استمرار انتهاكات الهدنة.. والحوثيين يؤكدون تنفيذ القرار2216
الأربعاء 13/أبريل/2016 - 07:36 م
طباعة

استمرت الهدنة التي بدأت منتصف ليل الاثنين في اليمن، ولكن مع وجود بعض الخروقات التي لم تؤثر عليها، فيما شدد المبعوث الأممي إلى اليمن على ضرورة حفاظ الأطراف على الهدنة.
الوضع الميداني:

على صعيد الوضع الميداني، قتل أركان حرب اللواء 314 مدرع في قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، خلال معارك تجددت شرق العاصمة صنعاء، في ثالث أيام الهدنة التي شهدت استمراراً للخروقات بوتيرة أقل مما كانت عليه في اليومين الماضيين.
وأعلن الحوثيون أن العميد الحوري، "قُتل في نِهم إلى جانب عدد آخر من الجنود الموالين للشرعية، أثناء محاولتهم الزحف على مواقع جديدة في المديرية".
في السياق ذاته، تجددت المعارك في نِهم بشكل متقطع خلال الأيام الأخيرة، وسط اتهامات متبادلة من الطرفين بخرق الهدنة التي بدأت فجر الاثنين المنصرم.
إلى ذلك، شهد اليوم الثالث للهدنة تواصلاً للخروقات، ولكن بوتيرة أقل، حيث جرت اشتباكات متقطعة في أطراف مأرب الغربية وبين محافظتي تعز ولحج، ولم يسجل وقوع غارات جوية للتحالف العربي.
قالت مصادر ميدانية وعسكرية يمنية إن ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح ارتكبت أكثر من 169 خرقا للهدنة خلال أقل من 48 ساعة على بدء سريانها.
وقال العميد صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري في تعز وقائد اللواء 22 ميكا، إن ميليشيات الحوثي والمخلوع ارتكبت أكثر من 80 خرقا للهدنة في تعز حتى مساء الثلاثاء.
وأضاف العميد صادق سرحان خلال تفقده جبهات القتال في المطار القديم واللواء 35 مدرع أن الميليشيات لم تترك للهدنة أي مجال، لافتا إلى أنها من أول لحظة بدأت بالاعتداءات والهجوم على مواقع الجيش والمقاومة والمدنيين.
وأضاف، أن هجمات الميليشيات، تضاعفت منذ بدء سريان الهدنة على ما كانت عليه سابقا.
ووفق مصادر ميدانية فقد توزعت تلك الخروقات بين هجوم وقصف ومحاولات تسلل على مواقع المقاومة وقصف على الأحياء السكنية وحالات قنص واختطافات إضافة إلى التعزيزات للأفراد والتحشيد للآليات .
كما طالبت الميليشيات وعبر مكبرات الصوت من أبناء منطقة بني علي حيفان جنوب تعز بإخلاء منازلهم ومدارسهم تمهيداً لقصفها واقتحامها.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وفي خرق صارخ للهدنة تواصل إحكام حصارها على المدينة من المداخل الشرقية والشمالية ومفرق شرعب الرونة والضباب غربا وتمنع دخول المواد الأساسية والإغاثية والمشتقات النفطية وتقيد حرية التنقل.
وأكدت المصادر مقتل ما لا يقل عن 3 من رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وإصابة 7 آخرين، كما قتل أحد المدنيين وأصيب 10 آخرون نتيجة القصف المدفعي على الأحياء السكنية .
وفي ذات السياق اتهمت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، الحوثيين والقوات الموالية لصالح، بمواصلة خرق الهدنة شرق العاصمة لليوم الثاني على التوالي.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات تجددت اليوم في مديرية "نهم" شرق صنعاء بعد قصف الحوثيين مواقع للمقاومة والجيش الوطني.
وحسب مصادر المقاومة، فقد جرى تسجيل 37 خرقا للهدنة من قبل قوات الحوثي وصالح في المحافظة ولا تزال الخروقات مستمرة.
وجددت ميليشيات الحوثي وصالح خرقها للهدنة بمحافظة مأرب شمال شرقي صنعاء لليوم الثاني على التوالي، لتبلغ عدد خروقاتها في مناطق مختلفة بالمحافظة 9 خروقات.
