موسكو ودمشق ينسقان للتصعيد في حلب.. ومخاوف من انهيار الهدنة

الأحد 10/أبريل/2016 - 08:01 م
طباعة موسكو ودمشق ينسقان
 
هل تراجع داعش
هل تراجع داعش
يواصل الجيش السوري عملياته ضد معاقل تنظيم داعش والجماعات الإرهابية المختلفة، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير عن إعداد سلاح الجو الروسي والجيش السوري لعملية مشتركة لاستعادة حلب وسط مخاوف من انهيار هدنة وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك في الوقت الذي شدد فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري على ضرورة تفعيل التعاون بين موسكو وواشنطن لتعزيز الهدنة في سوريا، وأكد الطرفان التزامهما بتعزيز الجهود الرامية إلى محاربة "داعش" و"جبهة النصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما، كما اتفقا على اتخاذ إجراءات إضافية بشأن قطع إمدادات وتوريد الأسلحة والمسلحين من الخارج.
أعرب الوزيران عن دعمهما للجهود، التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من أجل تنظيم جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، مؤكدين ضرورة ضمان الطابع الشامل للحوار السوري-السوري ومشاركة أكراد سوريا في العملية التفاوضية على أساس تكافؤ الحقوق.
على صعيد آخر رحب الجانبان باتفاق وقف إطلاق النار في منطقة نزاع قره باغ، مشددين على التزامهما بالإسهام في تطبيع الأوضاع هناك.  
ويرى محللون أن اتفاق وقف العمليات القتالية الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة يتعرض لضغوط جديدة مع اشتعال القتال بين قوات المعارضة وقوات الجيش السوري قرب حلب في حين من المتوقع وصول مبعوث من الأمم المتحدة إلى دمشق في محاولة لإعطاء دفعة للجهود الدبلوماسية المتعثرة.
وبدأ العمل بالهدنة في فبراير بهدف تمهيد الطريق لاستئناف محادثات لإنهاء القتال المستمر منذ خمس سنوات، لكنها انتهكت على نطاق واسع وكل طرف يلقي اللوم على الآخر في انتهاكها، ويرى محللون أن القتال الدائر جنوبي حلب يعد أكبر تحد لاتفاق الهدنة حتى الآن.
وعلى صعيد متصل أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا في مساعيها لتسوية الأزمة السورية تنطلق من مصالحها قبل كل شيء، والإشارة إلى أن مسألة التسوية في سوريا هي "مسألة ذات أهمية مبدئية بالنسبة لروسيا، لأن محاولات تحويل هذا البلد إلى بؤرة للإرهاب تعتبر ضربة، بما في ذلك ضربة ضدنا".
محاولات مستمرة لانجاح
محاولات مستمرة لانجاح المباحثات السياسية
ذكرت زاخاروفا أن نزع الألغام من مدينة تدمر السورية تعطيه روسيا هو الآخر أهمية بالغة، "وذلك ليس فحسب بسبب وجود آثار فيها، بل لأنه جزء من عملية إعادة الحياة في سوريا إلى طبيعتها"، والتأكيد على أن هناك تطورات إقليمية ودولية مرتبطة بالأزمة السورية، تعتبر روسيا معالجتها هي الأخرى من مصالحها القومية، إلى جانب اهتمامها بمكافحة الإرهاب الدولي.
أعلنت زاخاروفا أن روسيا تبقى دولة رائدة في حل أكثر القضايا الدولية حدة، على الرغم من محاولات لعزلها على الساحة العالمية، قائلة: "بالطبع لسنا معزولين وهو أمر بديهي، فنحن نتعامل سواء مع شركائنا الذين لم يقفوا ضدنا من قبل، أو مع الذين أعلنوا أننا أصبحنا في عزلة".
نوهت إلى أنه على الرغم من حدوث تراجع ملحوظ في علاقات روسيا مع الدول الغربية، إلا أن موسكو هي التي ترأست، إلى جانب واشنطن، مجموعة دعم سوريا، ويعقد المجتمع الدولي عليها آمالا في نجاح عملية السلام في هذا البلد، الأمر الذي يدل على فعالية سياسة موسكو الخارجية.
