين الأحرار وحزب شيل في هامبورغ. وإذا ما نظرنا إلى مشروع برنامج هذا الحزب فسنجد أنه ينظر للقيم الديمقراطية الأساسية في جمهورية ألمانيا الاتحادية نظرة المشكك فيها، حيث نجد أنه يطالب بالتراجع عن قوانين المواطنة الحديثة والعودة إلى مبدأ الانتماء العرقي. كما نجد في مشروع الحزب تراجعا عن مسار الاندماج الأوروبي الذي ابتعد عن التصورات العسكرية بين البلدان. كما نجد في البرنامج مطالب خطيرة بشأن حرية الصحافة. ويعني ذلك أنه يضع المكتسبات الديمقراطية التي تم تحقيقها على مدى عشرات السنين موضع تشكيك.
الجناح اليميني المحافظ للحزب يقف خلف هذا المشروع. هل هناك أغلبية داخل هذه الجماعة الحزبية تؤيد ما يتضمنه المشروع من معاداة للإسلام بشكل قوي؟
حتى في المشروع الأول للبرنامج الحزبي الذي تم نشره سابقا نجد مثل تلك المطالب. غير أن مطلب منع بناء المساجد يعبر عن موقف متفاقم للجناح اليميني المتطرف داخل الحزب. والذي يقوى باستمرار ويحصل على تأييد أقوى بالنظر إلى الانتخابات المحلية الأخيرة.
من الملاحظ أنه منذ التخلي عن رئيس الحزب السابق لوكي ازداد مسار حزب البديل باتجاه اليمين. فقد ارتفع عدد أعضاء الحزب خصوصا في الولايات الشرقية الألمانية، وبذلك تحصل قيادات الحزب وخصوصا الولايات في شرق ألمانيا على نفوذ أكبر. وهو توجه باتجاه اليمين المتطرف.
ستتم مناقشة البرنامج الأساسي للحزب وإقراره خلال مؤتمر الحزب في شتوتغارت نهاية شهر أبريل. هل ينتظر الذين انتخبوا هذا الحزب عروضا سياسية أخرى، مثلا في مجالات الاقتصاد وقضايا التعليم أم أنهم سيكتفون بشعار "الإسلام لا ينتمي لألمانيا" ؟
ستكون هناك صراعات كبيرة حول توجهات الحزب. ويوجد داخل الحزب جناح اقتصادي متطرف يسعى إلى نهج سياسات ليبرالية وتكريس مطالب تقليدية في البرنامج، مثل إلغاء إعانات البطالة، وغيرها من المواقف حتى وإن كانت تتعارض مع مطالب أعضاء الحزب، مثل ضرورة الرجوع إلى نظام تحديد المسئولية عند فشل الزواج في القوانين الخاصة بالطلاق .
مثل هذه المطالب التي يؤيدها أعضاء الحزب قد جرى إبعادها عن برنامج الحزب بأمل عدم إظهار الحزب في صورة متطرف.
هل سيصبح لألمانيا ناخبون يمينيون شعبويون بشكل قوي كما هو الحال في فرنسا وهولندا والنمسا، خصوصًا وأن حزب البديل من أجل ألمانيا أصبح ممثلا في ثماني ولايات؟
لا يمكن تأكيد ذلك حاليا. ما يقوم به الحزب حاليا يضر به أساسا خصوصا من خلال الصراعات الداخلية للحصول على السلطة. وقبل الانتخابات الاتحادية ستكون هناك انتخابات في ولاية نورد راين فيستفالن وهي الولاية الأكثر سكانا في ألمانيا. وخلال هذه الانتخابات سيتضح ما إذا كان باستطاعة هذا الحزب التقدم في مثل هذه الولاية المتعددة الثقافات بشكل قوي، وسيتضح معها مدى قدرته على ترسيخ مكانته على الأرضية السياسية في ألمانيا، وهل سيشكل قوى يمينية تتفوق على الحزبين المحافظين المسيحيين.