مخاوف من انهيار الهدنة السورية.. والروس يواصلون الدعم العسكري والإنساني

الثلاثاء 12/أبريل/2016 - 10:19 م
طباعة مخاوف من انهيار الهدنة
 
بالرغم من سريان هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، إلا أن الاشتباكات عادت من جديد، وتبادلت الأطراف المعنية الاتهامات بشأن مسئولية الطرف الآخر عن خرق الهدنة،  يأتي ذلك في الوقت الذى لمحت فيه موسكو إلى وجود ضغوط من واشنطن في الملف السوري.
الجيش السوري يوسع
الجيش السوري يوسع من عملياته
من جانبها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في حلب والغوطة الشرقية يهدد وقف إطلاق النار ويمكن أن يتسبب في انهيار محادثات السلام السورية، وقال المتحدث باسم الوزارة رومان نادال "فرنسا تعبر عن قلقها من تجدد العنف خلال الأيام القليلة الماضية. وتحذر من أن عواقب الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه على حلب والغوطة الشرقية تشكل تهديدًا على وقف العمليات القتالية".
أضاف أن الحكومة ومن يساندها سيكونون "مسؤولين عن أزمة إنسانية جديدة وفشل المفاوضات السورية- السورية" التي من المقرر أن تستأنف غدًا الأربعاء.
بينما أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية بأن العمليات التي يقوم بها الجيش قرب حلب تأتي في إطار الإعداد لشن عملية ضد المسلحين في الرقة وقرب دير الزور.
أضاف بقوله "يقاتل الجيش السوري الآن في حلب، وتجري العمليات القتالية في حلب نظرا للحاجة لشن عملية أخرى في الرقة ودير الزور وغيرهما  والجيش السوري سيصل إلى كل المناطق التي ينشط بها الإرهابيون، لا توجد منطقة في سورية مغلقة أمام الجيش السوري... إلا أن الجيش يقرر أولويات المهام التي يتم وضعها ووفقا لذلك، فإنه ينفذ عملية هجومية في المناطق التي يتعين تحريرها".
من جانبه قال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا، أنور عبد الهادي "شن داعش هجومًا على عدد من مواقع حليفه السابق في اليرموك تنظيم جبهة النصرة وحقق تقدما كبيرا بعد أن سيطر على نحو 60 بالمئة منه"، وأن داعش "قام بمحاصرة تنظيم جبهة النصرة في عدة مناطق وطالبه بالانسحاب"، مشيرًا إلى أن "عددًا من عناصر تنظيم جبهة النصرة قاموا بمبايعته".
هل تراجع داعش تحت
هل تراجع داعش تحت الضربات الجوية
واعتبر عبد الهادي أن "التصعيد الذي قام به داعش في المخيم، جاء نتيجة هزيمته الأخيرة في تدمر والقريتين ليثبت أنه ما زال قويًا وقادرًا على القتال".
وهاجم تنظيم داعش، في الأول من أبريل 2015، مخيم اليرموك الذي دخله من حي الحجر الأسود المجاور، بتنسيق مع "جبهة النصرة". وتمكن من السيطرة على 70 في المئة من المخيم قبل أن ينسحب إلى الأحياء الجنوبية منه، ويقطن في مخيم اليرموك حاليًا نحو ستة آلاف مدني، ويبلغ عدد عناصر تنظيم داعش فيه نحو ثلاثة آلاف يتوزعون في المخيم وفي حي الحجر الأسود المجاور له، في حين يبلغ عدد مسلحي تنظيم "النصرة" نحو 300 عنصر.
كان تنظيما "داعش" و"النصرة" يسيطران على نحو 70 بالمئة من مخيم اليرموك فيما كانت تسيطر الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن السوري على شمال المخيم.
من ناحية أخرى أعلن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على روسيا في قضية الأزمة السورية، مؤكدا أن ذلك لا يساعد على تنسيق جهود عسكريي البلدين في سوريا، مضيفا" إن موسكو تلاحظ في الفترة الأخيرة "تسييس مسائل" واستخدام جلسات في نيويورك وجنيف لممارسة الضغط على روسيا، مؤكدًا أن موسكو ترفض ذلك، وأن هذه الأفعال غير الودية لا تساعد على التنسيق، بما في ذلك على مستوى وزارتي الدفاع.
