غدًا انطلاق مفاوضات السلام.. جنوب اليمن يطالب بتقرير المصير

الأحد 17/أبريل/2016 - 11:18 م
طباعة غدًا انطلاق مفاوضات
 
تنطلق غداً في الكويت مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية وسط آمال معقودة بإنهاء الأزمة وإحلال السلام، فيما يواصل الجيش اليمني عملياته ضد تنظيم القاعدة، مع ترحيب حوثي بعملية السلام، كما طالب جنوب اليمن بتقرير المصير.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
يستعد وفدان من الحكومة اليمنية والحوثيين للتوجه إلى الكويت اليوم، للمشاركة في جولة المحادثات الجديدة المقرر أن تنطلق غداً برعاية الأمم المتحدة، فيما أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) أنها تسلمت اليوم 30 معتقلاً من السعودية 14 منهم من الأسرى. 
ويجتمع على طاولة المشاورات في الكويت طرفان رئيسيان وإن تنوعت مكوناتهما، الأول متمثل بالحكومة الشرعية يرأس وفدها وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، ويضم وفد الانقلابيين عددًا مماثلًا من الشخصيات، نصفهم عن جماعة الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم الانقلابيين، والنصف الآخر عن حزب المؤتمر الشعبي الجناح الموالي للمخلوع، ويرأسه عارف فزوكه أمين عام الحزب.
ودعا اجتماع مشترك لجماعة أنصار الله (الحوثيين) وعدد من أحزاب المعارضة في اليمن، إلى تثبيت وقف إطلاق النار كأولوية في سياق التحضير لمشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية المزمع عقدها الاثنين المقبل.
وذكرت مصادر أن اجتماعا مشتركًا عُقد بين الحوثيين وعدد من أحزاب تكتل اللقاء المشترك والأحزاب الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، ومنها حزب المؤتمر الشعبي (جناح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح). حيت تم بحث الجوانب المتعلقة بالتهيئة لجولة المشاورات المقبلة المقرر عقدها بالكويت في 18 من أبريل.
وشدد الاجتماع على أهمية تحديد أجندة وجدول أعمال المشاورات القادمة بشكل واضح، بما يكفل أولوية الحل السياسي أو التوافق على سلطة انتقالية جديدة تمثل الوعاء التوافقي الجامع لتنفيذ الآليات والترتيبات المطلوبة.
وفي المقابل عملت الحكومة الشرعية على تبليغ رسائل سياسية وعسكرية في الفترة الأخيرة بشكل شبه يومي مفادها أنها ستتوجه إلى محادثات الكويت من أجل تحقيق السلام، وأنها ملتزمة بالمساعي الإقليمية والدولية في هذا الجانب.
وقال عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني في تصريح صحفي "إذا سلم الحوثيون سلاحهم فسيكونون شركاء معنا في العملية السياسية في الوطن".
وجدد المخلافي، تأكيده عدم وجود شروط مسبقة، باستثناء تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 2216 وذلك قبل انطلاق المحادثات اليمنية في الكويت، غداً الاثنين.
وأبدى الحوثيون مؤخرًا قدرًا كبيرًا من المرونة والاستعداد لتقديم التنازلات خلال اللقاءات المباشرة التي جمعت ممثلين عن الحوثيين وآخرين عن الجانب السعودي.
وذكرت العرب اللندنية أن الحوثيين قد عبروا عن الاستعداد لتبني مخرجات الحوار المختلفة والالتزام بالمبادرة الخليجية كأرضية للانتقال السياسي المستقبلي، وأنهـــم، على غيـــر العـــادة، لم يطالبـــوا بأي ضمانات للفترة القادمة.
كما هاجم الناطق الرسمي باسـم الجماعة ورئيس الوفد المفاوض إلى الكويت محمد عبدالسـلام في تصريحات صحافية إيران وأثنى على السعودية. وألمح إلى عدم ممانعة الحوثيين في عودة اللـواء علي محسـن الأحمر، نائب الرئيـس اليمني أو حمد الأحمر الزعيم الإخواني إلى صنعاء في حـال تم التوصل لاتفاق سياسي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت مقاتلات تابعة لقوات التحالف العربي، فجر اليوم الأحد، غارات جوية على تجمعات لعناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، شرق العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية إن سلسلة غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف استهدفت تجمعات لعناصر تابعة لتنظيم القاعدة في مدينة الحوطة، حيث هزت انفجارات عنيفة المدينة، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفتها الغارات.
وذكرت المصادر أن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة استعادت السيطرة على بعض المواقع التي تم تحريرها على يد قوات الجيش والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية الجمعة.
وفي سياق متصل، أكد شهود عيان أن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء السبت بين قوات الأمن الموالية للحكومة الشرعية، وعناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة في مدينة عدن جنوبي البلاد.
