الجيش اليمني يحرر الحوطة من يد القاعدة.. والحوثيون يقرون بتسلم السلاح الثقيل للدولة

السبت 16/أبريل/2016 - 06:13 م
طباعة الجيش اليمني يحرر
 
حرر الجيش اليمين مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج من يد تنظيم القاعدة، فيما توصل مع ميليشيات الحوثيين إلى اتفاق هدنة في مدينة تعز، مع استمرار بعض الخروقات في عدة جبهات، فيما أعرب المبعوث الدولي لليمن عن أمله في تحقيق السلام بالبلاد خلال مباحثات الكويت.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، وقع ممثلون عن جماعة أنصار الله (الحوثيين) والمقاومة الشعبية في محافظة تعز جنوبي اليمن، اليوم السبت، اتفاقاً يتضمن إنهاء الحصار عن المدينة ووقف الأعمال القتالية ابتداء من اليوم.
وقد تم الاتفاق على تثبيت وقف النار في الجبهات المحيطة بمدينة تعز ابتداء من الساعة الثانية بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي (11 غرينتش)، وفتح الطريقين الرئيسين الرابطين بين تعز وصنعاء من جهة الشرق، وتعز والحديدة من جهة الغرب، وشارع جمال الرابط بينهما وسط المدينة.
وأكد مصدر في اللجنة لقناة "العربية" أنه تم الاتفاق أيضاً على أن يسلم كل طرف كشوفات بأسماء الأسرى والمعتقلين إلى اللجنة.
فيما أعلن مسئول عسكري يمني أن قوات مدعومة بطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي تابعة للتحالف تمكنت من استعادة مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج من مقاتلي تنظيم القاعدة بعد معركة صباح الجمعة.
وذكر المسئول أن قوات حكومية بدأت هجومها مع شروق الشمس، ونجحت بعد ضربات جوية ومعارك عنيفة استمرت ساعات عدة في انتزاع المدينة.
واشترك في الحملة قوات من الجيش والمقاومة في حملة عسكرية ضخمة شارك فيها المئات من الجنود والعشرات من المدرعات، مشيراً إلى أنه تم تطهير الحوطة من المتطرفين، وقتل وجرح العشرات منهم، كما تم أسر نحو 48 منهم.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الجمعة: "إن السلام في اليمن بات أقرب من أي وقت مضى". مضيفاً: "لم نكن قريبين يوماً إلى هذا الحد من السلام"، مؤكداً أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة بشأن عملية السلام في اليمن.
ولد الشيخ تحدث، خلال جلسة لمجلس الأمن بنيويورك لبحث الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن، عن تراجع ملحوظ في مستوى العنف وتماسك الهدنة، مثنياً على الجهود السعودية الرامية للتهدئة على الحدود مع اليمن، ما يدعم جهود الحل الشامل ووقف إطلاق النار.
وقال: إن الهدنة صامدة في اليمن رغم الخروقات، خاصة في الجوف وتعز ومأرب وعمران، وعبر عن أسفه أن اللجان المحلية لمراقبة وقف النار لم تتمكن من مباشرة عملها على الأرض، مشيراً إلى أن المدنيين في تعز ما زالوا عرضة للقصف.
وقال المبعوث الأممي: "إن نجاح مباحثات الكويت يتطلب دعماً من الأطراف الدولية والإقليمية". وأضاف: "أدعو الأطراف للمشاركة في مباحثات الكويت بحسن نية".
فيما قال المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني: "إن إيران جددت دعمها لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) من خلال إرسال شحنات الأسلحة إليهم، وإلى أنصار المخلوع علي عبدالله صالح، والتي كان آخرها 3 شحنات أسلحة في 27 فبراير و20 و27 مارس".
وأكد اليماني، في بيان الجمهورية اليمنية أمام مجلس الأمن الدولي، دعم الحكومة اليمنية لجهود المبعوث الأممي، لافتاً إلى أن الحكومة ستتوجه إلى دولة الكويت للمشاركة في المشاورات متطلعة لإحلال السلام في اليمن واستعادة الدولة من قبضة الميليشيا عبر طاولة المفاوضات.
في المقابل، وجهت جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفاؤها، اتهامات للحكومة الشرعية بعدم الجدية بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وتحدثت عن استهداف اللجنة المحلية لمراقبة الهدنة في الجوف، بغارات جوية. 
واعتبر الحوثيون وحلفاؤهم في الرسالة الموجهة للأمم المتحدة أن الطرف الآخر يثبت للعالم عدم جديته في إحلال أي سلام، محملين إياه المسئولية الكاملة.
كما أعلن الناطق الرسمي باسم ميليشيات الحوثي، محمد عبدالسلام، في إقرار هو الأول من نوعه، أن السلاح الثقيل يجب أن يكون بيد الدولة، مؤكداً أن ذلك مثبت في مخرجات الحوار الوطني.
وفي تصريحات لصحيفة "الراي" الكويتية، انتقد عبدالسلام المواقف الإيرانية، وقال: "إن توظيف طهران لما يجري في اليمن ضمن صراع المنطقة ليس مقبولاً من أحد". موضحاً أنه لا يوجد لطهران أي دور فيما وصفه بقرار الحوثيين السيادي.
كما اعتبر أن الحوثيين ليسوا أدوات بيد أحد، وأن التصريحات الإيرانية عن أن صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي تتبع لطهران لم تكن موفقة، لافتًا إلى أن التفاهمات التي تمت مع السعودية كانت تفاهمات جيدة.

موقف الخليج:

موقف الخليج:
فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني دعم دول مجلس التعاون للجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإنجاح المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية.
وشدد الزياني على ضرورة احترام وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أبريل لحقن الدماء اليمنية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحافظات والمدن المحاصرة.
كما أشاد الزياني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بالجهود التي تقوم بها دولة الكويت من أجل وقف نزيف الدماء وإحلال السلم في اليمن الشقيق، معبراً عن تقديره البالغ لاستضافة الكويت المشاورات يوم الاثنين المقبل، وما وفرته الحكومة الكويتية من إمكانيات ودعم لتيسير عقد المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأعرب عن أمله في نجاح الجولة الجديدة من المشاورات بهدف استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وقال الزياني "إن أي خرق لوقف إطلاق النار واستمرار الأعمال القتالية لن يوفر الأجواء المناسبة لاستكمال هذه الجولة من المشاورات التي يتطلع المجتمع الدولي إلى نجاحها حفاظا على الأمن والسلم والاستقرار في اليمن".

المشهد اليمني:

يعلق اليمنيون الآمال على مفاوضات الكويت في انتشال البلد من حالة الحرب، لكن مراقبين يرون أن السلام الدائم لن يكون في متناول اليد من أول اللقاءات.
ويعتقد مراقبون أن مفاوضات جادة قد تخترق جدار الأزمة اليمنية، مستغلة التهدئة المفروضة في المنطقة، والتي تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للسعودية في 21 أبريل الجاري.

شارك