الغموض يهمين على مفاوضات الكويت.. والجنوبيون يطالبون بالانفصال
الثلاثاء 19/أبريل/2016 - 04:41 م
طباعة

حالة من الغموض تهيمن علي مفاوضات اليمنية في الكويت، وسط جهود تبذلها الأمم المتحدة وسلطنة عمان ووسطاء دوليون آخرون مساعي حثيثة لحض الحوثيين وحزب المؤتمر على اللحاق بمحادثات السلام وسط تظاهرات في عدن للانفصال وتاسيس دولة الجنوب.
المسار التفاوضي

تبذل الأمم المتحدة وسلطنة عمان ووسطاء دوليون آخرون مساعي حثيثة لحض الحوثيين وحزب المؤتمر على اللحاق بمحادثات السلام في الكويت في أسرع وقت ممكن، بحسب ما ذكرته مصادر لـ"بي بي سي".
وأبلغ مسئول كبير في الحكومة اليمنية بي بي سي بأن وفد الحكومة اليمنية سيقرر في ضوء نتائج تلك الاتصالات إن كان سيبقى في الكويت أو سيغادرها بحلول صباح الأربعاء.
وقد عقد المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، اجتماعاً مع رئيس وأعضاء وفد الحكومة إلى مشاورات الكويت لبحث تبعات الأزمة الناجمة عن تأخر وصول وفد حركة أنصار الله الحوثية، وحزب المؤتمر الشعبي العام، للمشاركة في هذه المفاوضات.
وكان موعد انطلاق مفاوضات السلام قد تأجل؛ بسبب تأخر وصول وفدي حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام.
وقال قادة في الحركة والمؤتمر في اتصال هاتفي لبي بي سي، إن حضورهما إلى الكويت مرتبط بالتزام التحالف الذي تقوده الرياض بوقف غاراته الجوية وبالاتفاق على جدول عمل واضح للمشاورات.
ومن المرتقب أن تركز المحادثات على إنجاز "إطار عملي يمهد للعودة الى مسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار العام"، بحسب بيان أصدره ولد الشيخ".
فيما أصدر وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت بياناً جاء فيه أن الحكومة تجاوبت مع جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، حرصاً منها على إنهاء معاناة الشعب اليمني من الحرب التي فرضها الانقلابيون .
وأبدت الحكومة حسن نيتها بالتزامها وقف النار بتاريخ 10 أبريل، تمهيداً لإجراء المشاورات رغم عدم التزام الطرف الآخر بالهدنة.
وفيما التزمت الحكومة بحضور وفدها في الموعد المحدد لمشاورات الكويت على خلاف الحوثيين، الذين لم يحضروا بعد مواصلين المماطلة كما في مواقف سابقة، تطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات صارمة ضد الانقلابيين لاستهتارهم بعملية السلام.
كما أكد بيان الحكومة الالتزام بمقررات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 2216، وبالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
المشهد السياسي

أقدم متظاهرون في مدينة عدن، يوم الاثنين، على حرق صور للفريق علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، فيما اكتفى آخرون بالدوس عليها بأقدامهم، وذلك خلال فعالية كبرى نظمها محتجون جنوبيون مطالبون بالانفصال.
وعلق ناشطون آخرون صورة للأحمر في ساحة العروض التي احتضنت آلاف الجنوبيين، يومي الأحد والاثنين، لتجديد مطالبهم بانفصال الجنوب، وعليها إشارة "إكس" وشتائم، في طريقة للتعبير عن رفضهم للأحمر الذي لعب دورًا بارزًا في حرب الوحدة التي قضت على دولة الجنوب.
ويرى جنوبيو اليمن أن علي محسن الأحمر، القيادي البارز في جماعة الإخوان، لا يقل خطورة عن المخلوع صالح، "وكلاهما شن حرباً ضد الجنوب في العام 1994 التي انتهت بهزيمة الجنوب وهروب قياداته للخارج"، كما يتهمونه بنهب ثروات وأراضي الجنوب منذ ذلك الحين.
كما رُفعت شعارات وصور أخرى لقيادات جنوبية في ساحة العروض هي محل ترحيب، أبرزهم الرئيس عبدربه منصور هادي، وأخرى للرئيس السابق علي سالم البيض وعبدالرحمن الجفري، مع صور لقيادات التحالف العربي وأعلام دولهم.
وكان الآلاف من الجنوبيين توافدوا من جميع المحافظات الجنوبية باليمن صوب مدينة عدن منذ يومين للتظاهر في فعالية كبرى أطلقوا عليها "استقلال الجنوب" وهو المطلب الذي هتفوا به ودعوا قوات التحالف العربي بتأييده ومساعدتهم لتحقيقه؛ كونه "يمثل الخيار الأمثل لاستقرار اليمن والمنطقة برمتها"، على حد قولهم.
ولأول مرة في تاريخ الحراك الجنوبي باليمن، شارك عدد من القيادات العسكرية والأمنية والمحلية في الفعالية، أبرزهم محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير شرطة عدن اللواء شلال شائع ومدير شرطة لحج العميد عادل الحالمي وقائد قوات الأمن المركزي وغيرهم.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، في غضون ذلك، استمرت الخروق العسكرية للهدنة التي كانت أعلنت الأمم المتحدة بدءها في 10 الشهر الجاري، في محافظات تعز ومأرب والجوف وسط تبادل الاتهامات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وميليشيا الحوثيين وقوات صالح.
و أكد اللواء الركن علي حميد القشيبي، أن ميليشيات الحوثي وصالح لم تلتزم بالهدنة المعلنة منذ بدء سريانها مطلع الأسبوع الفائت في جبهتي حرض وميدي.
وطبقًا للمركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة فإن "ميليشيات الحوثي وصالح أطلقت اليوم الثلاثاء الرصاص على اللجنة المشرفة المكونة من يمنيين وسعوديين فور وصلها المكان المحدد للمراقبة، قرب منفذ الطوال الحدودي.
وأضاف اللواء القشيبي أن اللجنة وصلت الى مكانها المحدد وقامت بالتواصل مع اللجنة الحوثية إلا أنها أغلقت هواتفها، وباشرت الميليشيات المتركزة بالقرب في المنطقة أعضاء اللجنة بالرصاص الحي، مشيراً إلى أن هذا التصرف لا يمكن السكوت عنه، وهو تصرف يؤكد عدم جدية المليشيات في إحلال السلام في البلاد.
المشهد الإقليمي

