أزمة اللاجئين في صدارة زيارات بابا الفاتيكان وهولند لليونان والشرق الأوسط
السبت 16/أبريل/2016 - 09:24 م
طباعة


صرخة اللاجئين
طغت أزمة اللاجئين على زيارة كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى لبنان، وزيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان، وسط محاولات من المجتمع الدولي للتذكير بمعاناة هؤلاء في ظل الانشغال بالقضايا السياسية والاقتصادية ومكافحة إرهاب تنظيم داعش "داعش"، والتي تحول دون التوصل إلى حلول مناسبة للتخفيف عن معاناة هؤلاء.
من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند خلال زيارة يقوم بها إلى لبنان أن بلاده ستقدم دعما 100 مليون يورو على ثلاث سنوات للبنان لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين، وأكد على أن فرنسا ستقدم إلى لبنان "100 مليون يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة".
وأكد محللون أن الدعم الكامل يتمثل 100 مليون يورو، ضمنها 50 مليون يورو ابتداء من العام الحالي لتسريع المساعدات.
وأكد هولند على أن بلاده ستقدم "مساعدة فورية" لدعم القدرات العسكرية للبنان، وأشار إلى أنه خلال الأيام المقبلة، سيحدد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان مع نظيره اللبناني المعدات اللازمة "لتعزيز قدرة لبنان على ضمان أمنه".
أضاف بقوله "إن فرنسا تقف إلى جانب لبنان وتحرص على تعزيز الأمن فيه من خلال التعاون العسكري"، لافتا إلى أن "لبنان يواجه التهديد الإرهابي وهو يستقبل أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ".
وشدد الرئيس الفرنسي على الروابط اللبنانية - الفرنسية الإنسانية، وتأكيده على أن "فرنسا تقف إلى جانب لبنان على الصعيد الاقتصادي، علما بأنه يتمتع بالحيوية الاقتصادية من خلال نظامه المصرفي".
من ناحية أخرى أعلن الفاتيكان أن البابا فرانسيس سيصطحب معه 12 لاجئا سوريا في الطائرة التي تعيده من جزيرة ليسبوس اليونانية إلى الفاتيكان، حيث سيتم إيواؤهم هناك، وأكد بيان الفاتيكان أن اللاجئين هم ثلاث عائلات مسلمة، اثنتان من دمشق وثالثة من دير الزور، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
قال البابا متوجها إلى السكان في مرفأ ميتيلين بجزيرة ليسبوس إنه يجب "ألا ننسى أبدا أن المهاجرين وقبل أن يكونوا أعدادا، هم أشخاص لهم وجوه ولهم أسماء وقصص، وللأسف أن بعضهم وبينهم الكثير من الأطفال لم يتمكنوا من الوصول، فقدوا حياتهم في البحر وكانوا ضحية رحلات غير إنسانية".