وبحسب المصادر، اندلعت الاشتباكات عقب هجوم شنه رجال الأمن على شقق لعناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة في مدينة إنماء السكنية شمال غرب مدينة عدن.
وأكدت المصادر، سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين الذي يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، دون أن تتضح حصيلتهم بعد، فيما تمكن رجال الأمن من القبض على آخرين.
كم اكد سكان محليون ومصادر صحفية يمنية، مساء اليوم السبت، أن قصفاً عنيفاً شنته ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح على عدة مواقع بمدينة تعز، بعد ساعات من توقيع اتفاق داخلي بين الأطراف المتنازعة تنص على تثبيت وقف إطلاق النار.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن "قصفاً عنيفاً" شنه مسلحو الحوثي وقوات صالح، من مواقع تمركزهم في مناطق السلال والمكلل إلى مواقع المقاومة في مناطق ثعبات، والشقب شرق المدينة.
كما استهدف القصف مواقع المقاومة في جبل المربعة بالضباب غرب المدينة، ومناطق نجد السلف بحيفان جنوب تعز.
وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات المسلحة ما زالت مستمرة بين الطرفين في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، يستخدم فيها الطرفان الأسلحة المتوسطة والثقيلة. 
وأكدت أن جميع الطرق والمنافذ من وإلى مدينة تعز ما زالت مقطوعة، في ظل استمرار فرض حصار الحوثيين وقوات صالح على المدينة.
من جهة أخرى اتهم الحوثيون، رجال الجيش والمقاومة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال قصف مواقع اللجان الشعبية الموالية للحوثيين في مناطق ذُباب والعمري وجوار المعسكر القديم غرب تعز.
وفي سياق متصل، رحبت قيادة السلطة المحلية في تعز، باتفاق وقف إطلاق النار الذي يقضي بفتح كافة الطرق والمنافذ الرئيسية والفرعية المؤدية من وإلى مدينة تعز.
وقالت في بيان لها حصلت وكالة الأنباء الألمانية، على نسخة منه إن "السلطة المحلية ترحب بهذا الاتفاق وأي اتفاقات أخرى من شأنها أن تؤدي إلى رفع الحصار والحرب المفروضة على مدينة تعز، وتشدد على ضرورة العمل لإلزام الانقلابيين -في إشارة منها إلى الحوثيين وقوات صالح- بتنفيذه دون مماطلة واتخاذ إجراءات رادعة في حال إقدام الانقلابيين على خرق هذا الاتفاق أو إفشاله".
فيما أكد قائد اللواء العميد الركن هاشم الأحمر، على جاهزية قوات الجيش اليمني الوطني للحسم العسكري وتحرير العاصمة صنعاء، في حال فشلت المفاوضات السياسية المرتقبة بالكويت، مشيراً إلى أن عملية "نصر 3" تم الإعداد لها وستكون الفاعلة، إذا لم يتجاوب الانقلابيون".
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن الأحمر قوله، اليوم الأحد إن "إيران حاولت أكثر من مرة عقد لقاء مع شيخ القبيلة، إلا أن مطالبها قوبلت بالرفض، مثمناً اختيار الفريق علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية، كونه شخصية يلتف حولها الجميع بما يسهم في استكمال عملية تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
احتشد الآلاف من أبناء محافظات جنوب اليمن، اليوم الاحد، من محافظات (لحج - ابين - الضالع - شبوة - حضرموت - المهرة وسقطرى) في أكبر تظاهرة شعبية جنوبية، تزامنًا مع مشاورات الكويت بين وفدَي الحكومة اليمنية والمتمرّدين. ويرفع المتظاهرون في عدن شعارات مطالبة باستقلال جنوب اليمن عن شماله، وحقّ تقرير المصير لشعب الجنوب. وتأتي هذه التظاهرات الجنوبية بعد نحو ربع قرن من الزمن على الوحدة الاندماجية بين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب، ليشكّلا الجمهورية اليمنية. غير أنّه لم تمضِ إلاّ أربع سنوات حتّى نشبت خلافات حادة بين الشمال والجنوب، الأمر الّذي جعل الشمال يستخدم قوّته العسكرية وسلطات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اخضاع الجنوب بالقوة العسكرية في حرب عام 1994. وعلى الرغم من سيطرة الشمال تلك، إلا أنّ الجنوبيين ظلوا يرفضون ما أسموه (الضم والإلحاق)، وتفجّرت عدة ثورات وانتفاضات شعبية، كان أهمّها ثورة الحراك الجنوبي التي انطلقت في العام 2007، وما زالت مستمرة. -
 

المشهد اليمني:

يترقب اليمنيون انطلاق الجولة الجديدة من محادثات السلام التي من المقرر أن تبدأ الاثنين في الكويت على أمل أن تكون بمثابة أرضية صلبة وحقيقية لبناء السلام في اليمن هذه المرة.
ويراهن المراقبون على نجاح هذه الجولة من المباحثات في ظل الرسائل السياسية والعسكرية التي مررها الفاعلون السياسيون في الساحة اليمنية ولا سيما جماعة الحوثي الذين روجوا إلى التزامهم بما ستنتهي إليه المباحثات المنتظرة في الكويت.

شارك