انقسام في المعارضة السورية يُعقِّد من مفاوضات جنيف
الأحد 17/أبريل/2016 - 11:03 م
طباعة

في الوقت الذى تتواصل فيها محادثات السلام السورية فى جنيف، تستمر المعارك فى الأراضي السورية بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة من جانب، ومع تنظيم داعش والنصرة من جانب آخر.
من جانبه قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن السوريين مستعدون لاسترجاع الجولان المحتل من قبل إسرائيل بكل الوسائل بما فيها العسكرية، مشددًا على أن الشرعية الدولية تعتبر الجولان أرضا عربية محتلة.
جاءت تصريحات المقداد ردًا على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأن الجولان سيبقى بيد إسرائيل للأبد.

أضاف المقداد أن الخطوة الإسرائيلية جزء من الهجمة السياسية ومحاولة للتغطية على الدعم الإسرائيلي للجماعات المسلحة عند الحدود، ووصف انعقاد جلسة الحكومة الإسرائيلية في الجولان المحتل بالمهزلة "لم نتنازل يوما عن خيار المقاومة وإسرائيل تريد استفزازنا ونحن لن نرضخ".
وأكد المقداد أن الوفد الحكومي السوري قدم رده على ورقة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا والتي تستند إلى الورقة الأساسية المؤلفة من عشر نقاط التي كانت دمشق قد قدمتها، نافيا أن "تكون أثيرت مسألة تأليف مجلس رئاسي يضم ثلاثة نواب للرئيس السوري يفاوضهم بالصلاحيات في أي من الأوراق سواء ورقتي الحكومة أو ورقة دي ميستورا".
فى حين أعلن السفير الروسي في دمشق الكسندر كينشاك، أن الجيش السوري يعتبر القوة الأساسية في الحرب ضد الإرهاب ويجب مساعدته لكي يقوم بذلك بفعالية، موضحًا أن التعاون العسكري الفني يبقى أحد الاتجاهات الأساسية في التعاون مع سوريا. ونوه بوجود عقود تجارية بما في ذلك الاتفاقيات الموقعة سابقا والموجودة حيز التنفيذ.
أضاف بقوله "نحن حلفاء في هذه الحرب، ولذلك يهمنا أن يحارب الجيش السوري بفعالية. ولذلك يجب علينا مساعدته في مجال التزويد بالسلاح والذخيرة"، مشددا على عدم وجود أية قيود مهما كانت من جانب الأمم المتحدة على التعاون العسكري الفني مع سوريا. ولم يصدر مجلس الأمن الدولي أي قرار يمنع أو يفرض قيودا على التعاون مع سوريا في المجال العسكري الفني.

نوه أن القتال مندلع منذ أكثر من أسبوع في ريف دمشق بين جبهة النصرة وداعش وبالذات في القدم واليرموك والتضامن. ونوه بأن الغوطة الشرقية وداريا والمعضمية تبقى من المناطق المضطربة في مجال وقف إطلاق النار "كل هذه المناطق قريبة من مركز العاصمة السورية ولذلك لا يجوز القول إن الأمور جيدة جدا، ولكن الوضع حاليا أفضل مما كان عليه قبل بدء وقف النار"، في الوقت الذى لم يستبعد احتمال تأجج الوضع قرب حلب لاحقا لأن الإسلاميين يحاولون تطويق المدينة وهو ما يجبر الجيش على الرد بالشكل المناسب".
شدد على أن الوضع في حلب لا يزال معقدا جدا. ويدور قتال عنيف بين الجيش والإسلاميين للسيطرة على مدينة العيس التي لو سيطر المسلحون عليها، فسيتمكنون من تطويق مئات الآلاف من سكان حلب، ويقوم الإسلاميون بتعزيز صفوفهم في حلب بالرجال والعتاد العسكري، وتحدثت الأنباء عن استلامهم لصواريخ مضادة للطائرات وهو ما يثير القلق الفعلي".
ذكر السفير أنه يجب على بعض الدول المؤثرة على المسلحين، أن تتخذ إجراءات جدية عاجلة لمنعهم من خرق الهدنة ولكي يعود الوضع إلى ما كان عليه في السابق، وانتقد العقوبات الغربية أحادية الجانب ضد سوريا وأشار إلى أن روسيا تعارض سياسة العقوبات، مضيفا بقوله "نقوم أوروبا بمساعدة السوريين لأنها ترغب في كبح تيار اللاجئين، ومن ناحية أخرى تحافظ على العقوبات ضد سوريا".
أوضح أن تركيا بالذات تعارض مشاركة الأكراد (في المفاوضات الجارية في جنيف، وهذا يعني أن تركيا تستطيع تقويض الحوار في جنيف في حال تمت دعوة الأكراد إلى هناك.