وقالت مصادر ميدانية إن هجوماً نفذته الميليشيات على مواقع الجيش والمقاومة صباح الثلاثاء بجبهة المخدرة شمال غربي مأرب ما أسفر عن مقتل أحد رجال الجيش والمقاومة وإصابة أربعة آخرين بجروح مختلفة .
وكان مسلحو الحوثي وصالح أطلقوا القذائف على مواقع للجيش والمقاومة في مديريات المصلوب والغيل والمتون بمحافظة الجوف، ما أدى إلى مقتل أحد رجال المقاومة وجرح آخر. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن إجمالي الخروقات التي ارتكبتها الميليشيات في مختلف الجبهات بمحافظة الجوف بلغت 10 خروقات.
وفي البيضاء بوسط اليمن قالت المصادر إن الميليشيات ارتكبت 14 خرقا في جبهات مختلفة وقامت بقصف منازل في منطقة الصومعة، ما أسفر عنه إصابة امرأة بجروح خطيرة.
كما رصدت المصادر وقوع 8 خروقات من قبل الميليشيات في محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد و11 خرقا في محافظة الضالع بوسط اليمن.
المشهد السياسي:
فيما توجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم إلى جمهورية تركيا لترأس وفد اليمن في القمة الإسلامية الـ 13تحت شعار (الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام).
وتتقدم الملفات التي ستناقشها القمة القضية الفلسطينية والأوضاع الراهنة في كل من اليمن و سوريا وليبيا وأفغانستان والصومال ومال و جامو وكشمي والبوسنة والهرسك ،وكذلك اعتداءات أرمينيا على أذربيجان، وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد نزاعات وأوضاعاً أمنية غير مستقرة.
المسار التفاوضي:

أكد المتحدث باسم جماعة الحوثي المسلحة "محمد عبدالسلام" " موافقة جماعته على قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة اليمنية "بما فيها القرار 2216، هو الموقف نفسه الذي أبلغناه الأمين العام للأمم المتحدة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي في رسالة رسمية بعثتها إليه»، مضيفا ان تجار الحروب بالسعي إلى إجهاض هدنة وقف إطلاق النار، مؤكدا أن ملف المعتقلين، بمن فيهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، في طريقه إلى الحل.
وأكد " عبد السلام رئيس " في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" موافقة جماعته على قرارات مجلس الأمن بخصوص الأزمة اليمنية، مؤكدا أنهم ليسوا مع بقاء السلاح خارج إطار الدولة، في إشارة ضمنية إلى موافقتهم على تسليم السلاح الثقيل إلى الدولة، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216. وأعرب محمد عبد السلام، عن أن جماعته ترغب في استمرار الهدنة وعدم وقوع خروقات.
وقال إن «الخروقات تؤثر على مسار التفاهمات وعلى مسار الحوارات السياسية التي من المفترض أن تحدث في الكويت، ولهذا، الأمل ألا تحصل خروقات وقد شهدنا اليوم، بعكس الأمس، هدوءا أفضل من اليوم الأول»، مضيفا «كنا قد وضعنا آلية خلال لقاء ظهران الجنوب، الأحد الماضي، مع لجان المحافظات المشتركة في حال حصلت خروقات يتم الرفع بها ومراقبتها واحتواؤها».
وكشف عن أن الاتفاقات الموقعة في ظهران الجنوب: «اتفاقيات لوقف إطلاق نار دائم بين ممثلي الجبهات العسكرية وشخصيات اجتماعية مشتركة، ومراقبة أي أعمال عسكرية أيا كانت هذه الأعمال والحد منها، وفتح الطرقات والممرات، على أن تعقد اللجان المحلية لقاءاتها في كل محافظة على حدة كي تسود الثقة بين الجميع»، مؤكدا أن «فريق التهدئة والتنسيق المشكّل من قبل الأمم المتحدة في مفاوضات سويسرا يجب أن يشرف على مسار عمل اللجان، كما هو المتفق».
