ردود أفعال تيار الإسلام السياسي على زيارة العاهل السعودي لمصر
الأحد 10/أبريل/2016 - 03:27 م
طباعة

إن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر التي طالما زعم التنظيم خلال الآونة الأخيرة أن الموقف السعودي منه يتغير، رغم اعتبار المملكة في بدايات عام 2014 بأن الجماعة تعد تنظيمًا إرهابيًا، المفاجئة في هذه الخطوة أن أحزابًا إسلامية مثل حزب الجماعة الإسلامية، رحبت بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، والتأكيد على أهمية هذه الزيارة على العلاقات "المصرية- السعودية".
ولكن كان للإخوان رأيٌ آخر في تلك الزيارة المهمة. أما جماعة الإخوان الإرهابية، فهاجمت في بيان لها اللقاء الذي تم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وزعمت أنها لا تعترف بتلك الاتفاقيات وأبرزها اتفاقية تعيين الحدود البحرية، وهو ما رأى خبراء بأن هذه الخطوة ستضرب علاقة الجماعة بالسعودية تمامًا خلال الفترة المقبلة.
فيما أعلن الخبراء والمحللون، أن الموقف الحاسم للرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بجزر تيران وصنافير، الواقعة في محيط البحر الأحمر وخليج العقبة، سيشجع المملكة العربية السعودية في تنفيذ الاتفاقيات السبعة عشر التي تم إبرامها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بين الرئيس المصري والملك السعودي.

صرح الدكتور كمال الهلباوي، وهو قيادي بارز منشق من جماعة الإخوان، والمتحدث السابق باسم إخوان أوروبا، أوضح أن الإخوان طالما تحدثوا خلال الفترة الماضية بأن الملك سلمان يتوسط لحل الأزمة بينهما وبين النظام، إلا أن الزيارة الأخيرة للعاهل السعودي كذبت جميع تلك الشائعات.
علاقة الجماعة مع السعودية ليست جيدة والدليل على ذلك أن التنظيم ما زال إرهابيًا في المملكة ولم يتم الاستغناء عن هذا القرار حتى الآن، مشيرًا إلى أن بيانهم الهجومي يزيد الأمور تعقيدًا عليهم من قبل السعودية. الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أكد أن الجماعة لم تكن تتوقع قيام العاهل السعودي بزيارة لمصر، وكثيرًا ما تحدثت أن الموقف السعودي يتغير من الجماعة تدريجيًا.
ويضيف أن الجماعة صدمت كثيرًا من تلك الزيارة بعدما علمت أن موقف الملك سلمان مثل موقف الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي يؤيد النظام في مصر، وأنه لا تغيير في المواقف، مشيرًا إلى أن الزيارة والاتفاقيات التي تم إبرامها تزعج كثيرا الجماعة، وبيانهم الأخير سيزيد الأمور تعقيدًا بينهم وبين المملكة.
وأعلن

السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن كلًّا من مصر والسعودية عازمتان على تنفيذ الاتفاقيات الـ 17 التي تم إبرامها، موضحًا أن الترحيب الهائل لمصر بالملك السعودي والموقف الرئيس من الزيارة يشجع على تنفيذ السعودية للاتفاقيات.
وصرح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الزيارة جاءت بنتائج فاقت التوقعات، والاتفاقيات التي تم إبرامها وستسهم في تعميق التعاون بين الرياض والقاهرة خلال الفترة المقبلة.
وتباينت ردود أفعال التيار الإسلامي في مصر تجاه زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بين الترحيب والدعوة لحل الأزمة السياسية.
حيث رحب حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، بزيارة الملك لمصر، داعيًا إياه، بحسب بيان لهم، "أن يتوسط في زيارته لتسوية الأزمة المصرية على أسس عادلة تجمع الشعب على كلمة سواء".
وقال حزب "غد الثورة" إنه "ينظر بكثير من التفاؤل لزيارة الملك سلمان، لثقة الحزب في حكمته وسعيه الدءوب لحل أزمات المنطقة العربية ومواجهة تحدياتها، وأبرزها الخطر الإيراني"، بحسب بيانٍ.
كما ذكر الحزب الذي أسسه أيمن نور، حليف الإخوان الهارب للخارج، أن "الثقل السياسي الذي تتمتع به السعودية من شأنه الدفع باتجاه إنهاء الاحتقان السياسي والانقسام المجتمعي في مصر الذي اقترب كثيرًا من درجات الخطر الذي لا يخشى من تداعياته على مصر وحدها، بل سيمتد وفق حقائق التاريخ والجغرافيا إلى المنطقة كلها".
على الجانب الآخر، أعلنت قيادات الإخوان رفضهم لما أثير عن وساطة ملكية لحل الأزمة السياسية بمصر والتوسط للمصالحة.
يقول القيادي الإخواني يحيى حامد: "لا مصالحة مع نظام السيسي، وسيسقط ولو دعمتموه بكل أموالكم"، في إشارة إلى زيارة سلمان لمصر.
بدوره غرد جمال حشمت: "كل اتفاق يتم مع السيسي فيه تفريط في ثروات مصر أو حدودها أو حقوقها التاريخية باطل بإجماع المصريين والقانون الدولي والوطنية المخلصة".
إلى ذلك أكد تقرير نشره "راديو فرنسا الدولي" أن جماعات الإسلام السياسي في مصر تأمل أن تحقق زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية للقاهرة، تقدمًا نحو تقريب وجهات النظر بشأن جهود المصالحة بين النظام وجماعة اﻹخوان المسلمين، والتي تأتي في إطار جهود الملك سلمان ﻹنشاء جبهة "سنية" واسعة بهدف مواجهة النفوذ الشيعي لإيران.
غير أن