من ناحية أخرى دعا محمد علوش، كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية في جنيف، إلى قتال القوات السورية بالرغم من وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق سورية منذ 27 فبراير الماضي، في حين أكد يحيى العريضي، عضو في الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات قوله إن موقف علوش "يعبر عن وجهة نظر شخصية ولا يمكن للهيئة العليا للمفاوضات أن تتبناه".
كان علوش كتب في وقت سابق من الأحد على حسابه على موقع تويتر: "إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام ولا تنتظروا منه رحمة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".
وفي تغريدة ثانية، توجه علوش إلى الفصائل المقاتلة في سوريا بالقول "نحن معكم جميعا، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة، أنا شخصيا مؤيد لأي موقف تجمع عليه الفصائل مهما كان هذا الموقف".
وفى سياق اخر أعلن عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والناطق الرسمي باسمها منذر خدام استقالته من الهيئة، تزامنا مع الجولة الثالثة من المفاوضات السورية في جنيف، وقال خدام " لم أعد متحدثا باسم هيئة التنسيق، فقد تركت الهيئة"... " جرى ذلك منذ نحو أسبوع، ولكن لم أعلن ذلك للإعلام حتى لا يستغل ضد هيئة التنسيق".
أضاف خدام: " أسباب استقالتي كثيرة منها عدم موافقتي على نتائج مؤتمر الرياض.. لم يكن أداء زملائي في المؤتمر جيدا فارتضوا حصة هامشية في وفد التفاوض"... " إضافة إلى ذلك لست راضيا عن أداء الهيئة العليا للمفاوضات".
يذكر أن هيئة التنسيق ممثلة في وفد معارضة الرياض بثلاث شخصيات، ومنسقها العام حسن عبد العظيم كان في جنيف طيلة انعقاد الجولة الثانية من المحادثات، وهو هناك حالياً حيث تجري الجولة الثالثة.

كان خدام طالب وفد معارضة الرياض منذ أيام قليلة بالانتقال بسرعة من الرغبات المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد إلى المواقف السياسية بتحديه في انتخابات نزيهة مراقبة دولياً.
ولفت خدام حينها عبر صفحته على "فيسبوك" إلى أنه ولأول مرة تثمّن الخارجية الأمريكية دور الجيش السوري في تصديه لـ"داعش" و"جبهة النصرة" وتحمّل "النصرة" وحلفاءها المسؤولية عن خرق الهدنة في ريفي حلب وإدلب، قارئا تغييرا أساسيا في السياسة الأمريكية على المفاوضين أخذه بالحسبان، مشددا على ضرورة التركيز في الجولة القادمة على تشكيل الحكومة التي ستقود المرحلة الانتقالية، وصلاحياتها، وإعداد الدستور، قائلا: " في هذه القضايا يمكن أن تحققوا الكثير، أما إذا استمررتم بالتركيز على رحيل الأسد.. فلن تحصدوا شيئا".
وعلى صعيد المعارك المسلحة، ذكرت وسائل إعلام سورية أن قياديا في الحشد الشعبي العراقي يدعى بـ"أبو عزرائيل" وصل إلى سوريا "لحسم المعارك" هناك، ونقلت وسائل الإعلام عن "شبكة أخبار حلب الأسد"، قولها إن "مرعب الدواعش وصل إلى حلب لحسم المعارك"، حيث وضعت الصفحة صورة "أبو عزرائيل".
ويعرف عن "أبو عزرائيل"، وهو قيادي في كتائب "الإمام علي" بمشاركته في القتال ضد مقاتلي "داعش" بطرق تشابه قتال التنظيم الدموي، حيث ظهر في أشهر المقاطع المنشورة له على موقع يوتيوب وهو يقوم باستخدام سكين كبيرة يقطع جزءًا من جثة معلقة بعد إحراق صاحبها حيا.