وقال إنهم لا يعدون هذه هدنة، «بل نعتبرها خطوة مهمة في سبيل وقف شامل للحرب وتمهيدا أساسيا لحوار الكويت، ووقف الأعمال العسكرية هي الخطوة الصحيحة التي يجب أن تسبق أي حوار سياسي حتى يثق الشعب اليمني بجدية هذه المشاورات ويمنحها الدعم الكامل».
وأوضح "عبدالسلام" إن «ملف المعتقلين والأسرى وأي محتجز بشكل كامل، بما فيهم الصبيحي (وزير الدفاع) وفيصل رجب، وشقيق هادي في طريقه للحل، طالما قامت لجنة الأسرى والمعتقلين المشكّلة منا ومن الطرف الآخر ومن الجانب السعودي بدورها في تبادل الكشوفات وآليات عملها، ففي الأخير نحن لا نريد أن يظل أسيرًا في المعتقلات، وكلما تعززت حالات التوافق والتهدئة كانت الأجواء مهيأة للحل، وفي مقدمتها الملف الإنساني الخاص بالأسرى».
أكد الرئيس عبدربه منصور هادي، خلال استقباله المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ أمس في الرياض، أن الشعب اليمني يحتاج اليوم إلى السلام والوئام بعد معاناة طويلة من الخراب والدمار والحصار. وأضاف: نتطلع إلى جهود الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة إلى المحتاجين في مختلف المناطق، خصوصاً محافظة تعز التي عانت الكثير جراء الحصار الظالم. وتابع هادي: سنذهب إلى الكويت ونحن نحمل همّ مجتمع وشعب عانى ويلات الحروب والحصار والدمار الذي فرضته عليه الميليشيا الانقلابية، تحت منطق القوة والتراجع عن توافق وإجماع إرادة الشعب اليمني. وأشاد هادي بالجهود التي بذلها ولد الشيخ خلال الفترة الماضية لبحث فرص تحقيق السلام المبنية على قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً القرار 2216.
الوضع الإنساني:

ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزّع أمس الاثنين 4000 سلة غذائية في" مشرعة وحدنان " والقرى والهجر المحيطة بهما بمحافظة تعز اليمنية من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركائه من الجمعيات والمؤسسات بالمحافظة.
وتسلم المستفيدون في "مشرعة وحدنان" والقرى المحيطة بهما ما خصص لهم من سلال غذائية التي تأتي ضمن مشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية مقدمة من المركز للمتضررين في المحافظة , فيما ستوزع بقية السلال الغذائية المخصصة لبقية مديريات محافظة تعز في الأيام القادمة.
وأكدت مصادر حقوقية بمحافظة عمران إلى الشمال من صنعاء أن ميليشيات الحوثي المسلحة ارتكبت 212 انتهاكا حقوقيا ضد الأطفال تحديدا، والمواطنين المدنيين بالمحافظة عموما.
وبحسب تقرير لمنظمة رصد الانتهاكات الحوثية بمحافظة عمران، فإن من ضمن تلك الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي المسلحة 100 انتهاك ضد الطفولة خلال الثلاثة الأشهر الماضية من يناير إلى مارس، وتنوعت بين تجنيد إجباري وقتل وخطف للأطفال.
كشف تقرير حديث لمركز الإعلام الاقتصادي المتخصص عن وقوع 107 حالات انتهاك، خلال الربع الأول من عام 2016، تعرض لها إعلاميون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، وتوزعت بين حالات قتل واختطاف وإصابة وتهديد، ومحاولة قتل واقتحام ونهب منازل ومؤسسات إعلامية، واعتداء بالضرب وإيقاف ومصادرة الصحف، إلى جانب حجب واختراق مواقع إلكترونية.
المشهد اليمني:
ويعلق اليمنيون الآمال على مفاوضات الكويت في انتشال البلد من حالة الحرب، لكن مراقبين يرون أن السلام الدائم لن يكون في متناول اليد من أول اللقاءات.
ويعتقد مراقبون أن مفاوضات جادة قد تخترق جدار الأزمة اليمنية، مستغلة التهدئة المفروضة في المنطقة، والتي تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للسعودية في 21 أبريل الجاري.