الانتخابات التشريعية تنطلق في سوريا.. والمبعوث الأممي يستأنف مباحثات السلام
الأربعاء 13/أبريل/2016 - 11:02 م
طباعة


الانتخابات السورية
بالتزامن مع سريان هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، والاستعداد لجولة جديدة من مباحثات السلام، انطلقت اليوم الانتخابات التشريعية السورية بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف مرشح لانتخاب 250 عضوًا برلمانيًا، وفتحت المراكز الانتخابية التي تجاوز عددها السبعة آلاف أبوابها.
وتعد هذه ثاني انتخابات تشريعية سورية تجري في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، وتقول الحكومة السورية إن الانتخابات تجري بما يتوافق مع جدول زمني حالي يتطلب إجراءها كل أربع سنوات.
في حين قالت روسيا إن الانتخابات لا تتعارض مع محادثات السلام وإنها تتوافق مع الدستور.
وتعهدت الحكومة وعدد كبير من الجماعات المسلحة باحترام اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه في فبراير شباط بهدف السماح باستئناف المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب ولم تكن جبهة النصرة وداعش جزءًا من الاتفاق.
يأتي ذلك في الوقت الذى يواجه فيه اتفاق "وقف الأعمال القتالية" - الذي شهد بالفعل انتهاكات على نطاق واسع - ضغوطا دفعته إلى شفا الانهيار بسبب اشتداد القتال بين القوات السورية وجماعات مسلحة قرب حلب.

الحرب السورية مستمرة
ويسلط التصعيد الضوء على المشهد القاتم بالفعل بالنسبة لمحادثات السلام المقرر أن تستأنف هذا الأسبوع في جنيف، وتقول الأمم المتحدة إن المحادثات ستستأنف يوم الأربعاء بينما قال وفد الحكومة السورية إنه مستعد للانضمام للمحادثات بدءا من يوم الجمعة.
وسبق أن عبرت فرنسا وإيران عن قلقهما من تصاعد العنف في سوريا بعد تحذيرات مماثلة من الولايات المتحدة وروسيا وسط الضغوط التي يتعرض لها اتفاق الهدنة الهش جراء القتال قرب مدينة حلب.
ومنذ الصباح الباكر فتح الاتحاد العام للنقابات أبوابه لاستقبال الناخبين ووضعت طاولتان عليهما صندوقان وسط صورة ضخمة للرئيس بشار الأسد وتمثال ذهبي لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد، وقال هاشم ونوس لوكالات الأنباء إن الانتخابات تجعل الدولة أقوي وأعرب عن أمله في تحسن الأوضاع قائلا "نحن نخبة مثقفة ونتمنى أن يتحسن الوضع السياسي والأمني بعد هذه الانتخابات. لا نريد تصعيدا نريد أن تتحسن الأمور في الشام."
بينما قالت إلهام شاهين (43 عاما) إن "أهم شيء أن تكون الانتخابات نزيهة. نحن كشعب أقوي عندما نجري الانتخابات. نحن بحاجة إلي هذه الانتخابات في هذا الوضع. شكرا للجيش العربي السوري ولحلفائنا إيران وروسيا وحزب الله."
ويرى محللون أن تدخل روسيا في الحرب إلي جانب إيران والجيش السوري وحزب الله الشيعي أدى إلي تغيير موازين القوي لصالح بشار الأسد.

