تضاؤل فرص نجاح مباحثات السلام في سوريا.. وواشنطن تحذر

الثلاثاء 19/أبريل/2016 - 08:30 م
طباعة تضاؤل فرص نجاح مباحثات
 
المعارضة السورية
المعارضة السورية وتضاءل الجهود
يرى محللون أن الآمال تتضاءل في إحياء مباحثات السلام السورية بعد إعلان المعارضة تأجيلها لأجل غير مسمى مع انتهاء الهدنة وتصريح للحكومة استبعد أي تفاوض على وضع الرئيس بشار الأسد، وانه من المنتظر أن يخلف انهيار مباحثات جنيف فراغًا دبلوماسيا قد يسمح بمزيد من التصعيد في الحرب التي تؤججها خلافات القوى الأجنبية وبينها الغريمتان إيران والسعودية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن سوريا "تتمزق" بسرعة، وأنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء واشنطن وموسكو، مضيفا "لن يخدم هذا مصالح أي منا."
كان الكرملين، أعلن من قبل أن بوتين وأوباما اتفقا خلال مكالمة هاتفية على المساهمة في تعزيز نظام وقف الأعمال العدائية في سوريا، وكذلك على وضع تدابير إضافية للتعامل مع خروقات الهدنة في سوريا، وأن الرئيسان بشكل مفصل الوضع في سوريا، وأكدا عزمهما على المساهمة في تعزيز نظام وقف الأعمال العدائية في هذه الدولة، وكذلك توفير وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة".
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة
تمت الإشارة إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة تعزيز تنسيق جهود الدولتين على الصعيد السوري، بما في ذلك عبر الأجهزة الأمنية ووزارتي الدفاع، ومن أجل ذلك سيتم وضع تدابير إضافية للتعامل السريع مع خروقات نظام الهدنة".
من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه سيطلب من موسكو وواشنطن التدخل في حال استمرار الخلافات بين الأطراف المشاركة في مباحثات جنيف.
وكان منسق الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب أكد أن الهيئة قررت تعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف، وبرر حجاب وقف المشاورات في جنيف والمغادرة بأن الحكومة لم تنفذ التزاماتها، مشيرًا إلى أن عدد البلدات المحاصرة في سوريا ازداد وازدادت معاناة السوريين، ولم يفرج حتى الآن عن أي معتقل مع بقاء أكثر من ألفي معتقل في السجون السورية.
وأكد تشكيل لجان خاصة لتقصي الحقائق في سوريا عبر مجلس الأمن الدولي، ودعا لإشراف أممي لمراقبة الهدنة في سوريا، لافتًا إلى أن قرارات الأمم المتحدة شملت فك الحصار وإدخال المساعدات وإطلاق المعتقلين السياسيين ووقف القصف وعمليات التهجير القسري والإعدام التعسفي.
أوضح بقوله " لم يجر الإفراج عن أي معتقل حتى الآن ولا يزال هناك أكثر من ألفي معتقل سياسي في السجون السورية، والجانب الإنساني لم يتقدم وأكثر من 60% من المساعدات الأخيرة شملت مواد تنظيف.
شدد رياض حجاب على أن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي يجب ألا يستند إلى دستور عام 2012 لأنه غير قانوني وتم إقراره تحت القصف، وأنه لاوجود لحكومة وحدة وطنية أو حكومة موسعة في أي من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسوريا.
دعا حجاب إلى دعم "الثوار ومدهم بالسلاح"، متداركا بأنه "لدينا الكثير من البدائل التي ستنهي النظام السوري".، وطالب حجاب الفصائل المسلحة في سوريا بعدم التخلي عن السلاح حتى "يسقط نظام بشار الأسد"، مؤكدا عدم قبول أي عملية سياسية تعمل على إطالة أمد هذا النظام.
قبل مغادرة جنيف قال رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات إنه لا توجد أي فرصة للعودة للمفاوضات في ظل انتهاكات النظام للهدنة ومنع وصول المساعدات الإنسانية وتجاهل قضية المعتقلين.
