خسائر الحرس الثوري ترتفع.. إيران تغرق في المستنقع السوري
الخميس 14/أبريل/2016 - 01:07 م
طباعة

تزايدت خسائر إيران العسكرية، التي فضّلت الوقوف إلى جانب نظام الأسد، والمشاركة في الحرب بسوريا، عبر إرسال قواتها وميليشياتها، منذ اندلاع الأحداث الدامية في البلاد.
مقتل جنود إيرانيين

فقد قتل 4 جنود من الجيش الإيراني النظامي في سوريا، حسبما نقلت وكالة تسنيم للأنباء يوم الاثنين عن ضابط في الجيش الإيراني.
وجاء مقتل هؤلاء الجنود الإيرانيين بعد أقل من أسبوع على إعلان طهران نشر قوات خاصة إيرانية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وهي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود من القوات النظامية الإيرانية في سوريا، فقد اقتصرت خسائر إيران في السابق على ضباط وجنود من الحرس الثوري. وكان ضابط في الجيش الإيراني أعلن منذ نحو أسبوع أن طهران أرسلت جنودًا من الواء 65 أحد أهم ألوية القوات الخاصة الإيرانية لدعم الجيش السوري.
وبالتزامن مع تزايد عدد أفراد القوات الإيرانية في سوريا، يزداد عدد قتلى ضباطها، فقد أعلنت وسائل إعلام إيرانية أنّ طهران فقدت خلال شهر أبريل الجاري، 23 عسكرياً لها في سوريا، بينهم العقيد "ما شاء الله شمسة" العامل في صفوف الحرس الثوري؛ حيث قُتل في 2 أبريل، على يد أحد قناصي تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة حلب.
ومن القوات الخاصة المرسلة خلال الآونة الأخيرة، قُتل عدد من العسكريين منهم "سيد روح الله حسيني"، و"مهدي جعفري"، و"بشير ناطقي" (كتائب الفاطميون)، و"غلام حسين"، و"أمجد علي"، و"سيد سر تاج حسين"، و"مرتضى حيدري" (ميليشيات زينبيون الباكستانية) في معارك بمحيط حلب.
وقبل يومين، قُتل في معارك جنوب حلب، كلٍّ من العقيد "مجتبى ذوالفقار نسب"، العامل في الكتيبة 45 بالقوات الخاصة، والضابط "مرتضى زرهرند" المنتسب للكتيبة 258، إضافة إلى الملازم "مجتبى يد اللهي، وزميله "محسن كيتاسلو"، العاملان في الكتيبة 65.
و ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن العقيد مجتبى ذو الفقار نسب، قائد "وحدة الاستخبارات في اللواء 45 مغاوير في الجيش الإيراني" قد قُتل في إحدى المعارك أيضا، إلى جانب ضابط من "اللواء 2"، "شعبة القوات الخاصة الـ58" (وحدة الاستجابة السريعة)، وضابط من "لواء المشاة الميكانيكي 3"، "الفرقة المدرعة 88"، وضابط آخر على الأقل.
وأكد قائد القوات البرية أحمد الإيرانية الجنرال رضا بوردستان، رسمياًّ وللمرة الأولى، أن أفراد "لواء النخبة 65 المحمول جوا" وغيره من فروع القوات المسلحة الوطنية قاموا بأدوار "استشارية"، فضلًا عن جمع المعلومات الاستخباراتية في سوريا. وكان قد تم تشكيل "اللواء 65" في عام 1959 باسم "لواء القوات الخاصة 23"، مستكملا بمدرسة لتعليم وتدريب وتبادل المعلومات الخاصة بالحرب غير النظامية. وقد ساعد بإنشائه مستشارو "القوات الخاصة الأمريكية".
وفي عام 1991 أُعيد تنظيم اللواء كما أُعيدت تسميته، وهو يحتفظ الآن بوحدة نخبة متخصصة في عمليات مكافحة الإرهاب وإنقاذ الرهائن.
معركة حلب

ورفعت إيران من مستوى دعمها لنظام الأسد، خاصة بعد سيطرة المعارضة السورية على محافظة إدلب بالكامل، وامتدادها نحو سهل الغاب في ريف حماة، خلال العام الماضي، الأمر الذي شكّل خطراً على قلعة الأسد المتمثلة بمحافظة اللاذقية الساحلية.
وكان الجنرال الإيراني "قاسم سلماني"، قد أعلن في أواخر أغسطس الماضي، أنه سيجلب قرابة 9 آلاف من القوات البرية الإيرانية إلى سورية، من أجل منع سقوط منطقة جورين التابعة لسهل الغاب.
وعقب هذا التصريح أكّدت مصادر في المعارضة السورية، أنّ قرابة 5 آلاف إيراني وميليشيات أخرى مؤيدة لطهران، وصلوا إلى العاصمة السورية دمشق، وتمّ توجيه أغلبهم إلى ريف اللاذقية وجنوب محافظة حلب.
وبعد التدخل البري الإيراني في سورية، بدأت روسيا في 30 سبتمبر الماضي، بالتدخل الجوي في سورية، لكنها اتخذت في 13 مارس الماضي، قراراً بتخفيض قواتها الموجودة في سورية.
وقامت طهران بإرسال قوات إضافية إلى سورية، بهدف تغطية الفراغ الحاصل نتيجة الانسحاب الجزئي الروسي من سوريا، وتعزيز قدرات قوات النظام، مستفيدةً من حالة وقف الأعمال العدائية التي دخلت حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي.
وفي بدايات الحرب، اكتفت إيران بإرسال قوات الحرس الثوري إلى سورية، إلّا أنها بدأت في الآونة الأخيرة بتعزيز عناصرها المقاتلة في سوريا، بقواتها الخاصة.
وكان "أمير علي آراسته"، مساعد منسق وحدات سلاح البر في الجيش الإيراني، أعلن الأسبوع الماضي، إرسال بلاده، قوات مشاة من اللواء65 إلى سورية، بهدف القيام بأعمال استشارية.
10 آلاف مقاتل إيراني