شددت زاخاروفا أنه من الخطأ وصف العلاقات الراهنة بين روسيا والولايات المتحدة بأنها عودة "حرب باردة"، علما بأن الحديث لا يدور عن صراع بين نظامين دوليين مختلفين، فهناك قيم مشتركة بين البلدين مثل الحرية والديمقراطية واقتصاد السوق، لكن ثمة خلافات بين موسكو وواشنطن حول عدد من القضايا،  واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن الهدف الحقيقي من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على روسيا هو إضعاف الدول الأوروبية، علما أن "الرصاصات الموجهة إلى روسيا ترتد على أوروبا وتضربها".
كيري ولافروف ونقاش
كيري ولافروف ونقاش مستمر
يأتي ذلك في الوقت الذي رفض فيه مسؤول إيراني بارز في تصريحات للتليفزيون الإيراني ما وصفه بأنه طلب أمريكي بمساعدة طهران في حمل الأسد على ترك السلطة قائلًا إنه يتعين أن يكمل فترة ولايته وأن يسمح له بخوض انتخابات الرئاسة "مثله مثل أي سوري".
من جانبه قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي  إن البلدين تعدان معًا عملية "لتحرير" حلب كبرى المدن السورية والتي كانت المركز التجاري بالبلاد قبل اندلاع الصراع في عام 2015، خاصة أن حلب الآن مقسمة إلى مناطق تسيطر الحكومة على بعضها والمعارضة على البعض الآخر، مضيفًا بقوله "نحن مع شركائنا الروس نحضر لعملية لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه."
في حين أكد ديمتري سابلين عضو المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي وأحد أفراد الوفد لوكالة الإعلام الروسية " أن الطيران الروسي سيدعم عملية الهجوم البري للجيش السوري."
تخريب سوريا
تخريب سوريا
على الجانب الآخر قالت بسمة قضماني عضو الهيئة العليا للمفاوضات وهي المجلس الرئيسي الذي يمثل المعارضة السورية لصحيفة جورنال دي ديمونش إن الأيام العشر الماضية شهدت تدهورًا خطيرًا وصل إلى درجة أن الهدنة أصبحت على وشك الانهيار، وأضافت إن البعثة الروسية الأمريكية لمراقبة الهدنة لا حول لها.
وكان مركز التنسيق الروسي للمصالحة في سوريا رصد وصول ما يزيد عن 350 من مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" إلى بلدتي مخيم حندرات والليرمون شمال غربي حلب خلال الساعات الـ24 الماضية، والاشارة إلى أن مسلحي التنظيم الذي يواصل حشد قواته في المنطقة يملكون ناقلتي جند "بي أم بي" و13 عربة رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة.
في حين لقي 24 عنصرًا من تنظيم "داعش" الإرهابي مصرعهم، بالإضافة إلى 8 مدنيين، إثر غارات جوية نفذتها طائرات حربية لم تُعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، وكشفت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن نشطاء سوريين بأن 24 "داعشيا" على الأقل بينهم ثلاثة قياديين لقوا مصرعهم، بالإضافة إلى 8 مدنيين جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يتم التعرف عليها.
أضاف النشطاء أن الغارات الجوية وقعت بعد منتصف ليل السبت 9 أبريل واستهدفت مدينة الرقة شمال سوريا.
في حين قال التحالف الدولي الذي يقود العمليات ضد تنظيم "داعش" ، إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 24 غارة ضد التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
وذكرت قوة المهام المشتركة أن الضربة التي نفذت في سوريا كانت بالقرب من الرقة ودمرت مضختين لاستخراج النفط.
وركزت الضربات الجوية في العراق على مواقع قتالية للتنظيم بالقرب من 9 مدن منها الموصل، حيث أصابت 8 ضربات 3 وحدات تكتيكية لـ"داعش" و5 منشآت للاتصالات.

شارك