دى ميستورا
دى ميستورا
ورفض حجاب وهو يتحدث بغضب واضح أي احتمال لبقاء الأسد في السلطة وقال إن الرئيس السوري واهم.
في حين أعلن بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية للمفاوضات إن فريقه سعى لتشكيل حكومة موسعة كحل لإنهاء الحرب لكن المعارضة ترفض مثل هذه الفكرة بعدما قاتلت لخمس سنوات من أجل إزاحة الأسد عن السلطة قبل أن تتعزز فرص بقاء الرئيس بفضل الدعم العسكري من إيران وروسيا.
وتتهم دمشق فصائل معارضة بالمشاركة في هجمات تشنها جبهة النصرة التي لا يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية كما لا يشمل الدولة الإسلامية.
قال الجعفري إن التفويض الممنوح لفريقه في جنيف يقف عند حد تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنه لا يوجد تفويض بأي شكل من الأشكال لمناقشة قضية الدستور التي تعني تشكيل دستور جديد أو مناقشة الانتخابات البرلمانية أو وضع الرئاسة، مضيفا بقوله " هذه أمور لا علاقة لأي طرف في جنيف بها وإنها ستتم حين يتوصل الشعب السوري لاتفاق.
وأكد مراقبون أنه مع استمرار القتال وتكثيف الغارات الجوية على مناطق تسيطر عليها المعارضة حثت فصائلها دولا أجنبية على تزويدها بوسائل للدفاع عن تلك المناطق في إشارة مبطنة لأسلحة مضادة للطائرات تطالب بها المعارضة منذ فترة طويلة.
من ناحية أخرى كشفت  صحيفة "أرجومينتي نيديليه" أن الغرب قد فقد الرغبة في الحروب بعد سوريا وأشارت إلى تحول واضح في عقول المحللين الغربيين مستشهدة بتعليق لـ"وول ستريت جورنال" المؤثرة، وأشارت الصحيفة الروسية، إلى ما أوصت به "وول ستريت جورنال" الرئيس الأمريكي المقبل في مقال تحت عنوان "تعلموا من بوتين"، إذ نصحته بأخذ العبرة من دروس الحرب الروسية في سوريا.
نوهت الصحيفة الروسية، إلى أن نظيرتها الأمريكية في وصاياها، إنما استندت إلى مقولة مأثورة لفلاديمير لينين الذي أكد فيها أن "إتقان فنون الحرب لا يتم إلا في المعارك الحقيقية".، والتأكيد على  أنه، وإذا ما تم النظر إلى القضية بجدية أكبر، يتضح أن الأمريكان صاروا يواجهون صعوبات كبيرة، حيث يجاهد البيت الأبيض في صد الانتقادات التي تترامى عليه من كل حدب وصوب، وحتى من إسرائيل الحليف الذي كانت تعتبره واشنطن حتى القريب، الحليف الأكثر موثوقية في الشرق الأوسط.
بوتين واوباما وتنسيق
بوتين واوباما وتنسيق مستمر
وأكدت الصحيفة على أن ما صرح به نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يائير غولان، الذي اعتبر أن إفراط واشنطن في استخدام القوة، لا يلبي مصالح الولايات المتحدة. ولفتت النظر في هذه المناسبة إلى ما أكده حول أن "قدرات الجيش الأمريكي لا تفوق كثيرا قدرات نظيره الإسرائيلي كما يشاع، بل أن جيش واشنطن يتفوق على جيش تل أبيب في بعض المجالات، فيما لا يضاهيه في أخرى".