القيادي بالجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد، هاجم جماعته، وقال في تدوينه عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "بلسانكم جميعاً.. أستطيع أن أقول ابتداءً: البيان الأخير لحزب البناء والتنمية "ملوش أي تلاتين أي لازمة"".
غير أن الدكتور محمد صلاح، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن طلب الجماعة الإسلامية من الملك سلمان التوسط للمصالحة مع النظام، ليس إلا "بالونة اختبار".
وأوضح أن التيار الإسلامي، ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين في وضع ضعيف للغاية، مشيراً إلى أن لدى قطاع واسع مع الجماعة رغبة أكيدة في عقد مصالحة مع النظام، والعودة للعمل الدعوي، غير أنها تخشى ردود فعل الشباب في الشارع وأسر القتلى في ميدان رابعة العدوية، بالإضافة إلى فقدان الدعم الدولي سواء في تركيا أو قطر أو أمريكا.
ولفت إلى أن دعوة الجماعة الإسلامية للملك بالتوسط لدى مصر، من أجل المصالحة هي دعوة حقيقية، وليست لـ"الشو الإعلامي".
وأشار إلى أن هذه الدعوة "لن تجد آذاناً صاغية في الوقت الراهن، إلا إذا أطلقت من جانب قيادات الإخوان في السجون، ولا سيما الرئيس المعزول محمد مرسي، والمرشد العام للجماعة محمد بديع"، منوهاً بأن أية دعوات تخرج من غير هذين الشخصين، ليست إلا "بالونات اختبار".
ويستبعد

الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، تمامًا، تطرق زيارة الملك سلمان للقاهرة للحديث عن المصالحة مع جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان المسلمون.
وأضاف أن الزيارة "لها مدلولات سياسية أبرزها نفي الادعاءات الكاذبة التي رددها الإخوان منذ تولي الملك سلمان العرش بوجود خلافات في وجهات النظر بين القاهرة والرياض، وينتظر أن يحرص خادم الحرمين الشريفين على ذلك في كلمته أمام مجلس النواب على توضيح هذه النقطة".
وأشار الخبير السياسي إلى أن "المملكة العربية السعودية تتفهم جيدًا رفض الشعب المصري أجمع المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، الأهم من ذلك أن السعودية تدرك خطورة وجود جماعات الإسلام السياسي في المشهد السياسي في مصر وغيرها من البلدان العربية، وأنها أول من أظهرت تأييدها لثورة 30 يونيو، والتي أدت لعزل مرسي وخروج الإخوان من المشهد السياسي نهائيًا".
وقال الخبير السياسي: "رهان جماعات الإسلام السياسي على حدوث تحول في موقف الملك سلمان بشأن المصالحة لا أساس له من الصحة، ولا يمكن اعتباره حجرًا أساسيًا جديدًا للتحدث عن تحولات في الموقف السعودي بالقيام بدور وساطة لحل الأزمة السياسية في مصر".
واعتبر أن جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم يبنون آمالهم، بأنهم يستطيعون الرهان على الرؤية الدينية المتزمتة التي رافقت خطاب الملك سلمان خلال السنوات العشر الماضية في بناء موقف جديد يضايق النظام المصري برئاسة السيسي.
بدوره قال

السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق: "إن السعودية لا تحتاج إلى جماعة الإخوان المسلمين أو أنصارهم من جماعات الإسلام السياسي لتكوين تحالف "سني" ضد الحلف الشيعي الإيراني بالمنطقة".
وأضاف أن المملكة "تراهن على التحالف الإسلامي العسكري في مواجهة النفوذ الإيراني، والحرص على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول الإسلامية والعربية".
ولفت إلى أن توقيت زيارة الملك سلمان للقاهرة "له عدة مدلولات سياسية، من أبرزها التأكيد على قوة العلاقات بين القاهرة والرياض، وحرص المملكة على دعم مصر، خاصة وأن الزيارة تأتي قبل زيارة الملك سلمان لتركيا وحضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة دول الخليج العربي، وبالتالي فالزيارة سوف توجه ضربات لجماعات الإسلام السياسي في مصر وفي الخارج".