مباحثات السلام مستمرة
وفي المدينة الجامعية في دمشق تجمع العشرات من المهجرين من مدينة حلب وريفها وهي كبرى المدن السورية للإدلاء بأصواتهم إضافة إلى الطلاب الذين يقطنون في المدينة الجامعية، وعلقت على إحدى قاعات الجامعة يافطة كتب عليها "نحن شريان الحياة. رح نشارك." وذيلت بتوقيع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، وفي لافتة أخرى كتبت عبارة "الانتخابات التشريعية حق وواجب".
من جانبه أدلى الرئيس الأسد وعقيلته بصوتيهما في مكتبة الأسد في دمشق، وهذه أول مرة يصوت فيها الرئيس في الانتخابات التشريعية ويمثل اندلاع القتال في الصفوف الأمامية جنوبي حلب أخطر تحد حتى الآن أمام الهدنة.
ونقل التلفزيون السوري عن بشار الاسد بعد إدلاءه بصوته "نحن نخوض حربا عمرها خمس سنوات، صحيح تمكن الإرهاب من تدمير الكثير من البنية التحتية وتمكن الإرهاب من سفك الدماء لكنه لم يتمكن من تحقيق الهدف الأساسي الذي وضع له وهو ضرب البنية الأساسية في سوريا البنية الاجتماعية الهوية الوطنية."
من جانبه قال القاضي هشام الشعار رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية إن "العملية الانتخابية تسير بشكل جيد ولم تسجل أي شكوى أو إشكالات حتى هذه اللحظة والإقبال علي المراكز الانتخابية جيد، وأضاف خلال جولته علي المراكز الانتخابية "أرى إقبالا كثيفا على الانتخاب وهذا يؤكد علي إصرار المواطن السوري علي ممارسته حقه الدستوري ولممارسته لحقه الدستوري يكون يقف إلى جانب الجيش العربي السوري في مقاومة
على الجانب الآخر قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن على جميع الأطراف في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام في سوريا الالتزام بوقف الاقتتال وإعطاء محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة فرصة، وأضاف كيري لدى تقديمه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي بشأن حالة حقوق الإنسان في العالم "الولايات المتحدة تعارض استخدام التعذيب بكل أشكاله وفي أي وقت سواء على يد حكومة أو أي جهة لا تتبع دولة."
من جانبه افتتح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا جولة جديدة من مباحثات السلام وقال إنه يسعى لتجديد الالتزام بالحفاظ على الهدنة الهشة في سوريا، وقال دي ميستورا أيضا إنه خلال اجتماعات عقدها في الفترة الأخيرة مع مسؤولين بارزين في موسكو ودمشق وطهران وعمان رأى تأييدا واهتماما للمحادثات يهدف لتحقيق انتقال سياسي في سوريا.
بينما أكد رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف، أسعد الزعبي، اهتمام المعارضة بالتوصل إلى اتفاق بشأن عملية الانتقال السياسي خلال الجولة الحالية من مفاوضات جنيف، متهما الحكومة السورية بارتكاب "مجازر" في البلاد، مضيفا أن "النظام لا يريد الحل السياسي بل يصر على الحل العسكري".
من جانبه اعتبر رئيس الوفد المعارض أن روسيا "غير جادة في قضية رحيل النظام السوري وحتى الآن لم تحدد موقفها من حكم انتقالي كامل الصلاحيات".

لافروف
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن في وقت سابق أن روسيا تعول على تمسك الولايات المتحدة وغيرها من الأطراف المعنية بشأن التسوية في سوريا بما جرى الاتفاق عليه حول ضرورة إنشاء جهة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية تعتمد على وفاق بين السلطة والمعارضة.
وسبق للمبعوث الأممي إلى سوريا أن أعلن أن الجولة الثالثة من المفاوضات ستكون مكرسة لبحث عملية الانتقال السياسي، وعلى مبادئ الحكم الانتقالي والدستور.
كان وفد المعارضة السورية التابع للهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن قائمة الرياض، قد وصل جنيف ، وضم الوفد الذي وصل قادما من الرياض كلا من رئيس الوفد أسعد الزعبي، وكبير المفاوضين محمد علوش، وسهير الأتاسي، ومحمد صبرا، ونذير حكيم، وفؤاد عليكو وغيرهم، أما وفد الحكومة السورية فلن يصل إلى جنيف قبل 15 أبريل ، إذ أصرت دمشق على تأجيل المفاوضات غير المباشرة إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابيات البرلمانية التي بدأت الأربعاء في سوريا.
يذكر أن دي ميستورا برر تأجيل انطلاق المفاوضات بضرورة ضمان جدية الأطراف بشأن الانتقال السياسي.