وتشير الأرقام الصادرة عن مصادر محلية في الداخل السوري، إلى وجود قرابة 10 آلاف مقاتل إيراني، و4 آلاف من ميليشيا "حزب الله" اللبناني المدعومين إيرانياً، في ساحات القتال بسورية.
وإلى جانب قتلى الإيرانيين، أعلنت وسائل إعلامية مقربة من "حزب الله" اللبناني، مقتل 12 من عناصر الحزب في سورية بينهم القائد الميداني، "إسماعيل نايف حلاوة"، خلال الأسبوعين الماضيين.
وتقوم إيران بدعم النظام، منذ اليوم الأول من اندلاع الحراك الشعبي ضدّ نظام بشار الأسد في مارس 2011، ويرفض المسئولون الإيرانيون الاعتراف الرسمي بوجودهم العسكري في سوريا، ويطلقون على قتلاهم اسم "المتطوعون"، فيما يدّعون بأنّ ضباط الحرس الثوري الذين لقوا حتفهم في المعارك السورية، جلّهم من المتقاعدين أو عسكريين قدامى أو مستشارين.
وبحسب المصادر الإيرانية، فقد قُتل 10 جنرالات إيرانيين في سورية منذ فبراير 2013، بينهم، "حسن شاطري"، و"محمد جمالي زادة"، و"عبد الله اسكندري"، و"جبار دريساوي"، و"علي اللحدادي"، ومساعدا "قاسم سليماني"، "حسين مهداني"، "حاج حامد مختاربند" الملقب بـ"أبو زهرة"، و"فرشاد حسوني زادة".
المشهد الإيراني

ويعتقد المراقبون أن إيران تورطت في المستنقع السوري على أصعدة عدة، فهناك الاستنزاف الهائل للموارد المالية، خلال العبء الذي يمثله الوضع السوري على إيران، إذ يقدر حجم الدعم الإيراني للنظام السوري قرابة ١٥٠ مليار دولار، كما أن إيران خسرت كثيرًا من رجالها في الصراع السوري.
وفي ظل استمرار تساقط صفوة القيادات العسكرية، سيكون مثيرًا للتساؤلات بين نخب المجتمع الإيراني، حول مدى تحمل إيران لدفع فاتورة الصراع في سوريا، فإصرار الحرس الثوري على دعم الجماعات المسلحة في سوريا وأماكن أخرى، جعله يفشل في كسب قلوب وعقول التيار السائد في إيران، لذلك قد يأمل قادة النظام بأن وجود القوات المسلحة الوطنية الشعبية والتضحيات التي تقدمها سيجذبان المزيد من التأييد في صفوف عامة الشعب. ومع ذلك، قد يأتي هذا الأسلوب بنتائج عكسية إذا استمر سقوط ضحايا الجيش الإيراني في سوريا بشكل متزايد.
وهو إلى إعلان مهدي كروبي، الزعيم الإصلاحي الإيراني الأبرز، رفضه إلى إرسال قوات إيرانية لخارج البلاد للمشاركة في عمليات خاصة بالحرس الثوري لا تخدم إيران. على حد قوله.
وهاجم كروبي لأول مرة التوسع الإيراني في المنطقة قائلًا: "الجشع وحب السلطة والطموح التوسعي لبعض الشخصيات جعلهم يتصورون ويعتقدون بأن مصير الشعوب ودول المنطقة أصبحت تقرر بأياديهم، وتم نهب ثروات ومقدرات الشعب الإيراني على أساس هذا الطموح التوسعي، ووصل الأمر بهذه الشخصيات إلى التضحية بدماء أبنائنا من أجل تحقيق مطالبهم التوسعية في المنطقة" في إشارة إلى سقوط القتلى من الحرس الثوري في سوريا والعراق.
حيث إن النخبة الحاكمة في إيران تزداد خسائرها في الداخل الإيراني، وهو ما كان واضحًا من نتائج الانتخابات البرلمانية ونتائج مجلس الخبراء، بالإضافة إلى هجوم قيادي إصلاحي على النظام الحاكم مع ارتفاع فاتورة الدماء، فهل ستسقط معركة سوريا النظام في إيران؟