وعلى صعيد آخر أكد وزير الداخلية الجيبوتي، حسن عمر برهان، أن "بلاده أحبطت محاولات حوثية لتفجير سفارات الدول العربية المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، وذلك بعد حصولها على معلومات عن التحضير لهجمات إرهابية".
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، نقلاً عن برهان أن "معلومات وردت إليهم قبل شن الميليشيات الهجمات الإرهابية، التي أرادت أن تكون خطوة للانتقام والرد على التحالف، الأمر الذي أدى لتلافي الخطر وتداركه قبل وقوعه".
وشدد على أن إيران لن تتمكن من مساعدة الحوثيين عبر الحدود الجيبوتية، كما أن العلاقة بين البلدين سيئة، بعد أن قررت بلاده قطع العلاقات على أثر الهجوم الذي وقع ضد سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، مضيفاً أن "حكومة جيبوتي لم ترض ذلك العمل ولم تتقبله، وتصنف أي تجاوز على المملكة وأهلها بأنه يندرج في إطار الإساءة إلى الشعب الجيبوتي نفسه".
وأشار إلى أن "آلاف اللاجئين اليمنيين دخلوا لبلاده بعد الانقلاب الحوثي، وحالياً يوجد 5 آلاف في مخيم الإيواء في "أبخ" بينما يوجد في العاصمة الجيبوتية قبل الحرب وحتى اليوم أكثر من 10 آلاف يمني، إضافةً إلى أن 60 ألف شخص من 72 جنسية غادروا اليمن لجيبوتي بعد شن عاصفة الحزم، وسافر نسبة كبيرة منهم لبلدانهم، مبيناً أن السعودية ممثلة في مركز الملك، سلمان بن عبد العزيز، للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدمت مساعدات عاجلة لأولئك اللاجئين، تمثلت في مواد غذائية وعلاجية وإيواء".
واعتبر برهان، أن "القاعدة السعودية في جيبوتي لن تكون قاعدة أجنبية، واصفاً العلاقة بين البلدين بالخاصة"، مضيفاً أن "جيبوتي لديها ارتباط وثيق مع المملكة، مستبعداً في سياق متصل، أن تدخل إيران على الخط لاستمالة الموقف الجيبوتي؛ لأن حكومة طهران، وفق قوله، تفهم تماماً طبيعة العلاقة التي تجمع السعودية وجيبوتي، التي لم تكن على النقيض طوال السنوات الماضية، إلى جانب أن أول مشاريع تمت في جيبوتي بعد استقلالها مولتها المملكة، وبالتالي لا نستطيع نكران الجميل السعودي".
المشهد اليمني
يترقب اليمنيون مساعي الأمم المتحدة لإنجاح مفاوضات الكويت، على أمل أن تكون بمثابة أرضية صلبة وحقيقية لبناء السلام في اليمن هذه المرة.
وقد توسطت الأمم المتحدة في عقد هدنة بين الطرفين، أُعلنت في وقت سابق هذا الشهر، لتسهيل المفاوضات المقررة في الكويت بين أطراف الصراع. بيد أن هذه الهدنة ظلت تتعرض لانتهاكات من كلا الجانبين.