انيانيةا لبابا مستمرة
دعا البابا فرنسيس حوالى ثلاثة آلاف مهاجر عالقين في مخيم موريا بجزيرة ليسبوس "ألا يفقدوا الأمل"، مؤكدا لهم "أنهم ليسوا وحدهم"، وحض العالم على التعامل معهم بطريقة "تليق بالكرامة".
جاءت زيارة البابا فرنسيس، لجزيرة ليسبوس في إطار إعادة تأكيده على تضامنه مع اللاجئين، ووصف البابا رحلته بأنها "مختلفة قليلا عن الرحلات الأخرى، رحلة يشوبها الحزن" وقال "سنواجه أسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية".
كانت طائرة بابا الفاتيكان أقلعت من مطار فيوميتشينو في روما باتجاه ميتيلين كبرى مدن الجزيرة اليونانية، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس وبطريرك القسطنطينية برثلماوس ورئيس أساقفة أثينا وكل اليونان ايرونيموس.
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء اليوناني هذه الزيارة تاريخية، وقال بعيد وصول البابا "زيارتكم فرصة تاريخية للتأكيد على ضرورة وقف الحرب ومنح هؤلاء الناس النازحين من بلدانهم الناشدين لمستقبل أفضل في أوروبا طرقا شرعية لتحقيق أحلامهم".
أضاف تسيبراس أن "الشعب اليوناني ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة أظهر تضامنًا مع اللاجئين في وقت شيد فيه بعض شركائنا الأوروبيين الحواجز والجدران في وجه هؤلاء التعساء تحت شعار حماية أوروبا المسيحية".
دعا البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية برثلماوس ورئيس أساقفة اثينا ايرونيموس، في بيان مشترك، العالم إلى التحلي بـ"الشجاعة" لمواجهة "الأزمة الإنسانية الهائلة" للمهاجرين.
وزار البابا مركز موريا لتسجيل اللاجئين، المخيم الواقع وسط تلال مزروعة بأشجار الزيتون، ويضم نحو 3 آلاف مهاجر يقيمون في ظروف سيئة، كما ذكرت المنظمات الانسانية التي تعمل هناك، والتقى هناك أطفالا مهاجرين غير مصحوبين بذويهم، قبل أن يقف دقيقة صمت حدادا على أرواح من هلكوا أثناء عبور البحر المتوسط بحثا عن حياة أفضل.
عبرت جهات عن الأمل في أن يدين الحبر الأعظم الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى وقف تدفق اللاجئين على أوروبا، ويعرض الوحدة الاوروبية لتجربة قاسية.
وفي العام الماضي، عبر أكثر من نصف مليون مهاجر جزيرة ليسبوس، وشهدت الجزيرة هذه السنة وصول حوالي 90 ألف شخص يشكل الأطفال أكثر من ثلثهم، كما تقول الأمم المتحدة.

الرئيس الفرنسي
كان البابا قد زار بعد أشهر على انتخابه حبرا اعظم، جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، التي كانت المدخل الرئيس للمهاجرين إلى أوروبا، ليدين "عولمة عدم الاكتراث" بغرقى الزوارق، ودعا كل أبرشية في القارة إلى استقبال عائلة من المهاجرين، ورفض بشكل قاطع التمييز بين الذين يهربون من العنف والذين يفرون بسبب البؤس.
يأتي ذلك في الوقت في الوقت أكدت فيه وكالة حماية ومراقبة الحدود الخارجية الأوروبية "فرونتيكس"، أن حوالي 1.8 مليون شخص إلى الدول الأعضاء في الاتحاد وصلوا في 2015، لكن أغلبيتهم كانت من الرجال، فيما بقى عديد من الزوجات والأولاد عالقين في تركيا.
أكد التقرير تجاوز آلاف أسر اللاجئين الطريق الخطير من أوطانهم إلى تركيا، ترك كثير من الآباء نساءهم وأطفالهم في هذا البلد بشكل مؤقت، معولين على أخذهم معهم بعد تلبية طلبات لجوئهم إلى دول أوروبية مستضيفة، انطلاقا من حقهم بذلك.
وأشار التقرير أن توحيد أسر اللاجئين بشكل شرعي يصبح، يوما بعد آخر، أكثر تعقيدا، على خلفية قرارات جديدة تتخذها بعض الدول الأوروبية، نتيجة مخاوفها من ارتفاع ملموس لعدد اللاجئين على أراضيها جراء وصول موجات جديدة من طالبي لم الشمل.

نزوح اللاجئين
وسبق ان وافق البرلمان الألماني على مشروع قانون جديد، في فبراير الماضي، ألزم به طالبي اللجوء الانتظار فترة لا تقل عن عامين، للنظر في طلباتهم. من جهتها، أجلت الدنمارك هذه العملية لثلاثة أعوام، بينما تناقش السويد، حاليا، قانونا ينص على حظر بعض طالبي اللجوء نقل أفراد أسرهم إلى هذا البلد الشمالي الأوروبي.
كما سبق أن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلًا عن مؤسسات المساعدة، فإنه وعلى الرغم من تمتع اللاجئين السوريين في ألمانيا بإمكانية توحيد أسرهم في وقت أسرع، مقارنة مع اللاجئين الآخرين، فقد أصبحت السلطات المحلية أكثر صرامة في هذا المجال، فرفعت فترة الانتظار للبعض إلى حوالي سنة، بعد أن كانت لا تتجاوز عدة أسابيع.