والتأكيد على أن تصريح المسؤول العسكري الإسرائيلي أثار ضده موجة عارمة من الانتقادات في صحافة بلاده، التي كالت له سيلا من الاتهامات أقلها الإفراط في الثرثرة، معتبرة عموما، أن التستر على الحقيقة فضيلة، محذرة من اغتياظ البنتاجون من الدولة العبرية وعزوفه عن تخصيص المساعدات المالية لتمويل الدعم العسكري لإسرائيل، وهو ما أجج الغضب الإسرائيلي على غولان كذلك، أنه لم يكتف بما قال، ولم يتوقف عند حده، بل شرع في الإطراء والثناء على روسيا. ونقلت عنه الصحيفة الروسية قوله: "موسكو على يقين تام بمطالبنا، والروس أناس غاية في الدهاء، خلافا للتصور العام الذي صيغ عنهم في الأعمال السينمائية والأدبية، والحديث إليهم ممتع عموما. روسيا قوة كبيرة للغاية يتوجب علينا الحفاظ على حوار نوعي ومهني معها، وبغض النظر عن عدم تطابق مصالحنا التام مع مصالحها، علاقاتنا مع الروس على ما يرام، وأنا سعيد للحوار الذي دار بيني وبينهم".
وخلصت الصحيفة الروسية، إلى أن النبرة الإسرائيلية لقيت أصداءها في واشنطن، الأمر الذي حمل الصحيفة الأمريكية ومحلليها على إصدار التوصيات للرئيس الأمريكي المقبل، ودراسة التجربة الروسية في سوريا بإمعان.
وبالوقوف على هذه التوصيات، اعتبرت "أرجومينتي نيديليه"، أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش عكف على إثارة الحروب باسم ديمقراطية ضبابية، وصار بعد اندلاعها يتضرع إلى ربه أن يظهر في البلد الذي احتله ولو شخصان اثنان يفقهان السبب من قدوم جيشه إلى بلدهما.
أما أوباما، فقد تميّز عن سلفه حسب الصحيفة الروسية، بانعدام الأهداف الحقيقية لعملياته العسكرية، حيث فضل النأي عن الالتحام المباشر بالعدو وآثر القتال إلى جانب التاريخ، الأمر الذي خلص به كذلك إلى أنه لم يجد ولو شخصين اثنين في البلد المحتل يقويان على فهم خططه ومغزاها، وأوكرانيا مثال ساطع على ذلك.

وأضافت أن نظيرتها الأمريكية أصدرت وصاياها للرئيس المنتظر بالتيمّن بالرئيس الروسي، والوقوف إلى جانب طرف محدد في هذا النزاع أو ذاك، حتى لو كان الطرف المختار سيئا، كما أوصته بالقتال بأيدي الآخرين، وابتكار شروط اللعبة والاحتفاظ بالخطوات التي يمكن تطبيقها انطلاقا من التطورات والمستجدات على الساحة.
وذكّرت الصحيفة الروسية بعد تحليل هذه التوصيات، بأن جميعها قد ابتكرت وصيغت في الغرب أصلا، وأن القضية صارت تكمن في الوقت الراهن في حقيقة انحسار الرغبة لدى الأمريكان في القتال.
وأوردت "أرجومينتي نيديليه"، ما أكده دونالد ترامب الطامح لترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي أكد أن الناتو صار منظمة متقادمة عفا الدهر عنها، وأنه لم يعد لدى واشنطن ما يكفي من المال لإعالته.
كما أعادت الصحيفة إلى الأذهان، ما صرح به ترامب لـ"واشنطن بوست"، حيث قال: "لقد كانت بلادنا عظيمة جدا وغاية في الثراء، فيما صارت الآن بلدا غارقا في الديون، كيف يمكن التخلص من دين تصل قيمته إلى 21 مليار دولار؟ نحن نعكف على حماية الآخرين ونزود حلفاءنا في الشرق الأوسط بأفضل الدروع، فيما نستخدم المدرعات القديمة، حلفاؤنا هؤلاء، يلوذون بالفرار لدى سماع أول طلقة، فيما الأعداء مستمرون في الاستيلاء على مساحات جديدة وجديدة.
وخلصت "أرجومينتي نيديليه" استنادا لما تقدم، إلى أن جميع المحاولات الأمريكية لإلقاء أعباء الحروب على كاهل الاتحاد الأوروبي سوف تبوء بالفشل، إذ لم يعد هناك من يريدون الحرب وينشدونها، وحتى بعد تفجيرات باريس، وبروكسل.

شارك