وأعرب عن أمله في أن يدفع تطور الأوضاع الولايات المتحدة للتعاون مع روسيا بشكل أعمق، بما في ذلك في حلب، مشيرا إلى أن موسكو لا تسحب أيا من اقتراحاتها لواشنطن حول تعميق التعاون في سوريا، معتبرا أن موسكو تأسف لرفض الجانب الأمريكي التعاون مع دمسق وكذلك أي تعاون عملي مع القوات الجوية الروسية، مشيرًا إلى أنه لو تم التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بهذا الشأن لكان من الممكن تنفيذ عملية القضاء على "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما بشكل أكثر فعالية.
وأكد على أن موسكو تؤكد التزامها بنظام الهدنة في سوريا، مشيرًا إلى عدم وجود أي أساس لاتهام روسيا بانتهاك هذا النظام، مشيرًا إلى أن الاتصالات التي تجري بين العسكريين والجهات المعنية في روسيا والولايات المتحدة تؤدي إلى انخفاض عدد انتهاكات الهدنة.
مخاوف من انهيار الهدنة
مخاوف من انهيار الهدنة السورية.. والروس يواصلون الدعم العسكري والانسانى
أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن أنشطة المنظمات الإرهابية، بما فيها تلك التي تعمل في محيط حلب السورية، هي التي تتسبب في حدوث انتهاكات للهدنة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه المركز الروسي للتنسيق في قاعدة حميميم الجوية باللاذقية ، أن الجيش العربي السوري صد هجوما لمسلحي تنظيم "جبهة النصرة" في محافظة اللاذقية، وأوضح المركز أن صد الهجوم أدى إلى تراجع عناصر التنظيم الإرهابي إلى مواقعهم السابقة بالقرب من بلدة زايتونجيك.
أشار المركز إلى انه تم تسجيل 4 خروقات لنظام وقف إطلاق النار في ريف اللاذقية، وذلك خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث واصلت فصائل "أحرار الشام" قصفها على 4 بلدات باستخدام مدافع الهاون والصواريخ، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى و3 جرحى بين المدنيين، والتأكيد على أن القوات السورية الحكومية والقوات الجوية الروسية لم توجه ضربات إلى مجموعات المعارضة المسلحة التي أعلنت وقفها الأعمال القتالية وأبلغت المركزين، الروسي أو الأمريكي للتنسيق، بمواقعها.
وتمت الإشارة إلى أنه  أجريت محادثات مصالحة مع ممثلين عن بلدتين في محافظة حمص، وتم إبرام اتفاقية وقف الأعمال القتالية مع قياديين ميدانيين لتشكيلين مسلحين في محافظة دمشق، يبلغ قوامهما حوالي 300 شخص، والاشارة إلى أن 61 بلدة تشارك حاليا في عملية الهدنة، بينما بلغ عدد تشكيلات معارضة التي أعلنت عن التزامها بتنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية 49.
القوات الروسية تعاون
القوات الروسية تعاون الجيش السوري فى تنفيذ مهامه
وكشف المركز عن قيام خبراء الألغام السوريين فككوا العبوات المتفجرة على مساحة 2,4 هكتار في مدينة القريتين، فيما بدأ السكان عمليات إعادة إعمار مبانيهم.
وفى هذا السياق أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أن المهندسين العسكريين الروس تمكنوا من إزالة الألغام في منطقة تتجاوز مساحتها 180 هكتارا في تدمر السورية، وقال في اجتماع مع قيادة الجيش والأسطول في المركز الوطني لإدارة الدفاع ، انه تم إزالة الألغام في الطرق التي يبلغ طولها 30 كيلومترا ومنطقة تصل مساحتها إلى 182 هكتارا، وقد تم العثور على 2987 عبوة ناسفة"، معتبرًا أن القوات الروسية ستقيم مشفى ميدانيًا في تدمر السورية لتقديم المساعدات الطبية للجنود الروس في الوقت المناسب، مشيرًا إلى أن هذا المشفى المزود بأجهزة طبية حديثة قادر على العمل بشكل مستقل على مدى 30 يوما.
شدد على أن وزارة الدفاع الروسية ستقيم في سوريا مخبزا متنقلا، في إطار تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين، موضحا أن المخبز المذكور قادر على إنتاج 8 أطنان من الخبز يوميا، مؤكدا أن تزويد المواطنين بالماء والخبز لا يزال مشكلة حادة اليوم في تدمر.

شارك