غدًا وقف إطلاق النار في اليمن.. ولقاء الكويت يبحث تطبيق القرار 2216
السبت 09/أبريل/2016 - 09:45 م
طباعة

من المفترض أن يبدأ وقف إطلاق نار شامل في اليمن ابتداءً من غدٍ الأحد، ربما يمهد لمفاوضات بين أطراف الصراع من المقرر ان تنعقد في الكويت يوم 18 الشهر الجاري، برعاية الأمم المتحدة ومندوبها السيد إسماعيل ولد الشيخ.
الوضع الميداني

أكدت تقارير إعلامية، احتفاظ الجيش الوطني اليمني، بجثث لمقاتلين من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، لقوا مصرعهم في الأيام الماضية في المعارك الدائرة في جبهات الجوف وصرواح وشبوة.
وقالت مصادر عسكرية يمنية، إن القتلى المنتمين للحرس الثوري وميليشيات الحزب اللبناني، دخلوا اليمن بطرق غير شرعية لدعم ميليشيات الانقلابيين الحوثيين.
وأكدت المصادر عثورها على وثائق بحوزة القتلى (الذين لم تحدد عددهم) تؤكد انتماءهم للحرس الثوري وحزب الله، وهو ما يؤكد استمرار طهران والحزب الشيعي، بدعم الانقلابيين في اليمن.
ولفتت المصادر، إلى أن الحكومة اليمنية شكّلت لجانًا مدنية للكشف على تلك الجثث للخروج بتقرير حول حقيقة مشاركتهم بالمعارك الدائرة في البلاد وتأكيد الجهات التي ينتمون إليها.
بغضون ذلك، قُتل مدنيان وأصيب آخرون، مساء الجمعة، في قصف مدفعي عشوائي، شنه الحوثيون، على حي سكني في مدينة تعز، وسط اليمن، في تصاعد جديد لوتيرة أعمال العنف، قبيل دخول قرار وقف إطلاق النار، بين أطراف الصراع، حيّز التنفيذ، منتصف ليل الأحد، بحسب مصدر طبي.
وقال رئيس قسم الطوارئ الداخلية، في مستشفى “الثورة” الحكومي بتعز، الدكتور أحمد الدميني، إن “مدنيين اثنين، قتلا، وأصيب 17 آخرون، في القصف المدفعي الحوثي، الذي طال حيي (حوض الأشراف) و(الإخوة)، وسط المدينة”.
فيما نفى تنظيم "القاعدة" اليوم السبت، الأنباء التي تحدثت عن إعدامه نحو 20 جندياً، بعد توقيفهم بينما كانوا على متن حافلات في محافظة أبين، جنوبي اليمن.
وأوضح بيان منسوب للفرع المحلي للتنظيم المعروف بـ"أنصار الشريعة"، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أنهم ينفون علاقتهم بحادثة القتل التي حصلت في منطقة أحور بمحافظة أبين.
وقال البيان إن أهل المنطقة يعلمون أن من قام بالقتل هو عصابة يقودها شخص يُدعى علي عقيل، وعرفهم بأنهم "جماعة من المفسدين في الأرض قطعوا الطريق وأخافوا السبيل وجرائمهم معلومة مشهورة"، وأشار التنظيم إلى أن مسلحيه بدأوا قبل شهرين بعملية مطاردة لتلك المجموعة، داعياً وسائل الإعلام لتحري الدقة.
المشهد السياسي:

أطلق جهاز الأمن القومي في اليمن، الذي تسيطر عليه جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، أمس الجمعة، سراح نيت هاربر المعتقل الأمريكي لديه منذ أسبوع.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية، في وقتٍ سابق، أن سلطنة عمان ساعدت في إطلاق سراح مواطن أميركي لم يكشف عن اسمه في اليمن، مضيفةً أنّ الأمريكي "نقل مساء أمس (الجمعة) من صنعاء إلى مسقط قبل عودته إلى بلاده".
وفي سياق اخري وصل وفدًا من جنوب اليمن يمثل رموز مكونات الحراك الجنوبي المختلفة، وبتمثيل وطني لكافة محافظات الجنوب لعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين في العاصمة الرياض.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ إرم نيوز فإن الوفد الذي وصل الرياض يضم نحو 17 من كبار قيادات الجنوب، بينهم علي هيثم الغريب؛ القيادي البارز في الهيئة الوطنية الجنوبية للتحرير والاستقلال، وفؤاد راشد أمين سر المجلس الأعلى للحراك الثوري، والدكتور سيف الجحافي؛ الأمين العام لمؤتمر القاهرة الجنوبي.
فيما أعلنت مصادر يمنية أن الرئيس المخلوع على عبدالله صالح رفض التوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار في اليمن، ما دفعه إلى الاتجاه جنوبًا لخلط الأوراق قبل مباحثات الكويت المزمع انعقادها منتصف أبريل الجاري.
المسار التفاوضي:

وعلى المسار التفاوضي، كشف وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، وجود توافق نهائي حول مسودة اتفاق بشأن ترتيبات وقف إطلاق النار والالتزامات المتبادلة في هذا الجانب.
وأوضح المخلافي في تصريح صحفي أن التجربة سوف تبدأ من تعز ثم تمتد إلى كل المحافظات.
وأكد اليمن أن المشاورات المقبلة ستقتصر على القرار الدولي 2216. وقال الدكتور محمد العامري مستشار الرئيس اليمني وعضو الفريق الحكومي المشارك في مشاورات الكويت، إن محادثات الكويت في 18 أبريل الحالي، ستقتصر فقط على تطبيق القرار الأممي 2216، الذي لا يزال ساري المفعول، مستبعدا الحاجة لقرار جديد قبل تطبيق القرارات السابقة.
وأكد في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن الحكومة أعدت رؤيتها لإنهاء الانقلاب، وستقدم في محادثات الكويت آلية لتطبيق القرار 2216، تتركز على استعادة مؤسسات الدولة والأسلحة التي تم نهبها، إضافة إلى تنفيذ إجراءات بناء الثقة من فك حصار المدن وإطلاق سراح المختطفين والتي سبق للمبعوث الأممي أن أعلن عنها، موضحا أنه "لا توجد مسودة للمشاورات غير آلية تطبيق قرار مجلس الأمن، وهو ما سنذهب من أجله".
وأضاف العامري أن لجانا عسكرية أعدت آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وستوزع مهامها عبر لجان محلية بإشراف المحافظين المعينين من قبل الحكومة، وبوجود خبراء من الأمم المتحدة، موضحاً" أن الحكومة الشرعية تعلم جيدا أن الانقلابيين لن يلتزموا بالهدنة كما هو عهدهم في كل مرة، لكنها ستمضي في طريق السلام رغم ذلك"، مضيفاً "رغم ذلك ستمضي الحكومة نحو مشاورات الكويت للبحث عن طريق السلام لشعبها، ونؤكد للعالم أننا لم نختر الحرب التي فرضتها الميليشيات عبر انقلابها على مؤسسات الدولة"
المشهد اليمني:
ويعلق اليمنيون الآمال على مفاوضات الكويت في انتشال البلد من حالة الحرب، لكن مراقبين يرون أن السلام الدائم لن يكون في متناول اليد من أول اللقاءات.
ويعتقد مراقبون، أن مفاوضات جادة قد تخترق جدار الأزمة اليمنية مستغلة التهدئة المفروضة في المنطقة والتي تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للسعودية في 21 أبريل الجاري.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أعلن في 23 مارس الماضي، أن أطراف الصراع اليمني، وافقوا على وقف “الأعمال العدائية” في البلاد، اعتبارًا من منتصف ليلة 10 أبريل الجاري، على أن تبدأ جولة مفاوضات مباشرة بين الأطراف في 18 من الشهر ذاته، في الكويت.
يُذكر أن الأمم المتحدة رعت جولتين من المفاوضات بين أطراف الصراع اليمني، في مدينتي جنيف وبازل بسويسرا، خلال الأشهر الماضية، دون التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو عام ونصف.