معاناة اللاجئين في أوروبا مستمرة.. وألمانيا تعد قانون جديد للاندماج
الخميس 14/أبريل/2016 - 11:58 م
طباعة

لا تزال أزمة اللاجئين في أوروبا مستمرة، وتتواصل المعاناة كثيرا للحكومات الأوروبية، في ظل تباين المواقف بشأن نسب توزيع اللاجئين، بعد الفتور الألماني، والتشدد المجري، وقلة الحيلة اليونانية.

من جانبها اهتمت الجارديان البريطانية تقريرا عن ازمة اللاجئين وخاصة الأطفال، وفى تقرير لها بعنوان "الأطفال في كاليه لا يتلقون الدعم الكافي"، قالت مراسلة الصحيفة انها خلال زيارتها لمخيم كاليه على الحدود الفرنسية - البريطانية في مارس الماضي، شعرت "بعدم تلقي الأطفال هناك الرعاية الكافية لحمايتهم وهم في العراء".، والتقت بمراهقين سوريين هما طارق ومروان الهاربان من مدينة درعا السورية التي شهدت انطلاقه الشرارة الأولى للحرب الأهلية في سوريا.
أكدت الصحيفة أن " مراون وطارق لا ينفصلان عن بعضهما البعض رغم أنهما لم يصلا مع بعضهما إلى مخيم كاليه، بل أن الصدفة جمعتهما معاً خلال بحثهما عن طرق للوصول إلى أفراد عائلتيهما في بريطانيا"، موضحة أن "المراهقين اصطدما بواقع مرير وبجيش من اللاجئين اليائسين في كالية"، مع الاشارة إلى أن "المراهقين والأطفال الذين عانوا من ويلات الحرب وأهوالها، توفر لهم حماية محدودة، كما لا توفر لهم أي خدمات قانونية".
ونقلت الصحيفة عن طارق " فرحته الأولى لوصوله إلى كاليه ، وقال" شعرت بسعادة عارمة لدى وصولي إلى كاليه، اعتقدت اني قريب من عمي في لندن، وسأراه قريباً ، إلا أن الأمر صعب جداً ، أنا خائف، فأنا أشعر بالبرد والجوع هنا، لم يسمع أي أخبار عن عائلته منذ ثلاثة شهور، ولا يعلم إن كانوا على قيد الحياة أم لا".
نوهت الصحيفة أن "مروان وطارق يبقيان مع بعضهما البعض ونادراً ما يغادران ملجأهما الخشبي، خوفاً من تعرضهما للتحرش من باقي الرجال الذين يسكنون في كالية أو "مخيم الغابة" كما درجت تسميته حالياً".، مع الاشارة إلى أنه يوجد نحو 150 طفلاً قاصراً في كالية ولديهم أقارب في بريطانيا ، إلا أنه لم يسمح إلا لخمسة عشر طفلاً منهم بالانتقال إلى بريطانيا.

على الجانب الأخر أعلن نائب وزير خارجية بولندا كونراد شومانسكي أن بلاده لا تستطيع استقبال 7000 لاجئ وافقت على دخولهم، وتعتقد أن خطة توزيع 120 ألف لاجئ في أنحاء الاتحاد الأوروبي "انتهت".
شدد شومانسكي إن عدداً قليلاً من دول الاتحاد الـ28 ستطبق نظام الحصص الذي جرى الاتفاق عليه في قمة عقدت في بروكسيل في أواخر سبتمبر الماضي، على رغم اعتراضات شديدة من أربع دول شيوعية سابقة تقع في شرق أوروبا.
يذكر أن حكومة بولندا السابقة قبلت على مضض الحصة الخاصة بالبلاد وقبلت الحكومة المحافظة الجديدة - التي فازت في الانتخابات العامة في أواخر أكتوبر الماضي في البداية الالتزام بالحصة على رغم انتقاداتها للخطة، مضيفا بقوله " لا أرى أنه يمكن تنفيذ هذا القرار، ولا أعتقد أنه سيطبق في معظم دول الاتحاد، هذا القرار انتهى، ولم ينفذ منذ البداية ولا يوجد ما يشير إلى أن غالبية دول الاتحاد ستلتزم به".

وفى سياق متصل أكد زعماء الائتلاف الحاكم في برلين أن ألمانيا ستعتمد لأول مرة قانون اندماج بشأن اللاجئين، وتفاهمت الأحزاب المعنية على نقاط أساسية في القانون، وانه من المنتظر أن يعقد في الأسبوع المقبل جلسة خاصة للتشاور مع حكومات الولايات الألمانية، وستعتمد الحكومة هذا المشروع.
وينص القانون في نقاطه الأساسية على انه في حال رفض اللاجئ لإجراءات الاندماج، فإنه يفقد الحصول مستقبلا، طبقا لقانون اللجوء، على بعض الخدمات الاجتماعية، ويمكن إلزام طالب اللجوء بالسكن في منطقة معينة، وانه إلى حد الآن كان من حق طالب اللجوء أن يشغل موطن عمل إلا في حال عدم وجود مرشحين ألمان أو أوروبيين لذلك الموطن. هذه المعاملة التفضيلية ستُلغى لمدة ثلاث سنوات، ويمكن مستقبلا أيضا تشغيل طالبي اللجوء كعمال مستعارين.

وكتب رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان فور التفاهم بين الأحزاب على الخطوط العريضة لقانون الاندماج في رسالة عبر موقع تويتر:"50 عاما بعد بداية الهجرة تحصل ألمانيا الآن على قانون اندماج".
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في العاصمة الألمانية برلين إنه من شأن هذا القانون التقسيم بين اللاجئين الذين لديهم فرص مستقبلية جيدة في البقاء والذين ليس لديهم هذه الفرص، وأوضحت: "إن المغزى يتمثل في محاولة دمج الكثير من اللاجئين في سوق العمل قدر الإمكان".
أكدت أن تعلم اللغة الألمانية والتأهيل يعدان أمرين حاسمين في الاندماج، وأنه من شأن القانون تنظيم تقديم عروض التدريب بالنسبة للاجئين الذين لديهم فرص بقاء جيدة، وفي الوقت ذاته توفير دورات توجيهية للذين ليس لديهم فرص بقاء جيدة، وقالت إنه لا يمكن للجميع البقاء.
يأتي ذلك في ضوء تباطؤ تدفق اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أوروبا والذين تجاوز عددهم المليون العام الماضي، مع إغلاق الحدود على مسار الهجرة عن طريق دول البلقان، لكن المسؤولين يتوقعون زيادة الأعداد مرة أخرى مع دخول الصيف.