المهاجرون يتدفقون من ليبيا إلى أوروبا.. والأزمة مستمرة بين اليونان ومقدونيا

الثلاثاء 12/أبريل/2016 - 11:38 م
طباعة المهاجرون يتدفقون
 
تواصل أزمة المهاجرين واللاجئين في أوروبا في فرض نفسها على الساحة السياسية، في ضوء تنامي تدفق المهاجرين عبر ليبيا، إلى جانب وسط توتر في العلاقات بين اليونان ومقدونيا،  بعد أن حاول العشرات دفع عربة قطار على خط للسكك الحديدية يؤدي إلى مقدونيا. وخلال اضطرابات اليوم وقف رجال فوق عربة القطار وصاحوا ولوحوا بعلمي اليونان وألمانيا للتعبير عن احتجاجهم، وسار آخرون صوب الحدود ولوحوا بأغصان الزيتون للجنود المقدونيين الذين وقفوا للحراسة على الجانب الآخر من سياج الأسلاك الشائكة.
ولم يستمر التوتر طويلًا ولم يشبه ما حدث حين أصيب عشرات المهاجرين واللاجئين بعد أن أطلقت شرطة مقدونيا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على الحشود على الجانب اليوناني من الحدود.

المهاجرون يتدفقون
وعبر رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس عن أسفه لما حدث في مقدونيا الأحد بوصفه "عارا على الحضارة الأوروبية"، واتهم تسيبراس مقدونيا أنها تصرفت بشكل "معيب" عندما صدت بالقوة والقنابل المسيلة للدموع مئات اللاجئين، الذين كانوا يحاولون عبور الحدود بالقوة بين اليونان ومقدونيا.
وقال تسيبراس إن قوات الأمن المقدونية استخدمت "الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بمواجهة أشخاص لم يشكلوا أي تهديد ولم يكونوا مسلحين" مضيفا أنه لأمر "يمثل عارًا كبيرًا على الحضارة الأوروبية وعلى الدول التي تريد أن تكون جزءا من الحضارة الأوروبية." 
يذكر أن مقدونيا مرشحة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005.
كان مئات اللاجئين من أصل نحو 11 ألفا يضيق بهم الطرف اليوناني من الحدود مع مقدونيا حاولوا العبور إلى مقدونيا، ما دفع قوات الأمن المقدونية إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لصدهم، في حين قالت اليونان إنه تم أيضا استخدام الرصاص المطاطي، الأمر الذي نفته سكوبيي، وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنه حصل بالفعل استخدام للرصاص.
من جانبه قال المتحدث باسم المنظمة جوناس هانسن الموجود في المكان "لقد عالجنا ما بين 30 و40 شخصا من الرجال و أيضا من النساء والأطفال اثر إصابتهم بالرصاص المطاطي في أنحاء مختلفة من أجسادهم، بينهم ثلاثة أطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات أصيبوا في الرأس"، ومن أصل 260 جريحًا كان اثنان لا يزالان في المستشفى.

المهاجرون يتدفقون
على الجانب الآخر اعترض خفر السواحل الليبي ستة مراكب مطاطية على متنها 649 مهاجرا خلال محاولتهم الإبحار بطريقة غير شرعية نحو السواحل الأوروبية، وأعادهم إلى البر الليبي قبل أن يسلمهم إلى سلطات طرابلس.
من جانبه قال العقيد أيوب قاسم المتحدث باسم القوات البحرية في طرابلس إنه عند الساعة الواحدة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي تم "ضبط ستة قوارب مطاطية" قبالة صبراتة ، وأنه كان "على متنها 649 مهاجرًا غير شرعي، من بينهم 12 امرأة وخمسة أطفال" هم من جنسيات افريقية، بينها السنغال وكينيا ونيجيريا وسيراليون ومالي والنيجر، وتم لاحقا تسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية".
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان جهاز خفر السواحل الليبي عن إنقاذ 115 مهاجرا في البحر قبالة طرابلس بعدما توقف مركبهم في البحر.
يرى متابعون أن ليبيا تفتقد للرقابة الفعالة على حدودها البحرية والبرية بفعل النزاع المسلح على الحكم فيها، المنطلق الرئيسي في إفريقيا لآلاف المهاجرين الحالمين ببلوغ أوروبا الواقعة على بعد نحو 300 كلم فقط من السواحل الليبية.
المهاجرون يتدفقون
وكان خفر السواحل الإيطاليون أعلنوا أنهم أنقذوا 1850 مهاجرا عبر ثماني عمليات منفصلة في قناة صقلية التي تفصل إيطاليا عن السواحل الليبية.
في حين شدد مارتين كوبلر، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، عن اعتقاده بأنه من غير المتوقع على المدى القريب عقد اتفاقية فاعلة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا بخصوص اللاجئين.
قال كوبلر "حكومة الوحدة الليبية موجودة الآن فقط على الأوراق، ومساحة تصرفها ما زالت حاليا صغيرة جدا."
وبسبب ذلك استبعد كوبلر التوصل مع ليبيا في الشهور القادمة إلى اتفاق يشبه الاتفاق الأوروبي التركي وقال: "لذلك سيكون توقعنا بتحقيق اتفاق هذا الصيف مثل الاتفاق المبرم مؤخرا بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تفاؤلا مبالغا فيه." وأضاف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا "الوضع في ليبيا غير مستقر رغم كل خطوات التقدم التي تحققت."
طالب مارتين كوبلر المجتمع الدولي بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى ليبيا وقال يجب أن تقدم المساعدات إلى حكومة الوحدة في حدود بداية شهر رمضان،  وتابع المبعوث الدولي: "علاوة على ذلك من المهم أن الرسالة السياسية بأن العالم يقف مترابطا خلف حكومة الوحدة في طرابلس وأن يجهز لإنشاء مشروعات مساعدة مثل "صناديق الاستقرار"، يمكنها أن تقوم بالمساعدة العاجلة في المناطق التي استعادت فيها الحكومة الجديدة السيطرة".

شارك